كبارقةٍ صعد جي دي فانس سريعًا في عوالم اليمين الأمريكي الجديد، حتى وجد نفسه مستقرًا في مقام نائب الرئيس. لم يكن ذلك الصعود مجرد فقاعة. فهذا الرجل، المشرف على أربعيناته، يبدو وحده القادر على إعطاء الترامبية في نسختها الجديدة قوامًا متماسكًا، وتحويلها من مجرد أسلوب حكمٍ سائلٍ وهشّ إلى إيدولوجيا لها عصبيتها الخاصة. إن صعود جيه دي فانس داخل البنية الفكرية للترامبية يبدو قصة مشبعة بالتناقض والتحول والتصادم بين المثل العليا النبيلة والحقائق القاسية للشعبوية السياسية. لم يقتحم فانس المشهد بقدر ما دخله بهدوء، حاملًا بين يديه كتاب «مرثية القروي» (Hillbilly Elegy)، وهو مذكرات أقل من كونه بيانًا، أقرب إلى ترنيمة حزينة لهوية ثقافية متداعية.
يعكس قوس صعود فانس التطور الأوسع للترامبية نفسها: من طاقة فوضوية رجعية إلى مسعى أكثر تنظيمًا وفكرية. في البداية كان الشاب القادم من سفوح أبالاشيا متشككًا في أسلوب ترامب وجوهره، لكن رحلته نحو قلب مدار «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» تعكس تحولًا في أفكاره الخاصة والمجتمعات التي جاء منها أيضًا. حيث كان في السابق يمتدح فضائل المسؤولية الشخصية والتجديد الثقافي الذاتي، ولكنه الآن يتبنى رؤية شعبوية متجذرة في المظالم المشتركة للمحرومين، وهو المحور الذي يؤكد على براغماتية وسيولته الإيديولوجية. وباعتباره عضوًا في مجلس الشيوخ، أصبح فانس مجسدًا للزواج المضطرب بين النزعة الشعبوية والنظام الفكري داخل الترامبية. ولا يزال صوته يحمل طابع التأمل الذاتي للكاتب، لكنه يحمل الآن حوافًا أكثر حدة لمقاتل سياسي، متحدثًا عن إخفاقات العولمة والمخاطر الأخلاقية للرأسمالية الجامحة بقناعة من دفع ثمنها، ومع ذلك فهو ينسج هذه الانتقادات في سرد للتجديد الوطني يبدو ترامبيًا بشكل واضح في تحديه لإجماع النخبة الأوليغارشية الليبرالية.
في الإطار الفكري للترامبية، يشغل فانس مساحة مركزية. فهو يضفي على الحركة قدرًا معينًا من الثِقَل، وغطاءً من التفكير العميق الذي يخفف من حدة حوافها الخشنة. ومع ذلك، فإن وجوده يطرح أيضًا سؤالًا: هل يمكن للأخلاق المبنية على المظالم والاضطرابات أن تدعم نوعًا من التماسك الفكري الذي تطمح شخصيات مثل فانس إلى توفيره؟ أم أنها، مثل المجتمعات التي حزن عليها ذات يوم، سوف تنحني تحت وطأة تناقضاتها الخاصة؟
وضمن رؤية أوسع، فإن صعود جيه دي فانس هو مثال لعصرنا المستقطب. هي قصة عن كيفية عثور إنسانٍ وحركة على بعضهما عند مفترق طرق بين الثقافة والسياسة، وكيف يساهم كل منهما في تشكيل الآخر، وعن القوى المعقدة والمتناقضة في كثير من الأحيان التي تحدد تجربتنا الوجودية، وتمضي بها نحو مساراتٍ غير متوقعةٍ، في خطى كُتبت علينا.
مرثية لأمريكا «التحتانية»
لم يصنع جي دي فانس تاريخه الذي نعرفه بيده ولا على هواه، ولا ضمن شروطٍ اختارها. في كتابه «مرثية القروي: مذكرات عائلة وثقافة في أزمة» (2016)، يقدم فانس روايةً لذلك الصنيع العجيب. مستكشفًا الصراعات والانحدار الذي تعيشه مجتمعات الطبقة العاملة البيضاء في أمريكا، وخاصة في منطقة الأبالاش. يصف فانس طفولته الفوضوية التي هيمن عليها عدم استقرار والدته بسبب الإدمان والتقلبات العاطفية. ورغم هذه التحديات، فإنه يعزو الفضل إلى جدته «ماماو» في توفير قدرٍ من الاستقرار وغرس قيم الانضباط والطموح. شكل حب «ماماو» القاسي ودعمها الثابت موضوعًا مركزيًا في الكتاب، مما يوضح كيف يمكن لشخصية واحدة أن تؤثر على مسار الطفل رغم الظروف المعاكسة. يصف فانس بشكل واضح محنة مجتمعه، مسلطًا الضوء على البطالة والإدمان والعنف المنزلي والشعور السائد باليأس. وينتقد «ثقافة الريف» لكونها ضحية لقوى اقتصادية خارجية ومتواطئة في تدهورها. لكن هذه المذكرات تبدو في جانبٍ ما استكشافًا للحراك الاجتماعي. يهرب فانس من دورات الفقر والفوضى بالانضمام إلى مشاة البحرية، ثم دخول جامعة ولاية أوهايو، فالتخرج لاحقًا من كلية الحقوق بجامعة ييل. وبين هذه المراحل يتأمل التناقضات الصارخة بين النخبة والعالم المهني الذي دخله وجذور الطبقة العاملة التي تركها وراءه، مسلطًا الضوء على الاغتراب وصراعات الهوية التي تأتي مع مثل هذا التحول.
شكل الصوت الصادق، المنبعث بين سطور الرواية، نقطة قوتها، حيث كشفت بلا مواربةٍ عن الخلل الوظيفي في أسرته ومجتمعه. لكن قوة الكتاب جاءت أساسًا من السياق السياسي الذي نشر خلاله. كان ذلك في عام 2016 أثناء الصعود التاريخي للشعبوية السياسية، وقد كان له تأثير كبير في مساعدة القراء على فهم الصراعات والإحباطات التي تعيشها طبقة وثقافة غالبًا ما يتم تجاهلها في الخطاب السائد. إذّ قدم منظور فانس نظرة كاشفةً للتيارات الثقافية والعاطفية التي أثرت على إعادة التنظيم السياسي، وخاصة في منطقة حزام الصدأ. ورغم انتقاده لبعض جوانب مجتمعه، فإن نبرة فانس ليست إدانة بالكامل، فهو يوازن بين النقد والتعاطف، ويعترف بالقوى التاريخية والاقتصادية العميقة التي شكلت ثقافة الأبالاش. إلا أنه يبالغ في التركيز على المسؤولية الفردية، ملقيًا قدرًا كبيرًا من اللوم على الأفراد والمواقف الثقافية، ويقلل من أهمية دور القضايا النظامية مثل الاستغلال المؤسسي، وسحب الاستثمارات الاقتصادية، والتفاوت البنيوي. حتى يشعر القارئ أحيانًا أنه يعفي صناع السياسات والمؤسسات من المسؤولية.
بدأ صعود فانس كمراقبٍ. فقد صار ابن أبالاشيا مؤرخًا لانحدارها. بصوت يمزج بين الوهن الذاتي والدقة الأنثروبولوجية، كشف عن اليأس الهادئ الذي تعيشه الطبقة العاملة البيضاء في أمريكا بعمقٍ يتجاوز الكليشيهات. فلم تكن أزمة المواد الأفيونية مجرد آفة بل كانت عَرَضًا؛ أمّا الاضطراب الاقتصادي فقد كان جرحًا، ولكنه أيضًا نذير لشيء أعمق: تآكل الكرامة والمكانة، وانهيار الأساس الاجتماعي الذي يربط الأسر والمجتمعات معًا. ولكن نادرًا ما يكتفي كتاب المذكرات بالبقاء على هامش العوالم التي يصفونها، فمع تحول الترامبية من شعار حملة إلى ظاهرة سياسية وثقافية تحول دور فانس بشكل خفي. وما بدأ كتأملٍ منفصلٍ أفسح المجال لاحقًا للمشاركة، حيث تجاوز فانس صفحات كتابه ودخل الساحة، أولًا كمترجم لجمهور النخبة الذي حيره صعود ترمب، ثم كمشارك ملتزمٍ بالقتال على جبهة مشروع الحركة الترامبية لإعادة تشكيل المحافظة الأميركية.
من الإنجيلية إلى الكاثوليكية
تكشف مذكرات جي دي فانس عن وعي طبقي حاد. شاب من الطبقة العاملة البيضاء، وفي مدينة تقع على هامش المركز الرأسمالي الأمريكي، يدفع ثمن التحول نحو النيوليبرالية مرتين. ثمن عولمة الصناعة وثمن خفض الإنفاق الاجتماعي للدولة. لكن التعامل مع هذا الوعي الطبقي الموضوعي، في حالة فانس، لم يكن التوجه نحو النضال ضد النظام الذي تسبب فيه، بل تحول إلى تضاد مع الثقافة التي أفرزها النظام وهي الليبرالية في مفهومها العام. وهذا التضاد سيكون مسارًا طويلًا من التحولات الفكرية والذاتية والروحية، قادته إلى التحول من البروتستانتية الإنجيلية إلى الكاثوليكية، منذ تعميده في 11 آب 2019 في سانت غيرترود بريوري، سينسيناتي، على يد الأب هنري ستيفان، كاهن الدومينيكان. يروي فانس بشكل مفصل وصريح قصة هذا التحول، في نص بعنوان «كيف انضممت إلى المقاومة»، نُشر في المجلة الكاثوليكية الأمريكية في الذكرى الأولى لمعموديته. والذي نكتشف من خلاله مصادره الفكرية والفلسفية، ولماذا لم يتجه يسارًا لمناهضة الليبرالية والمظالم الطبقية التي عاشها ومجتمعه.
يعيد فانس جذور تشككه في إيمانه البروتستانتي إلى جدته «ماماو»، التي يقول عنها «إنها كانت امرأة ذات إيمان عميق، لكنها غير منتسبة تمامًا إلى الكنيسة. فقد كانت تكره الدين المؤسسي». لكنه حاول دائمًا أن يحافظ على نوعٍ من الإيمان الظاهر، لكي لا يقطع صلاته بمجتمعه الريفي في سفوح الأبالاش. ثم جاء غزو العراق كحدثٍ مفصلي في مسيرة هذا الإيمان الهش. في عام 2005 غادر فانس إلى العراق، «شابًا مثاليًا ملتزمًا بنشر الديمقراطية والليبرالية في الدول المتخلفة في العالم». ثم عاد في عام 2006، «متشككًا في الحرب والإيديولوجية التي تدعمها». كانت جدته «ماماو» قد ماتت، وفي غياب كنيسة أو أي شيء يرسخ إيمانه انزلق من التدين إلى اللاأدرية، ثم إلى شيء أقل كثيرًا. وبحلول الوقت الذي ترك فيه مشاة البحرية في عام 2007 وشرع في الدراسة الجامعية في جامعة ولاية أوهايو، كان قد قرأ كريستوفر هيتشنز وسام هاريس وأطلق على نفسه «لقب ملحد». لكن هذا النزوع الإلحادي لم يكن فكريًا فقط، بل ذا توجه اجتماعي وطبقي، دافعه رغبته في الاندماج مع نخبة الساحل الشرقي الليبرالية، ويشرحه فانس بالقول: «كان جزء كبير من إلحاديتي الجديدة يرجع إلى رغبتي في القبول الاجتماعي بين النخب الأميركية. ولقد أمضيت قدرًا كبيرًا من وقتي بين أناس من نوع مختلف، ولهم مجموعة مختلفة من الأولويات إلى الحد الذي لم أستطع معه إلا أن أستوعب بعض تفضيلاتهم. لقد كنت أتأقلم مع طبقتي الجديدة في السلوك والعاطفة. لم يكن ذلك عن وعي تام. كنت أقول لنفسي لن أصبح مسيحيًا لأن المسيحيين حمقى وأريد أن أضع نفسي في صف النخبة من ذوي الجدارة».
هذه الرحلة الشخصية لفانس، لم تكن معزولةً عن حركية فكرية ودينية تجري داخل الحزب الجمهوري منذ الثمانينيات، شكلت أصل الانقسام داخل الحزب منذ عهد رونالد ريغان، والتي يشار إليها غالبًا باسم «المحافظة على الصالح العام». والتي تعارض الجناح النيولبيرالي، فبدل الدعوة إلى خفض الإنفاق وإلغاء القيود التنظيمية، وفرض قيود جذرية على الدور الذي تلعبه الدولة الفيدرالية في الحياة اليومية للأميركيين، يؤيد فانس شكلًا من أشكال التدخل الحكومي دون أن يرتكز ذلك على القيم الليبرالية، كما هو الحال في نموذج دولة الرعاية الأوروبية، بل على شكل من أشكال الدولة الطائفية التي تمجد القيم الدينية. حيث يسعى فانس إلى بلورة شكلٍ من «الكاثوليكية السياسية»، التي توظف جهاز الدولة في ترسيخ القيم الدينية، فلا نجده منسجمًا مع الرؤية التقليدية للحزب الجمهوري فيما يتعلق بمعارضة الإجهاض فقط، بل يدافع عن رؤية مؤيدة للإنجاب، على الشاكلة التي يطبقها النظام في المجر بقيادة فيكتور أوربان. فقبل أشهرٍ اقترح أن يكون للآباء الذين لديهم أطفال الحق في التصويت نيابة عن أطفالهم من أجل إعطاء وزن انتخابي أكبر للأمريكيين الذين «يستثمرون» في مستقبل الولايات المتحدة.
تأثير رينيه جيرار
يشق على المرء أن يقرأ لرينيه جيرار دون أن يقع في فخاخه الفلسفية. في جميع النصوص التي كتبها، لم يخف فانس تأثره بالفيلسوف الفرنسي، ولاسيما بفكرته حول قوة الضحية، التي شرحها في «أسطورة كبش الفداء»، بوصفها عنفًا ماديًا أو رمزيًا يُرتكب ضد فردٍ أو تجمعٍ أساء إلى المجتمع، ويُعاد سرده كنوع من قصة أصل المجتمع. وهو ما يبدو أنه كان دافعًا له للابتعاد عن اليسار في النضال من أجل مجتمعه المحلي، حيث اعتبر أن اليسار يرى في الطبقات والفئات المهمشة مثارًا للشفقة، أو بوصفها كبش فداء قدمته الرأسمالية. لا يريد فانس لعب دور الضحية -كما يقول- لأن قوة الضحية رغم قدرتها التعبوية، تتحول إلى خطرٍ عندما تجمع من حولها الحشود، على حد تعبيره.
وفرت أفكار جيرار حول السلوك البشري والثقافة والصراع عدسة يستطيع فانس من خلالها تفسير التطلعات الفردية والظواهر المجتمعية الأوسع نطاقًا أيضًا، بما في ذلك ديناميكيات السياسة المعاصرة وصراعات المجتمعات التي دافع عنها. في جوهرها، تفترض فلسفة جيرار أن الرغبات البشرية ليست مستقلة بل مقلدة. فنحن نرغب في الأشياء لأن الآخرين يرغبون فيها، الأمر الذي يؤدي إلى التنافس والحسد والصراع. وإذا تُرِكَت هذه التنافسات دون رادع، فقد تتفاقم إلى العنف أو الانهيار المجتمعي، ولاستعادة النظام، غالبًا ما تجد المجتمعات كبش فداء؛ شخصية تُلقى عليها الإحباطات الجماعية، ويحل استبعادها أو تدميرها التوتر مؤقتًا. وتمتد نظرية جيرار إلى ما هو أبعد من العلاقات الشخصية لتفسير الأنظمة الثقافية والدينية، فتقترح أن المجتمعات تعمل على استقرارها من خلال الطقوس التي تعيد تمثيل عملية كبش الفداء هذه. وقد دافع فانس عن أن أفكار جيرار تتوافق بشكل عميق مع فهمه للانحلال الثقافي والقوى التي تحرك الشعبوية الحديثة.
في «مرثية القروي: مذكرات عائلة وثقافة في أزمة»، يصف فانس تفكك مجتمعات الطبقة العاملة، مشددًا على دور الطموحات غير المحققة ودورات اللوم السامة. يقدم مفهوم جيرار للرغبة المحاكية إطارًا لفهم كيفية نشوء هذه الديناميكيات. على سبيل المثال، عندما يتعرض الأمريكيون من الطبقة العاملة لقصف من صور «الحياة الجيدة» الاستهلاكية التي تبدو بعيدة المنال، فإنهم لا يعانون فقط من الحرمان المادي ولكن الإحباط المحاكى. يمكن أن يؤدي هذا إلى توليد الاستياء، سواء تجاه النخب -التي يبدو أنها تحتكر الحياة المرغوبة- أو داخل مجتمعاتهم، حيث يتنافس الناس على الفرص النادرة.
كما أن تحالف فانس مع الترامبية، وانتقاده لمنتقديها، يمكن تفسيره أيضًا من خلال عدسة جيرار. غالبًا ما يعتمد نجاح ترامب السياسي على تحديد كبش الفداء؛ النخب الأوليغارشية، أو المهاجرين، أو المجموعات الأخرى التي يتم تأطيرها كعقبات أمام الرخاء الأمريكي. في حين يحذر جيرار من التدمير المترتب على كبش الفداء، يبدو أن فانس يدرك قوته السياسية، ويستغلها للتعبير عن إحباطات قاعدته الاجتماعية. في الوقت نفسه، يضع نفسه كقوة مضادة، مؤكدًا على الحاجة إلى التجديد المجتمعي والمسؤولية، وهو ما يزعم جيرار أنه مسار بنّاء أكثر من أي مساء آخر. تشير نظرية جيرار كذلك إلى أن المجتمعات لا بد وأن تجد السبل الكفيلة بتوجيه الخصومات التقليدية إلى طقوس أو سرديات بناءة. ويعكس تأكيد فانس على التجديد الثقافي والروحي هذه الفكرة. فقد تحدث عن أهمية استعادة الشعور بالهدف المشترك، المتجذر في التقاليد والإيمان، لمعالجة الانقسامات وإعادة صياغة الروابط المجتمعية.
وفي الوقت الذي يستعين فانس بجيرار لتشخيص أمراض أمريكا الحديثة، فإن التداعيات العملية لفلسفة جيرار محفوفة بالتوتر. فقد نظر جيرار إلى كبش الفداء باعتباره آلية خطيرة ومدمرة في نهاية المطاف، إلا أن عناصر الشعبوية الترامبية تعتمد على هذه الديناميكية ذاتها. وهذا يثير تساؤلات حول ما إذا كان فانس يرى مسارًا يتجاوز كبش الفداء أو ما إذا كان ينظر إليه باعتباره شرًا ضروريًا في السعي إلى السلطة السياسية. هذه الثنائية الجدلية هي رمز للدور المعقد الذي يلعبه فانس في السياسة الأمريكية المعاصرة، كشخصية تشكل عمقًا فكريًا وطبقيًا، ولكنها غارقة في الحماسة والسطحية الشعبوية.