منع الفنانات من الغناء في رمضان: حلقة تعليمات مفرغة

الخميس 12 حزيران 2014

بقرار من وزارة السياحة والآثار، وبتنفيذ من أمانة عمّان الكبرى، انضمّت فئة جديدة إلى قائمة المحرمات خلال شهر رمضان المقبل: الفنانات، مغنيات كنّ أم عازفات أم راقصات. ببساطة، لكونهنّ نساءً.

قبل أسبوعين، أثارت الفنانة الأردنية هنا ملحس ردود أفعال ساخطة على الأمانة، بعد أن قالت عبرصفحتها على الفيسبوك إن منظمي خيمة رمضانية دعيت للمشاركة فيها أبلغوها أن الأمانة منعت الفنانات من الغناء أو العزف أو الرقص، بموجب تعليمات تنص على منع “استخدام الفنانات والراقصات” في الخيم الرمضانية.

فرح الضمور من دائرة الهوية والاتصال في الأمانة قالت إن التعليمات التي تصدر على أساسها تراخيص الخيم الرمضانية صدرت عن وزارة السياحة والآثار عام 2012، لكن هذه المرة الأولى التي يتم تفسير ذلك البند بشكل يمنع أحدًا من الغناء. وحسب ما أُبلغ منظمو الخيمة التي دعيت إليها ملحس، فإن فئة “الفنانات” لم يكن يُقصد بها المغنيات (لكن الرقص بكل أشكاله ممنوع في رمضان).

وسعيًا لتجنب هذا الخلط ولتبديد “الإيحاء السيء” الذي يسببه وضع عن الفنانات والراقصات في سياق واحد، بحسب ملحس، أبدت الأمانة تجاوبًا مع مطالب تغيير التعليمات. تقول الضمور: “بناء على المطالبات التي وصلتنا مباشرة أو تابعناها في الإعلام الاجتماعي، خاطبنا الجهات المسؤولة في دائرة رخص المهن والإعلانات (في الأمانة) ورُفعت مطالبة لوزارة السياحة والآثار لتغيير هذا البند من التعليمات”.

وبالفعل، أصدرت الأمانة الأسبوع الماضي نسخة جديدة من التعليمات، استبشرت بها ملحس ومنظمو الفعالية التي دعيت إليها، لكن البند السابق تبدل لينص على منع استخدام “الفنانين” في الخيم الرمضانية “إلا بعد إحضار موافقات من وزارة الداخلية ووزارة السياحة والآثار”.

حين حاول منظمو الخيمة استصدار هذه الموافقة من وزارة الداخلية، طُلب منهم، بحسب ملحس، التوقيع على تعهد بقيمة 15 ألف دينار بألا يخرقوا التعليمات الخاصة بالوزارة في هذا الصدد، والتي من بينها منع “اصطحاب الفنانات”. هذه التعليمات الجديدة صدرت -كما سابقتها- عن وزارة السياحة والآثار وتبنّتها وزارة الداخلية.

مسلم عصفور، مدير الرخص في وزارة السياحة والآثار، بتّ  في أمر هذا التضارب بالقول إن منع الفنانات من تقديم عروض خلال رمضان ما زال ساريًا كما كان، سواء شمل ذلك غناءً أم عزفًا أم رقصًا، نظرًا لما أسماه “حرمة الشهر الفضيل”.

رئيس قسم تراخيص المهن في الأمانة، حسين الخطيب، قال أن الأمانة لا سلطة لها على تعليمات الوزارة، وإن الأمانة ستمنح التراخيص لكل من يستصدر الموافقات اللازمة من وزارتي الداخلية والسياحة والآثار، دون تدخل من الأمانة في ذلك.

لكن الخطيب لم يكن قد أبدى اعتراضًا على قرار وزارة الداخلية بمنع الفنانات من الأداء في رمضان، حين صرّح لعمّان نت قبل أسبوعين بأن قرار الوزارة جاء “لضمان عدم خدش الحياء العام وحرمة الشهر الفضيل“.

من المفروض أن هذه التعليمات تقتصر على الأداء في الخيم الرمضانية. إذ ستشارك فنانات أخريات أردنيات وعرب في مهرجان جرش الشهر المقبل أي خلال رمضان، لكن المهرجان يقع ضمن صلاحية وزارة الثقافة لا أمانة عمان، بالتالي لا تنطبق عليه تعليمات وزارة السياحة.

قالت لين حمّاد أنها منعت من الغناء خلال رمضان قبل سنتين عندما شاركت فرقة “Empty Chair” الغناء في أحد المطاعم، ليتجه رجل شرطة إلى مدير المطعم ويطلب نزولها عن المنصة.

لكن تطبيق التعليمات نفسها كان متذبذبًا، فقد سبق وشاركت فنانات أردنيات قبل عامين بفعاليات عامة كانت بتنظيم الأمانة ووزارة السياحة والآثار أو بترخيص منهما. فقد شاركت الفنانة مكادي نحّاس في مهرجان عمان في رمضان عام 2012، كما شاركت الفنانة هيفاء كمال وفرقة نايا في مهرجان ليالي القلعة في السنة ذاتها، في وقت كانت فيه تعليمات وزارة السياحة والآثار التي تمنع “استخدام الفنانات” سارية.

في الوقت نفسه، تفاوت إنفاذ المنع في الحفلات المقامة في المواقع الخاصة، فبينما قالت ملحس إنها لم تواجه مشاكل في حفلات سابقة شاركت فيها في أماكن خاصة، قالت لين حمّاد أنها منعت من الغناء خلال رمضان قبل سنتين عندما شاركت فرقة “Empty Chair” الغناء في أحد المطاعم، ليتجه رجل شرطة إلى مدير المطعم ويطلب نزولها عن المنصة.

وسط كل هذا التخبط في الصلاحيات والتنفيذ، تبقى النتيجة النهائية هي منع هنا ملحس وغيرها من الفنانات من تقديم عروضهن خلال رمضان.

*الصورة أعلاه من موقع شترستوك

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية