مع استمرار الحصار على قطاع غزة للعام التاسع على التوالي، يلجأ الغزيون في وجه الإغلاق الكامل لجميع المعابر الحدودية إلى الهرب نحو متنفسهم الأخير: البحر.
يعتبر البحر المنفذ الوحيد لسكان القطاع، ويشكل مصدرًا غذائيًا غنيًا بالرغم من كل القيود والاعتداءات الإسرائيلية التي يعايشها الصيادون يوميًا في عرض البحر. عدا عن ذلك، تفرض إسرائيل طوقًا بحريًا على مناطق الصيد بحيث تسمح بالوصول لمسافة ثلاثة أميال بحرية فقط، مما يؤثر على كمية الصيد.
يشير تقرير صادر عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى أن تحديد مساحة الصيد في بحر غزة والاعتقالات التي تشنها بحق الصيادين تؤثر معيشيًا على عشرات آلاف الغزيين ممن يعتاشون على هذه المهنة الصعبة. كما خفضت هذه القيود وبشكل ملموس حجم الاصطياد وبالتالي مردود صيادي السمك في غزة. وبالرغم من اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل حول توسيع مساحة الصيد إلى ستة أميال بحرية، عادت إسرائيل بعد فترة وجيزة لتقلّص هذه المساحة، لتضيف عائقًا آخر أمام الصيد إلى جانب التهديد المباشر بإطلاق النار على الصيادين.
في الأسبوع الماضي، ضربت المنطقة عاصفة قوية محملة بالأمطار والرياح الشديدة. خلال هذه الأجواء غير المستقرة، يتوقف الصيادون عن ممارسة مهنتهم بسبب استحالة الصيد، وترسو سفنهم في الميناء. لكن عندما ترسو السفن وتعلو الأمواج يظهر ممارسو رياضة ركوب الأمواج.
خلال جولة على شاطئ مدينة غزة، التقيت ببعض الشباب الذين يمارسون هذه الرياضة في الجو العاصف. راكب الأمواج طه بكر (26 عامًا) والملقب بـ«الدولفين» يقول: «أمارس هذه الرياضة منذ أن كان عمري 12 عامًا، وهي الطريقة الوحيدة التي تمكنني من التعبيرعن أفكاري بحرية». اتجه طه وأصدقاؤه للبحر كوسيلة أخيرة للتعبير عما في داخلهم وكمنفذ أخير يلجأون إليه للهرب من الأوضاع التي يعيشونها قطاع غزة. يضيف: «هناك أيام معدودة تناسب هذه الرياضة وهنا تكمن الخطورة، لأن الامواج التي تناسبنا يجب أن تكون ذات ارتفاعات كبيرة حيث لا تتواجد إلا في فصل الشتاء خلال العواصف». لا يطمح طه إلى توسيع نشاطه في الفترة الحالية. كل ما يفكر فيه هو متى سوف تشتد سرعة الرياح حتى تكون الأجواء مناسبة لممارسة رياضته المفضلة.
وعلى الرغم من حدة العاصفة إلا أن الناس في غزة استمروا في محاولة الترفيه عن أنفسهم، وكالمعتاد كان البحر من الخيارات القليلة المتوفرة للناس في غزة لفعل ذلك في ظل الظروف الاجتماعية والسياسية القاتمة.













