حين يذهب علي إلى عمله كمنجّد أثاث في جبل اللويبدة، لا تبدو هيئته مختلفة كثيرًا عن باقي زملائه. لكن في المساء، يختلف الأمر. قد يظن من يراه أنه في طريقه إلى مناسبة خاصة، لكن بالنسبة لعلي صرصور (22 عامًا)، كل يوم هو يوم البدلة.
منذ أن بدأ تصميم بدلاته قبل ثلاث سنوات، لم يعد علي يرتدي سوى البدلات التي يصنعها بنفسه، والتي بلغ عددها حوالي الثلاثين.
بعد سنوات من تصميم القمصان والبناطيل، بدأ تعلّق علي بالبدلات والتزامه بصناعتها حين اشترى بدلة جاهزة، ثم مرّ بشخص يرتدي بدلة مماثلة، ولوهلة ظنّ أنها البدلة ذاتها، ووجدها تبدو «بشعة» عليه.
يختار علي كل ما يتعلق بتصميم بدلاته، من نوع القماش ولونه إلى لون الخيوط والأزرار، ويعمل مع خياط على إنجازها. لبعض بدلاته، حصل علي أقمشة خاصة من لبنان وبريطانيا والولايات المتحدة. ورغم أنه الأمر يكلّفه وقتًا ومالًا أكثر من شراء البدلات الجاهزة، إلا أن علي يستمر يسعى لأن يكون «مميزًا»، و«يلبس على كيفه».
تصوير معاوية باجس
دونم ونصف في «وادي جديتا»، هو فقط ما وصل إلى محمد بني ملحم (65 سنة) من الـ15 دونمًا، هي مساحة الكَرْم الذي كان يملكه جده في خمسينات القرن الماضي، وقُسّم بعد وفاته بين أولاده، ثم أعيد تقسيمه بين الأحفاد: هو وأخوته. لهذا لم يستطع أن يفعل ما فعله ...
قد تكون خارجًا من بيتك لتملأ الماء فتصيبك قذيفة خلال حرب دائرة في بلدك، أو طفلًا تلعب في حديقة المنزل وتلدغك أفعى، فلا تعود لمنزلك كما خرجت، وتفقد طرفًا أو أكثر من جسدك، ويعتقد الآخرون أن ذلك سيغيّر حياتك للأبد.
في مستشفى المواساة التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في عمّان، قابلنا ...