الاحتجاجات الشعبية في يومها العاشر: نقابة المعلمين وقوى حزبية عند الكالوتي

احتجاجات دعت لها نقابة المعلمين وقوى حزبية في ساحة الكالوتي في 19 أيار 2021. تصوير عماد الزيود.

إسنادًا لفلسطين ومقاومتها

الاحتجاجات الشعبية في يومها العاشر: نقابة المعلمين وقوى حزبية عند الكالوتي

الخميس 20 أيار 2021

اعتصم المئات أمس الأربعاء في ساحة مسجد الكالوتي تلبية لدعوتي اعتصام من نقابة المعلمين الأردنيين وقوى شبابية حزبية، ضمن سلسلة الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في الأردن قبل عشرة أيام، للمطالبة بإسقاط اتفاقية وادي عربة وإغلاق السفارة الإسرائيلية وطرد السفير، وإلغاء اتفاقية الغاز مع الاحتلال، بالتزامن مع تصاعد اشتباك المقاومة مع الاحتلال والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتوافد العشرات إلى ساحة الكالوتي مع بدء فعالية نقابة المعلمين عصر الأربعاء. ويأتي اعتصام نقابة المعلمين «انسجامًا مع مطالب الشارع الأردني» إسقاط الاتفاقيات والمعاهدات مع الاحتلال، وتأييد المقاومة واعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، كما يقول عضو مجلس النقابة كفاح أبو فرحان لحبر، الذي يرى أن النظام السياسي لا يستجيب لمطالب الشارع بإسقاط الاتفاقيات مع الاحتلال.

ويرى أبو فرحان أن ميدان المعلمين له أهمية و«حساسية» في معركة مقاومة التطبيع والحفاظ على الثوابت الوطنية، نظرًا لوجود المعلمين على تماس مستمر مع الطلبة، ما يجعل النقابة تؤكد خلال اعتصامها، على استمرار المعلمين في تدريس الطلبة الأردنيين على الثوابت الوطنية في القضية الفلسطينية ورفض الحلول السلمية وأي «تلاعب في المصطلحات» تطرحه المناهج المدرسية، في محاولة لتغيير ثقافة الشعب في مواجهة العدو الصهيوني كما يقول.  

واستمر توافد المعتصمين على ساحة الكالوتي بالتزامن مع بدء فعالية لقوى طلابية وشبابية حزبية، امتدت حتى السابعة والنصف، هتف خلالها المعتصمون لإسقاط اتفاقية وادي عربة وللمقاومة، وطالبوا بفتح الحدود مع فلسطين، ورفعوا لافتات تطالب بإسقاط اتفاقية الغاز مع الاحتلال.

على جانب الاعتصام، يقف خالد (32 عامًا) يتحدث مع صديق له عن تاريخ الاستعمار في المنطقة العربية وأدوات التحرر منه، يقول خالد لحبر «المشروع تاعهم نهايته فانية، بده يموت». يرى خالد أن طرد السفير هو الحدّ الأدنى من مطالب المتظاهرين في ساحة الكالوتي، «بالأخير ما رح يهدِّي الشارع طرد السفير، هذا [المطلب] حد أدنى عشان اللي قاعد بصير بفلسطين، بس مش هذا [المطلب] اللي رح يوقف الناس، الناس ما رح توقف عبيل [حتى] ما أنا أرجع على طولكرم، (..) هذا هو الحل»، يقول.

يرى خالد الذي شارك في معظم الفعاليات الشعبية في الأيام العشرة الأخيرة، أن الاعتصامات توصل رسائل مساندة للشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والأراضي المحتلة عام 48، بوجود دعم وتضامن بالتزامن مع العدوان الاسرائيلي عليهم واشتداد المقاومة والاشتباك مع الاحتلال.

على الجانب الآخر، يقف مجموعة من الشباب، تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عامًا، قادمون من محافظة البلقاء، يقولون إن مشاركتهم في هذه الموجة من الاعتصامات هي الأولى في حياتهم، ويشاركون في المسيرات للمطالبة بتحرير فلسطين.

يقول سند (18 عامًا)، وهو أحد هؤلاء الشبان، إن المطالب بإلغاء وادي عربة وطرد السفير هي مجرد تفريغ لـ«غليل داخل الشباب، بأن يخرج السفير من الأردن»، رغم أن سفارة الاحتلال أصبحت تعرف «اللي داخل الشعب الأردني» بتعبيره، ما يجعله يرى أن فتح الحدود بين الأردن وفلسطين هو ما يشكل رعبًا حقيقيًا للاحتلال الآن، وهذا ما يطالب به سند حاليًا.

«إحنا كشباب لما نوصل عمر معين، وتفتح على الحياة وتشوف شعب مظلوم وما أخذ حقه، تشعر داخليًا إنه لازم تبذل جهد، عشان صاحب الحق يوخذ حقه (..) اللي غزة بدها إياه، وإذا ما حكَت إحنا عارفينه، بدها تدخل خارجي، إحنا لازم نتدخل».

ومنذ عشرة أيام، تخرج مظاهرات في الأردن، وتمركزت الاحتجاجات بشكل رئيسي في ساحة مسجد الكالوتي في معظم الأيام، قبل أن يحاول المعتصمون الخروج من الساحة يوم الثلاثاء، عبر دعوة للتجمع خارج محيط المسجد للتوجه للسفارة، وهو ما منعته الأجهزة الأمنية، قبل أن يتمكن المتظاهرون من التوجه عبر طريق فرعي لنقطة تبعد عن السفارة نحو كيلومتر واحد، لكن الأجهزة الأمنية وقوات الدرك أوقفتهم مجددًا. يرى العشريني «محمد» في هذا تعبيرًا عن إصرار الشعب على طرد السفير «وجودنا هون معناه إنه إحنا موجودين، ورح نوصل بيوم من الأيام، ولازم ينطرد السفير. ما بصير يضلّ على الأراضي الأردنية».

يقول محمد إن طرد السفير -في حال تحقق- يعتبر خطوة ضمن مجموعة من المطالب التي تهدف إلى إعادة شكل الصراع مع الاحتلال لحالة الحرب، «أكيد مش كافي طرد السفير، بس ما رح يكون في بينا التطبيع أو الصلح أو معاهدة الذل. رح نرجع حالة حرب معهم، رح تتغير كل وجهات النزاع».

ومع نهاية فعالية يوم الأربعاء، أعلنت عدة قوى وحراكات عن مجموعة من الفعاليات المختلفة ليوم الجمعة القادمة للمطالبة بفتح الحدود مع فلسطين، وإسقاط الاتفاقيات وطرد السفير. وتتمركز الدعوات للتظاهر يوم الجمعة عند نقاط حدودية مختلفة مع الأراضي المحتلة. كذلك في وسط البلد في عمّان وبالقرب من سفارة الاحتلال في الرابية.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية