إعداد لميس عساف
شهدت البحرين تراجعًا مخيفًا فيما يتعلق بحرية التعبير هذا الأسبوع، فقد صادق ملك البحرين على تعديلات دستورية تسمح بمحاكمة المدنيين في محاكم عسكرية، بالرغم من أن دول المنطقة شهدت حراكات ومسيرات تطالب بإلغاء البند الذي يسمح بمحاكمة المدنيين عسكريًا في دول مثل الأردن، ومصر، وتونس، وعدد من دول الخليج. والآن سينضم هذا الطلب إلى مطالب حركات الإصلاح في البحرين. في هذا التقرير المفيد من موقع ميديا 360، تستعرض هاجر هاشم في خريطة قوانين المحاكمات العسكرية في عدد من الدول العربية.
نشرت إضاءات مقالًا كتبه أحمد محرم عن حرب المخيمات التي لا نتحدث عنها كثيرًا بالرغم من أهميتها في تشكيل الواقع الذي نعيشه اليوم، أو كما يصفها الكاتب: «لا يتذكرها الكثيرون، أو يتناسونها عمدًا لفرط ما جرى فيها من تجاوزات لخطوط حمراء وعنف غير منطقي، إنها حرب المخيمات، أحد فصول كتاب الكفاح الفلسطيني المسلح، وبالتحديد هي أحد سطور الحرب الأهلية اللبنانية».
أما في مدى مصر، فيكتب محمد ربيع عبد الباري تقريره الأول عن الاقتصاد داخل السجون المصرية، وكيف يؤمّن ويهرّب المسجونون المال مقابل خدمات أو منتجات معينة، مثل الدخان أو المواد المخدرة. أحد من قوبلوا في هذا التقرير، سجين سياسي سابق يروي تجربته ويشرح تفاصيلها، وأقتبس منه: «في سجن برج العرب بالإسكندرية، يدفع السجناء أموالًا لدخول عنابر الأثرياء، والتي تتوفر فيها سبل راحة وأدوات أفضل، مثل التلفزيون والثلاجة والتكييف والوسائد وسخان كهربائي للحمام، وتصل قيمة الليلة الواحدة للإقامة في العنبر لما بين ألف و1500 جنيهًا».
كان التفكير في تبديل العمال بالآلات يشغل تفكيري منذ فترة طويلة، والحديث عن الموضوع دائمًا ما يأخذ عدة جوانب منها ما يعادي التكنولوجيا لأنها ستبدل العمّال الفقراء والكادحين من أصحاب البشرة الملونة الذين يعد العمل في مهن خطيرة داخل مصانع أو محاجر ربما المكان الوحيد لهم لتأمين المبالغ البسيطة التي توفر لهم قوت يومهم. أما الجهة الثانية فتدافع أن التكنولوجيا أنقذت وستنقذ العديد من الأرواح، فهي أكثر دقة من البشر وستجنّبهم هذه المهن الخطيرة التي قد يكلف رأس المال روبوت بأدائها بدلًا من أشخاص قد يخسرون حياتهم، وهو ما سيفتح المجال أمام وظائف جديدة ستظهر بالتأكيد. كان فيديو قصير لقناة على يوتيوب أول من شرح لي بصراحة التقدم التي وصلت إليه الروبوتات اليوم، والخطر الذي علي أن أفكر فيه عند التخطيط للمسار المهني الذي أود اتخاذه.
أما هنا، فأعرض مادة من موقع بالأحمر للكاتب مارتن ابتشيرتش، ترجمها للعربية عزة خليل. والمقال برأيي في غاية الأهمية، إذ لا تطرح الفكرة السابقة من وجهة نظر ماركسية فقط، بل تتحدث عن محاولة رأس المال لفرض السيطرة والتحكم بالموظفين والعمال لضمان «إنتاجيتهم». ومن هذا المقال الطويل المنشور على جزئين اقتبس: «بإمكاننا توقع وجود دافع متزايد دائمًا لدى أصحاب العمل نحو مراقبة وتسجيل وضبط عملنا، ووضع أهداف يتم تعميمها عبر المصنع والمكتب والقطاع والمهنة. ولا شك في أن القياس الكمي المتزايد لناتج العمل، والنابع من الديناميكية السالف ذكرها، هو جذر ثقافة المستهدف، والخبرات الاغترابية الأخرى التي تحيط حياة العمل الحديثة، ليس فقط في عملية الإنتاج في عنابر المصنع، ولكن أيضًا في الوظائف الخدمية والإدارية. ويمتد تعطش أصحاب العمل للقياس الكمي إلى كافة أبعاد عملنا، بحيث لا يبدو أن هناك عمل أو مهنة يمكنها الهرب منه. وتوضع الأهداف داخل جداول عملنا، وتراقب وتضبط من خلال تقييم وتقدير الكفاءة والقدرة، والإجراءات العقابية».
وأخيرًا، رصيف 22 تترجم جزء من شهادة اللاجئة الإيرانية دينا نايري التي نشرتها على الغارديان منذ أيام. في هذه الشهادة المفصّلة والجميلة، تروي دينا كيف تُحمّل المجتمعات المضيفة اللاجئين عبء تبرير أنفسهم وكيف تشعرهم بالدونيّة كونها استضافتهم. ولماذا ليس عليها تبرير انتمائها لبلدها الجديد أو حتى الاستحياء من إرثها في بلدها الأصلي. ومن هذه الشهادة اقتبس: «وصلنا إلى تلك المرحلة التي نراعي فيها توقعات الآخرين عنا، حيث علينا طمس سحنتنا القديمة وهوياتنا السابقة – وكل سمة أو رغبة كانت قد صنعت منا ما نحن عليه – لصالح أمريكا التي كانت أفضل، لفكرة أننا محظوظين وأن علينا التواضع لكوننا فيها».