ضمن فعاليات ملتقى حكايا التاسع
الجمعة 2/9، مسرح البلد
12:00 – 15:00
حكاياتنا حول رحلة تعلمنا… “حكايتي مع الكلمات” و”حكايتي مع الرياضيات” كأمثلة
أولا: كتاب “حكايتي مع الرياضيات عبر 68 عاما”
درسْتُ الرياضيات ودرّسْتُها سنوات عديدة. ثم انتبهت أني فعلت في الحالتين ما أُمْلِيَ عليّ دون سؤال ودون معرفة لماذا، أي كنت في الحالتين ليس فقط عبدا بل جعلوني أفتخر بعبوديتي. إلى جانب ذلك، انتبهت أن الرياضيات التي درستها ودرّستها ليست عالمية بل هي رياضيات القبيلة الأوروبية… بدأتُ – منذ 1971 – أعيد النظر فيما اكتسبته عبر المدارس والجامعات، والتأمل في خبراتي وتجاربي لأحرر نفسي من كثير من أوهام وخرافات حديثة، مما أدى بي إلى أن أتعامل مع الرياضيات من منطلقات أخرى. انتبهت كفلسطيني أني لا أعيش فقط احتلالا عسكريا بل أيضا – وهو في رأيي أخطر وأعمق – احتلالا عقليا معرفيا إدراكيا. بينما نقاوم الاحتلال الأول، نتنافس حول مَن يحتضن الثاني أكثر!
ثانيا: الكتاب الأول من سلسلة “حكايتي مع الكلمات”
سلسلة ‘حكايتي مع الكلمات’ تنظر إلى كل إنسان على أنه مصدر معنى وفَهْم؛ أي تنطلق من القناعة بأن كل إنسان شريكٌ في تكوين معنى. قناعة بدأت تتكون لديّ في بداية عقد السبعينيات (قبل 45 سنة) وتعّمقت مع الوقت. الشراكة في تكوين معنى هي قدرة بيولوجية وواجب وحق (مُغَيَّب من التعليم الرسمي والأكاديمي ومن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية حقوق الطفل، مما يجعلنا نتساءل: لماذا؟!). مسؤولية كل إنسان أن يكون شريكا في توليف معاني الكلمات التي يستعملها. تعكس هذه الشراكة الديمقراطية في أعمق مفاهيمها: ديمقراطية المعنى. استهلاك المعنى أخطر أنواع الاستهلاك. أكثر ما يمكن أن يحرِّر شخصا على الصعيد العقلي هو ممارسة هذا الحق وهذه القدرة، فاستهلاك معانٍ جاهزة صادرة عن مؤسسات ومهنيين مرخصين هو أخطر أنواع الاستهلاك. في هذا التحرر تكمن المساواة والحرية والكرامة والتعددية وحكم الذات. سلسلة ‘حكايتي مع الكلمات’ لا تعظ اليافعين بل تحثّهم على التفكّر بكلمات كان لها تأثير كبير في حياتهم (سواء غذّتهم أم آذتهم)، وأن يشاركوا آخرين حكاياتهم معها. أي، لا تحثهم على تأليف كتاب أو قصة بل توليف معنى وهو أصدق وأعمق ما يميز الإنسان.
*الدخول مجاني
*الدعوة عامّة
