في ذكرى زلزال القاهرة: أسوأ عشر زلازل في العالم العربي في مئة سنة

الأحد 12 تشرين الأول 2014

في الساعة الثالثة وتسع دقائق عصرًا من مثل هذا اليوم قبل 22 عامًا ضرب مصر أحد أسوأ الزلازل في تاريخها الحديث. ورغم أن الزلزال لم يكن ذا قوة عالية على مقياس ريختر، إلا أنه أحدث دمارًا واسعًا وأثار جدلًا مستمرًا حول فشل مؤسسات الدولة في التخطيط لحماية مواطنيها من الكوارث الطبيعية، وجعل احتمالية الزلازل أكثر واقعية في منطقة لطالما ظنت أنها بعيدة عنها.

نظرة سريعة في تاريخ أعنف الزلازل في المنطقة في المئة سنة الأخيرة من حيث عدد الضحايا تظهر أن الحروب ليست وحدها ما قد يقتل الإنسان في العالم العربي.

زلزال نابلس 1927

الزلزال الذي يعرف أيضًا بزلزال أريحا هو أحد أشد الزلازل تدميرًا في المشرق العربي في القرن العشرين. ضرب هذا الزلزال وسط فلسطين والأردن في 11 تموز لمدة 15 ثانية، إذ كان مركزه في غور الأردن، وتحديدًا قرب جسر داميا الذي انهار ليقطع تدفق نهر الأردن لقرابة يوم كامل.

قُدّرت شدته بـ 6.2 درجات على مقياس ريختر، وراح ضحيته قرابة 500 قتيل، قرابة مئة منهم في الأردن. وكانت مدن نابلس والسلط والقدس وأريحا الأشد تأثرًا به، إذ دمّر بالكامل ما لا يقل عن 600 مبنى.

زلزال الشْلِف 1954

في التاسع من أيلول، ضرب زلزال بقوة 6.8 درجات ولاية الشلف المطلة على المتوسط في شمال الجزائر (والتي كانت تسمى سابقًا ولاية الأصنام)، ليقتل 1250 شخصًا ويصيب حوالي 3000 آخرين.

هذا الزلزال المدمر لم يكن الأول -ولا الأخير- في تاريخ الولاية الجزائرية الحديث. فكون ساحل الجزائر الشمالي الأقرب لخط التقاط الصفحية التكتونية الإفريقية والصفيحة الأوروآسيوية يجعلها عرضة للزلازل بشكل مستمر. شدة الزلزال تسببت في قطع ثلاث كوابل هاتفية رئيسة في البحر المتوسط.

زلزال شحيم 1956

مثل زلزال نابلس، كان الزلزال الذي ضرب لبنان عام 1956 متركزًا في بلدة شحيم في قضاء الشوف ناتجًا عن تحرك على جانبي أحد امتدادات صدع البحر الميت الممتد من نهاية البحر الأحمر حتى جبال طوروس في تركيا.

يوم 16 آذار من ذلك العام، ضربت لبنان هزّتان متتاليتان فصلت بينها 15 دقيقة فقط، قُدّرت الأولى بـ4.8 درجات والثانية بـ5.1 على مقياس ريختر. وتسبب الزلزال بتدمير 6000 بيت كليًا و17,000 بيت جزئيًا ومقتل 136 شخصًا. وقد تركت شدة الزلزال في البلدة حتى اليوم شقًا في الأرض سمّي “شّق العجوز”.

زلزال المرج 1963

مساء 21 شباط، ضرب ساحل ليبيا الشمالي زلزال بقوة 5.3 درجات كان واحد من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ ليبيا الحديث.

تركّز الزلزال في مدينة المرج وتسبب في خراب أكثر من نصفها بالكامل ومقتل قرابة 300 شخص. بسبب الدمار الذي لحق بالمدينة، بنيت عام 1970 مدينة بديلة قربها سمّيت مدينة المرج الجديدة.

زلزال الشْلِف 1980

للمرة الثانية في أقل من ثلاثة عقود، ضرب ولاية الشلف الجزائرية قي 10 تشرين أول زلزال مدمر بقوة 7.3 درجات على مقياس ريختر، تبعته هزة ارتدادية بقوة 6.3 درجات بفارق ثلاث ساعات.

دمّر الزلزال قرابة 80% من مدينة الشلف عاصمة الولاية، وتسبب في مقتل قرابة 3,500 شخص، كما دائرة الدمار امتدت بقطر 160 كيلومترًا من مركز الزلزال. حتى اليوم، يمتد صدع أرضي بارتفاع 6 مترات على مدى 36 كيلومترًا نتيجة للزلزال الذي كان الأقوى في جبال أطلس منذ عام 1790.

زلزال ذمار 1982

رغم أن تاريخ اليمن شهد عددًا من الزلازل المدمرة، إلا أن أول زلزال يقاس بدقة في اليمن ضرب في 13 كانون أول 1982، وكان مركزه قرب مدينة ذمار شمال شرق البلاد. تكون الزلزال من هزتين متتاليتين فصلت بينهما 12 ثانية، وبلغت قوة كل منهما 6 درجات على مقياس ريختر.

الزلزال الذي شعر فيه سكان صنعاء ونجران في السعودية خلّف قرابة 2,800 ضحية، وشرد 700,000 شخص، كما دمر كليًا أو جزئيًا 300 قرية يمنية.

زلزال القاهرة 1992

الزلزال المذكور سابقًا ما زال أحد أسوأ الكوارث التي عاشتها مصر في العقود الأخيرة. إذ ضرب بقوة 5.9 درجات لمدته دقيقتين ونصف تقريبًا وكان مركزه قرية دهشورعلى بعد 35 كيلو مترًا جنوب غرب القاهرة، مخلفًا قرابة 370 قتيلًا و3,300 جريحًا ومشردًا حوالي 50,000 شخص، ما دفع السلطات لبناء مدينة السلام الجديدة لإعادة إيوائهم.

الغريب أن ذكرى الزلزال السنة الماضية تزامنت مع هزّة أرضية ثانية ضربت مصر في اليوم ذاته وبفارق بضعة دقائق فقط.

زلزال عين تموشنت 1999

في 22 كانون أول، ودّعت الجزائر القرن العشرين بزلزال ضرب ولاية عين تموشنت شمال غرب البلاد. الزلزال الذي بلغت قوته 5.8 درجات تسبب في مقتل 28 شخصًا وإصابة 181 آخرين، فضلًا تدميره للعديد من المباني التاريخية في مدينة عين تموشنت، عاصمة الولاية.

الزلزال سبب كذلك هزة ارتدادية غربًا في مدينة وجدة المغربية الحدودية بقوة 5.2 درجات، لكنها لم تتسبب في سقوط ضحايا.

زلزال بومرداس 2003

من بين الزلازل العديدة التي ضرب الجزائر في المئة سنة الماضية، كان زلزال مدينة بومرداس الساحلية أحد أشدها تدميرًا. فالمركز الأرضي للزلزال الذي ضرب بقوة 6.8 درجات كان على بعد 10 كيلومترات فقط من سطح الأرض.

قتل الزلزال 2,266 شخصًا وأصاب 10,261 آخرين، كما سبب دمارًا واسعًا ترك 150,000 شخصًا بلا مأوى.

زلزال الحسيمة 2004

كما هي الجزائر، فالمغرب أيضًا تشهد نشاطًا زلزاليًا واسعًا لوقوعها على خط التقاء الصفيحتين الإفريقية والأوروآسيوية. في 24 شباط 2004، ضرب زلزال بقوة 6.4 مدينة الحسيمة في شمال شرق المغرب متسببًا في مقتل 629 شخصًا وإصابة 926 وتشريد أكثر من 15,000 آخرين.

المنطقة ذاتها كانت قد شهدت زلزالًا بقوة 6 درجات على مقياس ريختر قبل ذلك بعشر سنوات، لكنه لم يسفر عن سقوط ضحايا.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية