نشر هذا المقال بالإسبانية في 27 نيسان 2025 في موقع تكتونيكوس.
يصادف أيار هذا العام ذكرى 80 عامًا على نهاية الحرب العالمية الثانية على الجبهة الأوروبية. وهي ذكرى ذات أهمية خاصة بالنظر إلى السياق العالمي الذي ستُحتفل به، ليس فقط بسبب بدء العام الرابع من الصراع المسلح بين روسيا وحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، بل أيضًا بسبب تفاقم أزمة الهيمنة الأمريكية على الصعيد العالمي، والتي تترتب عليها عواقب لا يمكن التنبؤ بها.
إذا نظرنا إلى الحدث التذكاري بحد ذاته، فإنه يحمل رمزيات مختلفة بين الدول الأوروبية. ففي الدول الغربية، تُحيى ذكرى هذا الحدث من خلال بعض الاحتفالات الرسمية، التي هي مجرد مراسم بروتوكولية، يشار دائمًا فيها إلى خطر الحرب، وفي هذا السياق المحدد، سيتم ربطه بالتأكيد بالخطر الذي تمثله روسيا على السلام العالمي. على العكس من ذلك، في حالة بعض الدول ما بعد السوفيتية، لا سيما في روسيا نفسها وبيلاروسيا، تتسم الاحتفالات بطابع رسمي وجماهيري، ويزيد من ذلك أن هذا التاريخ هو عطلة وطنية. كما أنها عادة ما تكون مصحوبة بمسيرة عسكرية لتكريم الشهداء، ولكنها أيضًا استعراض للقوة العسكرية لردع أي غزو معادٍ محتمل.
لا شك أن هذه الحرب كانت الأكثر تدميرًا بين صراعات القرن العشرين. شملت جميع القوى العظمى في ذلك الوقت ومستعمراتها (التي كانت تغطي جزءًا كبيرًا من العالم آنذاك) والعديد من الدول المستقلة التي اضطرت إلى الانحياز تحت ضغط القوى الغربية. على الرغم من الطابع العالمي للحرب، لم تتأثر جميع الدول المشاركة بها بنفس الدرجة، ولهذا السبب تختلف الذكريات التي تحملها عن هذا الحدث.
استسلمت ألمانيا أمام الحلفاء الغربيين في 7 أيار على يد الجنرال يودل في مدينة رانس الفرنسية، ودخل الاستسلام حيز التنفيذ في اليوم التالي، ولذلك، يعتبر الغرب يوم 8 أيار تاريخ انتهاء الصراع. ومع ذلك، لم تقبل القيادة السوفيتية ذلك، لأنه يقلل من مساهمتها في الحرب: فقد طالبت بأن يستسلم ممثلو النازية في برلين وأمام قادة الجيش الأحمر. بالإضافة إلى ذلك، كانت إحدى الحجج السياسية المهمة التي ساقها ستالين هو أن يودل لم يكن أعلى سلطة عسكرية، وبالتالي، قد يحدث ما حدث في نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث قد تدعي جماعات انتقامية في المستقبل أن ألمانيا لم تهزم وأن «طعنة في الظهر» أجهضت النصر. لذلك، اتفق الحلفاء على أن يتم التوقيع على الاستسلام في برلين في اليوم التالي من قبل كيتل (أعلى قائد ألماني) أمام أعلى السلطات العسكرية السوفيتية، على أن يدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 9 أيار. ولهذا السبب، في حقبة الاتحاد السوفيتي، والآن في روسيا وبعض الدول ما بعد السوفيتية، فإن التاريخ الذي يُذكر كنهاية الحرب هو هذا التاريخ الأخير، المعروف في التقويم الرسمي بيوم النصر.
هذا الاختلاف في إحياء الذكرى بين الكتلة الغربية وروسيا ليس أمرًا ثانويًا عند بناء ذكرى الحرب. إذا اعتبرنا 8 أيار تاريخ انتهاء الحرب، فسيبدو أن الجهد الأكبر في الحرب لهزيمة قوى المحور بذله الحلفاء الغربيون. وتُعزز آلة الدعاية التي يشكلها مجمع هوليوود السينمائي الصناعي هذه الرؤية المهيمنة، حيث تُعطى الأولوية، بطبيعة الحال، للأحداث التي شارك فيها الأمريكيون بشكل خاص، وبقدر أقل، بقية الحلفاء الغربيين.
هذا الرسالة، التي تكررت على مدى عقود، تعزز إخفاء حقيقة أن 80% من القوات المسلحة الألمانية دمرت على الجبهة السوفيتية، وأن هذا البلد هو الذي تكبد أكبر عدد من الضحايا، الذي بلغ حوالي 27 مليون شخص.
من ناحية أخرى، على الرغم من احتفال أوروبا في أيار بانتهاء الحرب العالمية، غالبًا ما يتم التقليل من أهمية استمرار الصراع المسلح لعدة أشهر أخرى في «الشرق الأقصى» (من وجهة نظر أوروبا والأمريكتين) ضد اليابان، التي كانت لا تزال تسيطر على مناطق شاسعة من الصين وكوريا بأكملها.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تبسيط خاتمة الحرب بالقول إن الحرب ضد اليابان انتهت بإلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي في 6 و9 أغسطس 1945 على التوالي. مرة أخرى، يقلل الغرب من أهمية الهجوم السوفيتي في 9 أغسطس على الأراضي التي كانت تسيطر عليها اليابان في منشوريا ومنغوليا الداخلية وكوريا الشمالية وجزر ساخالين والكوريل. ووفقًا لاتفاقيات طهران وبوتسدام، ظل الاتحاد السوفيتي ملتزمًا بدخول الحرب ضد اليابان بعد ثلاثة أشهر من انتهاء الحرب في أوروبا. وقد سمح هذا الغزو الذي تم في الموعد المحدد بحرمان اليابان من قاعدتها الصناعية والمواد الخام في القارة، والتي كانت أساسية لمواصلة الحرب ضد الحلفاء. وبالتالي، في مواجهة التقدم السوفيتي، كفل استسلام السلطات اليابانية أمام الولايات المتحدة بقاء الرأسمالية في البلاد. إذ كان استمرار الحرب يعني احتمال تكبد المزيد من الخسائر الإقليمية أمام الاتحاد السوفيتي وما يترتب على ذلك من تغيير في النظام الاجتماعي والاقتصادي.
وكذلك في الغرب، جزئيًا بسبب النظرة الأوروبية المركزية لوسائل الإعلام الغربية وفي الأوساط الأكاديمية المتخصصة، يتم تجاهل مستوى الدمار الذي لحق بالصين على يد اليابان، وكذلك مقاومة الشعب الصيني للغزو. ومع ذلك، فإن جزءًا من إخفاء دور الصين يرجع إلى الاحتياجات الجيوسياسية التي نشأت بعد الحرب الباردة. في ذلك الوقت، كان محتملًا أن تؤدي الإشارة إلى مدى التدمير الذي خلفه الغزو الياباني للصين إلى مطالبة اليابان بتعويضات (كما حدث في أوروبا مع ألمانيا بعد هزيمتها)، في وقت كانت الصين تنتقل إلى سيطرة الحزب الشيوعي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تسليط الضوء على الدور الإمبريالي لليابان قبل عام 1945 (باستثناء الإشارة الواضحة إلى بيرل هاربور أو سوء معاملة المدنيين والعسكريين البيض الأسرى) كان من شأنه أن يؤثر على التحالف الذي كانت واشنطن تحاول إقامته في ذلك البلد مع بعض القطاعات المهيمنة (قبل الحرب وبعدها) ضد الاتحاد السوفيتي والصين نفسها.
لذلك، كانت مراجعة الماضي في اليابان محدودة للغاية، مما يفسر جهل غالبية السكان اليابانيين بالمذابح التي وقعت في الصين (مثل مذبحة نانجينغ، التي أسفرت عن 300 ألف ضحية، على الرغم من أنها لم تكن الوحيدة التي ارتكبها الجيش الإمبراطوري الياباني). كما لم يتم تسليط الضوء على وجود عشرات الآلاف (وبعض المؤرخين يتحدثون عن مئات الآلاف) من النساء اللواتي أُجبرن على العمل في بيوت الدعارة، واللواتي أُطلق عليهن اسم «نساء المتعة»، واللواتي قدمتهن السلطات اليابانية بعد الحرب على أنهن عاملات جنس طوعيات. فقط بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، بدأت السلطات اليابانية بالاعتراف بهذه الحقائق، على الرغم من أن ذلك لم ينعكس في الكتب المدرسية المستخدمة من قبل الطلاب اليابانيين في المدارس أو الجامعات. هذا الصمت المنهجي حول الماضي يفسر صعود الحركات اليمينية التي تنكر الماضي الإمبراطوري الرهيب والتي تنمو شعبيتها الانتخابية كل عام.
حدث شيء مماثل في ألمانيا ودول أخرى حليفة للمحور: أدت الحاجة إلى توحيد أكبر عدد ممكن من القطاعات ضد العدو الشيوعي (ثم ضد روسيا) إلى إسكات التحليلات حول الدعم الاجتماعي للفاشية وتعاون جزء كبير من السكان المحليين مع المحتلين النازيين. كمثال على هذا التجاهل الرسمي، في النص المدرسي المستخدم في أوائل التسعينيات عن تاريخ ألمانيا للفترة 1871-1970، كان الجزء المخصص لجمهورية فايمار والنازية يمثل حوالي 15% من إجمالي الصفحات، وهو جزء ضئيل للغاية لشرح أسباب وخصائص ذلك النظام. ما سبق يتعدى الموقف الرسمي في ألمانيا الاتحادية تجاه ماضيها، ليندرج في سياق أوسع من التسامح الذي أبدته القوى المنتصرة في الغرب تجاه المسؤولين والعسكريين الناجين من النظام النازي، الذين أصبح بعضهم مسؤولين في الجمهورية الاتحادية الألمانية الجديدة بعد عام 1949، حتى أن مجموعات من المخابرات النازية انتقلت للعمل في أجهزة الاستخبارات الغربية، وخاصة في الولايات المتحدة.
في سياق المواجهة مع الكتلة السوفيتية، كانت كل أنواع المساعدة مرحبًا بها، حتى تلك المقدمة من مجرمي حرب محتملين. ويمكن أن يفسر هذا الصمت حول الماضي (ليس فقط في ألمانيا، ولكن أيضًا في النمسا وفرنسا ودول أخرى) جزئيًا نمو المتطرفين من جماعات يمينية، بعضها صراحةً مؤيدة للفاشية، أو تحاول إعادة كتابة التاريخ. الآن فقط، عندما يبدو أن بعض هذه الأحزاب قادرة على تشكيل حكومة، ترد الأحزاب التقليدية والنخب الحاكمة وتلجأ إلى آليات (بعضها مثير للجدل) لحظرها.
في ظل مشهد أوروبي ودولي يزداد تقلبًا، يقترب موعد الاحتفال بذكرى يوم النصر في موسكو. وإذا كان الحدث في عام 2024 قد شهد مشاركة كبار الشخصيات السياسية والثقافية والدينية في روسيا، بالإضافة إلى قادة الدول ما بعد السوفيتية ورؤساء كوبا ولاوس وغينيا بيساو، فإن أهميته الرمزية هذا العام أكبر بكثير. منذ منتصف عام 2023، بدأ التخطيط للاحتفال بالذكرى الثمانين، وشُكلت لجنة باسم «النصر» مكلفة خصيصًا بتنظيمه. أرسلت دعوات للمشاركة في العرض العسكري إلى ما يقرب من 20 دولة، أكد العديد منها مشاركتها، بما في ذلك كوريا الشمالية.
بالإضافة إلى الإعجاب الذي قد يثيره العرض العسكري، سيكون للأثر السياسي لوجود بعض الشخصيات البارزة على المسرح الرئيسي أهمية أكبر بكثير. في 15 نيسان، حثت كايا كالاس، ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، الدول الأعضاء أو المرشحة للانضمام إلى المنظمة على عدم المشاركة في الاحتفالات في موسكو. وكانت روسيا قد صنفت مسبقًا جميع الدول إلى مجموعتين، إذ لم يُدعَ ممثلو الدول التي تعتبر «معادية» منذ عام 2022، وهي في الأساس جميع حكام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، وجميع الدول التي تزود النظام الأوكراني بالأسلحة أو تفرض عقوبات على موسكو في الصراع الحالي.
على العكس من ذلك، ستشارك بقية الدول «غير المعادية» بوفودها الدبلوماسية المعتادة أو بمبعوثين خاصين. أكد عدد كبير من رؤساء الوزراء والرؤساء حضورهم، ومعظمهم حاليًا أعضاء في مجموعة بريكس أو يسعون للانضمام إليها، وهو رمز للتعددية المتنامية التي تسعى لأن تحل محل الهيمنة الأمريكية الأحادية.
من بين جميع الشخصيات الحاضرة، فإن الأكثر أهمية هو بلا شك الرئيس الصيني شي جين بينغ، لأنه يمكنه أن يظهر ثقل تعاونه المتزايد أمام ضغوط الأعداء المشتركين. في سياق دولي لا يقتصر على الصراع في أوكرانيا، بل يشمل الحرب التجارية الحالية، فإن هذا الأمر ليس بالهين. إنه رمز للعصر الجديد: البلدان اللذان تكباد أكبر الخسائر البشرية خلال الحرب (واللذان يقودان مجموعة بريكس) يشاركان معًا في إحياء ذكرى تداعيات حرب عالمية، فيما يُستبعد العالم الغربي بأسره أو يَستبعد نفسه من هذا الحدث.
* خورخيه وزنياك هو مؤرخ أرجنتيني يدرّس التاريخ المعاصر في جامعة بوينس آيرس. وهو كذلك أستاذ باحث في مركز دراسات الإبادة الجماعية في جامعة الثالث من فبراير الوطنية. ويختص في دراسة الاتحاد السوفيتي وروسيا وأوكرانيا.