أدولفو كامينسكي: السيرة الشبحية لأشهر مزوّر في القرن العشرين

الثلاثاء 24 كانون الثاني 2023
أدولفو كامينسكي
صورة قديمة لأدولفو كامينسكي من العام 1944

بيدٍ تتحرك وأخرى شبه جامدة، ولحية بيضاء كثيفة تتدلى تحت رقبته، جلس أدولفو كامينسكي على أريكة يقدم شهادته في وثائقي يروي قصة المناضلة الشيوعية في صفوف جبهة التحرير الجزائرية، آن بومانوار. كانت آنيت -كما يحلو لرفاقها مناداتها- تجلس قربه، مشيدةً بدوره العظيم في الكفاح ضد الاستعمار والفاشية، لكن لثغته العذبة والخفيضة كانت تحاول التقليل من هذا الدور. هذا هو أدولفو كامينسكي: متواضع بلا حد، بسيط بلا نظير، شجاع وشهم بلا ضجيج. فقد انتمى حتى غادر دنيا الناس، في التاسع من كانون الثاني الماضي، إلى أولئك المناضلين الذين إذا غابوا لم يُفتقدوا وإذا حضروا لم يُعرفوا. 

عاش كامينسكي 97 عامًا، أي حوالي قرن من الزمن. لكن مسيرته وأطوارها العديدة والمتقلبة توازي ما يعيشه المرء خلال قرون. بدأت محنته الشخصية قبل ولادته في بوينوس أيرس، عاصمة الأرجنتين عام 1925. فقد هربت عائلته اليهودية من المذابح القيصرية الروسية ضد اليهود نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ثم ما لبثت العائلة أن عادت إلى أوروبا لتستقر في باريس عام 1932، حيث شرع أدولفو في دراسته الابتدائية، لكنه غادر المدرسة باكرًا نحو العمل، حيث اشتغل في المصانع وافتتن بالكيمياء، فعمل في مجال الصباغة. كانت حياته رتيبةً، داخل عائلة يهودية فقيرة، زادتها سنوات الكساد ما بين الحربين فقرًا. في 14 حزيران 1940 انقلبت حياة الفتى أدولفو وعائلته رأسًا على عقب. فجر ذلك اليوم دخلت القوات الألمانية باريس وأعلنتها مدينة محتلةً. بعد أربعة أيام كان أدولفو يتلصص من خلف سرب الأشجار الطويل على جانبي جادة الشانزليزيه على أسراب المدرعات والجنود الألمان يسيرون كفًا بكف في موكب النصر على نشيد «هورست فيسل ليد»، ويرفعون يمناهم بين الخطوة والأخرى. لم يكن أدولفو مدركًا لحجم الموت القادم لأمثاله من أبناء العائلات اليهودية.

مضى صيف عام 1940 ثقيلًا. رحلت عائلة أدولفو شمالًا نحو مدينة فير في مقاطعة النورماندي طلبًا للعزلة. أقامت العائلة في فير في بيت خاله الماركسي ليون كينويل. في تشرين الثاني من العام نفسه، حاول الألمان الاستيلاء على منزل كينويل لتحويله إلى بيت دعارة، ليضرب الخال بشخصية قوية ومهينة رجلًا ألمانيًا، فيما ستكون لهذه البادرة عواقب وخيمة. يتلقى كينويل تنبيهًا من رجل شرطة كان صديقه لفترة طويلة. وأثناء هروبه في باريس، جرى اعتراض المراسلات مع أخته، والدة أدولفو، وفي محاولة لتحذيره، استقلت آنا كامينسكي قطارًا إلى باريس ليعثر على جثتها بالقرب من تقاطع السكك الحديدية في مدخل باريس بعد بضعة أيام. شكل رحيل الأم المريب صدمةً لأدولفو وإخوته الأربعة. لكن ذلك الفقد المفجع للأم لن يكون آخر المصائب. ففي 22 تشرين الأول 1943 اعتقلت سلطات الاحتلال النازي عائلة كامينسكي مع دورا أوجييه صديقة أدولفو ووالدها، وحملوهم إلى معسكر الاعتقال بدرانسي في ضواحي باريس، حيث يقع تجميع المعتقلين وفرزهم قبل نقلهم إلى معسكر أوشفيتز للاعتقال والإبادة في بولندا.

في معسكر درانسي كان الموت يتجول بين ردهات الخيام المصفوفة على شكل مستطيل. وكان الضابط ألويس برونر، المساعد السابق لأدولف أيخمان، قائد المعسكر، يثير الرعب من خلال جدول صارم من أعمال تعذيب النزلاء اليومية. في مقابلة مع مجلة «بلاست» الفرنسية، نشرت قبل رحيله، يروي كامينسكي عن يومياته في درانسي ولقائه الأول بألويس برونر قائلًا: «لقد تأثرت بشدة باعتقالي. قيل لنا إن الأطفال سيذهبون إلى ألمانيا للعمل هناك. بل إنني رأيت امرأة طاعنةً في السن محمولةً على نقالة، قيل إنها ذاهبة هي الأخرى للعمل هناك. كان الحديث همسًا عن غرف الغاز والتجارب الطبية على المعتقلين (..). توقفت أمام برونر، لقد اعتاد الناس على الانحناء أمامه، لكن ذلك لم يكن ممكنًا بالنسبة لي، ولم يكن هناك سبب، لم يكن عليّ أن أخفض رأسي، ونظرت إليه مباشرة في عينيه». كانت الجنسية الأرجنتينية التي يحملها كامينسكي خير شفيع له من العذاب النازي، حيث نجحت مساعي القنصل الأرجنتيني في تحريره من المعتقل هو وإخوته بعد ثلاثة أشهر. كانت لحظة الحرية تلك هي لحظة ولادة المناضل الشبح، الذي سيتحول إلى أشهر مزور وثائق في القرن العشرين.

مُختبر الخلاص: في وجه الفاشية والإمبريالية 

لم يكن تحرر الشاب أدولفو كامينسكي، الذي لم يتجاوز الـ18 عامًا حينها، من المعتقل المخيف، مجرد خلاص فردي، بل جسرًا لخلاصات جماعية سيصنعها أدولفو بمهارة فائقة من الورق والحبر. داخل إحدى شبكات المقاومة الفرنسية سيجد كامينسكي مكانه في مختبر صغير تحت الأرض، يحترف فيه تزوير الوثائق متكئًا على براعته في الصباغة والألوان ونقش الحروف والشعارات على الورق. كانت السياسات النازية العنصرية قائمةً على مجموعة واسعة من البطاقات والتراخيص التي يحملها السكان وفقًا لأعراقهم ومعتقدهم الديني، والتي من خلالها تسهل السيطرة عليهم أو اعتقالهم على نحو جماعي في أي لحظة تريد السلطات ذلك، حيث لم تكن بطاقات الهوية والمرور التي يحملها سكان فرنسا موحدةً. يتذكر أدولفو الرفاق الذين عمل معهم: 

«أكبرهم كان عمره 24 عامًا. كانت مهمتهم نقل الأطفال إلى المخابئ عبر الحدود إلى إسبانيا وسويسرا. لكن ذلك يحتاج أوراقًا ثبوتيةً للمرور من حواجز الشرطة (..) في 17 شارع دي سانت بيير، كان مختبرنا الصغير يعمل بوتيرة لا تتوقف. يجب أن نبقى مستيقظين دون نوم. أحد قادة المقاومة، مارك هامون، واسمه الرمزي «بنغوين»، يأمرنا للتو بأوراق مزورة لأكثر من 300 طفل فرنسي من الديانة اليهودية. كي تقوم بذلك أنت بحاجة إلى كل شيء: البطاقات التموينية وشهادات المعمودية وشهادات الميلاد والجوازات الجماعية. الموعد النهائي قصير، ثلاثة أيام فقط (..) لإنقاذ الأطفال، عليك أن تكون دقيقًا: فالأمر لا يتعلق فقط بتوفير كل شيء في الوقت المحدد؛ يجب أن تكون الأوراق مثالية. فأي عيب فيها يعني موتًا مؤكدًا لمن أعدت له (..) إذا نام المزور ساعة واحدة، ربما فقد ثلاثون شخصًا أرواحهم، فقد كنت أزور ثلاثين وثيقة في الساعة دون توقف. لذلك، عندما يأخذ مني التعب، كنت أمشي وأصفع نفسي لأستيقظ (..)».

تعلّق أدولفو باكرًا بالكيمياء. كان مهووسًا بخلط المواد الكيمائية والحبر والورق، وقد أتقن أعمال الصباغة حيث اكتسب التقنيات اللازمة لمحو البقع، من الأقمشة والأوراق: «عندما وصلت إلى مختبر شارع دي سانت بيير. اندهش الجميع من الاكتشافات التقنية التي أحضرتها، والتي تمت مشاركتها بعد ذلك مع جميع المختبرات الأخرى في فرنسا». لكن العمل الدؤوب الذي قام به أدولفو حتى خروج القوات الألمانية صيف العام 1944، وأنقذ من خلاله آلاف الأرواح، كلفه عينه اليمنى بسبب الأبخرة والمواد الكيميائية، التي حولت لون عينيه من الأخضر إلى الأسود، فقد منح ضياء عينيه إلى الأشخاص الذين أنقذهم، كما فسر بنفسه هذا التحول.

طُويت صفحة الفاشية ليجد أدولفو كامينسكي نفسه يعمل داخل المخابرات الفرنسية، باعتباره أحد أبطال المقاومة. لكن مَقامه هناك لم يكن طويلًا، حيث لم يتناسب العمل الجديد معه، فتركه للعمل في التصوير الفوتوغرافي، يبيع صوره للصحف والمجلات في فرنسا وخارجها. لكن شهرته كمزور بارع بقيت محل إشادة واسعة داخل شبكات المقاومة الفرنسية، لا سيما التي تحول أفرادها للعمل ضمن المجموعات الصهيونية التي تسعى إلى ترحيل اللاجئين اليهود في أوروبا إلى فلسطين. يحكي أدولفو:

«خلال هذه الفترة، اتصل بي أحد هؤلاء لتقديم أوراق مزورة للناجين اليهود الذين تركوا في مخيمات ألمانية وبولندية في ظروف صعبة للهجرة إلى فلسطين. بعد تردد، انتهى بي الأمر للقبول بعد ذهابي لفترة وجيزة إلى ألمانيا لأرى بنفسي مصير هؤلاء الناجين (..) كان المجتمعان يعيشان بسلام، اليهود والعرب. كان من الممكن لهذا الوضع أن يستمر، فقد كنت أنوي الذهاب إلى هناك بنفسي، لكن عندما أُنشئت دولة «إسرائيل» تراجعت، فقد كان ذلك بالنسبة لي غير مقبول. كان بدايةً جديدةً للظلم والعنصرية».

عبر كامينسكي دائمًا عن معادةٍ صريحةٍ للصهيونية، لكنه بين عامي 1944 و1947 كان واقعًا في خديعةٍ نسجها رفاقه السابقون في شبكات المقاومة، حيث اشتغل بنشاط في تزوير مئات الوثائق لتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين ضمن عملية «عليا بت»، ومع حلول العام 1947 سيبدأ الشاب أدولفو في إدراك حجم المؤامرة التي وضعته داخل هذه العصابة، عندما طلب منه أحد أعضاء المنظمة الصهيونية «شتيرن» تركيب مادة متفجرة كانت مخصصة لاستهداف وزير خارجية بريطانيا إرنست بيفين، وهو معارض كبير للهجرة اليهودية. كان رفض كامينسكي قرار طلاق بينه وبين الشبكات الصهيونية، وإدراكًا منه لنهجها العنصري، والذي سيتعزز لاحقًا في أعقاب نكبة 1948.

بعد كل تجربةٍ يعود أدولفو إلى مختبره محملًا بمزيد من الخبرة والبراعة في التلاعب بالأختام والأوراق. بعد سنوات من التسكع في باريس مصورًا فقيرًا، يجد الشاب الأرجنتيني قضية جديدة للدفاع عنها. فقد انطلقت للتوّ ثورة جزائرية مسلحة ضد أكثر أنواع الوجود الاستعماري امتدادا وعمقًا في التاريخ المعاصر. فرنسا التي دافع عنها كامينسكي منذ سنوات ستتحول إلى عدوه الأول حتى العام 1962. منذ السنوات الأولى من عمر الثورة الجزائرية انخرط أدولفو ضمن شبكات الدعم الفرنسي للثورة. فقد كان يزود شبكتي جينسون وكورييل، اللتين ضمتا عددًا كبيرًا من المقاتلين والنشطاء الشيوعيين الفرنسيين الداعمين لجبهة التحرير الوطني، بالوثائق اللازمة لنشاطهم داخل فرنسا وداخل الجزائر. كما وصلت وثائقه المزورة إلى عناصر جبهة التحرير في كل مكان، خاصة أولئك المطلوبين للسلطات الفرنسية. يحكي كامينسكي عن تلك الفترة قائلًا: «كان التمييز والإذلال الذي يتعرض له الجزائريون لا يحتمل بالنسبة لي. كل هذه الحروب، بما في ذلك الحرب في الجزائر، كانت حروبًا لا طائل من ورائها. بالنسبة للجزائر، كان إنهاء الاستعمار أمرًا لا رجوع فيه. لذلك يجب أن يكون هناك أقل عدد من الوفيات من كلا الجانبين. وضعت نفسي على ذمة الثورة لأصنع وثائق مزورة، بل وأشارك في مشروع لا يصدق لإغراق فرنسا بالأموال المزيفة عام 1962، في حال رفضت الدولة الفرنسية فتح مفاوضات. لكن توقيع اتفاقيات إيفيان جعل المبلغ الهائل من النقود المزيفة يتبخر في كومة نار كبيرة». 

بعد تحرير الجزائر لم يتخل كامينسكي عن موقعه النضالي داخل شبكة الشيوعي المصري، هنري كورييل، التي كانت تعمل في دعم حركات التحرر الوطني في العالم. توسع نشاط كامينسكي ليشمل تزوير وثائق من جميع أصقاع العالم، لدعم الحركات الثورية في جنوب إفريقيا ضد نظام الفصل العنصري ممثلةً في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، والحركة الشعبية لتحرير أنغولا، والحركات الثورية اليسارية في أمريكا اللاتينية والمعارضة اليسارية في إسبانيا ضد نظام فرانكو الفاشي والمعارضة البرتغالية ضد الطغمة العسكرية الحاكمة. في الستينيات شهد «مختبر الخلاص الكامينسكي» ذروة نشاطه الأممي في دعم الثورة في كل مكان، بلا هوادةٍ، كان أدولفو يزور الأختام والهويات باعثًا الحياة في آلاف الضحايا المُحتملين. لكن المفارقة الكبرى في حياة هذا الرجل، أنه لم يكن دائمًا يملك أوراق ثبوتيةً لنفسه. فقد واجه مصاعب كثيرة في الحصول على أوراق إقامة بعد تحرير فرنسا من الألمان، رغم مشاركته النوعية في هذا «التحرير»، وستواجه عائلته في المستقبل مصاعب أكبر في تحصيل أوراق الإقامة الفرنسية. ولأنه غير مسلم، فسيمنعه «الثوار الجزائريون» من الزواج بزوجته الجزائرية ليلى في الجزائر، فيضطر للذهاب إلى سويسرا ليعقد قرانه بعيدًا عن بلد ساهم في تحريره. 

المناضل شبحًا

مفارقات لا تنتهي في مسيرة شكلت بالنسبة له مفارقةً في حد ذاتها، منذ اختار مختبرًا تحت الأرض كي يواجه منه الظلم. إذا غاب لم يُفتقد وإذا حضر لم يُعرف. هكذا يمكن أن نلخص السيرة «الشبحية» لأدلفو كامينسكي، والتي ربما كانت ستبقى شبحيةً لو لم تنشر ابنته سارة كتابًا عنه بعنوان «حياة مزور». لكن السؤال الذي يلحّ بقوة، هو ما الذي يجعل شابًا لم ينل تعليمًا كافيًا ولا حظوةً اجتماعيةً، غريب الجذور، يندفع بهذه القوة والشجاعة لدفع الظلم عن ناس يعرف بعضهم ولم يعرف أكثرهم يومًا؟ 

أدولفو كامينسكي: متواضع بلا حد، بسيط بلا نظير، شجاع وشهم بلا ضجيج. انتمى حتى غادر دنيا الناس مؤخرًا، إلى أولئك المناضلين الذين إذا غابوا لم يُفتقدوا وإذا حضروا لم يُعرفوا.

يجيب كامينسكي: «عانى والداي من النفي القسري في الأرجنتين. هربا من المذابح القيصرية، ثم استقرا في فرنسا. رحلة طويلة في بؤس شديد سيترك آثارًا لا تمحى. خلال هذا الترحال أدركنا قيمة أوراق «الهوية»، وأدركنا أن أي شخص ليس لديه أوراق محكوم عليه بوجود شبحي. الشخص غير الموثق منبوذ». ويسترسل في الحديث عن دوافع نضاله: «كان تعليمي قليلًا، مدرسة ابتدائية، هذا كل شيء. وعندما دخلت عالم العمل، كان عمري 13 عامًا. علمني والداي أن الإنسان يساوي إنسانًا آخر. سواء كان أبيض أو أسود، مهما كان دينه أو معتقده. إنه إنسان، والجميع متساوون. كانت تلك معركتي. لا يوجد دين أعلى، ولا عرق متفوق، ولا جنسية عليا. الجنس البشري واحد وفقط. كان والدي ماركسيًا، لكن ما فعلته لم يكن متأثرًا بالأيديولوجيا أبدًا. كنت ضد الموت دائمًا».

عند مستدار الستينيات، أدرك كامينسكي أنه قد اكتفى. شعر بالغربة بشكل متزايد في فرنسا. أعلم رئيسه هنري كورييل بأنه سيغادر موقعه النضالي الذي كرس نفسه له منذ سنوات. ليُيمّمَ وجههُ شطرَ الجزائر، حيث التقى ليلى، زوجته التي أنجب منها ثلاثة أطفال. بعد عقد من الإقامة في الجزائر، قررت عائلة كامينسكي العودة إلى فرنسا. شكل رحيل هواري بومدين وحالة الردة الثورية التي عاشتها البلاد في ثمانينيات القرن العشرين دافعًا لهم للرحيل. 

في فرنسا خاض أدولفو مسارًا صعبًا لإثبات هويته ودوره في الحرب ضد النازية، كي يحصل على الجنسية الفرنسية ويضمن لأطفاله أوراق إقامة قانونية. كان ذلك الاعتراف بداية خروج الشبح من مخبئه الذي عاش داخله لعقود. أصبح «المزور» الذي دوّخَ أجهزة المخابرات مكشوفًا، ورمزًا لعلوية القيم على القوانين. يفسر أدولفو ذلك ببلاغة: «في عام 1944، أدركت أنه يمكن الحصول على الحرية من خلال تصميم وشجاعة حفنة من الرجال. إن التزوير، طالما أنه لا ينتهك الشرف أو القيم الإنسانية، هو وسيلة فعالة لمنح الحياة. بطريقتي الخاصة، باستخدام الأسلحة الوحيدة المتاحة لي، لقد قاتلت منذ عقود ضمن واقع مؤلم للغاية، وذلك بفضل اقتناعي بوجود القدرة على تغيير مسار الأشياء، مدركًا بحدسي أنه لن يكون هناك عالم أفضل بعد، لذلك يجب علي أن أساهم في تلطيف العالم القائم بالقدر الذي أستطيع. حتى نصل إلى عالم لا يحتاج فيه أحد إلى مزور بعد الآن. ما زلت أحلم به».

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية