الصحة إثر الحرب: عندما لا تستطيع الهروب من الزعل

الأحد 18 حزيران 2017

تؤدي الحروب في العادة إلى ظهور حالات صحية طارئة تتطلب علاجاً فوريّاً من ضمنها الإصابات الجسدية الناتجة عن القصف والقتال، والأمراض المُعدية التي تتفشى أحيانًا في مُخيمات اللجوء. عدد الجرحى في سوريا وصل لغاية 2016 إلى مليون شخص.

لكن ما يغيب عنّا في كثير من الأحيان هو تأثير الحرب على الأمراض غير السارية، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم. هذه الأمراض أدّت خلال عام 2015 إلى وفاة أربعين مليون شخص، ما يُشكّل 70% من الوفيّات حول العالم.

وسيلة لاجئة سوريا من درعا لجأت إلى الرمثا شمال الأردن قبل ثلاث سنوات. لم تُصب بالحرب ولم تتعرّض إلى أمراض مُعدية، ولكن هذا لا يعني أن الأحداث لم تؤثر على صحتها الجسدية. فلقد أصبحت تُعاني من الضغط المرتفع هذا العام لما تعتقد أنّه نتيجة لقلقها وتوترها على أبنائها الذين بقيوا في سوريا. توافقها الرأي الدكتورة دينا قعدان أخصائية طب الأسرة في عيادة الرمثا للأمراض غير السارية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود والتي توفر للاجئين السوريين العلاج المجاني لهذه الأمراض، حيث تؤكد أن التوتر النفسي الذي يتعرض له السوريون – خاصّة الذين يفقدون أولادهم أو الذين يفترقون عن عائلاتهم – كثيرًا ما يؤثر على حالتهم النفسية ويؤدي إلى ارتفاع الضغط.

وبينما قد يكون وقع الأمراض المُزمنة أو غير السارية بسيطاً أو بطيئاً مقارنة بالحالات الطارئة التي تتطلّب عناية سريعة، إلّا أن العزوف عن مُعالجتها يُسبب مضاعفات طارئة وخطيرة. فقد يكون الضغط المرتفع إحدى أسباب تعرّض وسيلة إلى جلطة دماغية أثرّت على حركة رجلها ويدها اليُمنى.

وبينما قد لا تكون الحرب المُسبب الرئيسي لهذه الأمراض كمرض السكري التي تعاني منه وسيلة قبل نشوب الحرب، إلّأ أنّ النزوح واللجوء لهما أثر كبير في تغيير الروتين اليومي للمرضى بما يشمل ذلك نوعية الأكل والمسكن والنشاط الجسدي وعوامل أخرى تُعتبر مُسببات رئيسية لظهور هذه الأمراض إذا لم يتم ضبطها بالشكل المناسب. كما وتظهر علاقة طردية بين الفقر والأمراض غير السارية بحيث أنّ 80% من المرضى يتواجدون في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل.

ولكن ماذا تعني الصحة لوسيلة التي سلبت منها الحرب أبناءها ومنزلها؟ وكيف تتلقى تعليمات الأطباء الذين ينصحونها بمتابعة حميتها والتخفيف من الزعل في الوقت الذي تسمع فيه أصوات القصف من درعا حيث يقطن أبناؤها؟ أسئلة نجيب عليها في الحلقة الثالثة من بودكاست «الرحلة» الذي يتناول حالات إنسانية لأشخاص نجوا من الحروب والأزمات ويتلقون العلاج من منظمة «أطباء بلا حدود».

البرنامج من إنتاج مجلة حبر الإلكترونية ومنصة صوت المعنية بتوفير مساحة صوتية من وإلى العالم العربي، بدعم من وشراكة مع منظمة أطباء بلا حدود.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية