تصوير وإعداد حسام دعنة
بين السيارات الصاخبة وباعة الأرصفة، يسير العمّانيون في شوارع وسط البلد دون أن يلتفتوا على جوانبها إلى الأزقة العديدة التي تنتهي بمداخل أبنية عتيقة ومعتمة. كثير من هذه الأبنية شبه خالية من أية أعمال ولا يستوطن أبوابها سوى عجائز ضجرون، لكن بعضها شهد قبل خلوّه سنوات من الأضواء.
في وسط البلد سينمات قديمة بعضها أغلق وهُجر وبعضها ما زال يعرض بأقل من طاقته. ورغم أنها جذبت في وقت ما بعض أبرز نجوم السينما العربية في العروض الأولى لأفلامهم، إلا أنها قلة هم من يعرفون عنها اليوم في مدينتها. سينمات مثل البترا ودنيا والفيومي والإنارة والفردوس بدأت عروضها منذ أكثر من خمسين سنة، ثم تبعتها سينمات أخرى، ليصبح الغبار الجمهور الوحيد للعديد منها الآن.
حبر يأخذكم إلى داخل ثلاث من أقدم سينمات عمان المهجورة أو المنسية: الحسين، فلسطين والحمرا.
سينما الحسين (1959)
مع توأمها سينما فلسطين، كانت سينما الحسين في واحدة من أهم سينمات عمان خلال «العصر الذهبي» لها، في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، قبل أن تغلق أبوابها قرابة عام 2003. حين أسس إبراهيم الطاهر وإخوانه السينماتين عام 1959، كانت أسعار التذاكر تتراوح بين الثلاثة قروش ونصف والتسعة قروش. وكان أول فيلم عُرض فيها هو الفيلم الأمريكي «عشرون ألف فرسخ تحت الماء» (1954).
حين عُرض فيلما «ولدي» و«طريد الفردوس»، حضرهما نجمهما فريد شوقي، كما حضرت مجموعة «ثلاثي أضواء المسرح» أحد أفلامها في سنوات السبعينيات.
سينما فلسطين (1959)
ببطء ودون جمهور يذكر، ما زالت سينما فلسطين تعرض بعض الأفلام التي كانت عرضتها أول مرة قبل عقود. حينذاك، كانت السينما تستقبل قرابة 30 زائرًا يوميًا. ويشهد على عدد الأفلام التي عرضتها السينما خلال هذه السنوات أرشيفها الضخم من الملصقات التي أصبحت تبيعها اليوم لهواة التصاميم الكلاسيكية.
سينما الحمرا (1960)