نشر هذا المقال بالإنجليزية في مجلة لندن ريفيو أوف بوكس في 4 تموز 2024.
إن عدد المسؤولين في إدارة ترامب الذين يمكن وصفهم بـ«الأكفاء للغاية» صغير، ولكن نائب مستشار الأمن القومي السابق مات بوتينجر هو واحد منهم. في مدرسة وجامعة خاصتين في ماساتشوستس، تعلم التحدث بلغة الماندرين بطلاقة، وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عمل مراسلًا لصحيفة وول ستريت جورنال في الصين (حيث تعرض ذات مرة للكمة في وجهه في مقهى من قبل شخص وصفه بأنه أحد «مهابيل الحكومة»). كان في نيويورك يوم 11 سبتمبر، وفي عام 2005، انضم إلى مشاة البحرية الأميركية كضابط مخابرات بعد مشاهدة شريط فيديو لأبي مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة، وهو يقطع رأس الرهينة الأميركي نيكولاس بيرج. بين جولاته في العراق وأفغانستان، درس طرق تحسين تقنيات الاستخبارات ومكافحة التمرد، وهي الأدوات القديمة للإدارة الإمبراطورية.
ربما كان محتومًا أن يرتقي بوتينجر إلى مناصب مريحة ومرموقة أكثر داخل العالم الفكري لليمين الأميركي. بات رئيس برنامج الصين في مؤسسة المحافظين الجدد للدفاع عن الديمقراطيات، وزميلًا في معهد هوفر اليميني. وهو أيضًا صديق قديم للقومي المسيحي اليميني المتطرف ومؤيد كيو أنون مايك فلين، الذي عمل معه في أفغانستان عندما كان فلين رئيسًا لمديرية المخابرات في هيئة الأركان المشتركة، والذي يواصل التحدث عنه بمودة. بعد انتخاب ترامب، انضم بوتينغر إلى مجلس الأمن القومي كمدير لقسم آسيا. وفي ذروة جائحة كوفيد، ألقى خطابًا مدته عشرين دقيقة من البيت الأبيض بلغة الماندرين المثالية تقريبًا. من المسلم به أن بوتينجر لم يكن أبدًا مناصرًا حقيقيًا لحركة «اجعلوا أميركا عظيمة مجددًا» (MAGA) (فقد استقال من منصب نائب مستشار الأمن القومي في 6 كانون الثاني 2021 بسبب أعمال الشغب في الكابيتول). لكنه يقول إنه فخور «بإنجازات ترامب في السياسة الخارجية».
خارج الحكومة، كرس بوتينجر نفسه للتحريض على المواجهة بين الولايات المتحدة والصين، وغالبًا ما كان ذلك على صفحات مجلة فورين أفيرز. وقد نشر مؤخرًا كتابًا محررًا بعنوان «الخندق المغلي: خطوات عاجلة للدفاع عن تايوان» (صادر عن مؤسسة هوفر)، يدفع فيه بالحجة القائلة بأن الولايات المتحدة يجب أن تستعد للحرب مع الصين. وتتلخص التوصية الرئيسية للكتاب أن على الولايات المتحدة على الفور تخزين كميات كبيرة من الذخائر، وخاصة الصواريخ بعيدة المدى المضادة للسفن التي تطلق من الجو، والاستعداد لمحاربة «الفيرماخت الصيني» بهدف تحويل مضيق تايوان إلى مقبرة للبحرية الصينية. ويتعين على تايبيه أن تتخلى عن خطتها للحصول على المزيد من الغواصات (وتترك ذلك للولايات المتحدة) وأن تركز على الدفاع الساحلي، والتجنيد الإجباري، والقدرة على العمل بشكل مشترك مع القوات الأميركية. ويجب أن تكون اليابان وأستراليا وبريطانيا وفرنسا مستعدة للمساعدة. وإذا كان كل هذا يبدو صعب التحقق، فإن بوتينجر يشير إلى أن «هناك أدلة بالفعل على أن الدعم الأميركي لأوكرانيا أدى في بعض النواحي إلى تحسين المشتريات الأميركية لحرب مع الصين».
يرى بوتينجر أن الصين هي «الداعم الدعائي والدبلوماسي» الرئيس لروسيا وإيران، ويصور شي جين بينغ كزعيم شمولي شرير يجب هزيمته بأي ثمن. كان اليمين الأميركي مفتونًا بمثل هذا التفكير لبعض الوقت، رغم أنه نادرًا ما كان لديه مثل هؤلاء الرواد المؤهلين. ومع ذلك، فقد تبنّى الديمقراطيون في عهد بايدن العديد من أفكارهم. مؤخرًا، رد راش دوشي، الرئيس السابق لاستراتيجية الصين في مجلس الأمن القومي التابع لبايدن، على مقال شارك بوتينجر في كتابته على مجلة فورين أفيرز بقوله باقتضاب: «إنهم يقترحون خطوات تتخذها الإدارة بالفعل». لقد وسّع بايدن منطق الحرب التجارية في عهد ترامب مع الصين. وكان بايدن، وليس ترامب، هو الذي قلب سياسة الغموض الاستراتيجي التي اتبعتها الولايات المتحدة لعقود من الزمن بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان عسكريًا في حالة وقوع هجوم من الصين، عبر التصريح علنًا، أربع مرات، بأنها ستفعل ذلك.
إذا أعيد انتخاب ترامب في تشرين الثاني القادم، فمن المرجح أن بوتينجر وغيره من المفكرين الذين يفضلون المواجهة العسكرية مع الصين -مثل إلبريدج كولبي، المؤلف الرئيس لاستراتيجية ترامب للدفاع الوطني لعام 2018، ومستشار الأمن القومي السابق روبرت أوبراين، الذي يصف الصين بأنها جزء من «محور الأنظمة الاستبدادية المناهضة لأميركا»، وروبرت لايتهايزر، المحارب التجاري الجمهوري البارز الذي يتحدث عن الصين باعتبارها دولة شمولية- سوف يعودون إلى الحكومة. وحتى في المعارضة، لديهم نفوذ.
داخل مؤسسة الأمن القومي الأميركية، أصبح احتمال الغزو الصيني لتايوان أقرب إلى الهوس. في ربيع عام 2021، بدأ القائد الأميركي السابق في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، الأدميرال فيليب ديفيدسون، موضة بين الشخصيات العسكرية الأميركية للتنبؤ بموعد غزو الصين. كان تخمين ديفيدسون هو عام 2027. وقد تفوق عليه رئيس قيادة الحركة الجوية، الجنرال مايك مينيهان، الذي قال إن حدسه أخبره أن ذلك سيكون عام 2025، ثم تفوق على مينيهان رئيس العمليات البحرية السابق الأدميرال مايك جيلداي، الذي تحدث عن غزو في عام 2023. ويبدو أن الأخبار تقدم أحيانًا دعمًا لموقفهم. في 23 أيار، بدأت الصين مناورات عسكرية كبيرة حول تايوان، وصفتها بأنها «عقاب» على التعليقات التي أدلى بها الرئيس الجديد في تايبيه، لاي تشينغ تي، في خطاب تنصيبه.
«إن المخاطر في نظر أنصار الحرب تتلخص في نهاية المطاف في الموقف الاستراتيجي للولايات المتحدة في شرق آسيا، وليس الرقائق (التي يمكن صنعها في مكان آخر) أو الديمقراطية (التي لا تهتم بها الولايات المتحدة)».
لماذا يجب أن تدور الحرب حول تايوان، التي اعترفت الولايات المتحدة رسميًا منذ عام 1972 بأن «الصينيين على جانبي مضيق تايوان» يعتبرونها جزءًا من الصين؟ بالنسبة للمدافعين عن حرب صينية أميركية بسبب تايوان، فإن المنطق يتلخص بوضوح في ضرورة الحفاظ على إمبراطورية الولايات المتحدة العالمية. يتم ذكر الديمقراطية في تايوان بشكل عابر، وهناك بعض الثرثرة على نمط الحرب الباردة حول أن الصين «تدفع الاستبداد إلى الأمام في منافسة الأنظمة العالمية». لكن الحجة الرئيسية تتلخص في أن تايوان تشكل رصيدًا استراتيجيًا للولايات المتحدة. في الصحافة الشعبية، توصف المصانع التابعة لشركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية بأنها مصانع سحرية لا يمكن تعويضها ومعرضة لخطر التدمير أو الاستيلاء عليها من قبل الصين. تمثل تايوان حصة كبيرة جدًا من الإنتاج العالمي لأشباه الموصلات، وتعد شركة TSMC واحدة من الشركات القليلة جدًا، إلى جانب شركة سامسونغ، التي يمكنها تصنيع رقائق الثلاثة نانومتر الأكثر تقدمًا. لكن بوتينجر يؤكد في أغلب الأحيان على أسباب أخرى لأهمية تايوان. وكثيرًا ما يذكر تأكيد الجنرال ماك آرثر، في عام 1950، على أن «السيطرة على فورموزا» – الجزيرة الرئيسية في تايوان – من قبل «قوة غير صديقة» ستكون بمثابة كارثة على المصالح الاستراتيجية الأميركية. ويقولون إنه إذا ضمت الصين تايوان، فإن ذلك سيسمح لها بطريقة أو بأخرى بـ«استعراض القوة في جميع أنحاء المحيط الهادئ، والمحيط الهندي، والمحيط الأطلسي». ولم يتم شرح كيفية حدوث ذلك، في ضوء أن الولايات المتحدة تتمتع بميزة بحرية هائلة. إن المخاطر في نظر أنصار الحرب تتلخص في نهاية المطاف في الموقف الاستراتيجي للولايات المتحدة في شرق آسيا، وليس الرقائق (التي يمكن صنعها في مكان آخر) أو الديمقراطية (التي لا تهتم بها الولايات المتحدة).
لغزو تايوان، يتعين على البحرية الصينية أن تعبر مضيقًا بعرض 180 كيلومترًا -ربما لمدة 12 ساعة- ثم تنفذ بهبوط برمائي. ولا توفر المياه الضحلة والشواطئ الضيقة في تايوان تضاريس سهلة، وستكون السفن السطحية عرضة للصواريخ والمدفعية والطائرات أثناء الرحلة. يتركز السكان والبنية التحتية في تايوان بأغلبية ساحقة في غرب الجزيرة. شرق فورموزا عبارة عن سلسلة جبال كثيفة الغابات، وهي غير عملية للغزو وإعادة الإمداد. لا توجد خطوط سكك حديدية بين الشرق والغرب وهناك عدد قليل نسبيًا من الطرق عبر الجبال. ليس من الواضح ما إذا كان لدى الصين ما يكفي من زوارق الإنزال لنقل مئات الآلاف من الجنود، على الرغم من أنه من الممكن أن تستولي القوات العسكرية الصينية على سفن الصيد المدنية والعبارات للمساعدة.
تظل المشكلة الأكبر بالنسبة للصين هي وجود البحرية الأميركية في مياه المنطقة. إن السفن السطحية الأميركية، مثل السفن الصينية، معرضة للهجوم الصاروخي. لكن الصين ليس لديها وسيلة لتتبع الغواصات الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية العاملة في بحار الصين، ولا معادل حقيقي لها. أثناء الغزو، سيتعين على السفن الصينية التحرك ذهابًا وإيابًا عبر المضيق أثناء تعرضها لهجوم من غواصات غير قابلة للاكتشاف وصواريخ مضادة للسفن تطلقها قاذفات القنابل B-1 وB-52، إلى جانب طائرات P-8 بوسيدون، والتي ستكون خارج نطاق سيطرة مجموعة من أنظمة الدفاع الجوي الصينية. من الناحية التكتيكية، ستكون الصين عمياء: فأسطول الغزو المشتت سيكون مكشوفًا للغواصات؛ قد تساعد القافلة المرافقة في الدفاع ضد الغواصات، لكنها ستكون عرضة للصواريخ التي تطلق من الجو. وحجة بوتينجر هي أن الجيش الأميركي لديه عدد قليل للغاية من الصواريخ المتقدمة ويجب أن يبدأ العمل على إنتاجها بكميات كبيرة.
يرفض بوتينجر وغيره من دعاة الحرب فكرة أن الاستعداد العلني لمحاربة الجيش الصيني قد يزيد من خطر حدوث أزمة عالمية باعتبارها التباسًا. فأزمة تايوان، بالنسبة لهم، لا يمكن أن تكون إلا نتيجة لتوجه الصين نحو «بناء إمبراطورية». أما المفكرون الصينيون، فمن غير المستغرب أنهم يميلون إلى رؤية الأمور بشكل مختلف. بعد زيارة أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، إلى بكين الصيف الماضي، أشار مدير مركز الدراسات الأميركية بجامعة فودان، وو شينبو، الذي يقدم استشارات لوزارة الخارجية الصينية، إلى أن الولايات المتحدة «تتعامل مع الصين من خلال ما تسميه «المنافسة الاستراتيجية»، وهي في الواقع سياسة احتواء وكبح». أما المسؤولون الصينيون، فيستخدمون لغة أقوى، ففي منتدى حوار شانغري-لا في سنغافورة في الأول من حزيران، اتهم الفريق جينغ جيان فنغ القادة الأميركيين بـ«ربط دول المنطقة بالعربة الحربية الأميركية».
ليس هناك شك في أن الصين ساهمت في تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة. كان الدبلوماسيون الصينيون يروجون لقراءة غريبة لقرار الجمعية العامة رقم 2758، الذي أعاد مقعد جمهورية الصين الشعبية إلى طاولة الأمم المتحدة في عام 1971، من أجل إقناع الدول الأخرى بالإشارة إلى تايوان باعتبارها «مقاطعة تابعة للصين». ولكن القول بأن الصين وحدها سعت بشكل متهور لتغيير الوضع القائم هو وصف مخلّ للتاريخ الحديث. فهو يحجب المحاولات الأميركية لتقييد الاقتصاد الصناعي في الصين، التي كانت الدافع وراء الكثير من التدهور في العلاقات الصينية الأميركية. في تشرين الأول 2022، اختارت إدارة بايدن فرض حظر على نقل أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين. من غير الواضح ما إذا كان الحظر بذاته فعالًا (في معرض أشباه الموصلات سيميكون اليابان في كانون الأول، كان المصنعون الصينيون ممثلين بشكل جيد للغاية)، لكنه كان بالتأكيد فعالًا في تعكير المزاج بين واشنطن وبكين.
«في عالم عاقل، فإن تجنب الحرب الصينية الأميركية يشكل أولوية قصوى. إن حدوث أزمة عالمية بشأن تايوان سيكون بمثابة كارثة على العالم. ومع ذلك، يبدو أن مؤيدي الحرب مع الصين يتوقون إلى تلك الكارثة».
تنتشر نصف الغواصات الهجومية الأميركية في المحيط الهادئ. ويريد بوتينجر وأنصاره زيادة هذه الحصة ويتحدثون عن استخدام الغواصات «لإغراق البحرية الصينية». تجري الولايات المتحدة وحلفاؤها بانتظام مناورات عسكرية ضخمة في المحيط الهادئ. وفي آذار، أكد وزير الدفاع التايواني آنذاك، تشيو كو تشينج، أن أعدادًا صغيرة من القوات الأميركية أُرسلت إلى جزر كينمن التي تسيطر عليها تايوان، على بعد قرابة خمسة كيلومترات من ساحل الصين. وفي تشرين الثاني 2023، قال مستشار الأمن القومي التايواني، ويلينجتون كو، إن الولايات المتحدة «تستخدم كل السبل الممكنة لمساعدة» تايوان، بما في ذلك تدريب القوات العسكرية و«بناء القدرات القتالية غير المتكافئة». وفي شباط من هذا العام، وافقت وزارة الخارجية على نقل نظام ربط البيانات التكتيكي المتقدم إلى تايوان، وهو عبارة عن شبكة اتصالات عسكرية يستخدمها حلف شمال الأطلسي، من شأنها أن تسمح للقوات المسلحة التايوانية بالتواصل بسهولة أكبر مع الجيش الأميركي. وفي تموز الماضي، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستزود تايوان بما قيمته 345 مليون دولار من الأسلحة من مخزونها الخاص. ولدى تايوان 14 مليار دولار من المعدات العسكرية الأميركية تحت الطلب.
بعيدًا عن تصريحات المفكرين العسكريين الأميركيين، لا يوجد دليل واضح على أن الهجوم الصيني على تايوان وشيك. يشير الصقور في موضوع الصين إلى برنامج بناء السفن في بكين وزيادة الإنفاق العسكري. وهم في هذا يتبعون المنطق التقليدي للنفاق الرسمي: تكديسهم للأسلحة دليل قاطع على النوايا الخبيثة، أما تكديسنا لها فهو إجراء دفاعي يهدف إلى منع الحرب. إن النظام السياسي في الصين يجعل من الصعب للغاية التكهن بما يدور في خلد قيادته. لكن حتى الآن، كانت استراتيجية الصين السياسية تجاه تايوان تعتمد على الضغط السلبي. وقد سعت الصين إلى استبعاد احتمال إعلان تايوان استقلالها الرسمي، لكنها لم تسع إلى فرض التوحيد. بعد لقاء بايدن وشي في سان فرانسيسكو في تشرين الثاني 2023، روى مسؤول أميركي أن شي كان غاضبًا من الحديث على الجانب الأميركي عن خطط غزو تايوان، و«قال بشكل أساسي إنه لا توجد مثل هذه الخطط». في 15 حزيران، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أنه في اجتماع مع أورسولا فون دير لاين العام الماضي، قال شي إن الولايات المتحدة «تحاول خداع الصين لحملها على غزو تايوان، لكنه لن يبلع الطعم».
ربما يكون شي مخادعًا، لكن معظم خبراء تايوان لا يعتقدون أن الصين على وشك القيام بغزو برمائي. ويشكك الكثيرون في قدرة الصين على فرض حصار بحري أكثر محدودية، وأكثر ترجيحًا، للضغط على تايبيه. في مؤتمر مستقبل آسيا الذي انعقد في طوكيو يوم 24 أيار، قال رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد: «للأسف، أميركا تحب أن ترى مواجهة بين تايوان والصين… بالنسبة لنا، ليست هناك ضرورة لذلك». وقال إن القادة الصينيين قد يقدمون في بعض الأحيان مطالبات إقليمية جامحة، «لكنهم لا يفعلون أي شيء». وقد زعم ديفيد داوكوي لي، مدير مركز الصين في الاقتصاد العالمي بجامعة تسينغهوا، أن الإجماع داخل الصين، في مواجهة الموقف المتشدد على نحو متزايد من جانب الولايات المتحدة، هو «احترام الولايات المتحدة والتفاوض معها… ولكن مع الوقوف بحزم وعدم الاستسلام بشأن القضايا التي تهم الصين على المدى الطويل» – بما في ذلك تايوان.
أشار نائب بوتينجر السابق في مجلس الأمن القومي، إيفان كاناباثي، إلى أن «تجنب الحرب بين الولايات المتحدة والصين أمر سهل نسبيًا»، لكن المشكلة هي تجنب الحرب وفي الوقت نفسه «حماية المصالح الأميركية الجوهرية». في عالم عاقل، فإن تجنب الحرب الصينية الأميركية يشكل أولوية قصوى. إن حدوث أزمة عالمية بشأن تايوان سيكون بمثابة كارثة على العالم. ومع ذلك، في حديثهم عن الفيرماخت والنصر، يبدو أن مؤيدي الحرب مع الصين يتوقون إلى تلك الكارثة. ربما يرجع السبب في ذلك إلى أن مناقشاتهم وتصوراتهم تبدو وكأنها تجري في عالم موازي؛ عالمٌ لا توجد فيه أسلحة نووية.