انتخابات الجامعة الأردنية: عودة الإسلاميين للصدارة وتراجع النشامى

تصوير شاكر جرار.

انتخابات الجامعة الأردنية: عودة الإسلاميين للصدارة وتراجع النشامى

الجمعة 19 نيسان 2019

شهدت انتخابات الجامعة الأردنية التي أجريت أمس الخميس تغيرين بارزين تمثلا في استرداد الإسلاميين، ممثلين في كتلة أهل الهمة، للصدارة بفوزهم بالمركز الأول على مستوى الجامعة، بعد عامين من فقدانه لكتلة النشامى، وظهور كتلة جديدة هي الكرامة، انتزعت جزءًا من الكتلة التصويتية من النشامى وحازت على المركز الرابع.

لم يجرِ أي تغيير على النظام الانتخابي هذا العام، إذ يتم التصويت على مستويين؛ الكليات والجامعة، على أساس القائمة النسبية المغلقة. وقد خصصت تعديلات السنة الماضية على هذا النظام 18 مقعدًا على مستوى الجامعة، و88 على مستوى الكليات، تشكل بالمجموع المقاعد الـ106 لاتحاد الطلبة.

وبلغت نسبة الاقتراع على مستوى الجامعة ككل 45.4% مقارنة بـ45.2% العام الماضي، من أصل 42,591 طالبًا وطالبة يحق لهم الاقتراع. وبلغ عدد القوائم المترشحة على مستوى الكليات 137 قائمة، وعلى مستوى الجامعة ست قوائم هي النشامى، وأهل الهمة، والتجديد، والعودة، وكرامة، وهمك بهمنا، التي انسحبت من المنافسة. وبلغ مجموع المترشحين في هذه القوائم 97 طالبًا وطالبًا. فيما بلغ إجمالي عدد المرشحين على مستوى الكليات والجامعة 686، منهم 277 طالبة، و409 طلاب.

نتائج القوائم على مستوى الجامعة

حازت أهل الهمة على 34.7 % من أصوات المقترعين للقوائم المترشحة على مستوى الجامعة والبالغ عددهم 19,467 مقترع لتنال ستة مقاعد من المقاعد الـ18 المخصصة للقوائم على مستوى الجامعة، متقدمة بذلك على النشامى الذين تراجعوا عن السنة الماضية إلى المركز الثاني 30.5% من الأصوات، وبستة مقاعد أيضًا. بينما جاءت كتلة العودة ثالثةً بثلاثة مقاعد و14.47% من الأصوات، وخلفها الكرامة بثلاثة مقاعد أيضًا و14.46% من الأصوات، وأخيرًا كتلة التجديد التي حازت على 5.84% من الأصوات ولم تفز بأي مقعد.

تراجع عدد الأصوات الذي نالته قائمة النشامى على مستوى الجامعة عن السنة الماضية بنسبة 21.3%، من 7542 صوت السنة الماضية إلى 5935 صوتًا هذه السنة. كتلة النشامى قدمت نفسها خلال السنوات الماضية كتعبير عن صعود ما تصفه بالهوية الوطنية، واستطاعت أن تجد صيغة جامعة للهويات العشائرية من خلال توافقات انتخابية وتنظيمية. لكن الكتلة واجهت السنة الحالية تحديًا حقيقيًا في قدرتها على المحافظة على كتلتها التصويتية، إذ شهدت تراجعًا رئيسيًا هذا العام في الكليات الطبية وكلية الهندسة وكلية الأعمال. ويعزو هشام السوالقة أحد مسؤولي كتلة النشامى هذا التراجع إلى انسحاب مجموعة من أعضاء النشامى وتشكيلهم قائمة الكرامة التي نافست النشامى على كتلتهم التصويتية على مستوى الجامعة وحازت على المركز الرابع، فضلًا عن تزايد غياب القائمة عن الهيئة التنفيذية للاتحاد للسنة الثالثة على التوالي، وتخرج جيل من قيادات النشامى والحاجة لبناء جيل جديد.

قائمة الكرامة التي تشارك لأول مرة هذه الانتخابات حازت على 14.4% من مجمل الأصوات المقترعة على مستوى الجامعة، بفرق صوت واحد فقط عن قائمة العودة، التي حلت قبلها في المركز الثالث، وحاز كل من القائمتين على ثلاثة مقاعد على مستوى الجامعة. ترشحت قائمة الكرامة على عدد من كليات الجامعة وتركزت قوتها التصويتية في كليات الهندسة والآداب والأعمال. ويفسر عاصم الزبون أحد مؤسسي القائمة تفوقهم في كلية الهندسة إلى وجود عدد من قيادات القائمة فيها، وهو من ضمنهم، إضافة إلى وجود مرشح بالمرتبة الثانية في القائمة على مستوى الجامعة، وهذا يفسر تراجع أصوات كتلة النشامى في هذه الكلية. «صلب الكرامة من الهندسة، من الشباب اللي كانوا بالنشامى والفاعلين بالهندسة»، يقول السوالقة.

تقدمت كتلة العودة تقدمًا بسيطًا بعدد الأصوات التي حصلت عليها قائمتها على مستوى الجامعة حيث حازت على 153 صوتًا إضافيًا عن العام الماضي. واستطاعت قائمة التجديد أن تتقدم بشكل ملحوظ بعدد الأصوات التي حازت عليه السنة الحالية مقارنة بالسنة الماضية، حيث حازت على 370 صوتًا إضافيًا هذا العام، لكنها لم تستطع أن تتجاوز «العتبة» أي نسبة 8% من الأصوات التي تحتاجها القائمة المرشحة للدخول في المنافسة. ويعتقد ورد العلان رأس قائمة التجديد أن الزيادة في عدد الأصوات التي حصلت عليها القائمة وقدرتها على الحصول على أصوات من كليات جديدة مؤشر على فعالية الكتلة التي نشطت العام الماضي في قضايا عدة منها خصخصة الكافتيريات وفتح كافتيريا كلية الأعمال بعد أن كانت مخصخصة ومغلقة منذ ثلاث سنوات إضافة إلى قضية السنة التحضيرية لكلية الطب وطب الأسنان.

من جهة أخرى، استعادت قائمة أهل الهمة قوتها وتصدرت الترتيب بعد حصولها على 6754 صوتًا على مستوى الجامعة. وبلغت نسبة الزيادة في عدد الأصوات التي حازت عليها هذا العام مقارنة بالعام الماضي 20.3%، بعد أن كانت قد حازت على 5614 صوتًا على مستوى الجامعة في انتخابات العام الماضي. وحازت أهل الهمة على عدد كبير من أصوات قائمتها المتنافسة على مستوى الجامعة من الكليات الطبية إضافة إلى كليات الهندسة والشريعة واللغات والفنون. ويعزو مالك النوباني هذا التقدم إلى قدرة الكتلة على العمل بالتوازي في الهيئة التنفيذية للاتحاد -حيث كانت أهل الهمة ممثلة بسبعة طلاب من أصل عشرة في الهيئة التنفيذية للاتحاد السابق- والعمل الخدماتي والحقوقي من خلال الكتلة. «قدرنا نعطي مؤسسة الاتحاد حقها وبنفس الوقت ما نهمل اسم الكتلة، قدرنا نعمل كيانين ونشتغل بهدول الكيانين بدون ما نقصر بأي واحد منهم»، يقول النوباني.

وحافظت قائمة أهل الهمة على كتلتها التصويتية في كلية الهندسة، حيث احتوت القائمة على أربعة طلاب من كلية الهندسة أحدهم رأس قائمة والآخر ترتيبه السادس فيها. وحصلت القائمة على جزء من أصواتها من كلية الطب رغم أن القائمة على مستوى الجامعة خلت من مرشحين من كلية الطب. ويعزو النوباني هذا الحضور للقائمة في كلية الطب إلى استحداث الكتلة فريق «همّة الطبية» الذي عمل في الجوانب الخدماتية والحقوقية في الكلية.

ترتيب المرشحين والمرشحات في القوائم

فيما يتعلق بترتيب المرشحين المتنافسين على مستوى الجامعة، فإن دوره في تحديد الفائزين بحسب نظام القوائم المغلقة يجعله قادرًا على عكس أولويات القائمة واختياراتها في إيصال مرشحين بعينهم إلى الاتحاد. فبالنسبة للتوزيع بين المرشحات والمرشحين، ضمت قائمة أهل الهمة على السنة الثانية على التوالي أكبر عدد من المرشحات في مراكز متقدمة من القائمة، أي في المقاعد شبه المضمونة لها، إذ حظين بثلاثة مراتب بين الستة الأوائل (المرتبة الثانية والثالثة والرابعة)، لتذهب بذلك ثلاثة مقاعد للمرشحات، من بين المقاعد الستة التي فازت بها القائمة، وتكون القائمة هي صاحبة أكبر عدد مرشحات في مقاعد الاتحاد على مستوى الجامعة.

وتعليقًا على مسألة الترتيب، قال النوباني، ممثل أهل الهمة في المناظرة الطلابية يوم الأربعاء، ورأس قائمتها: «إحنا بنفتخر إنه السنة الماضية كان عنا ثلاث بنات في المراتب الأولى بقائمة أهل الهمة، وبنفتخر أنه السنة هاي أول خمس مراتب ثلاث منهم بنات. هاي الأرقام كفيلة توضح للجميع أنه عنا زي ما في للشباب فرصة، في للبنات فرصة». كما تساوى عدد المرشحين والمرشحات في القائمة ككل، بتسعة لكل منهما.

وتساوى عدد المرشحات والمرشحين كذلك في من قائمة النشامى، لكن ترتيبهن لم يكن متقدمًا، إذ كانت هناك مرشحة واحدة في المراتب السبع الأول لدى النشامى، وهي المرشحة الوحيدة التي نجحت بين الستة الفائزين من القائمة، وهي سارة المحاميد التي مثلت النشامى في المناظرة الطلابية. ردًا على سؤال حول مدى اهتمام قائمتها بوجود المرشحات فيها، قالت المحاميد خلال المناظرة «وجودي هنا رسالة واضحة لقديش قائمة النشامى تؤمن بـ[دور] البنات. أنا ممثلة لقائمة النشامى وأتوقع وجودي هون كافي للإجابة على هذا السؤال».

أما قائمة التجديد فقد شملت أكبر عدد من المرشحات ضمن قائمتها، بعشرة من أصل 15 مرشحًا شملتهم القائمة، لكنهن لم يكن في الترتيب الأول أو الثاني، مما جعل منافستهن الفعلية محدودة نظرًا إلى أن الكتلة لا تنافس على أكثر من مقعدين، وهي التي لم تنل هذه السنة أي مقعد. خلال المناظرة، قال ممثل الكتلة الطالب محمد البحري، الثاني في ترتيب القائمة: «إحنا بنترفّع عن هاي النظرة [الجندرية]. في معايير أهم من ذلك. الجنس أو الجندر للمرشح هو موضوع غير مهم في نظرتنا إله».

وشملت قائمة الكرامة الجديدة مرشحة في المرتبة الثالثة، نالت مقعدًا بين المقاعد الثلاثة التي نالتها الكتلة. بينما شملت قائمة العودة أقل نسبة من المرشحات بين القوائم المتنافسة، بست مرشحات مقابل 11 مرشحًا، لم تكن أي منهن في المراتب الأربعة الأولى، إذ تتنافس القائمة في السنوات الأخيرة على 3-4 مقاعد، بذا لم تفز أي منهن بالمقاعد الثلاث التي كسبتها العودة.

تعلق المرشحة ضمن قائمة أهل الهمة على مستوى الجامعة، الطالبة في كلية الآداب، دانا شامية، على ترتيب المرشحات في قائمتها بالقول: «البنت ما بتقل كفاءتها بأي إشي عن الشب وما في إشي بمنع تكون بالمراتب الأولى (..) السنة الماضية فاز ثلاث بنات من أصل ستة على مستوى الجامعة». وتقول شامية التي جاءت في المرتبة الثالثة في قائمتها، ونالت بذلك مقعدًا في الاتحاد: «إحنا نفتخر أنه إحنا الكتلة الوحيدة اللي من تأسيسها بـ2012 للآن صدرت 20 بنت للهيئة التنفيذية و117 بنت عضو اتحاد».

وتضيف شامية أن العمل الطلابي والمشاركة بالانتخابات بالنسبة لها خطوة نحو العمل السياسي العام خارج الجامعة. «لما البنت تكون عم بتقوم بدور وبتمارس العمل السياسي بالجامعة، ممكن تتأهل فيما بعد للعمل النيابي أو النقابي خارج الجامعة. وهذا بوعّي الشارع الطلابي والشارع الأردني بالعموم إنه المرأة إلها تمثيلها وما بتقل بمكانتها وفعاليتها عن الرجل» تقول شامية.

أما من ناحية توزيع المرشحين والمرشحات بحسب سنتهم الدراسية، فقد كانت قائمة النشامى الأكثر تركيزًا على طلاب السنتين الرابعة والخامسة، سواء من حيث عددهم في القائمة أو من حيث ترتيبهم فيها. فيما كانت قائمة الكرامة الأكثر تركيزًا على طلاب السنتين الأولى والثانية. وبالنسبة لتوزيع المرشحين والمرشحات بحسب الكليات، فقد تساوت قائمتا النشامى وأهل الهمة في عدد المرشحين من الكليات الإنسانية بتسعة مرشحين، والعلمية بستة مرشحين، والصحية بثلاثة مرشحين، مع اختلاف ترتيبهم بين القائمتين.

* ساهم حارث الطوس في إعداد هذا التقرير.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية