يستضيف منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي الخبير الإقتصادي الدكتور جورج قرم في محاضرة بعنوان «إلى أين نحن متجهون؟» ويرأس الجلسة ويدير الحوار معالي الدكتور طاهر كنعان.
إلى أين نحن متجهون؟ سؤال يمثل واحدا من الأدوات التي تمكننا من الدفاع عن وجودنا، من خلال رسم خريطة مستقبلية لمسارنا، أو، على الأقل، وضع عناوين رئيسية لهذا المسار.
الراهن يبدو سوداويا، وبجميع المقاييس؛ فعلى الجانب السياسي، ما تزال الدولة العربية الحديثة غير متحققة، ليس على المستوى الحداثي فحسب، بل وأيضا على مستوى الوجود الطبيعي والاستقرار والسلم والانسجام بين مكوناتها المختلفة.
على الصعيد الاقتصادي؛ تعاني جميع دول المنظومة العربية من خلل بنيوي واضح، لم تستطع فيه أن تتعدى نمط الاقتصاد الريعي، وظلت التشوهات الأساسية قائمة في بناها الاقتصادية، فعجزت عن وضع برامج حقيقية للتنمية للحد من مشكلات الفقر والبطالة، وتخطي أنماط الفساد العديدة، وأثرها على المجتمع، لتبقى هذه الدول خارج منظومة التحولات الاقتصادية الحديثة.
على صعيد الموارد البشرية، يواجه العرب اليوم انتكاسة حقيقية، تتمثل في التراجع الحاد في مجال جودة التعليم ومخرجاته، والذي كان أساس رأس المال للعديد من الدول، إضافة إلى عودة شبح الأمية من جديد بسبب الصراعات والحروب الدائرة في أكثر من بلد، وما تبعها من هجرات كبيرة للشباب، ما ينذر باختلالات كبيرة في المجتمعات العربية.
لكن الصراعات السياسية والإثنية والعرقية والدينية، تبدو هي الخطر الأكثر وضوحا الذي يهدد العرب في الوقت الراهن، من خلال عدم الاستقرار الذي تفرضه على مجمل الجغرافيا العربية، إضافة إلى تأثيراتها العالمية التي استدعت دخول أطراف غير عربية عديدة على خط الصراعات، ليصبح لدينا دول فاقدة لسيادتها الحقيقية.
في هذه الإطارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تأتي استقراءات النخب العربية للواقع، وطرحهم التساؤلات التي من الممكن أن تقودنا إلى تلمس طريق تقودنا خارج الواقع الخطير الذي نعيشه اليوم، وهو ما يطرحه الدكتور جورج قرم في سؤاله المصيري: “إلى أين نحن متجهون؟”.
وقرم، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة باريس في القانون الدستوري والعلوم الاقتصادية، إضافة إلى شهادة معهد الدراسات السياسية بفرع المالية العامة، وقد شغل العديد من المواقع الاقتصادية المهمة في بلده لبنان، وفي العالم كذلك، إضافة إلى وضعه العديد من المؤلفات حول السياسة والاقتصاد والتنمية والاجتماع.
ملاحظة: الدعوة عامة
