مؤنس الرزاز

رحلة مؤنس الرزاز: من خلاص الأمّة إلى الخلاص الفردي

رحلة مؤنس الرزاز: من خلاص الأمّة إلى الخلاص الفردي

الأحد 20 شباط 2022

( هذا المقال جزء من ملف أنتجته حبر في الذكرى العشرين لرحيل الكاتب الأردني مؤنس الرزاز، لقراءة باقي مواد الملف اضغط/ي هنا)

مع نهاية التسعينيّات أعلن مؤنس الرزاز لقرّائه وأصدقائه بأنّه سيموت في الفترة ما بين 2000 و2007، ولذا قدّم اعتذاره للناس عن مزاحمتهم في تنفس الهواء طوال هذه السنوات، وعن المساحة التي شغلها على الأرض، وعمّا سيسبّبه موته المقبل من حزن في قلوبهم.[1] وفي مساء الجمعة، الثامن من شباط من العام 2002 توفي مؤنس الرزاز.

لم تكن حياة مؤنس في البداية غير بئر دُفنت فيها الأحداث الكبرى التي حصلت مع والده منيف الرزاز، وحين كانت تجربة أبيه المرّة الأخيرة تنتهي بوفاته في بغداد 1984 كان مؤنس يدشّن، ولم يكن قد جاوز الخامسة والثلاثين من عمره بعد، جوهرَ مشروعه الروائي في ثلاث روايات هي: أحياء في البحر الميّت (1982)، واعترافات كاتم صوت (1986)، ومتاهة الأعراب في ناطحات السراب (1986).

امتدادًا للأب

لم يولد مؤنس الرزّاز في مستشفى السلط 1951، وإنما ولِدَ من الأحداث الكُبرى والمرّة التي مرّ بها والده؛ المفكّر والقيادي القومي منيف الرزاز، في كل من الأردن وسوريا والعراق، حيث انضم إلى حزب البعث عام 1950، لتسحب منه السلطات الجنسية الأردنية بعدها بسنتين بسبب نشاطه في حزب ممنوع من العمل حينها، بداعي «حمله مبادئ متطرفة». ثم أُبعِد إلى سوريا، لكن عاد إلى الأردن لتشهد الفترة بين عامي 1957 و1963 اعتقاله عدّة مرات.

مع حلول العام 1965 سافر منيف إلى دمشق بعد انتخابه أمينًا عامًا للقيادة القوميّة لحزب البعث،[2] فكان شاهدًا على الأمراض التي أصابت الحزب ليتخلى عن دوره الشعبي الجماهيري وعن دوره في تغيير المجتمع. وفي البحث عن السلطة شهدت سوريا صراعًا بين قادة الجيش الذي تحولوا، بحسب منيف، «طبقة خاصة متميزة تتمتع بشتّى أنواع الامتيازات (..) حتّى لكأن الحكم حكم ملوك الطوائف»،[3] ثم انتهى الأمر بهذه الطبقة بالسيطرة على السلطة والحزب بانقلاب 23 شباط 1966، والذي أبعد قيادات الحزب التاريخية، وهم أعضاء القيادة القوميّة: منيف الرزاز وميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار.

شهد مؤنس الطفل بعض هذه التجارب، ففي الأردنّ حين غاب الأب في فترة دراسته بمدرسة المطران في عمّان ستكتب أمه لمعة بسيسو لأبيه في سجنه «مسكين مؤنس! أو أنّه محظوظ، يتفتّح قبل أوانه وينضج نضجًا تامًا وهو ما زال في طور الطفولة». هكذا ستكون الأم حائرة بين صورة ابنها (المحظوظ) الذي صار ينضج وبين صورته كـ(مسكين) بسبب الأثر النفسيّ والكآبة ونوبات الغضب التي اكتشفت عنده في تلك الفترة.

بسبب مكانة أبيه في حزب البعث، سيتلقى مؤنس معاملة تفضيليّة من المدرسين. وسيتلقّى هذه المعاملة التفضيليّة كذلك حين التحاقه لأسبوعين بقواعد جبهة التحرير العربية التابعة لحزب البعث في الكرك عام 1969.

يعد النقاد روايات «أحياء في البحر الميت» و«متاهة الأعراب في ناطحات السراب» و«اعترافات كاتم صوت» جوهر مشروع مؤنس الأدبي.

شهدت المرحلة بعد عودة منيف إلى الأردن، نقاشات بين مؤنس ووالده حول أفكار الأخير، ولمّا يكن مؤنس قد بلغ العشرين من عمره حينها. يقول إلياس فركوح، صديق مؤنس الأقرب في ذلك الوقت، إنه ومؤنس، وإثر هذه الحوارات، صارا قادرين نسبيًا على فهم النظريات وتبسيطها، ثم وجدا نفسيهما مشاركين في النقاشات الساخنة مع غيرهما من المنتمين لأطرافٍ سياسيةٍ مغايرة.

في الفترة بين 1969 و1973 تنقّل مؤنس بين التدريس في مدرسة بعمّان، والذهاب إلى بريطانيا لدراسة اللغة الإنجليزية في جامعة أكسفورد لمدة سنة. وانتهت هذه الفترة باتفاقه مع فركوح على ترك الدراسة هناك، والذهاب لدراسة الحقوق في جامعة بيروت العربية، لكنه عدل عن دراسة الحقوق لأنّ هذا التخصص يحتوي على «مواد وبنود وشروح قانونية (..) تماثل أشعارًا ميّتة ينبغي حفظها عن ظهر قلب»، وتحوّل إلى دراسة الفلسفة وعلم النفس والاجتماع الذي اختاره فركوح.[4]

في بيروت التي كانت عامرة وقتها بالنقاشات والصراعات السياسية، وبكفاح الثورة الفلسطينية المسلحة، جالسَ مؤنس رفاقَ والده من قيادات حزب البعث، وعلى رأسهم ميشيل عفلق الذي سيطلق عليه مؤنس تسمية الأب الروحي، حيث نشأت بينهما علاقة «أقرب إلى القداسة». ويروي صديقا مؤنس إسماعيل أبو البندورة ومازن الساكت، اللذيْن رافقاه في تلك المرحلة، أنه لم يكن يسمح لأحد بانتقاد الحزب أو «المعلّم». ولتعريف أصدقائه عليه وعلى أفكاره رتّب لعقد جلسة مع عفلق في بيته.

وحين اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 أبلغ الساكت، وكان سكرتير الاتحاد العام لطلبة الأردن، مؤنس وبعض الرفاق أن «الطلبة الأردنيين وخاصة البعثيين منهم ينبغي أن يشاركوا في صد [هجوم] الجيش اللبناني ضد المقاومة الفلسطينية»، ثم أخبر مؤنس أنه سيكون عضوًا في قيادة هذا التشكيل الذي أطلقوا عليه اسم «كتيبة البادية التقدمّية» كما يروي مؤنس في سيرته غير المنشورة.

يتذكّر مؤنس هذه المشاركة في سيرته بشيء من السخرية، إذ بالإضافة إلى جهلهم بالعمل العسكري فقد كان يُطلق عليهم إضافة إلى فركوح وأبو البندورة لقب فلاسفة التنظيم لانشغالهم بالفكر والأدب. لم يدم الأمر غير أيّام، فاقترح مؤنس على أبو البندورة المغادرة إلى عمّان، «نرتاح شوي ونخرج من جو القتال والقتل ببيروت»، وحين وصلا عمّان منعت السلطات سفرهم، فبقي إسماعيل في الأردن وتدبّر مؤنس عن طريق والده مغادرة الأردن إلى بغداد.

أكمل مؤنس دراسته في جامعة بغداد، وتخرّج من قسم الفلسفة. وبعدها انتقل إلى الولايات المتحدة لإكمال دراسته في جامعة جورج تاون. بعدها فكّر بالعودة إلى عمّان، لكن استقرار والده في بغداد، بعد انتخابه أمينًا عامًا مساعدًا لحزب البعث العربي الاشتراكي «خربط كل مشاريعه ومخططاته» فذهب إلى بغداد.

لقد عاين مؤنس بغداد وهي تتحوّل إلى عاصمة حزب البعث، وشعر كما يصف بالدور المهيب لهذا الحزب في عراق الحلم البعثي، وتنّعم بالسلطة هناك وصار يتحرّك ضمن حراسات بسبب مكانة أبيه، ويجالس شخصيّات الحكم فيه؛ ميشيل عفلق ووالده وصدام حسين ومدير المخابرات سعدون شاكر. يقول فركوح إن مؤنس في تلك الفترة كرّس نفسه للحزب، أو بكلمات أخرى ترك للحزب وأحوال الحزب صياغة دوائر علاقاته وأشخاصها، مع أخذ الاستثناءات بعين الاعتبار.[5]

صورة غير منشورة لمؤنس الرزاز من أرشيف العائلة.

غادر مؤنس بغداد متوجهًا إلى بيروت رفقة مازن الساكت للمشاركة في مؤتمر للاتحاد العام للطلبة العرب، وهناك أتتهم الأخبار من بغداد بما جرى في قاعة الخلد، إذ أبدى صدّام نيّته إعدام بعض البعثيين بسبب اتهامهم بالتآمر على الحزب. يقول مؤنس في سيرته: «أصرّ والدي أن يتصرّف الحزب كمؤسسة مدنية عصريّة فيتيح للمتهمين حق الدفاع عن أنفسهم بواسطة محامين ومحكمة وقضاة، وطالب بحضوره جلسات التحقيق وهدد بالاستقالة من القيادة القومية [لحزب البعث] إذا لم تتوافر محاكمة نزيهة»، فكان هذا الموقف سببًا في وضعه في الإقامة الجبريّة.

يصف الساكت وضع مؤنس بعد أن سمع بهذه الحادثة فيقول إنه مرّ بحالة من الغضب أدخلته في حالةٍ نفسيّة سيئة جدًا. فيما يروي مؤنس كيف أمضى ثلاثة أيّام يشرب الكحول دون أن يأكل كسرة خبز. وعلى وقع هذه الصدمة كتب لفركوح: «28 سنة ضيعتها في الأوهام، أنا من ضيّع في الأوهام عمره».[6] ويضيف قائلًا: «لقد عزمت عزمًا لا عودة عنه بالانصراف التام عن العمل السياسي؛ فالزمن تجاوز كل المؤسسات التي كانت تقود المدّ القومي في الخمسينيات، وبلغ بيَ القرف من هذه المؤسسات الذروة، إنّ الأنظمة التي كنّا نصفها بأنها محافظة أثبتت أنها على المستوى الأخلاقي البدوي البدائي أفضل من الدول التي كنا نعتبرها تقدمية». وبقي في بيروت لفترة قصيرة قبل أن يغادرها بعد وقت قصير وبشكل نهائي إلى عمّان حيث سيستقر.

كما بدأ في آخر فترته ببيروت بتوجيه النقد لبعض أفكار القوميين، فانتقد، مثلًا، أدبيات البعث التي رفضت قيام كيان فلسطيني أو الكيانية الفلسطينية، بداعي قومية الصراع. ووجه نقدًا لاثنين من منظري هذا الاتجاه، هما والده منيف ومنح الصلح اللذيْن كانا يريان أن وحدة النضال العربي من أجل تحرير فلسطين هي الفرصة الوحيدة المتبقية أمام العرب من أجل تحقيق الوحدة العربية، وأن مصير الوحدة مرتبط بمصير الثورة الفلسطينية.[7]

يقول مؤنس إنهما يبالغان في الربط بين الوحدة وتحرير فلسطين، ويخلطان بين مهام حركة التحرر العربية بعامة وبين مهام الثورة الفلسطينية، ويكمل قائلًا إن المبالغة بالتشديد على المسألة القومية أدت في كثير من الأحيان إلى تجاوز خصوصيات الواقع العربي [ومنه الفلسطيني] وبالتالي الوقوع في فخ المثالية الزائفة. ورأى أن هنالك علاقة بين الوحدة وتحرير فلسطين، لكن ليس بالتطابق الكامل الذي طرحه منيف والصلح.[8]

في النهاية، كفرَ مؤنس بالانتماء للحزب، ورأى، في رسالة إلى فركوح، أنه قد غُرّر به من الحزبيين بمن فيهم معلمه عفلق، وأنه طوال الفترة السابقة كان ينزلق إلى متاهات التبرير لما يفعله القادة إلى حدّ ممارسة الإرهاب الفكري ضد الكثير من أصدقائه.

ويمكن القول، مع نهاية هذه المرحلة، إن مؤنس عايش، وبسبب ما مرّ به والده، ما الذي يعنيه أن تكون في المعارضة، وما الذي يعنيه أن تكون في السلطة.

مؤنس مع والده منيف الرزاز. المصدر: أرشيف العائلة.

مؤنس أديبًا

أول صلة لمؤنس مع الأدب كانت من أمّه لمعة بسيسو حين كان والده في سجنه في الجفر عام 1963، إذ قرأت معه ابن خلدون وأشعارًا إنجليزية. وأوّل كتابةٍ أقدم عليها مؤنس كانت نهاية الستينيات، وهي مقالات تبادلها مع صديقه إلياس فركوح، استعرض فيها معارف متفرقة وبسيطة، وقصصًا أقرب إلى التجريب من كونها قصصًا مكتملة؛ إذ كان مؤنس حينها ما زال قارئًا يربّي كاتبًا داخله.[9]

في بيروت التي كانت تعجّ بالمثقفين، سكن مؤنس مع صديقيه أبو البندورة وفركوح في شقّة واحدةٍ في منطقة الجامعة العربيّة، وأصرّ على أن تكون قراءاته، بالعربية والإنجليزية، في الأدب أكثر من السياسة. لكن كان للحوارات التي خاضها مع والده ومن ثم قراءة أعماله أثر على القصص التي كتبها، إذ أظهرت مجموعته القصصية الأولى: «مدّ اللسان الصغير في وجه العالم الكبير» عام 1973 ظلَّ أفكار الأب تجاه الاستعمار والأنظمة العربية التي أعقبته والانقلابات العسكرية عليها.[10]

ظهرت هذه الأفكار في أطول قصتين في المجموعة: «كوابيس عربيّ» و«لمعة الحريّة»، حيث استحضر فيهما بأسلوب حائر بين النصوص الشعريّة والحوارات المسرحية، شخصيّة عنترة بن شداد وتحوّله إلى جانب الأسياد بعد الثورة التي قادها، وشخصيّة مسيلمة الكّذاب الذي أخذ دور المستعمر صاحب الشعر الذهبي بعدما انتهت الثورة التي قادها: «الشعر الذهبيّ تحوّل إلى شعر أجعد أسمر، اليد التي كانت تصفعنا تحوّلت إلى يد سمراء».[11]

أغلفة مجموعة من أعمل مؤنس الرزاز، تصوير مؤمن ملكاوي.

كان لتخصص الفلسفة وعلم النفس الذي درسه مؤنس في بيروت ثم في جامعة بغداد أثرٌ على كتاباته القصصية اللاحقة، إذ اهتم بالقصة التي تركّز على الحالة النفسيّة للشخصيات المنخرطة في العمل السياسي. وكان لنصيحة زميل والده أيّام الدراسة جبرا إبراهيم جبرا حين التقاه ببغداد أثرٌ سيظهر لاحقًا، إذ حثّه على دخول مجال كتابة الرواية «لأنها فنّ المستقبل».[12]

حفظ مؤنس وصيّة جبرا وأكمل كتابة قصص مجموعته الثانية «البحر من ورائكم» التي كتب قصصها بين بيروت وعمّان وبغداد، بين الأعوام 1975 و1977. في هذه المجموعة ثمة مناضلون ومثقفون يريدون التقاعد من المسؤولية التي حمّلوها لأنفسهم في الحياة العامّة، لكنهم عاجزون عن الرجوع إلى عالم العيش العاديّ، مثل شخصيّة طارق في قصة «البحر من ورائكم» والمثقف عاصي في قصة «عاصفة لين».

وقبل أن تصدر مجموعته هذه عن وزارة الإعلام العراقيّة، ومع بدايات شباط 1977، كان مؤنس قد رحل إلى بريطانيا ثم إلى الولايات المتحدة لإكمال دراسته، وهناك سينفتح له عالم جديد. إذ اطلع على آخر ما كُتب في الفلسفة والأدب، وأمضى ست ساعات يوميًا في المطالعة في الفلسفة والأدب والفنّ، إلى جانب الكتابة. وانشغل بدراسة مفهوم الإبداع بشكل عام، وعلاقة الفلسفة والرواية بشكل خاص، حيث كتب أبحاثًا في مفهوم الإبداع، وعن الرواية والفلسفة، وكان بصدد كتابة دراسة واسعة عن تأثير كل من برغسون وهيدجر وهيوم على مارسيل بروست وجيمس جويس.

كتب مؤنس في إحدى رسائله إلى فركوح: «من يعيش هنا بالطريقة التي أعيشها أنا يكتشف الحالة المزرية من الأميّة التامّة (لا شبه الأمية) التي كنّا نحياها».

في بريطانيا، عاودته الكآبة من جديد؛ فأُدخل مصحّة للعلاج من الكآبة وإدمان الكحول،[13] وقال له طبيبه ضمن خطّة العلاج إنه يجب أن يضع أهدافًا عملية ومرحلية لحياته حتى يتصالح مع نفسه، وأخبره أن الدراسات العُليا حل، وهكذا سافر إلى الولايات المتحدة.[14]

التحق مؤنس بقسم اللغة في جامعة جورج تاون منتصف عام 1977، وهناك تعرّف إلى أسماء بارزة في الفكر والأدب مثل هشام شرابي وحليم بركات وقرأ البحث عن الزمن الضائع لمارسيل بروست ومرة أخرى الغريب لألبير كامو، ومجلدًا ضخم عن الفلسفة الإسلامية، وواصل كتابة روايته «أحياء في البحر الميت» لكن ببطءٍ شديد، وبكثير من الشطب والتعديل، وقد استقرّ على هذه التسمية بعد أن كان يفكر بتسميتها الأرض الصاخبة، ويفكر فيها على أنها رواية طويلة.[15]

يقول ولم ينشر بعد أول رواياته: «الرواية الحديثة لا تستطيع إلا أن تتخذ موقفًا فلسفيًا (..) ويلعب الشكل دورًا هائلًا في إبراز هذه الفلسفات والمواقف، جنبًا إلى جنب مع المضمون. بدون صياغة شكل ذكي للعمل الأدبي يستحيل المضمون إلى فلسفة لا أدب». وبتأثير هذه القراءات والأفكار غيّر مؤنس الزمان والمكان في روايته «أحياء في البحر الميّت» أكثر من مرة، معتمدًا على تجزئتهما ليتوافقا مع حياة المواطن العربيّ إذ كان يعتقد أن الواقع العربي المحطمّ لا يمكن الكتابة عنه بسرد متماسك.

كان مؤنس يعلن ولادة عمله الروائيّ الأوّل «أحياء في البحر الميت» ويعلن معه عن ولادة روائيّ سيفتتح لاحقًا نهجه الذي ابتعد فيه عن أسلوب الرواية التقليدية السائدة في الأردن، ومشاركًا في مرحلة الرواية ما بعد المحفوظية.

لقد حاول مؤنس مزج شكل وتقنيات الرواية الحديثة مع خطابٍ يتناول ظروف محيطه وشعبه، وكان القلق ينتابه بأنه محروم من التماس اليومي مع هذا المحيط الذي يريد الكتابة عنه،[16] وبأنه سيفقده؛ لذا بحث عن هذا المحيط بين الطلبة العرب هناك، وفي رسائله إلى الأردن، ظل يطلب من صديقيْه إسماعيل أبو البندورة وإلياس فركوح أن يكتبا له. فوصف في رسالة إلى أبو البندورة تواصله معه عبر الرسائل بأنه «نافذةٌ ضروريّة أطلّ منها على عالمي المتحبب والسادي في آن معًا فأنتم هناك تمثلون ما أحبّ أن أكون، وما يمكن أن أكون، وعمليًا ما أؤجّل ما أكون».[17]

بسبب هذا الانقسام؛ بين عالم جديد من الروايات والفلسفة وأساليب كتابتها، ومحيط مفقود يريد أن يكتب عنه في الرواية، وجد نفسه في «أحياء في البحر الميت» يكتب روايتين فلسفيتين، بحسب وصفه، في رواية واحدة.[18]

عدّ مؤنس تجربة مجموعته الأولى «مدّ اللسان الصغير في وجه العالم الكبير» محاولةً غير ناضجة للتعبير عن الاحتجاج، ورأى أن العمل الأدبي في هذا العصر لا يكون ذا قيمة إن لم يطرح موقفًا من الإنسان الذي يتحدث عنه ومن علاقته بمحيطه ومجتمعه، وهذا لا يكون إلّا بالتسلّح بالفلسفة والاطلاع عليها وبعلم النفس الاجتماعي والثقافة العامة، وبالتسلّح بالنضال من حيث هو انخراط في صفوف الجماهير ومشاركتها معاناتها، وعبر هاتين الوسيلتين يستطيع الأديب الثوري صاحب الأيديولوجيا الثورية أن يجسّد رؤاه تجسيدًا أصيلًا.[19]

من رسائل مؤنس الرزاز إلى اسماعيل أبو البندورة. المصدر: أرشيف اسماعيل أبو البندورة.

أواخر السبعينيات، وبعد أن عاد إلى بغداد، التقى مؤنس بعدد من أعلام الأدب العربي، وعرض مسوّدة من روايته الأولى «أحياء في البحر الميّت» على عبد الرحمن منيف، وجبرا إبراهيم جبرا، وميشيل عفلق، ووصف عملية كتابتها بأنها «تتدفق تدفقًا جنونيًا حينًا، وتتوقف ذاهلة أحيانًا».[20]

ازداد نشاط مؤنس بعد الذي جرى لوالده؛ فنشر ثلاث قصص في صحيفة النهار وواحدة في السفير،[21] وترجم مجموعة قصص إنجليزية قصيرة.[22]

ثم صدرت مجموعته القصصية الثالثة النمرود (1980)، وفيها بدأ مؤنس يضيف بعدًا آخر لأفكاره، من خلال تقديم الشخصيات والتركيز على عوالمها الداخلية النفسيّة. حفر نفسيًا في شخصيات المنخرطين في العمل العام؛ سلطة ومعارضة، (مثل النمرود وطارق) مظهرًا وجهًا آخرًا لها كشخصيات فاعلة في العمل السياسي لكنها تشتاق للحياة الطبيعية مثل الفارس البدوي متعب القحطاني (قصّة الفارس المدجن). وحملت أطول قصص هذه المجموعة؛ «شظايا من حياة أبو الحنّ» أفكارًا حول الصراع الطبقي في المجتمع، ودارت القصص حول محيطه في بيروت وعلى باب مخيم للاجئين الفلسطينيين بلبنان، وحملت كذلك قصص معتقلين في السجون الأردنيّة.

ومع هذه المجموعة اعترف والداه به مبدعًا، وكأن الأب عرف أن الولد استطاع الخروج بهذه المجموعة من عباءة أفكار أبيه.[23]

قبل أن يغادر بيروت، كان مؤنس يعلن ولادة عمله الروائيّ الأوّل «أحياء في البحر الميت» ويعلن معه عن ولادة روائيّ سيفتتح لاحقًا نهجه الذي ابتعد فيه عن أسلوب الرواية التقليدية السائدة في الأردن، ومشاركًا في مرحلة الرواية ما بعد المحفوظية.

لا يركن مؤنس في كتابته الروائية إلى تقنية واحدةٍ تعتمد حكاية متماسكة من أول العمل إلى آخره، وإنما تقنيات عدة، فمثلًا، حين يتحدّث عن قاتل يحمل كاتم صوت فإنه يروي القصّة من وجهة نظر القاتل ثم من وجهة نظر الضحيّة ثم من وجهة نظر مشاهدٍ ثالثٍ، وهو ما يعرف بتعدد بؤر السرد. كما اعتمد القفز بين الحكايات في سرد مشظى، لأنه كان يرى أن واقعًا سياسيًا واجتماعيًا عربيًا مفتتًا لا يمكن التعبير عنه بحكاية تقليدية متماسكة إنما بسردٍ يجاريه ويأتى مثله مشظى.

في بداية أحياء في البحر الميت، يلخص مؤنس طريقته بالكتابة فيقول: «كان [زعل] يصفّ أمامه على الطاولة أوراق بيضاء ثلاثًا، واحدة تجاور الأخرى، فيكتب بضعة أسطر من مشروع روايته التي كان يسميها (عرب) تارة، ويسميها أعراب طورًا آخر، تيمنًا بـ[المجموعة القصصية] دبلنرز [لجيمس] جويس. ثم ينقلب على نحو مفاجئ إلى الورقة الثانية المحاذية فيكتب فيها ضربًا من السيرة الذاتية، ثم ينفتل بغتةً إلى الورقة البيضاء الثالثة فيسجّل كلمات الآخرين».[24] ويمكن القول، بشكل عام، إن هذه هي طريقة مؤنس في الكتابة، فالرواية عنده خليط من سيرته الشخصيّة، ومن عوالم متخيلة، وممّا قاله الآخرون.

بعد روايته الأولى، نشر مؤنس عام 1986 روايتين، عدّهما النقاد، مع أحياء في البحر الميت، جوهر مشروعه الروائيّ وهما: «متاهة الأعراب في ناطحات السراب» و«اعترافات كاتم صوت». وكانت هذه الروايات نتاج مخزون اغتنى بتجربة ثريّة ومؤلمة جرت له ولوالده، وامتدّت على ساحات عربيّة ودوليّة: العراق والأردن وسوريا ولبنان بريطانيا وأمريكا.[25]

في حين تقوم الروايات التقليدية على وصف تاريخ شخصيّاتها وتقديم معلومات عنها يُحاول مؤنس أن يقدّم تحليلًا نفسيًا لتاريخ هذه الشخصيّة وسببًا نفسيًا لكل فعل تقوم به. وتطرح الرواية، التي تحكي سيرة عائلته مع القمع، مفهومَ سلطة الحزب والنظام الذي جاء في مرحلة ما بعد الاستعمار.

كتاب من إهداء مؤنس الرزاز إلى اسماعيل أبو البندورة. المصدر: أرشيف اسماعيل أبو البندورة.

وفي متاهة الأعراب، يقدّم تفسيرًا نفسيًا للواقع العربي الجمعي الذي يعيش بين زمنين؛ قديم ميثولوجي وآخر خارجي عقلانيّ تكنولوجي، وقد ارتكز على مقولتين أساسيتين لتفسير هذا الحال واحدة لزبيجنيو بريجنسكي تتحدث عن التطور التكنولوجي الذي وصله العالم وأخرى لكارل غوستاف يونغ تتحدّث عن اللاشعور الجمعي الذي يحمل كل ما هو بدائي من خرافات وأساطير وطقوس وينعكس على المجتمع في بعض عاداته الحالية.

حاول مؤنس القول إنه ومع كلّ هذا التقدّم الذي أحرزه العالم من تكنولوجيا فإن اللاشعور البدائي الجمعي يظل موجودًا ويفرض على العقل الرجوع بهذا التقدم إلى الوراء. كاستخدام التكنولوجيا الحديثة في فرض السيطرة على الشعوب ومراقبتها.

في متاهة الأعراب، لم يكتف مؤنس بالمقارنة بين زمنين، وإنما قاد اللغة إلى شكلين مختلفين كذلك؛ واحدةٌ حديثة استخدم فيها لغة الصحافة اليومية مثل تضمين أخبار قصيرة من الصحف المحليّة وبعض كلمات أغاني فيروز ولهجات محلّية مثل العراقيّة، ولغةً تراثية من ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة، وهكذا ينتهي من بعض فصول الرواية بالقول: سأحكي لك الليلة يا عزيزي عن حياتي السابعة، فهي غريبة عجيبة لو كتبت بالإبر على آماق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر.[26]

الاستقرار أو التنبلة

دخل مؤنس الأردن سنة 1982 بحالة نفسيّة صعبة شاعرًا بالمرارة مما جرى لوالده في إقامته الجبريّة، وقد حاول جاهدًا معرفة ما الذي جرى له، ولماذا لم يتحرّك ميشيل عفلق للوساطة والإفراج عنه.

في بدايات الثمانينيات طلب من ليث شبيلات أن يأخذه للشيخ حازم أبو غزالة شيخ الطريقة الشاذلية ويعقوب قرّش لرغبته في التصوّف، لكنّه لم يستمر في هذه التجربة. ويرى صديقه سعود قبيلات في هذه التجربة محاولة لسبر أغوار اللاوعي وتغييب الواقع اليومي الروتيني، فيما وصف مؤنس التجربة لاحقًا بأنها من أجمل التجارب التي مرّ بها في حياته. لكنه لم يكن ليستمر بها كون التصوّف الكامل بحاجة إلى الصبر وهو رجل «بصلته محروقة».[27]

في هذه الفترة كان مؤنس قد أطلق ساخرًا على مجموعةٍ تضمّ سعود قبيلات وناهض حتّر بالإضافة إليه «جمعية التنابل»، وكان في إعلان هذه الجمعية سخرية لكن لها وجهًا حقيقيًّا، تمثّل في انتهاء فترة التجارب المرّة الكبرى التي مرّ بها على الصعيد الشخصيّ والتي انتهت آخرها بموت والده في إقامته الجبريّة في العراق عام 1984، وفي واستقراره في عمّان. ولم يكن ليعكّر مرحلة التأمل (التنبلة) تلك غير نوبات الكآبة التي عاودته بشكلٍ قاسٍ في هذه الفترة وواجهها بالكحول والبروزاك.

يصف مؤنس هذه المرحلة «انتقلت من حيز الفعل إلى حيز التأمل؛ وهذا ما يفسّر غزارة إنتاجي الروائي؛ إذ تفرغت تمامًا للإبداع واحترفته في أجواء سكينة واستقرار بينما كنت في السابق أشبه ما أكون بمراسل صحفي حربي يغطي مشاهد وأنباء المعارك الطاحنة».[28]

اعتمد مؤنس القفز بين الحكايات في سرد مشظى، لأنه كان يرى أن واقعًا سياسيًا واجتماعيًا عربيًا مفتتًا لا يمكن التعبير عنه بحكاية تقليدية متماسكة إنما بسردٍ يجاريه ويأتى مثله مشظى.

منذ العام 1993 دخل مؤنس في تجربتين عاد فيهما للعمل العام؛ فترأس الأمانة العامّة للحزب الديمقراطي العربي المؤسس حديثًا، وهي تجربة رأى فيها إطارًا لتيار ديمقراطي يساري بدون تشنجات الأحزاب القديمة كما يقول هاشم غرايبة. ثم ترأس الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين، لكنه سرعان ما انسحب من الإطارين وقال جملته التي حفظها الكثيرون: «النظام العربي كله مستقيل من دوره التاريخي والجغرافي أيضًا، تستكثرون عليّ أن أستقيل من رئاسة الرابطة؟».[29]

يرى الساكت أن مؤنس لم يكن في يوم من الأيّام، سواء في بيروت أو عمّان، مهتمًا بالعمل السياسي والتنظيمي إنما انصبّ اهتمامه على الفكر والطموحات والآمال.

استبدل مؤنس الانتماء للحزب بالانتماء للأصدقاء كملاذٍ سيوّفر له ضمانةً تحميه من الانهيار بسبب الاكتئاب، والذي صار يضربه بشكل أشدّ، وأُدخِل بسببه إلى المستشفى، وعن هذا يقول: «إن الأقدار كانت كريمة معي على صعيد الأصدقاء، لولا الدور الذي يلعبه أصدقائي كصمام أمان لأمزجتي الحادة والمتقلبة وتقبلهم لي في كل حالاتي وصراعاتي الجوانية لما كان لمؤنس أي وجود اليوم».[30]

كما نظر إلى تجارب الحركة الوطنيّة في السجون الأردنيّة باحترام شديد، إذ رأى في هؤلاء المعتقلين أشخاص دفعوا ثمن مواقفهم، كما يروي عنه هاشم غرايبة. وقد ظلّ يسمع حكايات هؤلاء الرفاق الذين خرجوا من السجون في الثمانينيات في جلساته معهم، ضمن مجموعةٍ أطلقَ عليها اسم «عصابة الوردة الدامية»، وضمّت: سعود قبيلات وهاشم غرايبة، اللذيْن كانا قد خرجا من سجن بسبب انتمائهما الحزبي، وضمت كذلك يوسف الحسبان، وسميحة خريس.

في العام 1998 صدرت لمؤنس روايته «عصابة الوردة الدامية» التي حوت سيرة عددٍ من الرفاق في السجون، لكنّه ظل مخلصًا لطريقته في التحليل النفسيّ لشخصيات العمل، ومحتفيًا بكل ما هو بعيد عن الشعارات الكبرى وقريب من الأحداث البسيطة والإنسانيّة لهؤلاء المعتقلين، كأن يضع فشل علاقة حبّ سببًا لاعتراف أحد الرفاق للمحققين لا الصمود والثبات على الموقف. لقد حاول مؤنس أن يقدّم شخصيّات هذا العمل بشرًا ينكسرون وتصيبهم آثار نفسيّة بسبب السجن تمتدّ لحياتهم ما بعده، ساخرًا ممن يصرّ على رفع الشعارات الكبرى المباشرة في الأدب: «أنا مصاب اليوم بالإسهال الشديد، هل تعرف ماذا يعني هذا أيها الأديب المهتم بالقضايا النبيلة» يقول ساخرًا في الرواية.[31]

من الرواية إلى الاعتراف

في مطلع القرن الجديد، نشر مؤنس روايته الأخيرة «ليلة عسل»، وقد عدها الناقد العراقي ماجد السامرائي «مشروع رواية أكثر من أن يكون رواية مكتملة»،[32] فيما يرى أبو البندورة أن انشغال مؤنس بكتابة المقال اليومي قد أنهكه وأثّر على كتابته الروائية.

ومع هذه الرواية يكون مؤنس قد وصل إلى نهاية مشوار الرواية التي وضعته في مصاف الروائيين المتخذين طريقًا مختلفًا في الكتابة.

في أوراقه غير المنشورة نقرأ أن مؤنس كان يتحضّر منذ نهاية التسعينيات للدخول في شكل جديد للكتابة تعود بذور الاهتمام به إلى فترة وجوده في العراق حين تحاور مع جبرا حول عدم وجود أدب اعتراف في الوطن العربي، وقد ساعده على البدء بكتابة هذا الشكل الكمّ الكبير من الأحداث المريرة والكبيرة التي كان شاهدًا عليها مع أبيه منيف، أحداث صاغت شكل الحكم في بعض دول المنطقة، وحروب وانكسارات.

أسرع في الكتابة، وكتب ما لا يستطيع كتابته في الرواية، في كتابين هما: اعترافات روائي وسيرة جوّانية، حيث كان يقول لغرايبة إنه آن الأوان لبدء مرحلة جديدة في مشروعه الكتابيّ وهي مرحلة أدب الاعترافات، انكفأ فيها للداخل أكثر وكان الهمّ العام يشغله فكتب «أنا حر طليق. حطمت قيد الحياة، لست على قيد الحياة، لكنني حي لم أمت بعد، بلا مسؤولية، (تخليّت عنها كلها) ولا واجبات ولا أرغب من الحقوق إلا بحق العزلة كي أصون خلاصي الفردي وأسكن نائيًا صامتًا لكن محافظًا على كبريائي الشخصية على الأقل، ما دمت عجزت عن المحافظة على كبرياء الأمّة».[33]

  • الهوامش

    [1] مقتطف من كتاب مؤنس الذي لم يُنشر بعد «السيرة الجوّانية»، نُشِر في مجلّة أفكار عدد (301) سنة 2014، ص (97-103).

    [2] يقول مؤنس: «عرفتُ امتيازات السُلطة في عاصمة الأمويين ثم طعمها المهيب الرهيب في عاصمة العبّاسيين»، مجلّة أفكار، عدد 158، 2001 ص 175.

    [3] منيف الرزّاز، الأعمال الفكرية والسياسيّة: التجربة المرّة، ج 2، المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر، ط1، 1986، ص 102

    [4] يقول فركوح إن الدافع وراء اختيار هذا التخصص كان ميله له حين كان طالبًا في الثانوية العامّة وكانت الفلسفة والمنطق ضمن مقررات المنهاج تلك الفترة، ص 114 من كتاب رسائلنا ليست مكاتيب، إلياس فركوح، أزمنة، ط1، 2016.

    [5] إلياس فركوح، رسائلنا ليس مكاتيب، أزمنة، ط1 2016 ص 50

    [6] مصدر معلومات فترة وجود مؤنس في بيروت وبريطانيا وأمريكا رسائل مؤنس إلى إلياس فركوح التي وردت في كتاب رسائلنا ليس مكاتيب، أزمنة ط1، 2016.

    [7] مؤنس الرزاز، وجهات نظر قومية في مسألة الفلسطنة، مجلّة شؤون فلسطينية، عدد (109)، كانون الأول 1980 ص 96

    [8] مؤنس الرزاز، وجهات نظر قومية في مسألة الفلسطنة، مجلّة شؤون فلسطينية، عدد (109)، كانون الأول 1980 ص 96

    [9] إلياس فركوح، رسائلنا ليست مكاتيب، أزمنة للنشر والتوزيع، ط1، 2016، ص 35، 41، 42

    [10] كتب منيف الرزاز خلاصة هذه الأفكار في العام 1966 ونشرت في الأعمال الفكرية والسياسية تحت عنوان التجربة المرّة، للمزيد ص 40 و 41 من هذه الأعمال.

    [11] المصدر السابق ص 337.

    [12] بحسب صديق مؤنس ماجد السامرائي الذي كان معه في هذا اللقاء، ماجد السامرائي «علوّ في الحياة والممات» كتاب «هاملت عربي:مؤنس الرزاز شهادات وحوارات ودراسات» مركز الرأي للدراسات والمعلومات، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط1 ، 2003 ص 116 و 117.

    [13] مؤنس الرزاز، مجلة أفكار، من كتاب الاعترافات، سيرة جوّانية، عدد 161، ص 159.

    [14] إلياس فركوح، رسائلنا ليست مكاتيب، أزمنة، ط1، 2016، ص 134.

    [15] مؤنس الرزاز، رسالة من بريطانيا إلى إلياس فركوح، رسائلنا ليست مكاتيب، أزمنة ط1، 2016 ص 89، 90.

    [16] مؤنس الرزاز، رسالة إلى إلياس فركوح بتاريخ 8 آب 1977، رسائلنا ليست مكاتيب، أزمنة ط1 2016، ص 127، 148، 149.

    [17] مؤنس الرزاز، رسالة إلى إسماعيل أبو البندورة مؤرخة بـ 11 أيلول 1977.

    [18] يستنتج فركوح أن الروايتين لم تريا النور ويقول: «أنا أخمّن أننا وصلنا إلى أنهما ذابتا في الأعمال اللاحقة» إلياس فركوح، رسائلنا ليست مكاتيب، أزمنة ط1 2016 ص 162.

    [19] مؤنس الرزاز، حوار في مجلة الطليعة الأدبيّة أجراه فيصل جاسم بعنوان «حوار مع القاص مؤنس الرزاز»، عدد (6) حزيران 1979 ص 47 و 49

    [20] مؤنس الرزاز، رسالة إلى إلياس فركوح من بغداد بدون تاريخ، رسائلنا ليست مكاتيب، أزمنة ط1 2016 ص 248

    [21] مؤنس الرزاز، رسالة إلى إلياس فركوح بدون تاريخ، رسائلنا ليست مكاتيب،أزمنة ط1 2016 ص 260

    [22] صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1980 بعنوان «من روائع الأدب العالمي: قصص قصيرة همنغواي، د أتش لورنس، كونراد، شتاينبك، جويس، مانسفيلد”، وبدأ مؤنس العمل في حقل المقابلات الصحفية، إلياس فركوح، رسائلنا ليست مكاتيب، أزمنة، ط1 2016 ص 286.

    [23] يقول عن والديه: «فهما لم يتأكدا من أن موهبتي أصيلةٌ غير عابرةٍ ولا طارئة إلّا مع كتابي النمرود الذي صدر عام 1980 في بيروت»، مؤنس الرزاز، من سيرة جوّانية، كتاب الاعترافات، مجلّة أفكار، عدد 158، سنة 2001، ص 176.

    [24] مؤنس الرزاز، أحياء في البحر الميّت، ص 5

    [25] مؤنس الرزاز، مجلّة الجديد، الرواية الكلاسيكية تجاوزها الزمن عدد(5) 1 كانون الثاني 1995، ص 36.

    [26] مؤنس الرزاز، «متاهة الأعراب في ناطحات السراب» المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر، 1986، ص 101 و 121

    [27] مؤنس الرزاز، حوار مع هاشم غرايبة، «علي بن أبي طالب مثالي الأعلى» مجلة أدب ونقد، عدد 227 ص 83.

    [28] مؤنس الرزاز، اقتباسات من مخطوطة السيرة الجوّانية، مجلّة أفكار عدد (301) ص 104.

    [29] إلياس فركوح، رسائلنا ليست مكاتيب، أزمنة ط1 2016 ص 272

    [30] مؤنس الرزاز، حوار مع هاشم غرايبة، مجلد أدب ونقد عدد عدد(227) تموز 2004 ص 84.

    [31] مؤنس الرزاز، عصابة الوردة الدامية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط1 1998، ص 60

    [32] ماجد السامرائي، هاملت عربي: مؤنس الرزاز شهادات وحوارات ودراسات، مركز الرأي للدراسات والمعلومات، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ط1 2003 ص112.

    [33] مؤنس الرزاز، مقتطفات من سيرة جوّانية مجلة أفكار، عدد (301) ص 98.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية