قصة كوبا مع الطب

أطباء كوبيون في مطار هافانا قبيل توجههم إلى جنوب أفريقيا ضمن بعثة طبية، نيسان 2020. تصوير إرنستو ماستراسكوسا.

قصة كوبا مع الطب

الأحد 14 آذار 2021

حين عصفت الجائحة بعالمنا، وأطاحت بكثير من النظم الصحية في أنحاء مختلفة منه، قُدمت محدودية الموارد في كثير من البلدان على أنها حاجز لا يمكن تجاوزه، وكانت آثار الجائحة في الخطابات الحكومية قدرًا محتومًا لا مفر منه. لكن أحد أوضح الأمثلة العملية على بطلان هذا الادعاء بالعجز أمام الجائحة، وعلى أنه يمكن للدول الفقيرة أن تبني نظامًا صحيًا عامًا مجانيًا وكفؤًا وقادرًا على الاستجابة للأزمات، يكمن في التجربة الحية في مجال الصحة العامة لجزيرة كاريبية صغيرة ومحاصرة: كوبا.

رغم مواردها المحدودة حققت كوبا مؤشرات صحية تضاهي الدول الصناعية المتقدمة وتفوقها أحيانًا. إذا وضعت هذه المؤشرات في سياق  الدمار الذي أحدثته الولايات المتحدة في الجزيرة عبر الحصار المفروض عليها منذ الثورة، تصبح إنجازات كوبا مذهلة حقًا. لكن فهم هذه الإنجازات التي حققتها كوبا في الطب غير ممكن دون فهم النظام الذي أسسته الثورة، وكان توفير الصحة للجميع أحد أهم أهدافه.

لا شك أن في تاريخ كوبا ونظامها وتجربتها، على العموم وفي مجال الصحة تحديدًا، الكثير مما هو استثنائي وغير قابل للاستنساخ، خاصة في ظل أنظمة أخرى لا تقوم على المبادئ ذاتها. رغم ذلك، في قصة كوبا مع الطب الكثير مما يمكن ويجدر دراسته بعمق والاستفادة منه، خاصة بعد أن هزّت الجائحة الكثير من «المسلمات» التي سادت منذ التسعينيات، وأعادت الصحة إلى الواجهة، ليس كحقل يجب البحث فيه فحسب، بل كحاجة ملحة لمليارات البشر حول الكوكب. 

ستحاول هذه السلسلة المطولة المكونة من ثلاثة أجزاء استعراض هذه التجربة بتعمق، وتتبع تطور النظام الصحي الكوبي عبر مراحله المختلفة، وما يقوله ذلك عن الاقتصاد السياسي للصحة حول العالم.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية