بالصور | حديقة اليوبيل في صويلح: استراحة المسافرين

أحد رواد حديقة صويلح يتناول الإفطار فيها. تصوير: مؤمن ملكاوي.

بالصور | حديقة اليوبيل في صويلح: استراحة المسافرين

الإثنين 29 تموز 2024

مع بداية الأسبوع واندفاع آلاف العمال والموظفين والطلاب إلى عمّان عبر وسائل النقل المختلفة؛ تتقاطع طرق القادمين من مناطق شمال الأردن كجرش وعجلون وإربد بطرق القادمين من السلط والأغوار في عقدة مواصلات منطقة صويلح.

تتواجد في صويلح أكثر من خمس محطات توقف لوسائل النقل العام، أكبرها محطة صويلح للباص السريع. تتوسط هذه النقاط حديقة الشهيد إبراهيم حرب الرفايعة، والتي كانت تسمى سابقًا حديقة اليوبيل. تأسست الحديقة سنة 1985 على مساحة عشرة دونمات ونصف، وأعيد تأهيلها وتسميتها عام 2022 مع استكمال أعمال إنشاء محطة الباص السريع في صويلح لتصبح مساحتها تسعة دونمات ونصف.

موقع الحديقة وتصميمها الجديد المرتبط بالمحطة جعل من الصعب على أمانة عمان إغلاقها في نفس مواعيد باقي حدائق عمان وذلك في تمام الساعة العاشرة ليلًا؛ حيث يَعبر ممرّ المشاة الرئيسي لمحطة الباص السريع من وسط الحديقة، ومع طبيعة أوقات دوام شبكة الباص السريع الممتدة من السادسة صباحًا وحتى الثانية عشرة ليلًا، تخلّت الأمانة عن فكرة إغلاق الحديقة على الاطلاق.

محطة الباص السريع بجانب الحديقة

عدم إغلاق الحديقة، ووجودها ضمن محطة باص تشهد حركة نشطة معظم اليوم، جعل للحديقة دورًا نشطًا وحيويًا أكثر من العديد من حدائق عمّان الأخرى. فمثلًا، في الفترة الصباحية تعمل الحديقة كاستراحة للمسافرين. يقول كمال جابر ذو الـ68 عامًا والذي يأتي يوميًا من منطقة أبو نصير إلى صويلح حيث يمتلك محل مواد بناء: «بَنزل من الباص الصبح. بريّح شوي بالحديقة، بشرب كاسة قهوة. بتعرف انبعاثات عوادم الباصات بتضايق النفس، فالواحد بريّح نفَسه شوي، بالذات إنه في ظِل تحت الجسر وبكون في نسمة هوا»، ورغم رضاه عن الحديقة والفائدة التي تقدّمها له إلّا أنه يكمل قائلًا: «بس يا ريت لو الحمامات شغالة بالحديقة، لإنه أنا كمان مريض سكري».

نصب الشهيد إبراهيم الرفايعة داخل الحديقة

لا تخلو الحديقة من حمامات عامة، إذ في الجزء الخلفي من الحديقة يتواجد مبنىً قديم مهمل، احتوى سابقًا على الحمامات، لكنه اليوم مغلق. تقول أمانة عمّان إن عطاءً سيطرح لإعادة تشغيل هذه الحمامات العام القادم، إذ إن هنالك دورًا لطرح عطاءات المرافق العامة الخاصة بالحدائق، وقد جاء دور حديقة الرفايعة العام القادم. وفي الوقت الحالي يستخدم رواد الحديقة حمامًا تابعًا لمسجد مجاور للحديقة أو حمام محطة الباص السريع. 

تشهد الفترة الصباحية في يوم الحديقة تجمّع عمال البناء المصريين على السور الغربي لها، وفي أسفل جسر السيارات، حيث يوفّر الجسر ظلًا، يتجمع عمال آخرون وعسكريون عادة ما يكونون في استراحة سريعة خلال تنقلهم من مكان لآخر. 

عمال في محيط الحديقة

حسب تقديرات الأمانة فإن أعداد رواد الحديقة تتراوح بين 500 و700 زائر يوميًا خلال أيام الأسبوع، إلا أنّ الرقم يرتفع لأكثر من ألف زائر يوميًا يوميْ الخميس والجمعة. 

مع تقدم ساعات النهار، يصير طابع الحديقة عائليًا أكثر، تحديدًا مع ساعات العصر. تقول أم شادي وهي أم لطفل وتعمل مدربة في نادٍ رياضي في صويلح، إنها تأتي مع جارتها ثلاثة أيام في الأسبوع وتصطحبان أطفالهما معهما، شادي وصديقه ذو الست سنوات يفضلان لعب الكرة في الساحة الرملية وسط الحديقة. تقول أم شادي إن الحديقة تكون مليئة بالأطفال في فترة ما بعد العصر وحتى الساعة العاشرة ليلًا إلا أنها، وباقي العائلات، تفضل عدم البقاء لوقت متأخر خوفًا من وقوع المشاكل في الحديقة. 

رواد الحديقة من العائلات في فترة العصر

من الأنشطة التي يمكن ملاحظتها بسهولة في ساعات ما بعد العصر في الحديقة، وتحديدًا خلال فترة تواجد العائلات مع أطفالها، نشاط ركوب الأحصنة. غالبية مُلّاك هذه الأحصنة هم من حي التعامرة، وهو أحد الأحياء الفقيرة في منطقة صويلح، يقول زياد ذو الـ32 عامًا إنه عاطلٌ عن العمل حاليًا، ولذا جمع 800 دينار واشترى حصانًا يعمل عليه بشكل يومي بحصيلة عشرة لخمس عشرة دينارًا مع نهاية اليوم؛ إذ يأخذ من يحب، وغالبًا ما يكون من يرغب بالركوب هم الأطفال، على الحصان في لفّة داخل الحديقة، يتلقى لقاءها نصف دينار. ويضيف أنه ولإنهم من سكان المنطقة فالناس يعرفونهم، ويرتاحون لهم، والعلاقة بينهم سلسلة. في الحديقة اليوم خمسة أحصنة، وتتواجد عادة من الرابعة عصرًا وحتى منتصف الليل. 

أجواء الحديقة بعد حلول المساء

أمّا منطقة ألعاب الأطفال فتكون مركز الحركة في الساعات الأخيرة من كل يوم. يقول أبو آدم إنه يأتي وابنه بشكل شهري من مخيم البقعة عبر الباصات العامة للعب في الحديقة، حيث تنقص المخيم حدائق ومساحات كافية للحركة. 

بسبب غياب حارس دائم للحديقة وبقاء الحديقة مفتوحة طول الوقت، يلاحظ مع حلول منتصف الليل تواجدٌ شبابي فيها، وتحوّلها إلى ما يشبه المقهى الشعبي، إذ يحضر البعض الأراجيل، ويسهرون في الحديقة.

يقول كمال جابر إن زيارة الحديقة أصبحت روتينًا يوميًا لا يستغني عنه، وأن ضجيج السيارات والحركة في بداية كل يوم يتعبانه، ولذا فإن بضعة دقائق يقضيها صباحًا داخل الحديقة كفيلة بالتخفيف عنه وتسمح له ببدء يومه.

Leave a Reply

Your email address will not be published.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية