رحلة «البدوي الملثّم» إلى أمريكا الجنوبية

تصميم محمد شحادة.

رحلة «البدوي الملثّم» إلى أمريكا الجنوبية

الثلاثاء 14 كانون الثاني 2025

كانوا لسنوات طويلة يتحدثون عنه في المجالس العائلية في بلدة الحصن شماليّ الأردن حيث وُلد سنة 1890، وقد عاش طفولته هناك نهايات الحكم العثماني، قبل أن يذهب لدراسة علوم الكهنوت في مدرسة السالزيان في فلسطين، ثم ينشر رواية عام 1912 دفعت عائلته لتهريبه خوفًا من إعدامه من العثمانيين بسبب ما جاء في الرواية.

من القدس أكمل هذا الشاب هجرته إلى إيطاليا لدراسة اللاهوت والفلسفة والموسيقى مبعوثًا من قبل دير الفرنسيسكان، ثم انتقل إلى باريس فترة الحرب العالمية الأولى ونشر فيها كتابًا آخر ضد الأتراك، ثم انقطعت أخباره، ولم يعد هناك ما يدلّ عليه غير بطاقات بريدية كان يبعثها لأمه في الحصن.

لقد هاجر ذلك الشاب، واسمه عقيل أبو الشعر، إلى سان دومينيك في الدومنيكان في أمريكا الجنوبية وحصل على جنسيتها، ثم صار رئيسًا لأحد المجالس البلدية، ثم محافظًا للعاصمة. وعندما زار الرئيس الأمريكي الثامن والعشرين، وودرو ويلسون، فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى للمشاركة في مؤتمر فرساي سنة 1919، كان عقيل يشغل منصب قنصل الدومنيكان في مرسيليا، وكان ضمن المجموعة التي عزفت أمام الرئيس الأمريكي مقطوعات موسيقية كجزء من برنامج الزيارة.

تقصّت المؤرخة الأردنية هند أبو الشعر جاهدةً حياة قريبها عقيل بما توفّر لها من معلومات قليلة ونشرت مقالًا عنه، واتُهمت في الصحافة بأنها ابتكرت شخصية أسطورية لشخص غير موجود. لكن، قبل سنوات، تمكنت أبو الشعر مع باحثين آخرين من الحصول على بعض عناوين رواياته من أرشيف المكتبة الوطنية في سانتو دومينغو، ومكان وتاريخ نشرها وعدد صفحاتها واللغة المكتوبة فيها -إذ كان الرجل يعرف عدة لغات بينها الفرنسية والإيطالية والإسبانية-، كما حصلوا على معلومة أخرى كذلك مفادها أنه لم يقابل الرئيس الأمريكي في تلك الأمسية الموسيقية فحسب، إنما وقف في نهايتها وصاح به مطالبًا بالحرية لجمهورية الدومنيكان من الاحتلال الأمريكي.[1]

بعد قرن من غياب الرجل، تمكنت أبو الشعر من الحصول على أولى روايته، وتُرجمت إلى العربية. في نهاية المطاف تقول عن سنوات البحث الطويلة: صفحة واحدة كانت المصدر الوحيد عن حياة روائيٍ يتقن عدة لغات، وكتب روايات مبكرة جدًا بالإسبانية والإيطالية والفرنسية، وربما باللغة العربية، هي الوثيقة الوحيدة التي كانت بيدنا، وهي موجودة في كتاب «القافلة المنسيّة» الذي كتبه يعقوب العودات الملقب بـ«البدوي الملثم».

صورة شخصية ليعقوب العودات. المصدر: ويكيميديا.

كان العودات متمرسًا في كتابة السيَر، يلاحق المعلومات ويتتبع حياة من يكتب عنهم، حتى إن أحزابًا عربية تستعين بمؤلفاته لتثبيت تاريخها، ويستعين المؤرخون والنقاد بما كتبه. وما فعله حين تقصي حياة وآثار عقيل أبو الشعر فعله مع كثيرين، من بينهم الشاعر الأردني عرار،[2] والمؤرخ اللبناني عيسى اسكندر المعلوف[3] والأديب الفلسطيني شكري شعشاعة،[4] والمحامي والسياسي السوري فتح الله الصقال،[5] وكثيرين.

ولد العودات في الكرك سنة 1909 لعائلة هي أحد فروع قبيلة الهلسا، إحدى العشائر المسيحية جنوبي الأردن، كتب أفرادها مذكراتهم نهايات الحكم العثماني للمنطقة، وساعدت مذكراتهم المؤرخين في كتابة جزء من تاريخ الأردن،[6] ومن الهلسا أيضًا اسكندر الذي كاد يصير رئيسًا لجمهورية تشيلي.

كان حنّا، والد يعقوب، أول رئيس لبلدية الكرك حين كانت السلط وعمان تتبع لها في إحدى فترات العهد العثماني، وحين توفي سنة 1920، فتح يعقوب حانوتًا ليعيل عائلته، وأكمل تعليمه في ثانوية إربد عام 1931، وكتب في صحف سورية مثل ألف باء، وأخرى فلسطينية مثل صوت الشعب، ولبنانية مثل النداء، ومصرية مثل البلاغ، وكان يستخدم أسماء مستعارة مثل: أبو بارودة، حمّاد البدوي، أبو نظارات، فتى البادية، ونوّاف، وفتى مؤاب، لكنّه استقر عام 1932 على «البدوي الملثم» الذي سيوقع به كتبه التسعة عشر التي كتبها في حياته.[7]

درّس لست سنوات في مدارس عمان وسوف والرمثا وجرش ثم نقل عام 1937 ليكون كاتبًا في مكتب رئيس الوزراء إبراهيم هاشم، ثم انتقل إلى القدس للعمل في الترجمة في حكومة فلسطين سنة 1944، وهناك تزوج نجلاء شحادة ابنة الصحفي والسياسي الفلسطيني بولص شحادة صاحب صحيفة «مرآة الشرق».

عاد بعد ذلك إلى الزرقاء ثم عمان مع أفواج اللاجئين الفلسطينيين إثر نكبة العام 1948، وعيّن في ديوان المحاسبة، وبعد عام واحد استقال وذهب في رحلة مدتها عامان ونصف إلى أمريكا الجنوبيّة،[8] وكانت أغرب ما حدث له في مشواره بالكتابة.

رحالة أردني في أمريكا الجنوبية

سنة 1946 ترجم العودات كتابًا صغيرًا ألّفه حبيب كاتبة وفرحات يعقوب بالإنجليزية بعنوان «الناطقون بالضاد في أمريكا الشمالية»، وشجّعه أدباء ومهاجرون عرب في البرازيل للكتابة عن الناطقين بالضاد في أمريكا الجنوبية، فاستعد للسفر إلى أمريكا الجنوبيّة سنة 1947 لإنجاز الكتاب، لكن نكبة فلسطين -حيث كان يعيش- أجّلت الرحلة حتى عام 1950، أي قبل 75 عامًا من الآن.

قبل أن ينتهي ذلك العام بدأ العودات رحلته من رام الله التي عاد إليها، مصرًّا على المرور بالقدس لزيارة قبر صديقه فايز المهتدي الذي قتله رصاص عصابة الهاغانا الصهيونية، ثم تجاوز نهر الأردن إلى الشونة ثم عمّان والزرقاء مارًا بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، ليواصل سيره إلى بيروت حيث التقى صديقه السياسي والأديب أكرم زعيتر قبل صعوده الطائرة من مطار خلدة في بيروت.

غلاف كتاب الناطقون بالضاد في أمريكا الجنوبية كما صدر في نسخته الأولى سنة 1956.

في الجوّ، تعبر الطائرة فوق قبرص فيتذكّر الحسين بن علي الذي كافأه حليف الأمس بالمنفى، وفوق مضيق البسفور يتذكّر البحر الذي غاصت في جوفه جثث القادة الذين أعدمتهم الدولة العثمانية، ثم يأخذ طائرة ثانية من البرتغال إلى إفريقيا ليحطّ في دكار عاصمة السنغال حيث ذكّره العبيد العاملون في المطار بـ«العملاق الذي كبّله المستعمرون البيض بالأغلال طوال القرون الماضية وراحوا يمتصون دمه»، ومن هناك بالطائرة إلى مطار روسيف في البرازيل الذي وصله في الثامن عشر من كانون الأول سنة 1950.[9]

خلال هذه الرحلة استغل العودات كل عبور للطائرة من فوق دولة، أو حديث مع مسافر، أو خبر في صحيفة على متن الطائرة، لترك معلومة للقارئ أو تقديم بيت شعر، أو شرح دلالة الأساطير في أثينا، أو وصف حالة الصحافة في بيروت، أو تناول قضيّة الجوع في جنوب العالم بسرد خلاف حدث مع رفيقه العربي الذي اشترى سعدانًا صغيرًا يأكل موزًا يفتقده بؤساء إفريقيا، وأخيرًا يقدم كل ذلك في مقدّمة الكتاب التي كُتبت كنص في أدب الرحلات.

يعتمد العودات في وصف الرحلة على الكتابة بالقفز والوثب، يدخل بموضوع ويخرج منه بموضوع آخر على طريقة مونتين، أو الاستطراد على طريقة الجاحظ يدخل بزمن ويخرج بزمن آخر، وقد سمحت له ثقافته العربية التراثية، والأخرى الأجنبيّة الحديثة، التي اطلع فيها على آداب وعلوم الحضارات الأخرى ومتابعة الشأن السياسي، كتابة نص رحلات ممتع ومفيد.

البدوي الملثم يمين الصورة أمام تمثال السيد المسيح بالبرازيل، المصدر: كتاب الناطقون بالضاد.

كيف هاجر أهل بلاد الشام إلى أمريكا الجنوبية؟

عندما أخذ المغتربون اللبنانيون يؤمون مدينة ريو دي جانيرو، عاصمة الإمبراطورية البرازيلية عهد ذاك، وجدوا تاجرين من بيت لحم في شارع الصاغة يبيعون تحفًا شرقية دقيقة الصنع مثل المسابح و الصلبان والأيقونات وتماثيل القديسين تحمل طابع الأراضي المقدسّة، وهما من أسرة زخريا هاجرا سنة 1874. هكذا يبدأ العودات تتبع تاريخ هجرة أهل بلاد الشام إلى أمريكا الجنوبية، مسندًا المعلومة إلى شيخ الجالية العربية في ريو دي جانيرو رزق الله حدّاد، معتمدًا عليه كذلك في سردِ أسماء المهاجرين الأوائل وتواريخ دخولهم البرازيل قبل أن تبدأ الهجرة الرسمية إثر توقيع معاهدة الهجرة بين البرازيل والدولة العثمانية في التاسع من تشرين الثاني 1892.[10]

ثلاثون سببًا قدّمها العودات لتفسير لماذا وكيف بدأت هجرة أهل بلاد الشام إلى أمريكا الجنوبية، تكشف عن كمّ المعلومات التاريخية والاجتماعية التي يعرفها عن المنطقة وأهلها، منها أسباب سياسية مثل سياسة العثمانيين تجاه أهالي المنطقة والتجنيد الإجباري للمشاركة في حروبهم مع إيطاليا عام 1911، والبلقان عام 1913، ثم ثورات السوريين ضد الفرنسيين، ونكبة فلسطين. وأخرى اقتصادية مثل فتح قناة السويس وأثرها على تراجع التجارة الساحلية اللبنانية، وحصول مجاعة لبنان عام 1916، وأخرى اجتماعية مثل نشوء طبقة «أفندية» متعلمين من شباب أهل الشام أكملوا تعليمهم وهاجروا لأنهم رفضوا العمل بمهن الأسلاف في الزراعة التي لا تتناسب ومركزهم الاجتماعي الجديد، وأخيرًا أثر رحلتي إمبراطور البرازيل بطرس الثاني إلى فلسطين ولبنان عامي 1877 و1887 والتعبير عن رغبته في أن يرى يومًا في مملكته أكبر عدد ممكن من أبناء البلاد التي زارها، مع وعده لهم بالرعاية والتسهيلات.[11]

كان المهاجرون من لبنان وسوريا وفلسطين أكثر وأسبق من مهاجري الأردن إلى أمريكا الجنوبية، وقد انتبه العودات وقدّم تحليله: لأن الأردنيين -والقول للعودات- كانوا يمقتون الهجرة في تلك الفترة، وبسبب إيثار الآباء بقاء الأبناء في جوارهم «دفاعًا عن العشيرة في اليوم العصيب»، ثم يرصد التغيّر: وقد حدث تغيّر في هذا السلوك سنة تأسيس الإمارة في 1921، وما رافقها من مناقلات بعض الموظفين بين شمال الأردن وجنوبه، لتبدأ بعدها فكرة تقبّل الهجرة المحلية أولًا، ومن ثم الخارجية ومنها إلى أمريكا الجنوبيّة.

ومع ذلك كان أبناء العشائر المسيحية في الفحيص ومادبا والسلط أول من هاجر من الأردنيين إلى دول أمريكا الجنوبية، ومنهم جاد الله حنا عودة أول من هاجر من مادبا إلى تشيلي عام 1911، ثم فضيان عيد تادروس أول من هاجر من السلط في 1912 إلى تشيلي، وقبلهم جميعًا فضيان السماوي من الفحيص أول من هاجر تهريبًا إلى كولومبيا سنة 1898.[12]

قد لا تكون بعض المعلومات عن هجرة أهل بلاد الشام دقيقة في بعض مفاصل الكتاب، والعودات يعترف: «لا أبيح لنفسي القول إني تناولت تاريخ الهجرة، ولا أزعم أني وقفت على قوادمها وخوافيها جملة وتفصيلا، غير أني أقول إني حاولت».[13]

إن معلومات الكتاب في أسباب الهجرة وتاريخها وأول من وصل من بلاد الشام إلى أمريكا الجنوبية تشكّل جزءًا من عمل تأريخي يمكن الارتكاز عليه في دراسة بدايات الوجود الشامي في أمريكا الجنوبية، ولم يكتف العودات فيه بالتاريخ القريب إذ أورد مسألة قديمة وشيّقة: من سبق أولًا لاكتشاف أمريكا الجنوبيّة، فتية الجغرافي العربي الإدريسي الذين أبحروا من لشبونة باتجاه بحر الظلمات في رحلةٍ أوردها في كتابه «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق»، أم كريستوفر كولومبوس بعد أربعة قرون؟

وعلى طريقة الجاحظ في بعض كتبه لا يجيب العودات بشكل قاطع، إنما يورد موضوعًا «ليس فيه جدٌّ إلّا وفيه خلطٌ من هزل، وليس فيه كلام صحيح إلا وإلى جنبه خرافة». وللكتاب وجه آخر كذلك، لكأنه مكتوب بثلاث نسخ من يعقوب العودات: الرحّالة كاتب أدب الرحلات، والمؤرخ الذي يخلط الجد بالهزل، وأخيرًا الأنثروبولوجي الذي يعدّ ويحصي، ويكتب عن المهاجرين.

البدوي الملثم يسار في مقر جريدة العالم العربي في سانتياغو عاصمة تشيلي المصدر كتاب الناطقون بالضاد.

أنثروبولوجي في أمريكا الجنوبية

إذا أردنا رسم صورة للعودات تعبّر عن رحلته في أمريكا الجنوبية التي اقتصرت إقامته فيها على البرازيل وتشيلي والأرجنتين، فيمكن وضع صورتين: الأولى لشاب تجاوز الأربعين بسنة، يلبس بدلة رسمية، ويضع نظارات، ويحمل حقيبة جلدية فيها أوراق وكتب، بيده مفكّرة وقلم رصاص صغير ويسأل المهاجرين العرب في الشوارع وعلى نواصي الطرق ويجمع ملاحظاته ومشاهداته ويدوّن العادات: «في الأسواق العربية بسان باولو لا تسمع في المقاهي العربية سوى أسطوانات عربية، ولا تشمّ في مطاعمها سوى رائحة اللحم المشوي والصفيحة بلحمة، ورغم أن الجوّ عربي في هذه الشوارع فإن التجار العرب لا يتحدثون إلا باللغة البرتغالية».[14]

أما الصورة الثانية، فهي له جالسًا داخل منشآت ومكاتب رجال الأعمال من مهاجري بلاد الشام، ويسمع منهم قصص تأسيسها من بنوك وشركات تأمين ومناجم وأساطيل بواخر، ويوثّق بالتفصيل في صفحات مطوّلة بيانات هذه المنشآت وتاريخها ومؤسسيها وأحيانًا يضع مخططات لبعض أبنيتها.

العودات في أحد مصانع الحرير في سان باولو، المصدر: من كتاب الناطقون بالضاد.

لم تغب الروح القوميّة للعودات عن صفحات الكتاب، لقد تتبع تاريخ حراك الجالية العربية السياسي ودورها في دعم القضية العربية إبان الحكم العثماني لبلاد الشام، ومن ثم حراكها بعد احتلال فلسطين، راصدًا حتى المسيرات والأحداث ونشاطات الأكاديميين.[15]

ولأن خلفيّة العودات كانت أدبية، فقد جاء قسم كبير من الكتاب لرصد المشهد الأدبي والصحافي في أمريكا الجنوبية محصيًا عدد الصحف والمجلات العربية هناك، مثبتًا اسم الصحيفة وتاريخ ومكان صدورها ومؤسسها. في البرازيل -مثلًا- أحصى 106 صحف و 34 مجلة، وفي الأرجنتين 52 صحيفة و31 مجلة، وفي تشيلي 14 صحيفة وست مجلات.[16] وقد زار المكتبات العربية في أمريكا الجنوبية مثل المكتبة الوطنية في ريو دي جانيرو وقسمها العربي الذي تأسس من الكتب التي أهديت لإمبراطور البرازيل خلال زيارته إلى لبنان وفلسطين.

أنهى العودات الكتاب بأفضل ما يتقنه؛ مئات السيَر، قصيرة وطويلة، لشخصيات قد تكون غير معروفة، جنرالات لبنانيون في جيش المكسيك، ناشطون في الحزب القومي الاجتماعي، أعضاء مجالس بلدية في تشيلي، خوارنة عرب في كوبا، مصارعون في البرازيل. بالإضافة إلى شخصيات أخرى معروفة مثل ناسف الوكالة اليهودية في فلسطين أنطوان داود والمشارك لاحقًا في الثورة الكوبية. لهذا قد تلعب صفحة واحدة من هذا الكتاب في يوم من الأيّام دورًا مهمًا للباحثين في تقصي سيرةِ شخصيّة أو مؤسسة أو معمل صغير في أمريكا الجنوبية.

بعض الشخصيات التي كتب عنها العودات في كتابه حيث كان يضع معلوماتهم الشخصية وصورهم.

لكنّ كاتب السيَر لم يكتب سيرته، كما لم يكتبها أحد عنه، وهذا ليس أمرًا عجيبًا في الأردن، فكثير من الأدباء والمفكرين والسياسيين لم تُكتب سيرهم، وبعضها لم يُنشر رغم أنه كُتب، وكثير منهم لم تُنشر آثارهم كاملة. لقد مرّت 70 عامًا على نشر كتاب «الناطقون بالضاد في أمريكا الجنوبية»، ولم يُعَدْ نشره مرة أخرى، وهو أمر ضروري كيلا لا يضيع كتاب رجلٍ ظلّ يُخرج مخفيات أهل بلاد الشام ليقرأ الناس عنهم.

  • الهوامش

    [1] هند أبو الشعر، مقدمة رواية عقيل أبو الشعر، «القدس حرّة، نهلة غصن الزيتون» ترجمة عدنان كاظم، وزارة الثقافة، مكتبة الأسرة، 2016، ص 9-12.

    [2] عرار شاعر الأردن- المكتبة الوطنية ومكتبتها 1958.

    [3] عيسى إسكندر المعلوف: المؤرخ الموسوعي الأديب. دار المعارف القاهرة 1969.

    [4] شكري شعشاعة، الإنسان والأديب، المكتبة الوطنيّة، عمان 1964.

    [5] فتح الله الصقال: الرائد الإنساني الكبير، منشورات مجلة الضاد، حلب، 1967.

    [6] هم: عودة القسوس 1877- 1943، وأخوه حنّا القسوس 1885- 1953، أول طبيب أردني، ويوسف سليمان القسوس 1896- 1982.

    [7] يعقوب العودات (البدوي الملثم) ملامح من سيرته في آثاره وما كتب عنه، كايد مصطفى هاشم، ضمن ملتقى أدب السيرة والمذكرات في الأردن، جامعة آل البيت الثقافي الثاني 11-12 أيار 1998. منشورات جامعة آل البيت 1999، تحرير: عبد القادر أبو شريفة، شكري عزيز ماضي، عبد الرحمن الهويدي، محمد محمود الدروبي. ص 334.

    [8] يعقوب العودات (البدوي الملثم) ملامح من سيرته في آثاره وما كتب عنه، كايد مصطفى هاشم، ضمن ملتقى أدب السيرة والمذكرات في الأردن، جامعة آل البيت الثقافي الثاني 11-12 أيار 1998. منشورات جامعة آل البيت 1999، تحرير: عبد القادر أبو شريفة، شكري عزيز ماضي، عبد الرحمن الهويدي، محمد محمود الدروبي.

    [9] يعقوب العودات، الناطقون بالضاد في أمريكا الجنوبية، دار ريحاني للطباعة والنشر، بيروت، ج1، ط1، 1956، ص 18 و 21.

    [10] يعقوب العودات، الناطقون بالضاد في أمريكا الجنوبية، دار ريحاني للطباعة والنشر، بيروت، ج1، ط1، 1956، ص 101.

    [11] يعقوب العودات، الناطقون بالضاد في أمريكا الجنوبية، دار ريحاني للطباعة والنشر، بيروت، ج1، ط1، 1956، ص 81.

    [12] يعقوب العودات، الناطقون بالضاد في أمريكا الجنوبية، دار ريحاني للطباعة والنشر، بيروت، ج1، ط1، 1956، ص 109- 111.

    [13] يعقوب العودات، الناطقون بالضاد في أمريكا الجنوبية، دار ريحاني للطباعة والنشر، بيروت، ج1، ط1، 1956، ص 13.

    [14] يعقوب العودات، الناطقون بالضاد في أمريكا الجنوبية، دار ريحاني للطباعة والنشر، بيروت، ج1، ط1، 1956، ص 25.

    [15] ومنهم الدكتور لويس أمارال صاحب كتاب «عبيد التلمود os servos do talmud ونشاطه في صحافة البرازيل المناهض للصهيونية.

    [16] يعقوب العودات، الناطقون بالضاد في أمريكا الجنوبية، دار ريحاني للطباعة والنشر، بيروت، ج1، ط1، 1956، ص 566- 585.

Comments are closed.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية