أحمال ثقيلة: عن اللجوء والولادة

الثلاثاء 20 حزيران 2017
تصوير دانة جبريل

قبل أربع سنوات، لجأت حنين* من درعا إلى إربد. تزوجت قريبها وحملت بطفلها الأول قبل أن تتم السادسة عشرة من عمرها. لم تكن تعرف أين تتوجّه في بداية حملها، فزارت طبيبًا خاصًا أبلغها بأن صحتها وجنينها جيدة، لكنها اضطرت للإنجاب بعد ذلك بثلاثة أيّام، وهي ما تزال في نهاية شهرها السادس، فتوفي الجنين لعدم اكتمال نمو الرئتين والكبد.

بعد تجربتها الأولى المؤلمة، أنجبت حنين مرتين في مستشفى إربد التخصصي، في قسم رعاية الأمومة والطفولة التابع لأطباء بلا حدود، وفهمت بأنها يمكن أن تتعرض لعدم ثبوت الحمل، ولفقر الدم الشديد خلاله، ما يعني حاجتها لعناية أكثر والتزام أكبر بالمراجعات.

فقر الدم الشديد من أبرز ما تعانيه الأمهات السوريات الحوامل، والذي تزيد نسبته بين السوريات مقارنة بالأردنيات، وكثيرًا ما يتطلب نقل وحدات دم للأم قبل الولادة، بحسب ميسون حجازي، مسؤولة القابلات في المستشفى.

الصعوبة الأخرى بالنسبة للاجئات السوريات اللواتي يتابعن حملهن في ذات المستشفى هي الالتزام بالمراجعة أثناء الحمل. بعد أن توقفت المستشفيات الحكومية عن تقديم الخدمة مجّانًا للاجئين منذ عام 2014، أصبحت الخيارات القريبة من أماكن سكنهن محدودة جدًا. الوصول إلى المستشفى في إربد يكلفهنّ بدل مواصلات قد لا يكنّ قادرات عليه، وأحيانًا يؤدي إلى صعوبات أكبر في الحمل والولادة كما حصل مع سمر*، الأم السورية القادمة من حلب، والتي تهرّبت من مواعيد المراجعات بسبب تعب طريق الرحلة من جرش إلى المستشفى في إربد.

مشروع أطباء بلا حدود للأمومة والطفولة في مستشفى إربد التخصصي انطلق في نهاية عام 2013 ويستهدف اللاجئات، خاصّة السوريات، اللواتي كانت حنين وسمر من بينهم، إضافة إلى الأردنيات غير المؤمنات بنسبة أقل، بحسب حجازي.

استمعوا إلى قصص أمّهات سوريات يروين تجاربهن مع الحمل والولادة، في الحلقة الرابعة من بودكاست «الرحلة» الذي يتناول حالات إنسانية لأشخاص نجوا من الحروب والأزمات ويتلقون العلاج من منظمة «أطباء بلا حدود».

البرنامج من إنتاج حبر ومنصة صوت المعنية بتوفير مساحة صوتية من وإلى العالم العربي، بدعم من وشراكة مع منظمة أطباء بلا حدود.

*تم تغيير الأسماء بناءً على طلب صاحباتها حفاظًا على خصوصيتهن.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية