خمسة عشر كتابًا: كيف شكلت الحرب الأهلية الرواية اللبنانية

الأحد 12 نيسان 2015
lebanese-war-books

ترجمة مرام النبالي

حملت الستينات تغيرات عدة للبنان كما لدول العالم، كان من بينها نهضة مصغرة للأدب اللبناني. الروائي اللبناني راوي حاج علّق على ذلك عبر مقابلة في 2013: «كان هناك نوع من التجديد»، مضيفًا إنه «تكوَّن في لبنان مجتمع تقدمي، تحديدًا في منطقة الجامعة الأمريكية في بيروت وحول راس بيروت».

كان عصرًا من الانفتاح على أدب العالم والتجريب المنهجي، مع إنجازات مهمة للكاتبين إلياس الديري ويوسف حبشي الأشقر، وآخرين. انتعشت دور النشر ووجدت الكتب التي لم يمكن طباعتها في الدول المجاورة لسبب أو لآخر طريقها إلى لبنان.

لكن الحرب بدأت تلوح في الأفق في أوائل السبعينات. وبدأ صراع الأعمال الأدبية مع ما سيكون حربًا أهلية ستستمر 15 عامًا، كرواية الأشقر «لا تنبت جذور في السماء»، و«طواحين بيروت» ليوسف عوّاد، الرواية التي حمل تحليلها نبوءة بالحرب القادمة.

تعطّل النشر مع اندلاع الحرب عام 1975، لكنها لم توقف التجارب الأدبية. استمر الكُتَّاب بالكتابة خلال الحرب، بعضهم في لبنان والبعض الآخر في المنفى، واضعين كل المواضيع المتعلقة بالهويّة اللبنانية تحت الاختبار.

كتبت الروائية إيمان حميدان في بريد الكتروني إن الحرب «دمرت  الأخلاق السائدة التي وضعتها السلطة السياسية الحاكمة (المارونية)، وأعطت لأطراف بيروت المهمشة صوتًا. مع أن شخصيات روايات حنان الشيخ، وهدى بركات، ورشيد الضيف كانت ناتجًا حضريًا، إلا أنها أتت من المناطق المهمشة أساسًا».

وتابعت حميدان: «أذكر حين كنت في بداية سنوات المراهقة، لم تعرض المسلسلات التلفزيونية قصصًا لأشخاص من المناطق الطرفية المهمشة كالجنوب على سبيل المثال، وكأن المناطق الجنوبية لا وجود لها أساسًا. وإن ظهرت شخصية من الجبل، كان ذلك للسخرية منها لا أكثر. حطمت الرواية كل تلك الصور النمطية كخطوة لفهم المجتمع اللبناني».

منذ عام 1975، لم تتوقف الرواية اللبنانية عن مصارعة الحرب الأهلية التي ما زالت هوسًا أساسيًا -إن لم تكن الهوس الأساسي الوحيد- للإنتاج الروائي اللبناني، متخطية اللغات والأساليب. حيث استمر الروائيون -ذوو المكانة الدولية- في التطرق للموضوع مرارًا وتكرارًا.

عالج الروائي اللبناني ربيع علم الدين -الذي يكتب باللغة الإنجليزية- الحرب الأهلية اللبنانية بكتاباته منذ صدور روايته الأولى الجريئة والمميّزة «كوولايدز: فن الحرب» عام 1998. روايته الأخيرة «امراة لا لزوم لها»، والتي وصلت إلى القائمة القصيرة لـ«جائزة الكتاب الوطنية» الأمريكية عام 2014، تدور أحداثها خلال الحرب الأهلية وبعدها. قال علم الدين على موقع تويتر أن كتب الحرب الأهلية التي يراها «مهمة لأسباب مختلفة» هي «الست ماري روز» لإتيل عدنان، و«حجر الضحك» لهدى بركات، و«لعبة دي نيرو» لراوي حاج، و«غناء البطريق» لحسن داوود. وأضاف: «ربما عليكِ إضافة شيء ما لرشيد الضعيف ولإلياس خوري». أو بالأحرى أشياءً كثيرة لإلياس خوري.

روايات الحرب الأهلية الممتازة تشمل تلك المتفحصة لفترة ما قبل الحرب، كرواية جبّور الدويهي «مطر حزيران»، التي تبحث في القتل الطائفي عام 1957، وتشمل أيضًا روايات ما بعد الحرب عندما وجب، وتعذّر، على اللبنانيين العودة لحياتهم الطبيعة. يتميّز بين تلك الروايات «يا سلام» لنجوى بركات، «حيوات أخرى» لإيمان حميدان، «تقرير ميليس» لربيع جابر، والرواية المرعبة «يالو» لإلياس خوري.

هناك أيضًا كتب أطفال ممتازة توثق الحرب الأهلية مثل كتاب فاطمة شرف الدين المصوّر «في مدينتي حرب»، ورواية زينة أبي راشد المصورة للقراء الصغار «لعبة السنونو».

استحوذت الحرب على اهتمام رسامي القصص المصورة، من ضمنهم لمياء زيادة في عملها «باي باي بابليون»، ولينا مرهج في «مربى ولبن، أو كيف أصبحت أمي لبنانية»، ومازن كرباج في «طفولة سعيدة».

اختصار القائمة لتضم 15 كتابًا -كتاب عن كل عام من الصراع- يترك أعمالًا مهمة ورائعة خارجها، منها تم ذكره سابقًا، ومنها لكُتَّاب غير لبنانيين مثل صنع الله إبراهيم وكتابه «بيروت بيروت»، والتي من الممكن أن تصنع قائمة أخرى بحد ذاتها. هذه القائمة تبدأ بالروايات التي نستكشف من خلالها جذور الحرب وتنتهي بتلك التي تقدّم شخصيات تحاول فهم عالم ما بعد الحرب.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية