من «مسامير» إلى «ثمانية»: الإعلام السعودي الجديد في عهد رؤية 2030

الخميس 13 آب 2020

حقق فيلم مسامير[1] من إنتاج استوديو ميركوت نجاحًا كبيرًا، بعد انطلاقه في 11 كانون الثاني 2020 في عدد من دور السينما في العالم العربي. تبع ذلك، إعلانٌ عن شراء منصة نتفلكس ستة[2] أفلام قصيرة بعنوان «ستة شبابيك في الصحراء» من إنتاج تلفاز 11.[3] في الوقت نفسه  تنتشر إنتاجات شركة ثمانية[4] مواد مرئية وصوتية ومكتوبة في أنحاء الوطن العربي. يمكن اعتبار هذه الشركات الثلاث (ميركوت وتلفاز 11 وثمانية) أهم ثلاث شركات إنتاج إعلامي جديدة، بالإضافة إلى شركة يوتيرن الترفيهية[5]، إذ تمثل شكلًا جديدًا من الإنتاج الإعلامي الترفيهي الثقافي في المملكة العربية السعودية.

يحاول هذا المقال وضع هذا التغير في الإنتاج الثقافي في سياق تحولات في الخطاب الحكومي، تسعى من خلاله المملكة إلى تقديم شكلٍ مختلفٍ لصورتها، عبر امتلاكها أدوات قوة ناعمة مؤثرة جديدة. وذلك بتوظيف هذه الشركات الشبابية الناشئة واستخدام منابرها ومدى وصولها الشاسع. وفي السعي لتوضيح هذا التغير سأحاول بداية تعريف ومناقشة مفهوم القوة الناعمة، وتتبع تاريخ استخدامات المملكة لأدواته، ومن ثم تتبع بعض مظاهر هذا الاستخدام وتجلياته في إنتاجات هذه الشركات الناشئة الجديدة.

مدخل عن مفهوم القوة الناعمة

عرّف أستاذ العلوم السياسة جوزيف ناي[6] مفهوم القوة الناعمة بالقدرة على تحصيل ما تريده من الآخرين عن طريق الإقناع والترغيب. تُصنَع القوة الناعمة من خلال خلق صورة ساحرة وجذابة مبنية على حُسن النوايا في أوساط المجتمع الدولي. إن القوة الناعمة تتحقق بتحول ثقافة صانعها إلى غايةٍ مبتغاة، بما يُسهّل عليه تحقيق أهدافه وخدمة مصالحه. في مقابل ذلك، يعرّف ناي القوة الصلبة بالقدرة على الوصول لما تريد من الآخر قسرًا. وتتمثل في القوة العينية الملموسة، كالقوة العسكرية والمالية التي تسمح بفرض نفوذ مالكها على الآخر للامتثال لأهدافه وتحقيق مصالحه. يضرب عصام الفيلالي و جوليو جالاروتي[7] تشبيهًا يشرحان فيه مفهومي القوة الناعمة والصلبة بالقول: «يستطيع المرء الوصول إلى مراده وحماية مصالحه بالتنمر وفرد العضلات على الآخرين، لكنه يستطيع أيضًا إدراك مبتغاه بواسطة وسائل تبعث في الآخرين احترامه [وتبجيله]».

تجدر الإشارة إلى أن شكل النظام الحاكم لا يعتبر شرطًا في إنتاج القوة الناعمة، سواءً أكان نظامًا ديموقراطيًا أو لاديموقراطيّ. حيث تستخدم الأنظمة اللاديموقراطية القوة الناعمة (كما الديموقراطية) على المستوى المحلي لفرض تصورات الدولة على أفرادها من خلال إيجاد جودة حياتية ونوعية، والحفاظ على اتساق اجتماعي، وليونة سياسية واقتصادية، وتوفير فرص العمل، وتعزيز دور الثقافة في المجتمع، بما يسمح بوجود خطاب رضى شعبي عام يحفظ استقرار النظام الحاكم وصيرورته، حيث تُردم الفجوة بين ما تقدمه الحكومة ومطالبات الناس. 

أما على المستوى الدولي فتعمل الأنظمة الحاكمة على رسم صورة جذابة تحترم القوانين والمنظمات والتحالفات العالمية، وتؤكد على الرغبة في مساعدة الآخرين، وحل النزاعات على أرضية العمل المشترك.

تحوز الثقافة كمصدر للقوة الناعمة أهمية خاصة، حيث تعتمد على الخصوصيات الاجتماعية الفريدة التي يتميز بها مجتمع ما عن غيره، بما يمنحه جاذبية ومركزية في أنظار شعوب وأنظمة الدول الأخرى. من ذلك، ما تصدره بعض الدول عن صور متماسكة ومتناسقة لمجتمعها، وأنماط حياة مغرية تستميل المجتمعات الأخرى. وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مُصَدّر لنمط حياتها، مكتسبةً صفة الهيمنة الثقافية على مستوى تأثيرها في الأجيال الشابة. لقد مثل نمط الحياة الأمريكي من موسيقى وسينما هوليود ومطاعم الوجبات السريعة ثقافة شعبية اجتاحت العالم. بينما مثلت الجامعات ومراكز الدراسات الأمريكية، كجامعة هارفارد ومراكز دراسات جامعة كولومبيا، مُنتهى أحلام نخبة الشعوب حول العالم.[8]

عمومًا، لا تحقق الدول أهدافها ومصالحها بالركون لإحدى القوتين، بل تعمل على المزاوجة بينهما، فيما يعرف بالقوة الذكية.[9] شدد جوزيف ناي على أهمية القوة الناعمة، حيث قد يتجاوز أثرها الاجتياح العسكري والرشاوى المالية. وخير مثال على ذلك هو التراجع الكبير في شعبية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد غزوها للعراق، حيث تسببت القوة الصلبة في انخفاض مستوى التأثير الأمريكي الثقافي، وأنتجت ردة فعل معادية كارهة لكل ما تمثله أمريكا باعتبارها سببًا لويلات الشعوب في المنطقة.[10]

فضاءات الفعل السعودي

تقع المملكة في مكانة جيو-سياسية تمنحها قدرًا عاليًا من التأثير في عدة فضاءات سياسية؛ من الفضاءات الإسلامية، إلى العربية والعالمية.

إسلاميًا؛ تمتلك المملكة تأثيرًا ثقافيًا هائلًا بحيازتها الجغرافية لمكة والمدينة المنورة، حيث تمثلان رأس مالٍ رمزي ثقافي لدى الشعوب الإسلامية. أيضًا، لطالما استجابت المملكة للعديد من النداءات من بلدان إسلامية، كالتبرعات التي قُدمت أثناء الحرب الدولية التي تعرضت لها البوسنة والهرسك.[11] في الفضاء العربي، تقدم السعودية نفسها كوسيط رئيسي دائم لحل مشاكل العرب، وواجهة أمامية للدول العربية دوليًا.[12] 

على مستوى منطقة الخليج العربي تمكنت المملكة بمعية جاراتها من تكوين حلف اقتصادي وعسكري متماسك يتمثل في مجلس التعاون الخليجي.[13] حيث لعبت من خلاله المملكة دور الأخ الكبير في حل مشاكل دول المجلس والحفاظ على مصالحها وتمثيلها في المنظمات العالمية.[14] 

أما على المستوى العالمي، فتعتبر المملكة لاعبًا رئيسيًا في حقل الطاقة مما يجعل تأثيرها شديدًا على الاقتصاد العالمي.[15] ومن ذلك، عمل المملكة على حماية مصالح دولية معينة بعدم رفع أسعار النفط من خلال قدرتها على التأثير في منظمة أوبك.

يحيلنا ما سبق إلى إمكانات المملكة وقدرتها على التأثير على المستوى الإقليمي والعالمي، مما يزيد من سطوة قوتها الناعمة وسعة انتشارها، وينبهنا إلى وجوب التعامل مع منتجاتها الإعلامية الحديثة بنباهة وحذر من خلال فهمها ضمن إطارات نظرية تمنحنا القدرة على تحليل وتأويل مخرجاتها.

فضاء التواصل الاجتماعي السعودي

يشير أليكساندر دوكالسكيس في كتابه «الاستبداد والفضاء العام»[16] إلى تشجيع الأنظمة الشمولية على استخدام الانترنت بين شعوبها في النطاقات التي قد تتسبب في تهديد وتقويض سلطتها. ويضرب مثالًا بارتفاع معدلات هذا الاستخدام بشكل ملحوظ عن متوسط الاستخدام العالمي في كل من السعودية[17] وروسيا وفيتنام وأذربيجان. ومن ذلك، نجد نسبة استخدام منصة تويترفي المملكة هي الأعلى على مستوى العالم بنسبة 41% من إجمالي مستخدمي الإنترنت في المملكة.[18]

هذا الاستخدام المفرط لم يغب عن أعين أصحاب القرار في المملكة، خصوصًا مع صعود استخدام منصات التواصل الاجتماعي مع بدايات الربيع العربي كحاضنة للحشد ومنبر لمطالب الشعوب. استطاعت النخب الحاكمة التمدد في هذه المنصات، واتخذت منها موقعًا لبث رسائل تطبيعها وإضفاء صبغة الشرعية على وجودها وسلطتها. هدفت الحكومات من ذلك إلى التحكم في النقاشات الدائرة بين الناس، وقمع الجهات المعارضة وتحطيم صورة قيادتها.[19] 

في حالة الإعلام الجديد راقب صانع القرار شركات الإعلام الناشئة الجديدة، واستخدم أساليب متعددة من الترغيب والترهيب لضبط مخرجاتها. ثم وظفها ضمن أدوات القوة الناعمة، لبث خطاب محلي وإقليمي تُقدم فيه المملكة بأفضل صورة ممكنة، بما يجعلها مثالًا يُحتذى به.

نشأة شركات الإعلام الجديد في السعودية

تعود جذور صناعة شركات الإعلام الجديد لعام 2008، حيث بدأت متأثرةً بوصول فرقة الكوميديا الارتجالية (ستاند-اب كوميدي) «محور الشر»[20] إلى البحرين. إذ قادهم البحث عن مواهب محلية إلى السعودي فهد البتيري، الذي قدّم في مرحلة البكالوريس عرضًا كوميديًا أثناء دراسته في أمريكا، والباكستاني رحمن أخثر موظف الموارد البشرية في شركة أرامكو للبترول.[21] 

مُتأثرًا بأجواء الكوميديا الارتجالية الجديدة في منطقة الخليج، نظّم أختر سلسلة من عروض الكوميديا الارتجالية تحت رعاية شركة أرامكو في عروض مغلقة خاصة تعكس نخبوية هذه المناسبات،[22] وقدمت عددًا من الأسماء التي ارتبطت بالمرحلة القادمة مثل عمر حسين.

نشأت صناعة الإعلام الجديد تحت أنظار النظام الحاكم، على الرغم من بعض لحظات التمرد المتفرقة في سنواتها الأولى.

نشأت صناعة الإعلام الجديد تحت أنظار النظام الحاكم، على الرغم من بعض لحظات التمرد المتفرقة في سنواتها الأولى. لقد منح العديد من المسؤولين مباركتهم لشركة يوتيرن، حيث زار شركة يوتيرن الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني السعودي السابق في عام 2013، وأبدى تفاعله وثناءه على ما رآه.[23] وينقل أحد الحضور عن الأمير أنه قال: «خمسة أو ستة منكم سوف يصبحون في المستقبل من صانعي القرار في المملكة.»[24] أيضًا، يروي صانع محتوى في شركة يوتيرن أن أحد حكّام المناطق حاول توظيف شخصين من يوتيرن كمستشارين لوسائل التواصل الاجتماعي.[25] 

الإعلام الجديد والخطاب الحكومي

تؤكد سمية فطاني وجيلبرت رامزي أن شركات الإعلام الجديد كانت تدعم بشكل كبير العديد من توجهات الدولة، ولذلك ينظر الباحثان إلى مقاربة هذه الشركات كجبهات معارضة كمقاربة غير سليمة. حيث يعتبران العديد من توجهات إنتاج هذه الصنعة الجديدة موازية لبرامج وتوجهات الحكومة.

في هذا السياق، لا يرى أُبيّ البشير، أحد صنّاع المحتوى، أي جدوى من انتقاد الحكومة، وينصح بالحديث عن المشاكل التي تواجه المجتمع، وتوفير الحلول الممكنة، بدلًا من الخمول والاتكالية المدمران للمجتمع، والناتجان عن خطاب نقد أصحاب القرار. من هنا يأتي برنامجه مع ريان كركدان «عالميزان»،[26] والذي يهدف إلى تعليم السعوديين أساسيات اللياقة والغذاء الصحي،[27] بشكلٍ يشي بتغاضٍ عن أدوار أصحاب القرار تجاه المجتمع.

أما أحمد الغازي مقدم برنامج «هنا وادي السيلكون،» فيلقي المسؤولية على الشباب العاطل في مقدمة برنامجه عن ريادة الأعمال في وادي السيلكون، بحجة سلبيتهم ولومهم المسؤولين، فيقول: «في عندنا مشاكل كتير، زي الفقر وغلاء الأسعار والحفر الي في شوارعنا (..) وغيره. المشكلة الأكبر انو لمّا بنواجه المشكلة دي، دايمًا نلوم أشخاص تانيين، نلوم المسؤولين، نلوم أي أحد تاني، بس عمرنا ما فكرنا كيف إحنا كأشخاص ممكن نحل المشكلة دي، أو على الأقل نكون جزء من ده الحل». [28]

عمومًا، يتماشى التركيز على البعد الاجتماعي مع تصريحات الحكومة، فهذا ولي العهد، محمد بن سلمان، يعتبر قضية قيادة المرأة مسألة اجتماعية بحتة لا علاقة لها بالسلطة أو الدين، مما يُصَعِّب على الحكومة فرض توجهات معينة يرفضها المجتمع![29]

يدرك المشتغلون في الإعلام الجديد خطورة الحديث في الشأن العام، وعدم قدرتهم على توجيه انتقادات للحكومة.

من هنا، يُلمس نفس الخطاب عند مشاهدة برنامج «بناتيوب»، حيث يقدم البرنامج محتوىً يركز على الجانب الاجتماعي فقط من قضايا المرأة، على الرغم من تقاطعها مع السياسي بشكل مباشر. ويصب في الاتجاه نفسه برنامج «من إلى» و«فلمّها»، حيث يقدمان حلولًا تُمَكّن الأفراد من التعامل مع مشاكل البطالة من خلال تعلميهم الأساليب الصحيحة في تسويق الذات لدخول السوق المحلية، بما يوحي بكون مشكلة البطالة ليست إلا نتاجًا لعجز الأفراد عن تسويق ذواتهم وعدم امتلاكهم المؤهلات المناسبة.

على أي حال، يدرك المشتغلون في الإعلام الجديد خطورة الحديث في الشأن العام، وعدم قدرتهم على توجيه انتقادات للحكومة. وهذا ما تجلى في حلقة ب من برنامج «على الطاير»[30] حيث يظهر معدّو البرنامج في عصف ذهني عن المواضيع التي يودون نقاشها في الحلقات القادمة، ثم بشكل مفاجئ ترتفع الشاشة ليظهر جدار زجاجي كبير عليه مواضيع عديدة لم تناقشها برامج الإعلام الجديد، في صورة توضّح حجم القيود الخفية الموجودة في الفضاء العام.

منعطفات هامة في الإعلام الجديد

بدأ برنامج على الطاير في شهر سبتمبر 2010 كواحد من أوائل البرامج على منصة يوتيوب في السعودية.[31] قدم البرنامج الشاب عمر حسين وقدم نمطًا ساخرًا يحاكي فيه برامج التوك شو الأمريكية عن إشكاليات الفساد وعدم الكفاءة لدى العديد من القطاعات الحكومية في المملكة. وقد ظهر البرنامج في فترة شهدت ارتفاعًا في نسب الاستخدام لكل من منصتي اليوتيوب وتويتر، حيث اعتبرت المملكة الأعلى استخدامًا على مستوى العالم.[32] واستطاع البرنامج حصد عدد كبير من المشاهدات.[33] أشار عمر حسين في مقابلته مع عبدالله المديفر في برنامج «في الصميم» على قناة روتانا[34] إلى رغبة مبكرة من أصحاب القرار باحتواء البرامج وفرض رقابة على المحتوى الذي يتم تقديمه على منصة اليوتيوب، مما دفع عمر حسين إلى إيقاف برنامج على الطاير بعدما كشف عن لقائه لعدد من المسؤولين الذين أبدوا امتعاضهم من تجاوزات في البرنامج.

أيضًا، في سياق المحاولات الأولى لأصحاب القرار في احتواء ثورة البرامج البرامج اليوتيوبية، جدير ذكر ما حصل مع برنامج فراس بقنة «ملعوب علينا»، الذي أثار ضجة كبيرة بعدما نشر في تشرين الأول 2010 تقريرًا عن الفقر في السعودية، قام خلاله بزيارة عدد من أشد الأحياء فقرًا في العاصمة الرياض. تم استدعاء فراس واثنين من فريق عمل القناة حسام الدرويش وخالد الرشيد إلى التحقيق، وتم اعتقالهم لمدة 14 يومًا ثم أطلق سراحهم بعد حملة دعت للإفراج عنهم على منصة تويتر.[35]

في السنوات التالية لإيقاف برنامجي عمر حسين وفراس بقنة، أصبحت قناتاهما بلا حلقات. تحوّل عمر حسين لإنتاج محتوى خفيف ترفيهي وتثقيفي على منصة اليوتيوب بشكل مستقل،[36] كما قدّم مجموعة من الحلقات ضمن مدونته اليوتيوبية «3 دقائق أسبوعية» تُعرّف وتشرح بصيغة إيجابية مجموعة من القرارات والبرامج الحكومية منها حلقة عن «هيئة الترفيه»،[37] وحلقة «ضرائب الدخان لن تقلل من المدخنين؟!» وحلقة «رؤية 2030» وحلقة «كيف تصبح مقيم دائم في السعودية؟!».

بينما عمل فراس بقنة في برنامج «ليش لا»على قناة (MBC) مع مجموعة من مشاهير اليوتيوب كإبراهيم صالح ومؤيد الثقفي وعادل رضوان، الذين يسعون من خلاله لتحقيق 100 أمنية. فيما بعد، أنتج فراس برنامج يوتيوبي اسمه «يومك معي»، وهو برنامج تم بثه في رمضان 2012 يعيش فيه في كل حلقة حياة شخصية من الشخصيات الموجودة في المجتمع.

يذكر هنا، أن مجموعة قنوات (MBC) استقطبت العديد من مشاهير اليوتيوب مثل بدر صالح في برنامج «الليلة مع بدر» وآخرين في برنامج «Action يا عيال».[38] 

الإعلام الجديد في عهد الرؤية

تنبأت كاريل ميرفي باستجابة السلطات السعودية للتطورات في الساحة السعودية، وتحديدًا مطالب الشباب والشابات، حيث ستحاول استمالتهم وتوظفيهم لتحافظ على سلطتها المطلقة على الفضاء العام.[39] وبالفعل انخفضت الأصوات الناقدة في وسائل الإعلام الجديد تدريجيًا حتى تحولت لمجرد مواد ترفيهية مع انتصاف العقد المنصرم. في منتصف 2019 التقى تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، بمجموعة من وجوه الإعلام الجديد في المملكة، من تلفاز 11 ويوتيرن وغيرها، في صورة يمكن تأويلها بنهاية عقد من التطور الإعلامي الذي يتسم بشيء من الحرية في الفضاء السعودي.[40]

إن سياسة المملكة الإعلامية الخارجية تعتمد بشكلٍ أساسي على التحكم بالخطاب السائد في المنطقة وفرض سلطتها على الجميع.[41] لذلك، لا يمكن لشركات الإعلام الجديد الحركة بحرية في فضائها المحلي. هذا ما أكّد عليه عمر حسين في ختام الحلقة الأخيرة من برنامج «على الطاير»:

«عند متابعة نمط المشاكل في الأخبار يجي في بالك تساؤلات معينة، تتفادى تناقش هذي التساؤلات من باب السلامة الشخصية. لكن ممكن تتحمس وتناقش قضية معينة وتصير في موقف لا يتمناه لك محب. في مقولة تقول: الإعلام هزيل بدون تفاعل الناس، وممكن تغلقه بضغطة زر. والسؤال الي يطرح نفس حاليًا: ما مدى قوة إعلامنا فعليًا، ولا هل هو مجرد أداة تنسيم أو أداة تخدير، وإن كان كذلك فأنا اعتذر أن أكون أداة تخدير».

من الجدير بالذكر أن المملكة في عهد الرؤية اعتنت بشكل كبير في تسويق نفسها أنها «السعودية الجديدة» التي تتبنى وتدعم الفن والثقافة والآثار. في لقاء مع قناة اليورو نيوز تصف الأميرة الليبية علياء السنوسي، مستشارة الفن والثقافة في وزارة الثقافة السعودية التي تم إنشاؤها حديثًا، المملكة بأنها تعمل جاهدة لتطوير البنية التحتية القادرة على دعم الفنانين الشباب بأفضل شكلٍ ممكن، من خلال شراكات ممتدة مع مجموعة من الهيئات الحكومية والقطاع الخاص. لذلك، تنتهز علياء الفرصة في كل لقاء عالمي تشارك فيه، بصفتها متحدثة عالمية في الفن لتشيد بخطوات «المملكة الجديدة».[42] 

يعزز ذلك تقرير تم نشره من قبل البرنامج الإذاعي «ذا تيك أواي (The Takeaway)»عن جولة الرابر الشهير مقدم برنامج «المواهب العربية» قصي الخضر، بصفته ممثلًا عن المملكة في برنامج للتبادل الثقافي بترتيب من مؤسسة الشرق الأوسط الأمريكية التي تم التعاقد معها من قبل مركز الملك عبدالعزيز الثقافي المدعوم من قبل أرامكو. يهدف البرنامج لتقديم مجموعة من الفنانين السعوديين الشباب ومنحهم الفرصة لظهور والتحدث في منصات إعلامية غربية.[43] يؤكد ذلك بول كوكرين الصفحي المستقل الخبير في شؤون الشرق الأوسط [44] بقوله: «ما تسعى إليه المملكة منذ عقود، وتصاعدت وتيرة تطبيقه في السنوات الأخيرة، هو تقديم صورة للملكة أكثر انفتاحًا ونعومة واعتناقًا للثقافة، بدلًا من صورة المجتمع المتشدد ذو الهوية الاسلامية». ويضيف: «بسبب صعوبة عمل أغلب وسائل الإعلام في المملكة، يتم التحكم بطبيعة الصورة التي يتم إنتاجها عن المملكة للعالم، والقصص التي تخرج عنها. حيث تسعى المملكة للسيطرة على السردية المشاعة داخل المملكة، بالإضافة إلى تسويق سرديتهم الخاصة عن السعودية خارج المملكة».[45]

شركة ثمانية: أيقونة الرؤية والإعلام الجديد

أسس عبدالرحمن أبو مالح شركة ثمانية في عام 2016، واستطاعت الشركة تحقيق انتشار كبير في العالم العربي من خلال مجموعة من الإنتاجات المرئية والسمعية والمكتوبة، حتى تجاوز عدد متابعيها 35 مليون. تعرّف ثمانية نفسها بأنها شركة تعدّ صحافة استقصائية تسعى لـ«تسجيل قصص تستحق أن تُروَى، [لكنها] تُعامل وكأنها فائضة عن الحاجة، بالرغم من أنها تُشكل جزءًا مهمًا من ذاكرة الأفراد والأمم، لأنها قيّمة بما تحتويه من رموز ورسائل. إن هذا النوع من القصص يحدث حولنا ويستحق أن يسّجل ويوثق ويحلل. وهناك في الوقت نفسه أزمة في الإبداع والتوثيق، لذا نحن نعترف أننا نخوض حربًا في هذه اللعبة اللانهائية».

تعتبر شركة ثمانية رائدة في مجال تسويق الخطاب الحكومي عربيًا ومحليًا. ويظهر ذلك بشكلٍ جلي في بودكاستاتها المتعددة مثل المحور الثاني الذي يناقش حيثيات الازدهار الاقتصادي ضمن رؤية 2030، وبودكاست سقراط الذي اُعلن عن بدء بث موسمه الجديد عبر ثمانية مطلع الشهر الماضي، والذي يوثق قصة التحوّل السعودي في كلّ القطاعات، يقول مقدم البودكاست: «لا توجد حكاية أكثر إثارة من قصة التحول السعودي، ليس محليًا بل إقليميًا وعالميًا».

ويستضيف بودكاست سقراط في حلقاته قادة هذا التحول كما يشير في إعلانه الجديد. أما في بودكاست فنجان الذي يقدمه مؤسس الشركة عبدالرحمن أبو مالح، فليس أظهر على تسويق خطاب الحكومة من استضافة سفير المملكة في الإمارات تركي الدخيل الذي يصف التعاون بين الجيش الإماراتي والسعودي في حربهما على اليمن بوحدة المصير وخُلْطَة الدم التي لا يمكن أن تتحول إلى ماء.

تقدم ثمانية نفسها باعتبارها منبرًا حرًا ذا هم عربي، وفي هذا السياق نشرت ملفًا تتحدث فيه عن القضية الفلسطينية كإشارة لدعمها حقوق الشعب الفلسطيني ووقوفها ضد سياسات التطبيع. هذا الملف ملفت جدًا حيث يأتي في سياق خطاب حكومي معارض تدعمه الحكومة، يدعو إلى التطبيع المباشر مع الكيان المحتل. لكن عند النظر في المقالات والبودكاستات المقدمة في الملف نجدها ذات سقف يتماشى مع الخطاب الحكومي، لا تنادي بالوقوف في وجه التطبيع من خلال تسمية الأمور بحقائقها.

يؤكد جوزيف ناي على وجوب مشاركة المجتمع المدني في صناعة القوة الناعمة في تعليله لعدم قدرة الصين على إنتاج خطاب قوة ناعم ذي تأثير بعيد المدى كالذي تقدّمه الولايات المتحدة الأمريكية. من هنا، يمكن تفسير هذا النمط من الحرية المصطنعة حيث يُفتح المجال لمنابر معينة بالحديث بسقف أعلى من غيرها في إطار تلميع صورتها وجعلها تحظى بقبول جماهيري عربي أكبر لصالح تمريرها خطابات أخرى.[46]

ختامًا، تنبغي الإجابة على استشكال حجاجي هام قد يعترض به العديد على مصداقية المقال، وهو عدم وجود مستندات تثبت الدعم المباشر لهذه الشركات من قبل الحكومة أو أنها من أدوات قوتها الناعمة، فهي شركات تتحرك في الفضاء المدني. والحقيقة، أن المقال هو محاولة لتتبع الخطابات التي تقدمها هذه الشركات ومقارنتها مع خطاب النظام الحاكم، من خلال تلك المقارنة نستطيع استنتاج نَفَس عام في خطاب تلك الشركات.

فعلى سبيل المثال يمكن لنا فهم ظهور الأفلام والمسلسلات السعودية على منصة نتفلكس بعد حلقة حسن منهاج عن محمد بن سلمان، والتي ضغطت السعودية بقوة لوقف عرضها، وتمكنت بالفعل من إزالتها من حسابات نتفلكس في السعودية، بمثابة استثمار سعودي تضغط به المملكة على شركة نتفلكس لوقف أي برامج مشابهة في المستقبل، وهو أيضًا تسويق لنفس الخط العام الذي تدعمه رؤية 2030 من انفتاح على الاستثمار في قطاعات الترفيه والثقافة، اللذين اُستحدثت لأجلهما هيئة ووزارة جديدتان.

في السياق نفسه، يعتبر ذلك نجاحًا سعوديًا في الوصول لمنصات عالمية يتابعها الملايين، وكل ذلك يصب في اتجاه واحد: تظهر فيه المملكة كنموذج للبلد الحداثي التقدمي المعاصر، الداعم للفن والثقافة والإبداع، وهذا هو فحوى القوة الناعمة.

  • الهوامش

    [1] مسامير هو برنامج يُبث على منصة اليوتيوب يجمع بين الكاتب السعودي فيصل العامر والرسام والمخرج ومؤدي الأصوات مالك نجر. انطلق البرنامج في عام 2011 ليحقق نجاحًا كبيرًا. حيث ناقش عددًا من قضايا المجتمع السعودي وقدّم طابعًا يعكس فيه الثقافة السعودية والخليجية. حصد استوديو ميركوت عبر قناته على اليوتيوب ما يزيد عن 540 مليون مشاهدة و2.62 مليون مشترك.

    [2] نتلفكس: المركز الإعلامي. (11 فبراير، 2020). «ستة شبابيك في الصحراء» فقط على Netflix ابتداءً من الخميس ٢٧ فبراير. مقتبس من هنا.

    [3] تلفاز 11 هو موقع تابع لشركة سي ثري للأفلام، التي تمتلك عددًا من قنوات البرامج على منصة اليوتيوب. ينتج تلفاز 11 مجموعة من الأفلام القصيرة والبرامج على اليوتيوب. وتصل عدد الاشتراكات في قناة تلفاز 11 إلى 3.1 مليون و459 مليون مشاهدة.

    [4] تأسست شركة ثمانية للنشر والتوزيع في عام 2016 (حسبما هو موجود على صفحتها على موقع اللينكد إن)، تصف نفسها بإنها صحافة استقصائية تنتج موادًا مكتوبة ومرئية ومسموعة لسرد قصص تستحق التوثيق للمستقبل عن السعودية والوطن العربي.

    [5] تأسست شركة يوتيرن الترفيهية عام 2010 في مدينة جدة، وأصدرت مجموعة من البرامج على منصة اليوتيوب، مثل برنامجي «على الطاير» و«ايش الي»، حققت عدد مشاهدات ووصولًا كبيرًا. لكنها تتعرض منذ ظهورها لهجوم شديد على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب أصول بعض مؤسسيها غير السعودية. يُلاحظ الازدياد في وتيرة هذه الهجمات على شركة يوتيرن منذ عامين على مواقع التواصل الاجتماعي، وأغلب الظن أن سبب ذلك هو الازدياد التصاعدي في الخطاب الوطني على الصعيد العالمي والمحلي (السعودي).

    [6] جوزيف ناي أوّل من عرّف مفهوم القوة الناعمة في عام 1990م، وهو مساعد وزير الدفاع للشؤون الأمنية الدولية في حكومة بل كلينتون، ورئيس مجلس الاستخبارات الوطني، وعميد سابق لمدرسة جون كينيدي الحكومية في جامعة هارفارد. أسس بالاشتراك مع روبرت كوهين، مركز الدراسات الليبرالية الجديدة في العلاقات الدولية.

    [7] Gallarotti, G., & Al-Filali, I. Y. (2012). Saudi Arabia’s soft power. International Studies, 49(3-4), 233-261.

    [8] المرجع السابق

    [9]  Foreign Policy Association. (2016). Joseph Nye – On Soft Power  

    [10] «يرى ناي أن مغامرة جورج بوش العسكرية في الفترة الأولى من رئاسته أدت إلى نتائج كارثية، حيث تحولت أمريكا من بلد محبوب ذو قيمة اعتبارية مقدّرة، إلى بلد شرس متكبر ومتغطرس في تعاملاته، في نظر بقية شعوب العالم وخصوصًا الإسلامي. مما حد من قدرة الولايات الأمريكية على تحقيق أهدافها ورعاية مصالحها السياسية الخارجية بواسطة التأثير الثقافي».  للمزيد حول هذه النقطة يرجى الرجوع إلى المصدر التالي:
    Sparks, C. (2015). China, soft power and imperialism. In 
    Routledge Handbook of Chinese media. Routledge.29.

    [11]  بحسب صحيفة المبتعث الصادرة عن الملحقية السعودية الثقافية في واشنطن في العدد 171 الصفحة 12، والتي يتم توزيعها في أمريكا وكندا والسعودية، وصلت التبرعات التي قدمتها المملكة للبوسنة والهرسك مليار و300 مليون ريال سعودي. أريد أن أؤكد على أن العبرة ليست بمصداقية الرقم أو المصدر بل بالأثر الذي ستتركه المعلومة في نفوس قارئيها.

    [12] أحد الأمثلة في سياق الخلاف الفلسطيني-الفلسطيني هو اتفاقية مكة بين فتح وحماس في 8 فبراير 2007  بواسطة السعودية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والذي توصل من خلاله الطرفان –على نحو شكلي كما اتضح فيما بعد-، إلى إنهاء الاقتتال الداخلي والاتفاق على وجود حكومة وحدة وطنية. من ذلك أيضًا، الدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر القمة الإسلامي التي عقدت في منتصف أغسطس 2012 بدعوة من منظمة العالم الإسلامي في مكة كاستجابة على تردي الأوضاع في سوريا وتفاقم حدة التغول من قبل نظام الأسد على شعبه.

    [13] شكلت مع جاراتها (البحرين والكويت وعُمان وقطر والإمارات العربية المتحدة) إلى فترة قريبة سوقًا مفتوحًا يعمل فيه الخليجي في جميع دول المجلس وكأنه مواطن في أيٍ من تلك البلدان. للاستزادة في هذا الجانب يمكنك مراجعة قرارات مجلس التعاون الخليجي تحت عنوان: «السوق الخليجية المشتركة والمواطنة الاقتصادية». لقد كادت دول مجلس التعاون أن تصل إلى اتفاق لتوحيد العملة. وعلى الرغم من الخصام الحالي بين المملكة والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى، لكن الكثير من إنجازات مجلس التعاون ما زالت سارية بين دوله عدا الدول التي تقاطع قطر.

    [14] كمثال على ذلك: تمثل المملكة لاعبًا أساسيًا في منظمة أوبك، فالمملكة تعتبر واحدًا من أهم مصدري الطاقة عالميًا، وتعمل مع جاراتها في مجلس التعاون من خلال اتفاقيات تقوم على وحدة المصير على حماية وتحقيق مصالح دول المجلس بأفضل شكلٍ ممكن.

    [15]  Gallarotti, G., & Al-Filali, I. Y. (2012). Saudi Arabia’s soft power. International Studies, 49(3-4), 233-261.

    [16]  Dukalskis, A. (2017). The authoritarian public sphere: Legitimation and autocratic power in North Korea, Burma, and China. Taylor & Francis.

    [17] توجت مدينة الرياض في الدورة الثالثة والعشرين لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات أول عاصمة عربية رقمية للعام 2020.

    [19]    Dukalskis, A. (2017). The authoritarian public sphere: Legitimation and autocratic power in North Korea, Burma, and China. Taylor & Francis.

    [20]  فرقة من الكوميديين من العرب الأمريكيين.

    [21] Ramsay, G., & Fatani, S. (2016). The new Saudi nationalism of the new Saudi media. Political Islam and Global Media: The boundaries of religious identity, 187.

    [22]  يصف روبرت فيتاليس خصوصية مجتمع أرامكو في المملكة باعتباره نظام طبقي مشابه لنظام «جيم كرو» للفصل العنصري، للمزيد عن الموضوع يمكن الإطلاع على الكتاب الهام لروبرت فيتاليس: «America’s Kingdom: Mythmaking on the Saudi Oil Frontier.»

    [24] Ramsay, G., & Fatani, S. (2016). The new Saudi nationalism of the new Saudi media. Political Islam and Global Media: The boundaries of religious identity, 187.

    [25] المصدر السابق.

    [26] برنامج يوتيوبي من إنتاج شركة يوتيرن.

    [27]  Ramsay, G., & Fatani, S. (2016). The new Saudi nationalism of the new Saudi media. Political Islam and Global Media: The boundaries of religious identity, 187.

    [28]  الغازي، أحمد. (2013). هنا السيليكون فالي

    [31]  برنامج من إنتاج شركة يوتيرن.

    [32] Ayed, N. (2013). Why Saudi Arabia is the world’s top YouTube nation? CBC. Retrieved from:  

     https://www.cbc.ca/news/world/nahlah-ayed-why-saudi-arabia-is-the-world-s-top-youtube-nation-1.1359187

    [33] عدد الاشتراكات الحالي على قناة على الطاير 813 ألف.

    [35] Mackey, R. (2011). Saudi Video Blogger Reportedly Detained for Showing Poverty in Riyadh. Retrieved from: https://thelede.blogs.nytimes.com/2011/10/19/saudi-video-blogger-reportedly-detained-for-showing-poverty-in-riyadh/

    [36] واجه عمر حسين موجة إساءة وتعريض كبيرة على تويتر بعد ظهوره في صورة مستقبلًا مدرب كرة القدم البرتغالي جوزيه مورينيو عند زيارته للسعودية مرتديًا قميصًا مكتوب عليه : «احتاج اهج». مما دفع رئيس الهيئة تركي آل الشيخ للدفاع عنه في تغريدة على حساب على تويتر. للمزيد من التفاصيل يرجى قراءة التقرير التالي من هنا.

    [37]  تم حذف الحلقة فيما بعد.

    [38] اجتمع في برنامج «Action يا عيال» ستة من مشاهير اليوتيوب وهم: محمد سال، وعمار رمضان، وفيصل السيف، وأحمد النشيط، ودارين البايض، ومحمد النحيت.

    [39] Murphy, C. (2012). A Kingdom’s future: Saudi Arabia through the eyes of its twentysomethings. Wilson Center. 157

    [40] يمكن مشاهدة التغريدة من هنا.

    [41] Cochrane, P. (2007). Saudi Arabia’s media influence. Arab Media & Society. 3.

    [42]  Euronews. (2020). Outspoken Libyan princess Alia Al Senussi supports ‘New Saudi’ art scene. [Video] Retrieved from: https://www.youtube.com/watch?v=I0fZXnldLWE

    [43] Raphael, T.J; Lazarus, O. (2017). How a rapper’s radio interview revealed a Saudi soft power campaign. The Takeaway. Retrieved from: https://www.wunc.org/post/how-rappers-radio-interview-revealed-saudi-soft-power-campaign

    [44] للمزيد حول بول كوكرين 

    [45]   Raphael, T.J; Lazarus, O. (2017). How a rapper’s radio interview revealed a Saudi soft power campaign. The Takeaway. Retrieved from: https://www.wunc.org/post/how-rappers-radio-interview-revealed-saudi-soft-power-campaign

    [46]  يذكر أن شركة ثمانية قامت بتقديم اعتذار رسمي للجمهور السعودي بعد إعلانها عن استضافة مؤرخ عراقي له أراء معارضة للنظام الحاكم.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية