بعد ثلاثة أيام من حظر التجول في الأردن، كيف أديرت عمليات التموين الأساسية؟

طابور وتجمع أمام حافلة لبيع الخبز في حي ماركا بعمان أمس الثلاثاء. تصوير خليل مزرعاوي، أ ف ب.

بعد ثلاثة أيام من حظر التجول في الأردن، كيف أديرت عمليات التموين الأساسية؟

الأربعاء 25 آذار 2020

الزموا بيوتكم وستصلكم حافلات ومركبات بيع الخبز حتى أبوابكم، كانت هذه رسالة وجهتها الحكومة مساء الإثنين لسكان الأردن البالغ عددهم نحو عشرة ملايين نسمة، في اليوم الثالث لحظر التجول المفروض منذ السبت، والمفتوح إلى إشعار آخر لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، ثلاثة أيام ألقت الأجهزة الأمنية خلالها القبض على نحو 2700 شخص خرقوا الحظر، وفق بيانات لمديرية الأمن العام. 

مع ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء، انتشرت عدّة صور لعملية بيع الخبز بشكل منتظم وسلس من خلال الحافلات المصرّح لها، في مناطق من عدة محافظات، مع طوابير منظمّة لمواطنين يحافظون على مسافة أمان بينهم التزامًا بتنظيم من رجال الأمن العام. لكن المشهد في المناطق ذات الكثافة السكّانية العالية كان مختلفًا تمامًا، ما أدى في نهاية اليوم لتراجع الحكومة عن قرار توصيل المواد الأساسية لكافة المواطنين في بيوتهم، واتخاذ قرارات جديدة لضمان حصولهم على احتياجاتهم التموينية.

فبحسب شهادات ومشاهدات، لم تسِر آلية التوزيع في عدة مناطق شرق وجنوب عمان على نحو فعال، إذ وصل الخبز إلى أقل من نصف سكان العاصمة، حسبما أقر أمين عمان يوسف الشواربة لقناة المملكة، فضلًا عن أن من استطاع الحصول على الخبز إما تجمهرَ أمام الحافلات أو المخابز أو انتظر في طوابير لساعات طويلة، كما لم يصل الخبز لكثيرين ممن انتظروه أمام بيوتهم أو حتى ممن حاولوا الحصول عليه من حافلات أمانة عمان. 

ووفق تصريحات الشواربة، فإن 190 حافلة تتبع لأمانة عمّان، تحمل كل واحدة منها 1200 كيس خبز، تولت عملية توزيع أكثر من 650 طنًا من الخبز. 

واعتمدت الآلية التي أدير بها التوزيع يوم الثلاثاء على منع البيع المباشر لأي من المواد المتاحة، وإيصال الخبز ومياه الشرب عبر حافلات ومركبات بالتنسيق مع النقابات المختصة والبلديات وأمانة عمّان الكبرى والحكام الإداريين، سبقها السماح بإيصال أسطوانات الغاز المنزلية، والسماح للصيدليات بتوصيل الدواء وحليب الأطفال.

في طابور طويل أمام إحدى حافلات البيع التي توقفت قرب مدرسة الأمير حسن في جبل الجوفة في عمّان، انتظر أبو يوسف أربع ساعات للحصول على الربطة التي تحتوي ثلاثة كيلوغرامات من الخبز، ويقول إنه طوال تلك الفترة – من الساعة العاشرة صباحًا حتى الثانية بعد الظهر – لم يصل المنطقة سوى حافلتين. فمنذ ساعات الصباح، نزل كثيرون أمام بيوتهم لانتظار مرور حافلات الخبز، وبعد مدة من الانتظار بدأ البعض بالمشي نحو المخابز القريبة، أو نحو الحافلات التي اصطفت في مواقع معينة للتوزيع، وليس عند أبواب البيوت. وتكررت هذه المشاهدات في المناطق التي تجولت فيها حبر في عمان، كماركا الشمالية والذراع الغربي وحي نزال والأشرفية والوحدات ومخيم المحطة.

أمام الحافلات، تفاوت شكل التوزيع بحسب وجود رجال الأمن لتنظيمه. في الشوارع الفرعية التي يغيب فيها رجال الأمن عن الطوابير، حصلت تجاوزات عدة واحتكاكات إمّا بين الناس أنفسهم أو بينهم والبائعين، بينما تحايل آخرون على قرار منع شراء أكثر من كيس خبز لكل عائلة حيث تواجد عدد من أفراد العائلة الواحدة في المكان لشراء عدة أكياس، فضلًا عن أن بعض الباعة كانوا يتجاوزون قرار منع البيع المباشر. 

أمام مخبز اللولو في جبل الجوفة، تقف مدرعة درك، وحافلة شرطة، وحافلة بيع خبز تملأ حمولتها من المخبز، ليبدأ الناس بالشراء منها دون أن تتحرّك، ويشرف رجال الأمن على الدور الذي يقف فيه أكثر من 150 شخصًا. تكرر هذا المشهد في مناطق أخرى تجولّت فيها حبر، كما حدث أمام مخبز أبو حسنة في حي نزال. قرب الطوابير، ترى تجمعات صغيرة، إمّا للتفرج، أو محاولة حسم قرار بالبقاء أو الذهاب لمكان آخر، أو مجرّد التجمع بعد الشراء. وبين الحين والآخر، يطلب منهم رجال الأمن أن يغادروا «حفاظًا على سلامتكم». 

في بعض المناطق في عمان، مشى كثيرون من شوارع بيوتهم إلى الشوارع الرئيسية، أملًا في مرور حافلات الخبز منها. ففي مخيم المحطة، تجمع عشرات العمال المصريين تحت جسر المحطة بانتظار الخبز، اعتقادًا منهم أن الحافلات أكبر من أن تستطيع دخول أزقة المخيم.

في مناطق أخرى، كانت التجمعات والطوابير أمام المخابز نفسها رغم منع البيع المباشر. ففي مخيم شنلر التابع للواء الرصيفة في الزرقاء، اصطف طابوران طويلان أمام مخبز الشلتاوي ومخبز سلامة، مما دفع الشرطة لتنظيم الطوابير ومنع البيع المباشر محاولين إقناع المصطفين بالعودة لمنازلهم، وانتظار حافلات صغيرة الحجم لم تكفِ أكياس الخبز فيها المتجمعين. 

طوابير الخبز أمام مخابز آلية في مخيم شنلر بلواء الرصيفة.

وشهدت منطقة الوحدات في عمّان أشكالًا أخرى من تجمعات البيع، إلى جانب التجمع عند المخابز وحافلات الخبز، فقد تجمع مواطنون في سوق الخضار الذي بيعت فيه خضار وفواكه، معظمها بائتة ومخفَّضة السعر، وأمام بعض محلات مواد ومستلزمات التنظيف والمواد التموينية كالسكر والرز والبيض.

«بزبطش أرجع ع البيت بدون خبز، مرتي حامل وفش ولا رغيف بالبيت»، يقول الأربعيني أبو أدهم، الموظف في أمانة عمان منذ 15 عامًا، بعد أن انتظر نحو ست ساعات على باب مخبز صغير، في أحد أزقة الوحدات القريبة من شارع المدارس، قبل أن يصل دوره وينادي باسمه عاملٌ في المخبز ليستلم كيس الخبز.

مع نهاية يوم الثلاثاء، وبعد أن أقرّت الحكومة بوقوع عدّة أخطاء في إدارة عملية توزيع الخبز، صرّح رئيس الوزراء عمر الرزاز أنه سيسمح بفتح الدكاكين الصغيرة ومحال الخضار ومياه الشرب والصيدليات في الأحياء اعتبارًا من الأربعاء من الساعة العاشرة صباحًا وحتى السادسة مساءً شريطة عدم تزاحم المشترين أمامها والسير إليها فرادى للأعمار من 16 حتى 60 عامًا حفاظًا على سلامة الأطفال وكبار السن، على أن يبدأ توصيل المواد الغذائية عبر التطبيقات الذكية وخدمة التوصيل من المحلات التموينية الكبرى اعتبارًا من الخميس. تبع هذا التصريح تأكيد من وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة لـ «حبر» أن توفير الخبز سيكون أيضًا عبر البيع المباشر من المخابز.

كما أطلق وزير الاقتصاد والريادة مثنى غرايبة موقعًا إلكترونيًا يحمل اسم «مونة دوت جو» بالتعاون مع وزارتي النقل والسياحة كوسيلة وصل بين السكان وسيارات النقل إما عن طريق التطبيقات الذكية أو التاكسي الأصفر، وجميع المحلات التموينية الكبرى في الأردن.

تجارب متفاوتة 

تحدثت حبر مع العديد من المواطنين في محافظات ومناطق مختلفة في عمّان ومادبا والسلط ومعان والكرك والزرقاء والمفرق وإربد وعجلون وجرش، تفاوتت تجاربهم مع التموين وشراء الخبز يوم الثلاثاء. في البلدات الصغيرة والمناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، وصف من تحدّثت معهم حبر العملية بالمنظّمة إلى حد كبير. 

ففي منطقة وادي موسى التابعة لمحافظة معان، تبرّعت البلدية بسعر الخبز للمواطنين ووزعته للمنازل مع كشف بكل بيت، حسبما تصف سعاد* (21 عامًا)، وهي طالبة جامعية من سكّان المنطقة التي لا يتجاوز عدد سكانها سبعة آلاف نسمة. «منطقة وادي موسى أجوا سيارات معهم كشف بالأسماء وبدقوا ع الباب بوصلوله وبيشطبوا الاسم، وبس يخلّصوا الحارة بيعلنوا إنه خلص إحنا خلّصنا هاي الحارة».

لكن في مركز مدينة معان كان الوضع مختلفًا، حسبما يصف أحد موظفي مديرية أشغال معان، إذ كان هنالك عدّة مبادرات من جهات رسمية مثل غرفة تجارة وصناعة معان، وبلدية معان لإدارة عملية التوصيل إلى المنازل، لكن «مجرد ما فتحت المخابز الناس طلعت تشتري، فلا قدرت الناس اللي عملت الخطط تشتغل ويسيطروا عالمخابز، والناس اللي بتستنى بالبيوت ما وصلها خبز»، حسب قوله. وعلى الرغم من وجود عناصر الأمن إلا أن أعداد الناس الكثيفة في الشوارع جعلت من الصعب السيطرة عليها حتى ساعات العصر، عندما تدخلت قوات الدرك لفض التجمعات.

وقال رئيس بلدية معان، أكرم كريشان، في تصريح صحفي إن 70% من سكان معان حصلوا على الخبز، لافتًا إلى أن تعليمات الحكومة وصلت متأخرة للبلديات مما أثر على وضع خطط لازمة للتوزيع، بينما احتج رؤساء بلديات آخرون على عدم ورود طحين كاف في الرمثا والسلط.

ويقول نقيب أصحاب المخابز عبد الإله الحموي لـ «حبر» إن 3,500 طن طحين وُزّعت على ألفي مخبز في المملكة، مشيرًا إلى تأخر صدور التصاريح لعمل بعض المخابز، وأضاف أنه تم تزويد بلدية السلط بـ 15 طن طحين إضافية، لكنه لم يذكر تفاصيل عن ورود نواقص في الطحين في مناطق أخرى.

ويرى محمود لافي (45 عامًا) الذي يعيش مع زوجته ووالدته وأطفاله الثلاثة في منطقة قصر الحلابات الغربي في محافظة الزرقاء، أن آلية توزيع الخبز الثلاثاء، في منطقتهم، كانت مقبولة خاصة وأن المنطقة غير مكتظة بالسكان. «في تأخير لكن أحيانًا بكون في استعجال من المواطن …مع آخر النهار الكل وصله»، يقول، موضحًا أنه حصل على حصته من الخبز عصرًا.

في مناطق أخرى، اشتكى مواطنون من نقص مواد تموينية أخرى غير الخبز، خاصّة الخضار والفواكه. تقول رلى* (33 عامًا) التي تعيش في جرش مع زوجها ووالدتها ووالدة زوجها إنه «عنا نقص تقريبًا في الخضرة كلها (…) موننا الأشياء البسيطة العادية، يعني نواقص البيت، حسبنا حساب إنه المحلات رح تضل فاتحة ما جبنا إشي زيادة»، أما فيما يتعلق بمياه الشرب والخبز فتوضح رلى أنهم يعتمدون على فلتر منزلي، وبالنسبة للخبز فقد قرروا خبزه في المنزل.

ويقول طارق مقطش (37 عامًا)، وهو أستاذ جامعي في الصيدلة، إنه راضٍ عن آلية توزيع الخبز في حيّه بمنطقة الجبيهة في عمّان. ورغم تأخر وصول مياه الشرب إلى الحي يعلق «إحنا بأزمة ومية الحنفية ما مالها إشي»، لافتًا إلى أهمية إجراءات الحجر المنزلي لأن «العدوى سهلة» بفيروس كورونا المستجد.

ويضيف مقطش أن الحافلة لم تتمكن من دخول الحي الذي يتكون من ثمانية فلل لكن شرطيين أشرفا على عدم تجمع السكان عند الحافلة ونسّقا مع العمال لنقل أكياس الخبز إلى المنازل. «سألوا عن عدد العيل وكل عيلة أخدوا ربطة خبز، العامل حط الكيس ع البواب والجيران دفعت عن بعض وأعطينا زيادة للمحتاجين».  

أم زياد (80 سنة) التي تتلقى راتبًا من المعونة الوطنية سارت من منزلها في حي يتبع لمنطقة اللويبدة في عمّان وحتى مخبز في وسط البلد لتحصل على كيس خبز لا تملك ثمنه، ورغم أنها مريضة «سكري وسرطان»، إلا أنها قررت اتخاذ هذه الخطوة لأنها تعيش في شارع ضيق يصعب دخول الحافلات إليه. كما تشكو أم زياد من نفاد الدواء الذي تحصل عليه مجّانًا من المركز الوطني للسكري منذ ثلاثة أيام، ولا تعرف آلية الحصول عليه مجانًا في ظل حظر التجول.

الناطق باسم صندوق المعونة الوطنية ناجح الصوالحة قال لـ«حبر» إن الصندوق أعلن منذ ثلاثة أيام عن توزيع خبز مجانًا على منتفعي الصندوق البالغ عددهم 105 آلاف أسرة في كل المحافظات، لكنه أضاف إن التجربة جديدة ومن الصعب الوصول لجميع الأسر في يوم واحد، لافتًا إلى أن موعد البدء بتسليم رواتب المنتفعين هو الأحد، بينما نشرت مديرية صحة العاصمة أرقام هواتف لمراكز صحية تستقبل اتصالات مرضى يحتاجون لأدوية أمراض مزمنة.

وفي بلدة منشية بني حسن في محافظة المفرق، بادر عدد من الشباب بالتنسيق مع الجهات الرسمية في المحافظة بالتطوع للمساعدة في توزيع الخبز بسياراتهم البالغ عددها 20 سيارة، بحسب المتطوع في الحملة إبراهيم الشديفات، ونجحوا بحسبه بتوصيل الخبز لجميع السكان دون خروجهم من منازلهم.

مواطنون يصطفون في طابور أمام أحد المخابز وسط عمان، وآخرون ينقلون قوارير مياه الشرب في مخيم شنلر.

خوف من العدوى

منذ صباح الثلاثاء، انتظر رامي* (42 عامًا) على شرفة شقته في حي الأطباء في إربد لشراء كيس خبز ومياه شرب مفلترة بعد أن وعدت الحكومة بإيصالها للمنازل لكن دون جدوى، ورغم قراره بعدم اختراق حظر التجول خوفًا على صحته وصحة أفراد عائلته الخمسة، إلا أنه اضطر بعد الظهر للاصطفاف في طابور أمام مخبز يبعد عن منزله 250 مترًا مرتديًا كمامات وقفازات طبية.

يقول رامي إن محطات المياه هي المخولة لإيصال الخبز في منطقتهم، ورأى أنه لو اتخذ قرار بتشغيل حافلات مثل حافلات المدارس الخاصة لتوصيل الخبز لكان ذلك أكثر منطقية. 

ويعقب رامي، الذي يعيش في شقة إيجارها 130 دينارًا شهريًا وتوقف عمله كتاجر ملابس بعد تفعيل قانون الدفاع وإغلاق المحال التجارية الأسبوع الماضي: «ما حدا مرق وما إجانا دور قوارير مي، ما وصلنا خبز إله يومين مقطوع من البيت (…) إحنا ستة في البيت ما في بجيبتي غير خمس دنانير، لا بدي اشتري مونة ولا جاج ولحمة، بندبر حالنا بالموجود، بناكل خبز حاف والله».

لكن وبعد ساعتين من الانتظار في طابور ممتلئ بكبار سن وحشود لم يرتدِ غالبيتهم كمامات أو قفازات طبية، قرر رامي العودة إلى منزله دون خبز، كما يقول.

يروي أبو مسعود* (55 عامًا)، الذي يعيش في حي رمزي بمحافظة الزرقاء ولم يتمكن من شراء الخبز لعائلته لعدم مرور الحافلة في حيهم، كيف تواسيه ابنته الصغرى: «خلص بنشتري بكرا يا بابا». ويضيف أنه «من الساعة 10 الصبح واقف ع باب الدار ما شفت لا سيارة خبز ولا اشي، سيارة الخبز عدوار الحاووز، قلت لزوجتي اعجني أو اعملي معجنات أو اطبخي رز ومعكرونة، ولا أطلع برا وأعرّض نفسي للخطر وأزاحم وأمرض أو أمرض ولادي».

النائب والطبيب إبراهيم البدور، عضو اللجنة الصحية في مجلس النوّاب، يقول إن حصيلة يوم الثلاثاء هو «كسر لحظر التجول» بما فيه خوف على الصحة العامة، إذ أن حظر التجول لم يكن قرارًا سياسيًا إنما قرار صحي للحفاظ على الإنسان، بحسبه. ويرى أن آلية توفير خدمة توصيل المؤن للمنازل عبر تطبيقات ذكية أنسب من توزيع الخبز عبر الحافلات، ففي منطقة سكنه حيث يعيش في أحد أحياء الجبيهة في عمّان لم تدخل حافلة الخبز إلى الحي. 

تراجع عن قرار توصيل المواد الأساسية للمنازل

كانت الحكومة، على لسان وزير العمل نضال البطاينة، رئيس لجنة استمرارية العمل الوزارية، قد صرحت مساء الإثنين أنها وبعد البدء بإيصال الخبز ومياه الشرب إلى المنازل، ستبدأ بتوصيل مواد غذائية أساسية أخرى مثل الدجاج المجمد وبيض المائدة والسكر والأرز بدءًا من الخميس. لكن بعد تجربة توزيع الخبز يوم الثلاثاء، تراجعت عن القرار.

«لا يوجد نموذج مثالي لإيصال تلك الخدمات للمواطنين تحت حظر التجوّل»، يقول الناطق الرسمي باسم الحكومة أمجد العضايلة، في حين يقر الشواربة بوجود أخطاء: «نعيش ظرفًا استثنائيًا لسنا معتادين عليه… مواطننا لم يصبر ونحن نتفهم حاجته للخبز». 

وفي ظل القرار الحكومي بالسماح للمواطنين بالشراء من المخابز والمحال الصغيرة في الأحياء ابتداءً من الأربعاء، طلب نقيب أصحاب المخابز الحموي أن توفر مديرية الأمن العام المساندة عند كل مخبز لمنع ازدحامات المواطنين، لافتًا إلى أنه في المناطق السكنية التي لا يتوفر فيها مخابز، سيسعون إلى توفير خدمة توصيل للخبز إضافة لتزويد الدكاكين. كما اتفقت الحكومة وأصحاب مصانع الألبان على تزويد محلات البقالة بمشتقات حليب الأبقار ابتداء من الأربعاء.

وبعد إعلانه أمس اتخاذ إجراءات جديدة في محاولة لإيصال المواد الأساسية للمواطنين بصورة أيسر، حذّر الرزاز من أن أي تدافع عند محال ومنشآت سيؤدي إلى إغلاقها.

وتدرس الحكومة حاليًا آليات أخرى لصرف رواتب القطاع الخاص في ظل حظر التجول، بينما أطلقت مؤسسة الضمان الاجتماعي خدمة إلكترونية جديدة لاستقبال طلبات الحصول على مساعدات عينية تستهدف عمال المياومة المتأثرين بالأزمة ومواطنين غير مقتدرين ممن تفوق أعمارهم 70 عامًا.


* أسماء مستعارة بناء على رغبة أصحابها وصاحباتها.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية