عنف المستعمر المستمر: أفلام وثائقية عن علاقة كندا مع سكان الأرض الأصليين

الأحد 27 أيلول 2020
امرأة من عشيرة أونِسْتوتِن الأصلية في كندا تمر بين فساتين حمراء ترمز للمفقودات والقتيلات من نساء السكان الأصليين. تصوير آمبر براكن، لمجلة ذا إنترسبت.

بداية العام 2020، أصدرت المحكمة العليا في مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا أمرًا قضائيًا ضد أعضاء من أمة وِتْسوِتِن، وهي إحدى قبائل السكان الأصليين، بعدما مَنعوا مدّ خط غاز طبيعي بطول 670 كيلومترًا داخل أراضيهم في المقاطعة، ليمكّن هذا الأمر القضائي الشرطة من توقيف المحتجين من السكان الأصليين. وفي 10 شباط، داهمت الشرطة إقليم وتسوتن، واعتقلت قائدات قبليات[1] ومدافعين ومدافعات عن الأراضي، خلال حفل تكريم النساء والفتيات المفقودات والقتيلات من السكان الأصليين.[2] إلى جانب الاعتقالات، نزعت قوات الشرطة فساتين حمراء عُلقت «لاحتواء أرواح» الضحايا،[3] كما أخمدت الشرطة نارًا مقدسة أشعلت كجزء من المراسم. واستمرّت الاعتقالات والانتهاكات على مدى الأيام التالية.

في بيان صحفي حول الحادث، أكدت عشيرة أونِسْتوتِن، وهي إحدى عشائر أمة وتسوتن الخمسة التي تقود المقاومة ضد بناء خط الأنابيب، إدانتها للاعتقالات، مشيرة إلى طبيعتها الاستعمارية، وانتهاكها للقانون الكندي، وقانون وتسوتن، ومؤكدة أن قانونها وأنظمتها هي التي تمتلك السلطة والولاية القضائية في أراضيها.

تفاوضت العديد من الشعوب، ضمن ما يُعرف الآن بكندا، على معاهدات مع التاج البريطاني، حددت حقوق السكان الأصليين في الأراضي والموارد. بدأت هذه العملية خلال الحكم الاستعماري البريطاني، من خلال الإعلان الملكي لعام 1763، وهو وثيقة تعترف بحق السكان الأصليين أثناء الاستيطان الأوروبي. ينص الإعلان على أن ملكية أمريكا الشمالية تعود للملك جورج الثالث، ولكن ملكية السكان الأصليين لأراضيهم مستمرة ولا يمكن إلغاؤها إلا بموجب معاهدة مع التاج. كما ينص الإعلان كذلك على أنه «لا يمكن بيع أراضي السكان الأصليين أو التنازل عنها إلا للتاج، وليس للمستوطنين مباشرة».

من هنا، وقّعت العديد من الأمم الأولى (وهو مصطلح يشير إلى شعوب كندا الأصلية) معاهدات في معظم ما يُعرف الآن بكندا في الفترة بين القرن الثامن عشر والقرن العشرين. رغم أن هذه المعاهدات تحدد «طبيعة وحدود حقوق وملكية السكان الأصليين»، فإن التفسيرات المختلفة لمحتوى ونطاق هذه المعاهدات أدت إلى لجوء الكثير من الأمم الأولى إلى المحاكم الكندية ورفع العديد من القضايا المتعلقة بحقوق الصيد، والاستخدام العادل للموارد الطبيعية والتحكم بها، ما أدى إلى الوصول إلى تعريفات أكثر دقّةً للملكية المنوطة بأراضي السكان الأصليين في القوانين الكندية، استنادًا لنصوص المعاهدات. وهكذا، أصبحت هذه المعاهدات تدير شؤون الأراضي والموارد بين مختلف الأمم الأولى والدولة الكندية.

مثل غالبية الأمم الأولى في مقاطعة كولومبيا البريطانية، لم تتنازل عشيرة وتسوتن عن أراضيها أو ملكيتها لهذه الأراضي من خلال المعاهدات، لا للتاج البريطاني، ولا لدولة كندا بعد إقامتها. كما أنها رسخت حقها في أكثر من 22 ألف كيلومتر مربع (أي ما يعادل 22 مليون دونم) من أراضيها في المحاكم الكندية بعد أن ربحت قضية تاريخية عام 1997 في المحكمة الكندية العليا، أوضح القاضي من خلالها أن حقّ السكان الأصليين يشمل الحق في الاستخدام والإشغال الحصريّ للأرض.

يؤكد أعضاء أمة وتسوتن أنهم أصحاب سيادة كاملة على أراضيهم، وأن الحكومة الكندية وشركة كوستال جازلينك، منفذة مشروع خط الأنابيب، لا تملكان الحق في بناء مشاريع تمر عبر أراضيهم دون موافقة قادة وقائدات العشيرة.

استخدم المخرجون من السكان الأصليين صناعة الأفلام الوثائقية كأداة تخريبية، تعيد تأطير الأحوال الكندية، وتفضح العنف الاستعماري المستمر.

في الأيام والأسابيع التي تلت الاعتداء العسكري على أراضي وتسوتن، اندلعت الاحتجاجات، وإغلاقات الطرق في مختلف مدن ومقاطعات كندا، في حملة تضامن قادتها الأمم الأولى، حيث أغلق المتظاهرون سككًا حديدية وطرقًا رئيسية وموانئ عدة. كما احتل محتجون مكاتب حكومية، إلى جانب المجلس التشريعي لكولومبيا البريطانية. وأقام طلاب الجامعات في كندا حملة خرجوا فيها من حرم الجامعات احتجاجًا، مطالبين بانسحاب قوات الشرطة من أرض وتسوتن.

في العلاقة التاريخية مع سكانها الأصليين، عملت كندا على تعزيز صورتها كدولة استعمارية تائبة، وهي صورة تم تعزيزها من خلال المقابلة الضمنية بينها وبين جارتها الجنوبية، التي على عكس كندا لم تتب، وذنوبها لا زالت مستمرة، في استثمار للتناقض بين الدعاية الإعلامية لجستن ترودو وليبراليته حسنة النوايا، والعنف الفاضح لأمريكا ترامب.

مقابل هذه الروايات الرسمية والسائدة، استخدم المخرجون من السكان الأصليين صناعة الأفلام الوثائقية كأداة تخريبية، تعيد تأطير الأحوال الكندية، وتفضح العنف الاستعماري المستمر، وتواجه الصورة التي تقدمها كندا عن نفسها، كما تقاوم محو قصص السكان الأصليين.

«اجتياح»، 2019

في تشرين الثاني 2019، أي قبل شهرين فقط من التصعيد في بداية عام 2020، أصدر مخيم أونستوتن، وهو التجمّع المقام لمنع مرور خط الأنابيب في أراضي وتسوتن، الفيلمَ الوثائقي القصير «اجتياح»، مقدمًا السياق التاريخي للصراع، بدءًا من عام 2009 وانتهاءً بما قبل أحداث عام 2020 مباشرةً.

بين لقطات لاحتجاجات تضامن على مستوى البلاد، ومواجهات مع الشرطة وقوات الجيش وممثلي شركات خطوط الغاز، ومقابلة على ضفاف نهر مع فريدا هوسون، المتحدثة باسم عشيرة أونستوتن، يسلط الفيلم الضوء على مقاومة الأونستوتن والاستراتيجيات المختلفة التي يستخدمونها للدفاع عن أرضهم. كما توضح الصفحة الرسمية لأونستوتن أنه سيتم إطلاق فيلم طويل آخر، خلال عام 2020.

في مقدمته للفيلم، يكتب مخيم أونستوتن، «في عصر «المصالحة»،[4] لا تزال أراضي السكان الأصليين تسلب تحت تهديد السلاح. اجتياح هو فيلم جديد عن مخيم أونستوتن ونقطة تفتيش جدمتئن ووقوف أمة وتسوتن في وجه الحكومة الكندية والشركات التي تواصل العنف الاستعماري ضد السكان الأصليين».

يقدم الفيلم لمحةً سريعةً عن التعدي الكندي العنيف على حقوق السكان الأصليين ومواردهم. كما يخرّب صورة كندا كدولة خلعت ماضيها الاستعماري البعيد، كما لو كان ملابسها القديمة البالية.

«كانيساتاكي: 270 سنة من المقاومة»، 1993

ينقل هذا الفيلم الوثائقي المشاهدين إلى مواجهة حصلت عام 1990 بين أمة الموهوك وسلطات مدينة أوكا في مقاطعة كيبيك في كندا. بدأت هذه المواجهة احتجاجًا على تطوير مجمع سكني فاخر وتوسيع ملعب جولف على حساب مقابر مقدسة، وتصاعدت إلى مواجهة عنيفة استمرت 78 يومًا بين متظاهري الموهوك وشرطة كيبيك والجيش الكندي.

في هذه المواجهة، نُشر أكثر من 1800 شرطي و2600 جنديّ، مصحوبين بالدبابات والمدفعيات الثقيلة، لمواجهة مجموعة صغيرة من أفراد المجتمع والمحاربين المسلحين. خلقت الأحداث في أوكا تحولًا في وعي الكنديين حول العلاقات الكندية بالسكان الأصليين وألهمت العديد من أعمال المقاومة للسكان الأصليين.

في هذا الوثائقي، تذهب المخرجة ألانيس أوبومزاوين وراء المتاريس لتوثيق المواجهة وهي تنفجر وتتصاعد. نشأت ألانيس في محمية للسكان الأصليين، منغمسةً في تقاليد سرد قصص السكان الأصليين، وقبل أن تصبح صانعة أفلام كانت مغنية وراوية قصص. بخلفيتها هذه، تروي أوبومزاوين أحداث المواجهة بصوتها، وتجري مقابلات مع المتظاهرين والمحاربين في أراضيهم، كما تجري مقابلات مع المتظاهرين المؤيدين للموهوك، ومعظمهم ممنوعون من الاقتراب إلى مواقع الاعتصام من قبل الشرطة، وتصور اللحظات المفصلية من المواجهة، ملتقطةً الصراع وهو يتكشّف وناسجةً القصة.

نشاهد في الفيلم تصعيد الحكومة الكندية وخيانتها للمفاوضات، ومنعها دخول المواد الغذائية والإمدادات إلى المجتمع، وتطويقها لسكان كانيساتاكي من الموهوك في حصار عسكري مكثف. وتستمر المقابلات الممتدة مع المحاربين وأعضاء المجتمع طوال الفيلم، في إعادة تأطير الأحداث من خلال أعينهم.

في أحد المشاهد، تقول امرأة شابة من الموهوك «سألني أحدهم، إلى أي مدى أنت مستعدة للذهاب؟ قلت: «ستة أقدام تحت الأرض»»، في إشارة لاستعدادها للموت.

من خلال هذا الفيلم، يتضح الإرث الطويل للتضامن بين السكان الأصليين. تُنفّذ عمليات إغلاق الطرق الرئيسية والسكك الحديدية من قبل مجموعات السكان الأصليين، ويُنشئ المتضامنون مع الموهوك مخيمًا يحضر إليه مؤيدون من جميع أنحاء كندا، بحضور قوي لقادة من السكان الأصليين. يتبع ذلك حملة تضامن كبيرة، إذ نرى السكان الأصليين للقارة يأتون عبر الحدود الاستعمارية، من الولايات المتحدة والمكسيك، لدعم الموهوك.

يمكن اعتبار فيلم ألانيس الوثائقي شاهدًا على أحداث عام 1990، يقدم سردًا مضادًا لتلك الأحداث، كاسرًا أسطورة السلمية التي تسعى كندا دائمًا إلى إنتاجها وإعادة إنتاجها عن نفسها.

في حديثها عن صناعة هذا الفيلم، قالت ألانيس إنها كانت تقود سيارتها للعمل على فيلم مختلف عندما سمعت عن تبادل لإطلاق النار[5] وقع في أيام المواجهة الأولى. لحظتها، غيرت اتجاهها وذهبت مباشرة إلى أوكا.

تضمنت مسيرة ألانيس الطويلة كتابة وإخراج أكثر من 50 فيلمًا، بين الأفلام القصيرة والروائية الطويلة. توثق أفلامها حياة وظروف مجتمعات السكان الأصليين غالبًا، مع التركيز على الأطفال، ونضالات السكان الأصليين من أجل الحقوق والسيطرة على مواردهم، معتمدةً على قوتها في سرد القصص والإصغاء لقصص الآخرين. بشكل مشابه، يصور فيلما «حادثة ريستيغوش» (1984)، و«هل التاج في حرب معنا؟» (2002)، الاستجابة العنيفة للحكومة الكندية تجاه السكان الأصليين الذين يمارسون الصيد في أراضيهم ويؤكدون على حقهم في ذلك.

«الطريق إلى الأمام»، 2017

ينقل هذا الفيلم الوثائقي الموسيقي،* من إخراج ماري كليمنتس، المشاهد بين محطاتٍ تاريخيةً عدّة بإيقاع سريع، وممتع، وغير تقليديّ.

يتعمق فيلم «الطريق إلى الأمام» في تاريخ أخوية السكان الأصليين، وهي منظمة تشكلت في كولومبيا البريطانية في ثلاثينيات القرن الماضي، عندما كان يعتبر تجمع السكان الأصليين غير قانونيّ. يتوقف الفيلم عند عدة محطات، لا سيما تشكيل صحيفة «نيتڤ فويس»، وهي الأولى من نوعها، إذ كانت تقدم تقارير حول القضايا التي تؤثر على السكان الأصليين في جميع أنحاء كولومبيا البريطانية. كما يتوقف أوائل المعارك القانونية التي خاضها السكان الأصليون في المحاكم، وعند حراك «قطار الدستور السريع»، وهي حركة سياسية شعبية قام بها السكان الأصليون في الثمانينات، ومن ضمنها اتجه أكثر من 1000 شخص برحلة قطار طولها 3000 ميل (4828 كم) إلى الحكومة الفيدرالية الكندية في أوتاوا، عند إعلان الحكومة الكندية آنذاك نيتها فصل الدستور الكندي عن المملكة المتحدة عام 1980، وإدخال دستور جديد اقترحته حكومة رئيس الوزراء بيير ترودو -والد رئيس الوزراء الحالي جاستن ترودو- كان من شأنه إنهاء الاعتراف بأراضي السكان الأصليين وحقوقهم.

أدى حراك قطار الدستور السريع، الذي توجه لاحقًا إلى أوروبا في عام 1981 لحشد الدعم وممارسة المزيد من الضغط على الحكومة الكندية، إلى ترسيخ لحقوق السكان الأصليين في الدستور الكندي، بعد صد ورفض شديد من قبل حكومة بيير ترودو.

بفضل خلفيتها في المسرح، صنعت ماري كليمنتس فيلمًا وثائقيًا مسرحيًا للغاية، يوظّف الأغاني والتقاليد الإبداعية للسكان الأصليين بقوة. عند الحديث عن أخوية السكان الأصليين، وفرعها القوي، رابطة أخوات السكان الأصليين، يقف مؤسسو المنظمة وأعضاؤها وأحفادهم بشكل نصف دائري حول ديكور مسرحي يبدو أنه يمثّل ويعيد بناء مكاتب أخوية السكان الأصليين، مقابلين لبعضهم البعض. هنا، يحادثون الكاميرا وبعضهم البعض، مستحضرين تاريخ ونشأة وعمل المنظمة. تكثر في الفيلم لحظات الاستذكار والمواجهة للماضي والحاضر.

تستخدم كليمنتس الموسيقى والأداء للالتفات إلى المشكلات التي تواجه السكان الأصليين. يغني في الفيلم 13 موسيقيًا من السكان الأصليين ويسلّطون الضوء على التاريخ الإشكالي للمدارس السكنية الكندية الهندية،[6] ونساء السكان الأصليين المفقودات والمقتولات، والتمييز في المجتمع الكندي، عبر مقاطع موسيقية تُظهر قدرة الأغاني والتقاليد الإبداعية للسكان الأصليين على خلق مساحات لمواجهة الألم والتاريخ العنيف. لا يتم إخفاء هوية الموسيقيين والموسيقيات، بل يقدم كل منهم نفسه في أجزاء مختلفة من الفيلم، ويشارك جزءًا من سيرته مع الاستعمار والموسيقى والأداء.

تتيح المقاطع الموسيقية للمخرجة مقاربة موضوعات ثقيلة برقّة وعاطفية، خاصة لجمهور من السكان الأصليين. وتدمج كليمنتس هذه العروض بسلاسة مع عناصر أخرى من الفيلم بحيث يصبح الفيلم راويًا لتاريخ السكان الأصليين ونضالهم في القرن العشرين، كما يُرى من خلال عدسة أخوية السكان الأصليين وأرشيف صحيفة «نيتڤ فويس».

في أحد المشاهد، يعيد أحد المؤدّين أداء خطاب قوي لجورج مانويل، أحد قادة أخوية السكان الأصليين: «إذا كنت تؤمن حقًا بماضيك، إذا كنت تؤمن حقًا بمستقبلك، إذا كنت تؤمن حقًا، إذا كنت تؤمن حقًا، فلا تطلب، رسالتي لك هي ألّا تطلب (..) إذا كنت تؤمن حقًا، إذا كنت تؤمن حقًا، قم وخُذ [حقك]».

«ولادة عائلة»، 2016

في هذا الفيلم الحميمي للغاية للمخرجة تاشا هابارد، يجتمع أربعة أشقاء معًا للمرة الأولى، بعد انفصالهم عن أمهم في أول سنين حياتهم خلال فترة الستينيات، وهو الوقت الذي عجّلت فيه كندا ممارساتها لفصل أطفال السكان الأصليين عن أسرهم، من خلال تكثيف عمليات اختطاف أطفال السكان الأصليين وإرسالهم إلى نظام رعاية الأطفال، لتضيف كندا بذلك هذه الممارسة إلى إرثها المتعلق بالمدارس الداخلية التي كان الأطفال من السكان الأصليين يرسلون إليها. نشأ الإخوان الأربعة في أسر بيضاء، بعيدًا عن أسرهم ومجتمعهم.

بعد جهد وعناء طويل للعثور على شقيقاتها وشقيقها وأمها، تمكنت بيتي آن، الشقيقة الكبرى، من العثور على عائلتها المنتشرة في أنحاء أمريكا الشمالية. يجتمع الأشقاء لأول مرة في رحلة في منتزه بانف الوطني في مقاطعة ألبرتا، ليعرض الفيلم كيف تعاملت العائلة مع حساسيات اللقاء الأول. في رحلتهم، يستكشف الأشقاء المنتزه ويذهبون في جولات يشاركون فيها بعضهم البعض أجزاء من مسيرتهم وطفولتهم، ويركبّون الأجزاء المبعثرة من حيواتهم.

على طاولة مطبخ، يجلسون حاملين ألبومات الصور، ويتحدّثون عن الاستراتيجيات التي استخدمتها كندا لفصل أطفال السكان الأصليين عن أراضيهم وثقافاتهم وعائلاتهم. يتناقشون في شيطنة الأمهات من السكان الأصليين، كوسيلة لتبرير سرقة أطفالهن بعيدًا عنهنّ. كأطفال لأم انفصلت قسرًا عن عائلتها هي الأخرى عندما كانت طفلة من خلال نظام المدارس السكنية الكندية الهندية، يحاولون استدراك أثر ذلك عليها.

بمنتهى الحساسية، يبدؤون بالتعرّف على بعضهم البعض، والاشتباك مع فقدانهم لأسرتهم ومجتمعهم المحلي وانفصالهم القسري عن ثقافتهم، ويخلقون ذكريات جديدة معًا.

  • الهوامش

    [1] بحسب نظام حكم وراثي يسبق الاستعمار الأوروبي ويستمر ضمن العديد من الأمم الأولى حتى اليوم. مصطلح قادة أو قائدات في النص يرمز لهذا النظام. للمزيد من المعلومات، انظر/ي هنا.  

    [2] ظاهرة متفشية في كندا، لا تحظى بتحقيقات كافيةً أو انتباه كافٍ من السلطات.

    [3] النساء والفتيات المفقودات والمقتولات والأشخاص ذوي الروحيْن، وهو مصطلح يستخدمه السكان الأصليون للإشارة لهوية جنسية ذات خصوصية لدى مجتمعات السكان الأصليين. انظر/ي هنا.  

    [4] في إشارة إلى جهود كندا الرسمية للمصالحة مع السكان الأصليين ابتداء بعام 2008 تحديدًا، لتوثيق تاريخ المدارس السكنية الكندية الهندية وتأثيرها على مجتمعات السكان الأصليين.

    [5] التبادل الوحيد للنار خلال المواجهة.

    [6] نظام مدارس نشأ في القرن التاسع عشر واستمر حتى نهايات القرن العشرين، اعتمد أخذ أطفال السكان الأصليين من عائلاتهم بشكل قسري، بهدف تعليمهم الثقافة الإنجليزية المسيحية، وإجبارهم على الاندماج في المجتمع الكندي السائد والثقافة الكندية.

    * تحتاجـ/ين VPN لمشاهدته.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية