تظاهر المئات عصر أمس الثلاثاء في محيط السفارة الإسرائيلية في منطقة الرابية في عمّان للمطالبة بإلغاء اتفاقية وادي عربة وإغلاق السفارة وطرد السفير. ووصل المتظاهرون لمسافة كيلو متر واحد عن السفارة، وهي أقرب نقطة وصلت لها التظاهرات، بحسب منظمّي الفعالية، قبل أن توقفهم الأجهزة الأمنية وتمنعهم من التقدم.
وكانت الأجهزة الأمنية منعت عصر الثلاثاء التجمع أمام مدارس كامبردج، ومنعت انطلاق مسيرة من مسجد الصالحين في الرابية، وهما نقطتا تجمّع وانطلاق دعت قوى شبابية وطلابية للسير منهما باتجاه السفارة. لاحقًا احتشد المتظاهرون في طريق رئيسي، وسلكوا أحد الطرق الفرعية محاولين الالتفاف على نقاط الإغلاق الأمنية، لكن الأجهزة الأمنية منعتهم من التقدم أكثر.
ترى لينا (25 عامًا)، إحدى المشاركات في الاعتصام، أن في الوصول إلى هذه النقطة بالقرب من السفارة خطوةً «رمزية» تشير إلى إصرار المتظاهرين على الخروج من ساحة مسجد الكالوتي للتعبير عن موقفهم أمام السفارة، مستغربة منع الأجهزة الأمنية المتظاهرين من الاقتراب من المبنى: «إحنا لسة ما قربنا عليها، هي لجُوّا وعليها ألف حماية، ومش عارفة شو سبب هالحماية، بس بدي نقدر نعبّر».
استمرت التظاهرة حوالي ساعتين، وهتف المتظاهرون ضد السفارة ومعاهدة وادي عربة واتفاقية الغاز الإسرائيلية، كما هتفوا للمقاومة الفلسطينية والقدس. وانتهت المظاهرة دون اشتباكات تذكر، باستثناء تدافعات حصلت مع الأمن العام والدرك، خلال محاولات الأخيرة منع السير باتجاه السفارة.
شاركت مريم (30 عامًا) في الدقائق الأخيرة من التظاهرة، إذ تأخرت بسبب إغلاق الأجهزة الأمنية لمعظم الشوارع المحيطة بمسجد الكالوتي ونقاط التجمع المعلن عنها، وترى أن استمرار التظاهر داخل ساحة مسجد الكالوتي يُفقد الفعالية دورها، لذا رغبت بالمشاركة في الفعاليات خارج الساحة أملًا منها أن تحدث أثرًا أكبر، فالخروج إلى «مكان حساس» سيرفع -برأيها- أعداد المشاركين ويزيد معرفتهم ووعيهم: «بدنا بصراحة نؤثر بنفس المكان الموجود فيه السفير، نخوّف الناس الموجودين فيه، ويكون في لوجودنا أثر»، تقول مريم.
وكان مجلس النواب قد أرسل يوم الاثنين الماضي إلى الحكومة مذكرة نيابية موقعة من جميع أعضائه تطالب بطرد السفير الإسرائيلي، وسحب السفير الأردني من «إسرائيل». وتقول لينا إن طرد السفير هو أحد أهداف المتظاهرين، يضاف إليها إغلاق السفارة وإسقاط اتفاقية وادي عربة واتفاقية استيراد الغاز من «إسرائيل».
ويتظاهر المئات يوميًا منذ أسبوع في ساحة مسجد الكالوتي في الرابية، دعمًا للمقاومة الفلسطينية، وتضامنًا مع غزة والقدس، وللمطالبة بإلغاء معاهدة السلام واتفاقية الغاز. وكانت فعالية أمس الثلاثاء هي الأولى التي دعت للتجمع خارج ساحة الكالوتي للانطلاق في مسيرات باتجاه السفارة.
