كيف أعادت نادين طوقان خلق السينما الأردنية

الأربعاء 30 أيلول 2015
ذيب كابتن أبو الرائد لما ضحكت موناليزا

بقلم ماثيو تيلير*، وعدسة جورج عازر**
ترجمة تقوى مساعدة

(نشر هذا المقال بالإنجليزية في العدد الخاص بشهري أيلول/تشرين أول من مجلة ARAMCO World)

كانت مصر أول من شقّ طريق السينما العربية، وتبعتها المغرب والجزائر وبضعة دولٍ أخرى، فقد كان قطاع السينما في القاهرة في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات غزير الإنتاج، وتُعتبر عدة أفلام من التي أُنتجت في تلك المرحلة من كلاسيكيات السينما العربية،  إلا أن عقود الهيمنة التي انتشرت فيها الأفلام المصرية كبحت تقدُّم إنتاج الأفلام في غيرها من الأماكن.

أُطلق أول فيلم أردني الذي حمل عنوان «صراع في جرش» سنة 1957، بتمويلٍ من مجموعةِ أصدقاء كان أحدهم مخرج العمل واصف الشيخ، ووُصف الفيلم بأنه فيلم عصابات من ناحية، وفيلم وسياحي ووثائقي من ناحية أخرى. وخلطَ الفيلم مشاهد لحواراتٍ جافةٍ غريبة على الدراما، مع مشاهد تعرض مواقع الأردن الطبيعية والتاريخية.

jerash

ولكن هذا النجاح لم يَدُم، فخلال نصف قرنٍ صوّر مخرجون أجانب أفلامهم في الأردن، ومن أبرزهم ديفيد لين (فيلم لورنس العرب، 1962) وستيفن سبيلبيرغ (إنديانا جونز والحملة الأخيرة، 1989). وكان هنالك صلات أردنية ببضعة أفلام عربية في ذلك الحين، إلا أن الدعم المؤسسي لصنّاع الأفلام الأردنيين الطموحين كان ضئيلًا، وظل الأمر على ما هو عليه حتى أعادت سلسلةٌ من المصادفات قبل عشر سنوات نادين طوقان إلى مدينتها: عمّان.

في أحد المقاهي المنتشرة في أحياء عمان الراقية جلست طوقان الأربعينية الهادئة تفكّر قليلًا قبل أن تجيب على أسئلتي عن أعمالها، ثم قالت «أحب أن أرى نفسي على أني مُبتكِرة، تصلُ بين النقاط».

IMG_6361_sm

نادين طوقان

طوقان التي ظهر اسمها كمنتجة أو منتجة منفذة كعدة أفلام صُنعت في الأردن خلال السنوات العشر الأخيرة، بدأت حياتها المهنية في مجال الإعلان. غيرت اتجاهها في التسعينيات لتشارك في تأسيس أول نجاحات الأردن في عالم الإنترنت، حيث أسست موقع إخباريًا ترفيهيًا في مراحل الإنترنت الأولى باسم «أرابيا أونلاين»، ورغم انتقالها إلى دبي الأكثر تقدمًا في مرحلة ازدهار الإنترنت بين عامي 2000 و2001 إلا أنها كانت تعرف أن قلبها معلّق بمكان آخر.

«أدركت أنني أريد أن أشمّر عن ساعديّ وأن أعمل، بدلًا من أن أراقب وأن أعلّق، فأنا أرى نفسي بهذه الطريقة: مساهِمة في خلق الاحتماليات. أردتُ أن أصل»، تقول طوقان.

وبعد الرجوع إلى عمان وجدت أن كتابة المحتوى للإنترنت تتداخل بشكل أنيق مع كتابة المحتوى للشاشة، حينها تناقشت طوقان مع المصور الأردني الشهير رامي الساجدي حول عمل فيلم وثائقي عن ماضي مدينة البتراء. أعدّوا مقترحًا إلا أنهم لم يجدوا إلا التشكيك من التلفزيون وشركات إنتاج الأفلام.

تقول طوقان: «الكل كانوا يقولون: من يهمّه كل هذا؟ لن تتمكنوا مطلقًا من صناعة الفيلم، وكان هذا بالنسبة لي مذهلًا».

البعض كان من الممكن أن يستسلموا، وغيرهم ممن يفضلون المواجهة كان من الممكن أن يبدؤوا شجارًا، إلا أن طوقان صاحبة الشخصية الحاذقة الفولاذية أخذت تبحث عن طريقة أخرى.

تصادفت حيرتها مع تخطيط الحكومة لتأسيس الهيئة الملكية للأفلام، لجذب الإنتاجات السينمائية الأجنبية إلى الأردن من ناحية، بالإضافة إلى دعم وتطوير قطاع الأفلام في الأردن. وُجهت إلى طوقان دعوة من الهيئة الملكية للأفلام للبحث عن المواهب المحليّة وتطويرها، وكانت تعرف أنها ستبدأ من الصفر.

اذكر  لي أي فيلم عربي حائزٍ على جوائز، وسترى أنه مرّ بتجربة مختبر ساندانس للشرق الأوسط لكتاب السيناريوهات.
– ناجي أبو نوار.

كانت الشراكة مع معهد سندانس واحدة من أولى مبادراتها، وهو معهد أمريكي غير ربحيّ أسسه روبرت ريدفورد لاحتضان مواهب صناعة الأفلام. أسهمت طوقان في جلب مختبر سندانس لصناعة الأفلام إلى الأردن، وهو مختبر  يعتكف فيه المدربون وصانعو الأفلام للعمل على أفكارهم.

وعندما التقينا بالمخرج الأردني ناجي أبو نوار على الشرفة المطلّة لشركة إنتاج سينمائي في عمان، قال «كنت في بريطانيا عندما اتصلت بي أختي وأخبرتني عن الهيئة الملكية للأفلام، وقالت أن زميلتها نادين طوقان تعمل معهم».

وأضاف أبو نوار «كنت أرغب بإنتاج أفلام بالعربيّة، ولكنني لم أكن أعتقد أن خيار العودة إلى الأردن كان متاحًا أمامي، حيث لم يكن هنالك أساسٌ لقطاع السينما هناك. تحدثت مع نادين وقالت أنني يجب أن أتقدم لمختبر سندانس لكتّاب السيناريو في الشرق الأوسط. لقد غيّر المختبر  حياتي، فالعمل مع هؤلاء الكتّاب أعطاني فكرةً مختلفةً عن تجربة أن يكون المرء كاتب سيناريو. نادين هي السبب وراء وجودي هنا اليوم».

صار المختبر حدثًا سنويًا، وسيُحتفى هذا العام بنسخته العاشرة في الأردن، وذكر أبو نوار عددًا من أبرز صانعي الأفلام ممن استفادوا من المختبر، منهم المشاركون في سنة المختبر الأولى شيرين دباس، وسامح الزعبي، ونجوى نجار.

on the setأمين مطالقة في موقع تصوير فيلم The Rendezvous يعمل مع الممثلين ساتانا كيتيك، ورازا جفري، وميغ سيوني (من اليسار).

وأضاف أبو نوار «كلهم شاركوا في المختبر. فيلم وجدة، وهو  أول فيلم سعودي تخرجه امرأة، أخرجته هيفاء المنصور كان من الأفلام التي مرت بتجربة المختبر. اذكر  لي أي فيلم عربي حائزٍ على جوائز، وسترى أنه مرّ بتجربة المختبر، وهذا دليل على جودة العمل، والفضل في هذا يعود لنادين».

جذبت الهيئة الملكية للأفلام مخرجين عالميين إلى الأردن من بينهم بريان دي بالما (مخرج فيلم «طليق») ونيك برومفيلك (مخرج فيلم «معركة حديثة») وكاثرين بيغلو (مخرجة فيلم خزانة الألم)، كما أسست بالتعاون مع جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس آنجلوس معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية، وهو الجهة الوحيدة التي تمنح درجة الماجستير في الفنون السينمائية في الشرق الأوسط.

مع ذلك، فقد شعرت طوقان بالقيود التي يفرضها العمل في مؤسسة حكوميّة، تركت بعدها الهيئة الملكية للأفلام لتقف وجهًا لوجه مع العقبات التي تواجه صناعة الأفلام محليًا.

التقت نادين بالمخرج الأردني المقيم في كاليفورنيا أمين مطالقة، وعرضَ عليها سيناريو كان يعمل عليه مع صديقه ليث المجالي.  وجدت طوقان السيناريو واعدًا، وبدأت بطرح العروض على داعمين مُحتملين لقطاع صناعة الأفلام في الأردن، وبدأت تجمع الدعم من معارف كاتب السيناريو في لوس آنجلوس.

IMG_6969_sm

IMG_6965_smفي الأعلى، سيوني في مشهد على الكاميرا، ومطالقة يتفاعل مع اللقطة.

وكانت النتيجة فيلم «كابتن أبو الرائد» الذي أُطلق في سنة 2008 واحتفى به النقاد. ويتناول الفيلم الذي أخرجه مطالقة قصة حياة رجل مسنّ يعمل كعامل نظافة في مطار عمان، تتشابك حياته مع حياة أولادٍ في حيَّه. وبالإضافة إلى فوز كابتن أبو الرائد بعدة جوائز دولية، فقد أنبأ ببروز الأردن كدولةٍ صانعة للأفلام.
وأوضحت «هنالك عقليّة تنتظر الحصول على إذن لكي تبدع»، وأضافت أن الرقابة الذاتية تحول بين الفرد وبين أن يصرّح لنفسه بكتابة السرد، فتطرح عليه أسئلة على شاكلة: هل صوتي مثيرٌ للاهتمام بما يكفي؟ هل هو ذو قيمة كافية؟ هل أنا جيد بما يكفي؟، «هذه ظاهرة مشتركة بين الفنون، على ما أعتقد، نحن لم ننتظر إذنًا من أحد».تتساءل طوقان «لماذا تطلّب كل هذا الوقت؟» ثم تجيب بابتسامة: «إنه الإذن».

ولم يكن هذا النجاح مجرد شيءٍ يحدث مرة واحدة، فقد سار صانعو أفلام أردنيين على خطى كابتن أبو الرائد بعد أن حازوا على اعتراف المؤسسات، والدعم غير الرسمي الذي قد يكون أكثر اهمية، ومن أبرزهم محمود المساد الذي حصد فيلمه الوثائقي الشجاع «إعادة تدوير» (2008) على اهتمام كبير دوليًا، ومحمد حشكي الذي أخرج فيلم «مدن ترانزيت» (2009) والذي يحكي قصة امرأة تعود إلى عمان بعد 17 عامًا أمضتها في الخارج لتجد أن عائلتها ومدينتها قد تغيرتا. فاز الفيلم بجائزتين في مهرجان دبي السينمائي الدولي.

حلم طوقان بإيجاد مجتمع أردني لصناعة الأفلام يضمّ الخبرات والمهارات بات أكثر قربًا، وساعد على ذلك تمويل الأفلام الذي كانت تديره الهيئة الملكية للأفلام، حيث كانت الهيئة تقدم دعمًا مهمًا للكتّاب والمخرجين المحليين، بالإضافة إلى دعم الأفراد، مثل الراحل علي ماهر مفوض الهيئة الملكية للأفلام وداعم الفنون الإبداعية.

فادي حداد حدّثنا عن تواصله مع طوقان في سنة 2010 عند تخرّجه من معهد البحر الأحمر  للفنون السينمائيّة بخصوص فكرةٍ كان يعمل عليها مع زميلته في المعهد نادية عليوات.

توقع الاثنان أن الأمر سيتطلّب الانتظار «خمس أو ست سنوات» ريثما يتمكنون من نقل فيلمهم إلى شاشة السينما، ولكن نادين قرأت السيناريو وطلبت منهما أن تكون المنتجة المنفذة، ويضيف حداد «نادين تملؤك بذلك الشعور الذي يقول: سننجز هذا الفيلم!».

وكانت النتيجة هذه المرة هي فيلم «لمّا ضحكت موناليزا» الرومانسي الكوميدي الذي تناول علاقة نادرةً بين موظفة أردنية صارمة ومراسلٍ مصري مرح، وصُوِّر الفيلم في عمان وأُطلق سنة 2012، وحاز على نجاح باهر في المنطقة.

«لا أظن أنه كان من الممكن للفيلم أن يخرج للنور لولا نادين»، يقول حداد مخرج الفيلم، الذي يدرّس صناعة الأفلام حاليًا في الجامعة الأمريكية في دبي.

ويضيف «نادين كانت موجودة في كل الأوقات، تعطينا ملاحظاتها، وتشرف على اختيار الممثلين ومواقع التصوير، ولكنها لم تكن تحاول أن تتزعم العمل، كات تقول: هذا مشروع فادي، ونحن نساعده على إنجاز فيلمه… سأذكر كلماتها دائمًا».

عمر الرزاز، الذي كان رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله حتى وقت قريب (وهي منظمة غير حكومية تعمل على التمكين المدني)، قال أن «فيلم موناليزا أثار نقاشات في الأردن، فقد تعامل الفيلم مع عدة تابوهات متعلقة بالعمال غير الأردنيين، والطبقات، والهوية، وقضايا الجندر .. لقد دفع الفيلم بالكثير من القضايا إلى السطح».

وأشار رزاز إلى أن إيجاد قطاع صناعة أفلام أردني ليس له أثر ثقافي فقط، إذ أنه «من وجهة نظر اقتصادية بحتة، فإن القيمة التي يضيفها قطاع السينما قيمة كبيرة، لأنه يتصل بنواحٍ كثيرة كالموسيقى والتصميم والأزياء والسياحة والثقافة ..إنك تسوّق بلدًا كاملة من خلال ما تعرضه على الشاشة».

 للعائلة الهاشمية علاقة لصيقة بالسينما، فقد تعرّف والدا الملك عبد الله على بعضهما في موقع تصوير فيلم «لورنس العرب»، وكان للملك عبد الله نفسه دورٌ صامتٌ في إحدى حلقات مسلسل «ستار تريك: فوياجر».

إلا أن طوقان ذات الاندفاع الشديد [في عملها] رغم ظاهرها المرح، لا تتحمل بنية لصناعة الأفلام معتمدة على رعاية ملكيّة أو حكوميّة. وهكذا كسرت طوقان هذا القالب في مشروعها القادم حيث تقدمت بطلبات التمويل إلى مجموعة واسعة من مصادر أعمال محلية ومن القطاع الخاص. كما أصبح صندوق الملك عبدالله داعمًا ماليًا رئيسيًا لفيلم «ذيب» (2014) من إخراج أبو نوار الذي تدرّب مع طوقان.

كان هذا الفيلم آخر نجاحات الأفلام الأردنية، ويتتبّع الفيلم حياة ضابط من الجيش الإنجليزي، في صحراء شمال الجزيرة العربية خلال الحرب العالمية الأولى، من منظور طفل بدوي صغير تورّط في أحداث خارج سيطرته.

ذيب فيلم حميم، يرصد دراما العلاقات عن قرب، وهو الفيلم الذي وصفته مجلة «هوليود فرايتي» بأنه «فيلم مغامرات كلاسيكي من الطراز الأول، وهو من الأفلام التي تندر رؤيتها هذه الأيام … وهو فيلم غربي تم تصويره في صحراء الأردن بين بدو حقيقيين».

ويضيف الرزاز «نادين مثابرة جدًا، ومبدعة جدًا يمكن الاعتماد عليها، وهي جديرة بكل ما حققته… من المُطمئن أن تتحدث إلى شخصٍ دون أن تشعر بأنه سيتخلى عن كل هذا العمل في العام القادم».

«لطالما ميّز صندوق الملك عبدالله بين المردود المالي والمردود الاجتماعي» يقول الرزاز، ويشير  إلى أن نجاح أي فيلم يمكن قياسه بأشياء أكثر من مجرد الأرباح التي حققها على شباك التذاكر، «لقد لاحظنا مباشرة أن «ذيب» بدأ يغيّر عقلية الناس في المناطق الريفية حول احتمالية أن يكون المرء ممثلًا، وليس فقط أن يكون سائق باص أو موظفًا في الأمن».

يمكننا أن نلاحظ هذا المردود الاجتماعي في موقع تصوير الفيلم، فقد كانت نسبة الأردنيين أقل من الثلث في طواقم تصوير الأفلام في الأردن في سنة 2006، ولكن بحلول سنة 2014، تراوحت نسبة الأردنيين في الطواقم التي صورت فيلم «وردة الماء» لمقدم البرامج الحوارية الأمريكي جون ستوارت، وفيلم «كاجاكي» للمخرج البريطاني بول كاتيس بين 70 و80 بالمئة، حيث شاركوا في بناء موقع التصوير وفي تصميم الأزياء. إن صناعة الأفلام توسِّع من نطاق المهارات في البلد عامّةً.

باسل غندور حصل على فرصة في فيلم «كابتن أبو الرائد» حيث كان مساعد الإنتاج لطوقان، ومن ثمّ عمل مع طاقم فيلم «خزانة الألم» واستثمر تلك الخبرة في المشاركة بكتابة فيلم «ذيب»، ويدير الآن شركته الخاصة في عمان.


ناجي أبو نوّار خلال عرض فيلم ذيب في وادي رم

تقول طوقان «يتطلب الأمر رؤيا حتى تتمكن من خلق نظام يضمّ أشخاصًا لم يكونوا يعرفون أي شيء، وكل ما كان لديهم هو طموحهم بأن يعملوا على فيلم».

كانت العقبات موجودةً وما تزال، فمعهد البحر الأحمر أغلق أبوابه، ولم يحقق أي فيلم أردني حتى الآن إيرادات، إلا أن فيلم «ذيب» يتجه نحو تحقيق هذا السبق، حيث استفاد الفيلم من نجاحاته في المهرجانات للحصول على حفلات إطلاق في كلٍّ من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهما أكبر وأهم سوقين للأفلام.

المزايا الأشمل تجذب الجميع، يقول سعد المعشر نائب الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي، أحد داعمي فيلم ذيب، «إنني أرى المردود بأشكال غير ملموسة»، ويؤكد المعشر على دعمه المطلق لعمل طوقان في قطاع السينما.

IMG_6457_sm

IMG_6602_smممثلو «ذيب» ونادين طوقان في العرض الأول للفيلم في وادي رم.

ويضيف «عندما تنتج فيلمًا فأنت تستثمر في القدرات المحلية. الأفلام بالنسبة لنا في العالم العربي هي طريقة لاسترداد تراثنا… سأستثمر مرة أخرى، فريثما ينضج قطاع السينما سيكون لقضايا كدعم الفنون وحرية التعبير ورواية قصصنا بصوتنا الخاص الأفضلية على المردود المالي، ثقافيًا فإن هذا لا يُقدّر بثمن.. نادين من محفزي التغيير الإيجابي في الأردن».

وبينما كنا نشرب الشاي في مقهانا النّشِط سألتُ طوقان إن كانت تحاول أن تغيّر بلدها، وبعد صمت قصير هزت برأسها وقالت: «نعم، أحاول، نحن نحاول، إن هذا مدعاة للسرور، وهذا واحد من الأسباب التي تجعلني أستيقظ بحماسة كل صباح، إنها مغامرة التغيير».

«يمكنك أن ترى المحطات التي تقطعها على طريق النجاح، وهذا يُلهمني ويحفزني. حركة صناعة الأفلام ستغيّر من واقع الأردن ثقافيًّا وسياسيًّا .. إن تجربة الذهاب إلى السينما مع مجموعة من الغرباء، لتضحكوا معًا، وتبكوا معًا، ولتُدْهَشوا معًا، تجربةٌ مهمة لتصبح الثقافة مرتاحة مع نفسها».

وتؤكد طوقان على التزامها بكسر القوالب وفتح سبل إبداعيّة جديدة في الأردن وللأردنيين، «مهمتي هي أن أقدم سينما جيدة، وأنا أحب أن أغامر مع المجهول.. إذا تأسس قطاع سينمائي في الأردن، لا أدري إلى أي حدّ سأتحمّس، هذا شيء عظيم، إنها فرصة لانهائية. هذا شيءٌ عظيم بالنسبة لي. ستكون القيود أقل!».


*ماثيو تيلير: صحفي مقيم في المملكة المتحدة. يكتب عن الشرق الأوسط لوسائل إعلام عالمية ويعدّ الوثائقيات مع إذاعة البي بي سي.

** جورج عازر: صحفيّ مصور وصانع أفلام مقيم في الأردن، شارك في كتابة «فلسطين: دليل»، ومؤلف كتاب «فلسطين: رحلة فوتوغرافية» ومخرج فيلم «دليل غزة».

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية