فيلم الأسبوع | «حكايات جامحة»: هشاشة العالم في ساعتين

الخميس 22 تشرين الأول 2015
Wild Tales Relatos salvajes

لميس عسّاف

 شهد العام 2015 بروزًا واضحًا للأفلام أمريكا اللاتينية، وفيلم «حكايات جامحة» (Wild Tales  أو Relatos salvajes بالإسبانية) أحد أهم هذه الأفلام. يعد الفيلم سابع الأفلام الأرجنتينية التي ترشح لجائزة الأوسكار، وهو مجموعة من القصص أبطالها أشخاص عاديّون جدًا نلتقيهم في حياتنا اليومية، ولكن هشاشة حياتهم وسوء حظهم تدفعهم للانفجار في لحظة واحدة، وفي إثارة مستمرّة وتشويق شديد نتابع هذه الشخصيات ونواكب معها كيف مارست حقها بالرد بأكثر الطرق إبداعًا وأبعدها عن التفكير.

ترشح فيلم الحكايات الجامحة للعديد من الجوائز؛ فإضافة إلى ترشحه لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي، ترشح أيضًا للسعفة الذهبية في مهرجان كان. وفاز بجائزة أفضل فيلم أجنبي باللغة الإسبانية في مهرجان «غويا» للأفلام الإسبانية، وحظي كذلك بجولة جيدة حول مهرجانات العالم بين ترشيحات وجوائز. وعلى الرغم من أنه من أوائل الأفلام التي يخرجها الأرجنتيني داميان سيزفرون، إلا أنه استطاع أن يصنع صورة وقصة مثيرة للاهتمام أبرزت أسلوبه الشخصي وأظهرت مهاراته العالية في الكتابة والإخراج على حدٍ سواء، واستطاع أن يخرج لنا بالتعاون مع مدير التصوير خافيير جوليا صورة بسيطة ومبدعة في نفس الوقت.

 Wild-Tales-i  Wild Tales  Wild-Tales-r
درجات تقييم الفيلم حتى موعد النشر

من الصعب علينا الحديث عن هذا الفيلم تحديدًا دون أن «نحرق» أحداثه، ورغم أن القصص التي يتكون منها الفيلم مختلفة عن بعضها البعض إلّا أن هناك عدة عناصر مشتركة تربط الحكايات ببعضها البعض، ومن بينها أن الفيلم ربما يكون من اللائق وصفه بأنه لمحة شديدة الصراحة حول الحياة المعاصرة في الأرجنتين.  

ترشُّح الفيلم للأوسكار أعطاه دفعة عظيمة، فانتشر في باقي دول العالم، وحقق أرقامًا قياسية على شبّاك التذاكر في الأرجنتين، الأمر الذي يجعله الفيلم الأرجنتيني الأكثر مشاهدة على الإطلاق.

يتكوّن الفيلم من ستة أفلام مستقلة عن بعضها، جمعت في سلسلة واحدة تحت ثيمة الثأر. وبالرغم من الرسائل الذكية التي حوتها الأفلام، كالسخرية من البيروقراطية الحكومية، والنقمة على البرجوازية، إلّا أن الفيلم فيه بعض جوانب الضعف، مثل افتقاره أحيانًا للعفوية.

نستطيع أن نصف بداية الفيلم بأنها واحدة من أكثر المشاهد إثارة للصدمة في تاريخ السينما، حيث يبدأ الفيلم وقبل التعريف بطاقم الفيلم، بمشهد لمجموعة من الأشخاص في طائرة يجمعهم قاسم مشترك يثير الدهشة، لتنفجر الأحداث بعد ذلك. ولأن أحداث الفيلم سريعة وبسيطة تشعر وكأنك عالق في دوامة الأحداث التي خلقها لك الكاتب. وحتى عندما ينتهي أحد الافلام الستة، ستجبرنا القصة التي رأينها للتو على التفكير فيها كثيرًا، سنفكّر فيها ونحن نشاهد الفيلم التالي، وكأننا عالقون مجددًا في دوامة الحياة.

لن تتمكن من نسيان الفيلم أو حتى تجاوز المشاهد التي رأيتها بسهولة، حيث ستعلق بمخيلتك لفترة طويلة لا محالة، فالمخرج داميان سيزفرون استطاع بذكاء أن يضعنا في مواقف مختلفة تروي حكايات الغضب والثأر والانتقام، مجيبًا على سؤال ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث؟

لماذا يجب أن تشاهد الفيلم؟

إذا كنت تتخيل عادة ماذا تريد أن تفعل بالأشخاص الذين لا يعجبونك وتخلق سيناريوهات مجنونة للانتقام منهم، فهذا الفيلم مصنوع لأجلك.

إذا كنت من محبي أفلام الإثارة والحركة، فغالبًا سيعجبك الفيلم. لأن أحداثه سريعة ويزخر بالعنف، وفيه بعض المشاهد القاسية التي عليك التفكير مرّتين قبل مشاهدتها إن كنت من أصحاب القلوب الضعيفة. كما أن هذا الفيلم واحدٌ من أفضل أفلام الكوميديا السوداء التي ظهرت في السنوات الأخيرة، فيلم مليء بالاستهزاء والسخرية، فيلم سيجبرك على الضحك كثيرًا في بعض أكثر المشاهد المؤلمة، وهذا تمامًا ما يسعى له المخرج والكاتب داميان سيزفرون.

* فيلم الأسبوع هي زاوية جديدة نقترح عليكم فيها كل خميس فيلمًا يستحق المشاهدة.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية