أفلام خيال علمي وفيّة للعلم

الجمعة 26 حزيران 2015
interstellar-movie

تسحرنا أفلام الخيال العلمي بأفكارها غير المألوفة والعوالم الرائعة التي تخلقها، ولكن من وقت لآخر قد نضع أنفسنا في مكان من لديه خلفية علمية حول موضوع الفيلم ونسأل: هل هذا الفيلم منطقي فعلًا؟

هؤلاء المشاهدين يعلمون أن هنالك مشكلة، بعض أفلام الخيال العلمي تحصد الآف الجوائز وأرباحها تتجاوز مئات الملايين إلا أنها في الحقيقة تكون أفلام خيال بعيدة كل البعد عن العلم. لربما كان عليهم تسميتها أفلام خيال وتركوا العلم وشأنه.

لنأخذ فيلم «Gravity» على سبيل المثال: تصوير عالي الوضوح، مؤثرات عالية التقنية، لكن تدور القصة في الفضاء، والمخرج يتناسى الكثير من قوانين الفيزياء في الفراغ ليتماشى مع القصة ركيكة البناء، التي ستجذب المشاهدين لا محالة.

لكن هنالك أيضًا أفلام رسمت خطوطًا للمستقبل وتنبأت به أو صورت الفضاء والتطبيقات العلمية بالرجوع للعلم فعلًا، فخرجت هذه الأفلام بأقرب ما يكون للدقة. حبر اختارت لكم لهذا الأسبوع هذه القائمة من أفلام الخيال العلمي العلمية بحق.

Mr.No Body (2009)

بالمخيلة النشطة نحاول دائمًا كسر الحدود التي تفرضها علينا أدمغتنا في الأبعاد الأربعة التي ندركها. بمقياس بسيط، إن أردنا الحديث عن السفر بالطائرات مع أحد معاصري بدايات القرن التاسع عشر، فلن يستطيع أن يقتنع بإمكانية حصول ذلك. كذلك في النظريات المتطورة التي تخرج من إدراكنا للحياة كما نعرفها إلى العوالم المتعددة أو آلآت السفر عبر الزمن.

صبي صغير انفصل والداه حديثًا يقف على رصيف في محطة قطار، والقطار على وشك الإنطلاق، هل يذهب مع والدته أو يبقى مع والده؟ خيارات كثيرة لا نهاية لها تترتب على هذا الخيار.

في 2092 يصبح هذا الصبي البشري الفاني الأخير على الأرض ويتحدث عن ماضيه الطويل ويفكر بالحياة التي كانت لتكون وخياراته الكثيرة فيها.

Moon (2009)

مناوبة رائد الفضاء سام بيل التي دامت ثلاث سنوات في منجم على سطح القمر اقتربت نهايتها، وهو يتطلع إلى لقاء زوجته وابنته الصغيرة. فجأة، تأخذ أوضاع سام الصحية منعطفًا حادًا نحو الأسوأ. يعاني صداع مؤلم وهلوسة، ويتعرض لحادث يكاد يقتله .لكن أثناء ذلك يلتقي بنسخة أصغر سنًا من نفسه. ومع اقتراب نهاية رحلته، يحاول سام حل اللغز قبل وصول طاقم الشركة ليعود للأرض.

2001: A Space Odyssey (1968)

في ستينيات القرن، لم يكن هناك على الأغلب تصور واضح للتكنولوجيا وأين ستصل خلال العقود القليلة القادمة، لكن مخرج هذا الفيلم ستانلي كوبرك وكاتبه آرثر سي كلارك استطاعا التنبؤ بعدد من الأشياء التي حدثت فعلًا كما رسماها. بإمكانكم الإطلاع على صفحة الفيلم على ويكيبيديا وتتفقدوا «الدقة العلمية» فيه. كان الفيلم نقطة تحول في عالم السينما إذ ساهم بشكل كبير في أفلام الخيال العلمي التي صنعت بعده. لكن التنبؤ الأهم الذي أخطأ فيه المخرج هو أنه كان يتوقع أن الفيلم لن ينجح على مستوى الجمهور، بسبب أحداثه البطيئة وفقره بالحوار.

الفيلم مبني على القصة القصيرة (الحارس The Sentinel) لآرثر سي كلارك.  يتتبع الفيلم رحلة إلى كوكب المشتري مع كومبيوتر ذكي «هال» بعد اكتشاف مسلة سوداء تؤثر على تطور الإنسان بشكل غامض. يتناول الفيلم موضوعات وجودية مثل التطور البشري، والذكاء الاصطناعي، والحياة خارج كوكب الأرض.

Interstellar (2014)

في الحديث عن الأفلام التي تأثرت ولو قليلًا بالفيلم السابق، علينا أن نذكر واحد من أفضل أفلام الخيال العلمي الحديثة، والتي اعترف بواقعيته وتعامله الذكي مع العلم كثير من العلماء، لعل أشهرهم نيل ديغراس تايسون، الذي شن في المقابل حربًا على Gravity عبر حسابه الشخصي على تويتر.

في مستقبل الأرض، عواصف غبارية وآفات تصيب المحاصيل وهذا ما يجعل الأرض مكانًا غير مناسب للحياة أكثر وأكثر. بروفيسور «براند» وهو أستاذ فيزيائي في وكالة ناسا، يعمل على وضع خطط لإنقاذ البشرية من خلال نقل سكان الأرض إلى كوكب جديد عن طريق ثقب أسود. ولكن أولًا عليهم إرسال فريق من الباحثين من خلال الثقب الأسود لمعرفة أي من ثلاثة كواكب محتملة سيكون الوطن الأفضل للبشرية.

Contact (1997)

من أهم المميزات في خلق فيلم خيال علمي أن يكون لفريق العمل علاقة مباشرة بالعلم، أي أنهم يدرسونه أو درسوه. وكون أحد أفراد طاقم العمل من العلماء أو المضطلعين على العلم قد يمنع حدوث أخطاء قد يسببها انجراف المخرجين أو المنتجين.

هذا الفيلم مبني على رواية كتبها كارل سيغن أحد أشهر علماء القرن الماضي، كما تابع تحويلها إلى فيلم على يد المخرج روبرت زيميكس. ولكن بالرغم من أن هذا الفيلم قد يبدو مثاليًا كفيلم خيال علمي، إلا أن الدراما فيه لم تكن الأفضل، وربما إن لم يكن قد كتبه العبقري سيغن لم يكن ليكسب كل هذه الشهرة.

تقود القصة الدكتورة إيلي أرووي، التي تجد بعد سنوات من البحث دليلًا قاطعًا على رسائل من كائنات ذكية من خارج الكوكب عبر الراديو، والذين يرسلون خطط لآلة غامضة.

Gattaca (1997)

غالبية البشر لا يدركون أهمية العلوم الجينية، والتي خاضت تجاربها في مواجهة الأديان ثم المنظومات الاجتماعية لإقناعها بفوائدها. على الرغم من استخداماتها الكثيرة في حياتنا اليومية، إلا أن هذا الحقل ما زال أمامه الكثير ليستكشفه.

في هذا الفيلم تصوّر لمستقبل بعيد، ولكن ليس بعيدًا إلى ذلك الحد. رجل غير معدل جينيًا، وهو ما يجعله أقل قدرة من أولئك المعدلين، ينتحل هوية آخر متفوق جينيًا ليحقق حلم حياته في السفر إلى الفضاء.

The Andromeda Strain (1971)

نشاهد الكثير من الأفلام التي تتخيل زوال العالم عن طريق فايروس يقضي على البشرية، وغالبًا ما تكون هذه الأفلام مليئة بالمغالطات العلمية، هذا إن لم تكن متناقضة مع نفسها في نظرياتها غير العلمية أساسًا فتكون ليست بعيدة عن العلم فقط بل عن المنطق والواقعية أيضًا. هذا الفيلم تبنى فكرة جديدة نسبيًا ودرسها جيدًا إضافة إلى أن منتجيه صمموا مباني تتبع لتكنولوجيا لم تكن بذلك الانتشار في ذلك الوقت.

بني الفيلم بالاستناد إلى رواية مايكل كرايتون التي تحمل نفس الاسم. فريق من الباحثين الأمريكيين يحللون كائنًا مجهريًا من خارج كوكب الأرض تسبب في موت بلدة كاملة بطريقة غريبة في ولاية أريزونا، في أسرع وقت ممكن لمحاولة احتواء الموقف الذي تعرضت له الولايات المتحدة بعد هذه الحادثة.

Her (2013)

نفترض أحيانًا أن أفلام الخيال العلمي مرتبطة بشكل وثيق بأفلام الآكشن والحركة والمغامرة ونذهب أبعد لنربطها بنهاية العالم والدمار الشامل. لكن هذا الفيلم يدور حول قصة حب، بفكرة مبتكرة وممتعة. مخرج الفيلم وكاتبه سبايك جونز يروي قصة واقعية على غرابتها، ويمكن أن تحصل بوقتنا الحالي هذا في حال لم تكن حصلت فعلًا.

كاتب حساس ووحيد، يطور علاقة غير معتادة مع نظام تشغيل ابتاعه حديثًا، الذي صمم ليلبي كافة احتياجاته.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية