نائل البرغوثي

نائل البرغوثي: 43 عامًا من البحث عن الحرية

تصميم محمد شحادة.

نائل البرغوثي: 43 عامًا من البحث عن الحرية

الخميس 09 شباط 2023

ليلة 18 حزيران 2014، وبعد 32 شهرًا من الحرية، أعادت قوات الاحتلال اعتقال 70 أسيرًا محررًا، سبق أن تم الإفراج عنهم في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، إثر أسرِ ثلاثة مستوطنين في مدينة الخليل، وأعادت سلطات الاحتلال لمعظم أولئك الأسرى الأحكام التي كانوا يقضونها قبيل إتمام صفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية. ومن بين هؤلاء، كان نائل البرغوثي، الذي كان قد أمضى في سجون الاحتلال حتى العام 2011 حوالي 33 عامًا.

من كوبر الانطلاقة

يوم 23 تشرين أول 1957 ولد نائل البرغوثي، في قرية كوبر، والتي يراها واحدة من أجمل قرى فلسطين. وفيها عاش حياته الأولى، حياة مقتضبة، وبسيطة، وروتينية، درس المرحلة الابتدائية في مدرسة القرية، ولأنها كانت وقتها قرية صغيرة تركها يوميًا من أجل إكمال دراسته الإعدادية والثانوية في بيرزيت.

بعد احتلال «إسرائيل» للجزء الباقي من فلسطين عام 1967، بدأ نائل رحلته مع مواجهة جيش الاحتلال، ومن هنا تبدأ الحياة الثانية لأبو النور،[1] كما بات يعرف، والتي كان منها أن يقضي، حتى اليوم، 43 عامًا في السجون، تخللتها حرية مُستقطعة، حاول خلالها أن يستكمل حياته الأولى بالزواج وإكمال دراسته في التاريخ، وهو المجال الذي كان مولعًا به منذ صغره. وفي حياته الثانية هذه غاب نائل عن الكثير مما كان يمكن أو يجب أن يحضره؛ فخلالها توفي والده ووالدته واعتقل شقيقه عدة مرات وتوفي، واستشهد ابن شقيقه وعاد ابن شقيقه الآخر للسجن مرّةً أخرى،[2] حتى أنّ باب السجن الحديدي قد تغير مرتين بسبب تلفه في الفترة التي كان نائل فيها داخل السجن.

نبوءة الطفولة

«ما بتذكر نائل كان طفل، وما عاش طفولته، بتذكر نائل يعني وهو بحرث الأرض، بتذكر أنه أبوي ما كان يسرح على قطعة أرض إلا ونائل وراه»، هذا كان أول ما تبادر إلى ذهن شقيقة نائل حنان عند سؤالها عن طفولته، إلّا أنها سرعان ما أضافت: «في جواه رقة وحنية، بس ما عمري كنت أشوفه طفل». وربما يكون هذا مفهومًا تمامًا إذ أن هذه الطفولة تبدو اليوم حدثًا بعيدًا، غطت عليه 43 عامًا من الاعتقال، طاف فيها نائل فلسطين متنقلًا بين السجون.

ورغم ذلك، تحمل طفولة نائل نبوءةً عن حياته، كان مَعلمها الأساس صلابته وصبره، واحدة من المواقف التي تذكرها شقيقته والتي تلخّص الكثير عن حياته، «كانوا نائل والأولاد يلعبوا جلول، ووقع على إيده وانقطع طرف أصبعه الصغير، ولليوم مبيّن يعني، بس نائل أصرّ يكمّل اللعب ورجع لعب وهو ماسك أصبعه اللي بنزف، عشان ما يخسر وظل يلعب لحد ما ربح». ولهذه الصلابة، أُطلِق عليه لقب «أبو لهب»، وبهذا الاسم يعرفه أهل كوبر، ويعرفه الأسرى القدامى، قبل أن يتحول لاحقًا إلى «أبو النور».

حجارة الوادي

مع نكسة حزيران، كان أهل البلاد يستدركون أنفسهم لمواجهة استكمال احتلال فلسطين، فكانت لحظة الهزيمة انبعاثًا للعمل المقاوم، وتحديدًا على مستوى التنظيمات الفلسطينية التي أعلنت انطلاقتها الثانية ونشطت خلاياها في الأرض المحتلة.[3] حينها كان نائل طفلًا يبلغ العاشرة من العمر، أمّا شقيقه الأكبر عمر وابن عمه فخري فكانا في الـ14 من عمرهما.

ومع دخول جيش الاحتلال الضفة الغربية، كان هؤلاء الأطفال قد قرّروا إعلان موقفهم الرافض للاحتلال والاستسلام. تذكر حنان تلك اللحظة؛ إذ وصل جيش الاحتلال إلى بوابة القرية وقصفها، «ولما حكوا الجيش بده يدخل البلد ارفعوا الرايات البيضا، نائل وعمر وأبو شادي [فخري البرغوثي] طلعوا على سطح بيتنا، وحطوا كومة حجار وصاروا يكبّروا ويهتفوا. ومع أنه الجيش ما دخل البلد إلا أنهم سجلوا موقف».

هذه اللحظات كما تنظر لها العائلة، لم تكن غريبة عليها، فقد اعتقل والد نائل وعمر خلال الاستعمار البريطاني لفلسطين في ثورتها الكبرى، كما أن شقيق والدتهم استشهد فيها، ولاحقًا اعتقل نائل وعمر لسنوات، وعرفت السجون معظم أبناء العائلة، فقد اعتقل لاحقًا جميع أولاد أخيه عمر (أبو عاصف) واستشهد ابنه صالح، كما اعتقل جميع أبناء شقيقتهم وخرج آخرهم من السجن قبل أشهر.

بعد أيام من تلك الحادثة، دخل جيش الاحتلال إلى كوبر، ومع الوقت تشكلت خلية عمر وفخري ونائل الأولى. كانت بداية عملهم السياسي والنضالي عام 1968 الكتابة على الجدران، وإغلاق القرى في أيام المناسبات الوطنية وقطع الطرق التي تمر منها حافلات العمال المتجهة إلى «إسرائيل»، وكان شعارهم وقتها كما يقول فخري: «إعلان موقف واضح، فش إمكانية للاستسلام».

ومع العام 1972 تطوّر عمل الخلية، وبدأت محاولات تصنيع متفجرات بدائية «كواع/ عبوات أنبوبية».[4] وهي محاولات تزامنت مع خروج عمر إلى بيروت من أجل استكمال دراسته، التي كانت فاتحةً للتوسع في العمل، فمن خلال ذهابه للدراسة في بيروت انتظم عمر مع تيار الكتيبة الطلابية في حركة فتح، وفتحَ تواصلًا مع أبو حسن قاسم (محمد حسن بحيص) وحمدي (باسم سلطان التميمي) ومروان كيالي.[5] وفي العام 1977 خرج عمر وفخري إلى لبنان، وتلقيا هناك على مدى ستة أشهر تثقيفًا سياسيًا وتدريبات عسكرية على أنواع مختلفة من الأسلحة والمتفجرات.

عند عودتهما كان نائل قد فهم نيتهما مباشرة العمل العسكري. ورغم أن شقيقه عمر لم يكن يرغب في ضمّه للخلية، إلى أنه استسلم له، بعد إعلان نائل نيته الانضمام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حال لم يشركوه بالعمل معهم، وهكذا أصبح نائل عنصرًا في الخلية.

خلال هذه الفترة كان نائل يدرس في مدرسة الأمير حسن في بيرزيت، وعلى مدار فترة دراسته في الإعدادية والثانوية، كانت كتب نائل تتمزق باستمرار، حتى اكتشف ذلك عمر. وتتذكر حنان تلك الحادثة «أبو عاصف كان يسأله ليش كتبك ممّزعات؟ فيرد عليه نائل يقله كتبي بتقاتلن، وبعدين اكتشفنا إنه بعبي الشنتتة حجار من الواد في طريقه للمدرسة عشان لما تصير مواجهات في بيرزيت. أبو عاصف يومها قله هو فش حجار في بيرزيت؟ ورد عليه نائل حجار الواد أقسى على الجنود».

كمين الباص

بعد العودة من بيروت، انتظرت المجموعة وصول السلاح، إلّا أنه تأخر. ولذا قرّرت مباشرة العمل العسكري، فكان الثلاثة يدخلون للمناطق المحتلة عام 1948، من أجل البحث عن أهداف للعمل المقاوم، تحت حجة البحث عن عمل، وخلال ذلك قاموا بعملية تخريب لمصنع في منطقة حيفا، ورصدوا مطعمًا في القدس وكان القرار نسفه، إلّا أن تواجد عمال عرب فيه منعهم من ذلك.[6]

بعدها رصدت المجموعة باصًا يقوده إسرائيلي ينقل عمال منطقة شمال رام الله وغربها للعمل في تل أبيب، وبعد معرفة مسار الباص تقرر أن تكون العملية في المنطقة الفاصلة بين قريتي كفر عين والنبي صالح شمال رام الله. إلّا أن العملية تأجلت لأن الجو كان ماطرًا، ما عنى احتمالية انكشاف المجموعة خلال انسحابها. وبعد أيّام فقط، قررت المجموعة العودة يوم 29 كانون ثاني 1978،[7] فأوقفت الباص، وباشرت تنفيذ العملية، إلّا أن ظهور مركبة على الطريق أربك حسابات المجموعة التي نفذت عمليتها سريعًا دون أن تحصل على المسدس والعوزي الذي يحمله السائق.

استرجع فخري لحظة عملية الطعن، قائلًا: «من حرارة الروح، السائق دفعنا ونزل من الباص واحنا نزلنا وأطلق النار». كان إطلاق النار عاملًا في جلب قوات الاحتلال إلى المكان، فيما انسحب فخري ونائل وأحمد إلى مناطق حرشية بين قرية دير السودان وأحراش حلميش. عادت المجموعة متفرّقة إلى كوبر.

اعتقد أبو عاصف، عند سماعه صوت إطلاق النار، أن نائل استشهد. أمّا خبر مقتل سائق الباص، فقد عرفته المجموعة من الأخبار عندما وصلت القرية.[8]

«ما بنتحول ما بنتحول يا وطني المحتل»

قبل هذه العملية، كان نائل قد اعتقل عام 1977 بتهمة محاولته الانتظام في فصيل فلسطيني. ولكن نائل لم يعترف بتلك التهمة فاعتقل لمدة 18 يومًا فقط، وعند خروجه من السجن استقبلته أمه، واسمها فرحة، مبتهجةً بمدة الاعتقال القصيرة، إلّا أنّ نائل رد عليها «على إيش مبسوطة! أنا مستحي في السجن من الحكم وقاعد زي صيصان القرش [تلك التي تموت سريعًا] اللي جاي بمؤبد واللي جاي بعشرين سنة، وأنا جاي على ضربة حجر»، كما تنقل أخته حنان.

انكشفت مجموعة نائل ورفاقه بعد اكتشاف رسالة وصلتهم من بيروت. وكان نائل أول معتقلي الخلية في الرابع من نيسان 1978. واعتقل أبو عاصف بعد حوالي أسبوع ولحقه ابن عمه فخري، وعلى مدار شهرين، تعرضت المجموعة لتحقيق صعب وقاسٍ؛ «كان مسلخ مش تحقيق» كما يذكر فخري.[9] 

في يوم اعتقال عمر، اعتقلت قوات الاحتلال والدتهم وحققوا مع زوجة عمر ووالدهم الذي حُكم بالسجن لمدة سنة ونصف.

في المحكمة، كان ينتظر المشاركين بالعملية حكم بالمؤبد، «كانوا كلهم مترقبين الحكم والموقف صعب، إلا نائل أعصابه باردة»، كما قالت حنان، وبعد نطق الحكم وباتفاق مُسبق وقف أبو عاصف بصفته قائد المجموعة هاتفًا «ما بنتحول ما بنتحول يا وطني المحتل، هذا طريقنا واخترناها وعرة وبنتحمل»، ورددت المجموعة من خلفه. وبعد الحكم خرجوا إلى سجن بئر السبع وعلى سمعهم كانت والدتهم تردد «ع السبع يا سبع». وخرجت الأم التي منحت أولادها جزءًا من صلابتها إلى سوق رام الله واشترت الدجاج وقامت بطهي المقلوبة للزوار في منزلها. تتذكر حنان ذاك اليوم، قائلةً «في ناس فكروا أمي مش فارقة معها، بس هي كانت راضية بقدرها»، ولم تنس والدته تعليقه على اعتقاله الأول القصير، وذكّرته فيه بعد الحكم عليه بالسجن المؤبد «هلقيت صرت ديك بلدي يا نائل بدكش تظل صوص قرش».

الأسرى عمر البرغوثي وشقيقه نائل وابن عمهما الأسير فخري البرغوثي خلال فترة اعتقالهم في سجن عسقلان في 2004.

43 عامًا من الزيارات

تشتت العائلة بين السجون، ومعها تشتتت الزيارات على مناطق مختلفة من فلسطين المحتلة، وكان يوم الجمعة يومًا للمّ شمل العائلة جزئيًا، إذ كانت الأمّ تزور زوجها في سجن رام الله، وسهير، زوجة عمر، تزوره في سجن عسقلان، وتزور حنان أخاها نائل في سجن بئر السبع.

أُفرِج عن الأب بعد عام ونصف، وعن عمر عام 1985 ضمن صفقة تبادل مع الجبهة الشعبية القيادة العامة، ولم تتوقف الزيارات إلى نائل الذي لم يغب شقيقه عمر عنه كثيرًا وعاد في اعتقالات متفرقة وصل مجموعها إلى حوالي ثلاثين عامًا.

خلال تلك السنوات، توفي والدهما، ولحقته الأم فرحة، والتي أصرّت خلال مرض موتها على زيارة نائل وعمر مرّة أخيرة، تصفها العائلة بـ«زيارة الوداع» عام 2004، وهذا ما حصل، فقد وصلت السجن في سيارة إسعاف، وعلى نقالة. في تلك الزيارة تماسك نائل ولم يبكِ خلالها على عكس أبو عاصف، فيما كانت وصية والدتهم لهم «درهم شرف ولا بيت مال»،[10] موصيةً إياهم بالوحدة والنضال وأختهم حنان.

استمرّت حنان في زيارة شقيقها وأبنائها الثلاثة الذين اعتقلوا في السنوات اللاحقة، حتى مُنعت أمنيًا بعد استشهاد ابن شقيقها صالح واعتقال عاصم. فيما التقى ابنها الكبير عِناد، والذي اعتقل لمدة خمس سنوات، بخاله نائل ليوم واحد في السجن، خلال إضراب عام 2017.

من أبو اللهب إلى أبو النور

عاش نائل في زمان مد الحزب الشيوعي في فلسطين، وتحديدًا في منطقة رام الله وسلفيت والقرى المحيطة بها، إلّا أنه انتمى إلى حركة فتح. انتماء نائل التنظيمي كان لإيمانه بالمقاومة باعتبارها طريقًا لتحرير البلاد، خاصةً أنه حاول الانضمام إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أي أنه لم يكن مهتمًا بالانتماء التنظيمي قدر اهتمامه بالعمل النضالي.

استمرّت علاقة نائل مع حركة فتح حتى عام 1983، وهي الفترة التي حصل فيها انشقاق فتح الانتفاضة، نتيجة تبعات خروج الثورة الفلسطينية في بيروت، ونتيجة إشكاليات داخل حركة فتح تمحورت حول عدم إجراء أي تحقيق أو إصلاح في الحركة. وعلى هذا الأساس تحوّل نائل وعمر إلى فتح الانتفاضة، وكانوا من أبرز معتقليها في السجون.

نائل البرغوثي في سجن الجنيد في نابلس قبل عام 1995.

مع خفوت انشقاق فتح الانتفاضة، وبروز التيّارات الإسلامية ومشاركتها الفاعلة في الكفاح المسلّح بالتزامن مع بروز مسار التسوية وعملية السلام، انضمّ عمر إلى حركة حماس، ولحقه نائل الذي كان وقتها معتقلًا في سجن الجنيد بنابلس.

هذا التحوّل التنظيمي في مسيرة نائل، صاحبه تحوّل في تصوّراته للحياة، لكن مع بقائه على الموقف السياسي ذاته. وصار أبو النور بدلًا من أبو لهب، رغم أنه ظلّ يعتز بهذه التسمية التي ما زال ينادى بها من قدامى الأسرى.

خارج الزمن الموازي

يعيش الأسرى، بحسب وصف الأسير وليد دقة، «زمنًا موازيًا»، وهو زمن مختلف عن ذلك الذي نعيشه خارج السجون، والذي يُطلِق عليه اسم «الزمن الاجتماعي».[11] ويرى دقة أن المستهدف في السجن هو الجوهر الإنساني للأسير، قائلًا: «أنت لست مستهدفًا ككائن سياسي بالدرجة الأولى، وأنت لست مستهدفًا ككائن ديني أو كائن استهلاكي تمنع عنه ملذات الحياة المادية. قد تتبنى أي قناعة سياسية تريد، ويمكنك أن تمارس شعائرك الدينية، وقد يتوفر لك الكثير من الاحتياجات الاستهلاكية، لكن يبقى المستهدف بالدرجة الأولى الكائن الاجتماعي والإنسان فيك، المستهدف هو أي علاقة خارج الذات، أي علاقة يمكن أن تقيمها مع البشر والطبيعة، بما فيها حتى علاقتك بالسجان كإنسان».

لم يستسلم نائل للزمن الموازي، ولذا نراه يحاول دائمًا الخروج إلى الزمن «الحر»، باحثًا عن خبرٍ مع كل زيارة ومع كل وافدٍ جديد إلى السجون، فيلاحق أدقّ تفاصيل الحياة في الخارج، محاولًا خلق استمرارية لذاكرته عن الزمان والمكان. ولذا كان طبيعيًا أن يسأل أسيرًا جديدًا «بياع النمورة اللي على باب الحسبة [في رام الله] بعده مكانه؟»، محاولًا التعرّف على تغيرات المدينة خارج السجن، محافظًا على الصلة مع «الزمن الاجتماعي»، وكأنه يعيشه تقريبًا، أو كما يقول الأسير المحرر وليد الهودلي «كان يبحث عن كل جديد من أجل أن يدخله على ذاكرته».

في عامه الاعتقالي السابع والعشرين، زرع أبو عاصف لشقيقه 324 شجرة بعدد الشهور التي قضاها نائل البرغوثي في الأسر، إلّا أن معظم هذه الأشجار تلف، بفعل اعتقال أبو عاصف.

لم تقتصر محاولات نائل التحرر من الأسر على التقاط التغيرات التي تحصل في العالم خارج السجن، وإنما امتدت إلى المحافظة على صلة وثيقة وحميمية بالعالم خارجه، ولذا كثيرًا ما كان يطلب من أخته حنان، أن تخرج من بيتها للنظر إلى القمر مُحدِدًا لها مكانه، بحسب الاتجاهات في قريته كوبر، طالبًا منها النظر باتجاه الوادي أو المدرسة أو غيرها من المناطق التي يذكرها. محاولًا استرجاع تفاصيل معينة.

عندما قابلتُ حنان، كانت تعمل في قطف الزيتون من أرض نائل، وكان في آخر حديث بينهما قد ذكّرها بموسم الزيتون الذي قضاه خارج السجن، «كان يذكرني في السترة اللي لبسها في الزيتون، ويقلي بالتفاصيل ايش كان فيها، وقلّي إنه قاعد بحاول يعيش الحدث»، فيما يطلب منها أن يعرف بالتفاصيل عن قطف ثمار الزيتون، قائلةً: «كنت أحكيله بالتفصيل في أي زيتونة بنلقّط، وعند أي غرسة وصلنا وقديش ضايل وبنخلصها».

أمّا زوجته إيمان فتقول «أي حدا بقعد مع نائل بفكره لسا عايش برا السجن»، فهو يعرف الشارع الجديد الذي شُقّ في كوبر، ويسأل الأسرى الجدد، والذين وُلِد معظمهم بعد اعتقاله، عن شجرة البلوط في القرية، وعن مغارات الجبال المحيطة بها.

محاولات تتبع الحياة اليومية والتغيرات التي تطرأ عليها، إنما هي سعي واضح من نائل لكسر الزمن المأسور، وإذابة الفاصل بين الزمن الموازي والاجتماعي، محاولًا إحضار الخارج إلى داخل سجنه والعكس، رافضًا الزمن المفروض عليه، محافظًا على شاعريته في الحياة.

وفي السجن، قرر نائل أن يحرر نفسه ولو بشكل مجازي. ولذا خلال واحدة من الزيارات تمكّن من تهريب بذرة ليمون لوالدته، طالبًا منها أن تزرعها في ساحة منزلهم، محاولًا أن يعيد علاقته مع الأرض التي افتقدها منذ اعتقاله، وكان يقدم في كل زيارة زجاجةً من الماء لوالدته من أجل الليمونة التي كبرت وأثمرت. وفي تلك اللحظة قررت والدته أن تُدخِل ثمار شجرته إلى سجن، وتمكنت من تهريب حبة ليمون قطفتها صباح يوم الزيارة إلى نائل. تتذكر حنان الموقف «أمي حست يومها إنها حررت فلسطين بتهريب حبة الليمون لنائل».

تتكثف في هذه القصة علاقة نائل بالأرض. وفي الوقت الذي كانت تدور فيه البلاغة الوطنية حول الأرض، كان نائل منشغلًا بها فعلًا وممارسةً، وإذا كان تحرير بذرة الليمون مقدمةً لإعادة علاقته مع الأرض، فإن انشغال نائل الأساسي في فترة الخروج من السجن كان العودة إلى الأرض.

حب نائل للعمل في الأرض، دفع شقيقه والشخص الأقرب إليه، أبو عاصف، في عامه الاعتقالي الـ27، لزراعة 324 شجرة، بعدد الأشهر التي قضاها نائل في سجون الاحتلال حتى ذلك الوقت. أشجار تلف معظمها نتيجة عودة أبو عاصف لمرافقة شقيقه في السجن. وعند خروجه من السجن أعاد نائل زراعة الأرض ذاتها بالأشجار والخضار، لكنه لم يرَ ثمارها وعاد من جديد إلى سجون الاحتلال.

وفي فترة الإفراج القصيرة، كان نائل يعمل بشكل يومي تقريبًا في الأرض، كما تذكر زوجته إيمان التي تقول «كان يعمل كل شيء فيها بإيده، ويرفض وجود العمال معه، اشتغل بير الدار وزرع كل الشجر اللي موجود اليوم».

الحياة في السجن

يرى نائل أن السجن فترة لبناء الذات، وهو ما حاول تطبيقه على ذاته بداية، إذ خلال سنوات أسره تعلم الإنجليزية والعبرية، كما حاول تعلّم الإسبانية. فيما يتذكر الهودلي أن فترة نائل في السجن كانت «كلها قراءة ونقاش سياسي وجلسات ثقافية»، مضيفًا أنه لم يدخل كتاب تاريخ على السجن إلّا وقرأه نائل.

وإلى جانب محاضرات التاريخ والتقدير السياسي والتربية التي كان يقدمها، كان نائل من بين الأسرى الذين افتتحوا سجن هداريم في آواخر التسعينيات، وكان الهدف منه عزل الأسرى القدامى تحديدًا، لكن مع الأيام الأولى في سجن هداريم أقيم المنتدى السياسي، والذي كان نائل من الأسرى الفاعلين فيه، وكان نشاط المنتدى الأساسي، هو تحليل القضايا السياسية الراهنة، والوصول إلى مقال جماعي يوزع على الأسرى، وينشر خارج السجون.

صورة لنائل البرغوثي من أحد السجون ويظهر فيها حاملًا لوحة من عائلته. المصدر: أرشيف العائلة.

ورغم أنه ليس لنائل دور تنظيمي بارز في الأسر، إلّا أن له دورًا استشاريًا وتوجيهًا كبيرًا، فمثلًا في إضراب العام 2000، عرض مدير استخبارات السجون على الأسرى الاستجابة لنصف مطالبهم في اليوم الرابع من الإضراب، وفي التصويت على هذا العرض انقسمت اللجنة إلى أربعة أصوات مع قبول العرض وأربعة ضده، وفي تلك اللحظة قرر الأسرى ترجيح الكفة التي تتجه نحو الاستمرار والتي كان نائل قد صوت معها. وفي حينها استمر الإضراب لشهر وتحققت فيه معظم مطالب الأسرى.

أمّا يوم نائل المعتاد في السجن، فيتضمن قراءة جزءٍ من القرآن، ومتابعة مستمرة للأخبار، وساعات القراءة. ويرفض باستمرار أن يُكسر هذا الروتين اليومي المُعتاد بغض النظر عن الظروف، ويشهد على ذلك الهودلي الذي ذكر موقفًا من سجن عسقلان، متذكرًا يومًا ماطرًا أصر فيه نائل على الخروج إلى ساحة «الفورة» للعب الرياضة، رافضًا محاولات ثنيه عن ذلك، قائلًا: «الختيارية بضلوا جوا والشباب بطلعوا يلعبوا رياضة، وفعلًا طلع هو وجميل صرصور[12] ولعبوا ساعة رياضة في المطر، وطبعًا كانوا من الأكبر سنًا في السجن وقتها». ورغم سنوات سجنه الطويلة، إلّا أن نائل حريص على أنه أسير لا يختلف عن باقي الأسرى، ولذا يقول للأسرى الشباب «تحكيش يا عمي، أنا نائل».

ويرى نائل أن حياة السجن يجب أن تبقى خشنة ومكلفة لإدارة السجون الإسرائيلية، ولذلك يرفض إدخال الملابس للسجن ولا يحصل ذلك إلّا بعد ضغط من عائلته، فيما تفتح إدارة السجون مخازنها كل ستة أشهر نتيجة إصرار نائل على الحصول على ملابس مصلحة السجون الإسرائيلية، التي يعتبرها حقًا للأسرى، مشيرًا دائمًا إلى أن «الحبسة يجب أن تكون مُكلفة على إدارة السجون وليس للأهالي».

تذكر حنان، باكية، اعتقال أخويها عندما كان عمرها 16 عامًا واصفةً إياه بأنه أصعب لحظات حياتها. وتقول إن هذا البكاء ليس ضعفًا، وإنما هو شوق لأخيها، بكاء لحرمانها من أخيها، وهو شعور تضاعفَ بعد وفاة أبو عاصف.

الأسيران الشقيقان عمر ونائل البرغوثي في سجن عسقلان، 2004.

في يوم عرسها، كتب لها نائل من السجن رسالة قال فيها: «أمي كانت تغنيلك «حنّونة زيت المونة خسارة عليها للبيع» شو السبب باعتك وإحنا مش عندك؟»، وبعدها يكتب في الرسالة «بدي أغنيلك من السجن: اييه وإحنا طبخنا مجدرة، وزيتاتها من زيتونة المنطرة، واللي ما تفرح لحنان ومحمد تقضي عمرها محسرة». وتضيف حنان: «وقتها رجعوا من الزفة كنت منهارة في البكاء، أمي في وقتها صارت تغني مدي ذرعانك مدي يا بيضا والشعر مندي.. ويا نائل يشهدلك مطار اللدِ».

وما تجزم به حنان باكيةً أن هذا الموقف هو غصة في حياتها ومن أصعب ما حصل في سنوات اعتقال نائل وعمر.

استئناف الزمن الاجتماعي

بعد خروجه من السجن بدأ نائل دراسة التاريخ في جامعة القدس المفتوحة. وتزوّج من الأسيرة المحررة إيمان نافع، والتي كان قد تعرّف عليها عبر التلفزيون، إذ شاهدها عبر التلفزيون الإسرائيلي بعد الإعلان عن اعتقالها الذي استمرّ عشرة أعوام، بين عامي 1987 وحتى 1997.

وكان نائل قد تقدم لإيمان بعد خروجها من السجن، وكانت قد حاولت زيارته في السجن، إلّا أنها لم تفلح في ذلك، وانقطع أيّ تواصل مع نائل حتى عام 2004، حيث تمكنا من التواصل، وفي تلك الفترة كانت إيمان تعمل في الصحافة وقامت بإعداد الحلقة الأولى من برنامجها عن الأسرى في بيت نائل، واستمر تواصلهما حتى عام 2011، وهو عام تحرر نائل، حيث أعلن عن زواجهما بعد خروجه من السجن بشهر.

عاش نائل وإيمان لعامين وسبعة أشهر، وتصف إيمان تلك الفترة بالقول: «كنا مع بعض بتقدر تقول 20 ساعة في اليوم، كنت أسوق فيه بكل مكان، ونحضر الفعاليات مع بعض».

رغم أن عمره 65 عامًا إلّا أن نائل كان يقول لعائلته إنه يشعر وكأنه ابن 24 عامًا. وهو عدد الأعوام التي قضاها قبل السجن، مضيفًا إليها أقل من ثلاثة أعوام قضاها بعد خروجه في صفقة وفاء الأحرار.

خلال فترة الإفراج، كانت حرية نائل منقوصةً فعلًا، فقد فُرِضت عليه الإقامة الجبرية في رام الله ومحيطها، وكان عليه أن يحضر كل شهرين إلى مركز قيادة جيش الاحتلال في مستوطنة بيت إيل من أجل توقيع إثبات الوجود، «لم يكن إفراج مثلما تمنى»، هكذا لخصت إيمان هذه الفترة القصيرة خارج الأسر. وخلال تلك الفترة، ورغم غياب الأب والأم، إلّا أن نائل وشقيقه عمر وشقيقتهم حنان، اجتمعوا من جديد لأول مرة منذ عام 1978، جاء ذلك بعد أن أنهى أبو عاصف حكمه الإداري، الذي صدر في نفس يوم الإفراج عن نائل، واستمر اجتماعهم لمدة سبعة أشهر.

كانت تلك الفترة، تتذكر حنان باكية، محاولة من أجل استكمال ما انقطع قبل 33 عامًا، «الفترة كانت 32 شهر بالزبط، باليوم يعني، أنا دايمًا بتخيلها حلم طويل، بوجود نائل، وهو هيك بتخيلها». والفترة بحسب حنان كانت جلسات طويلة من استرجاع الذكريات من أيام ما قبل اعتقال نائل.

تذكر حنان يوم العيد الوحيد الذي اجتمع فيه نائل وعمر وزاراها فيه: «متذكرة يومها لما نزلوا علي شغلت أغنية وتزيني يا دارنا بالثوب الغالي، وكان نائل نازل وحاطط في جيبته فراطة وبيعيد في الأولاد، ويقلي مش هيك كان يعمل أبوي؟».

كان نائل يكمل حياته الأولى فعلًا. في تلك الفترة هطل الثلج مرّة واحدة. تروي حنان، «طلعت ولعبنا في الثلج وحسيت أنه رجعنا أطفال، ويومها إجا علينا صالح وأبو عاصف الله يرحمهم، وبعدها نائل طلع على الحارة ولعب مع الأولاد». وخلال هذه الفترة كان نائل يحضر إلى شقيقته ويطلب منها الغزال، والغزال كما تشرح حنان «هو بواقي العجين. كانت أمي تشكلها وتعملها لنائل على شكل غزال وبطة ولما طلع ضل يطلبها».

في الشهر الذي شهد التجهيز للعرس، كان نائل يستكشف الأشياء التي انتشرت خلال فترة اعتقاله، كما الأطفال، فتعرف على التلفزيون والهاتف، وحتى الغاز. ولم يتدخل في موضوع التجهيز للعرس باستثناء طلب واحد وهو تجنب اللون البني والألوان الغامقة، ولذلك طلب أن تكون غرفته باللون الزهري.

أما ما تفتقده في العرس، هو حضور والدتها التي كانت تغني دائمًا «في خاطري يا نائل يا داري تجيها وعروس إلك يما وأنا اللي انقيها».

خلال عيد ميلاده، العام الفائت، كان نائل يقول لعائلته إنه ورغم أن عمره 65 عامًا إلّا أنه يشعر وكانه ابن 24 عامًا. وهو عدد الأعوام التي قضاها قبل السجن، مضيفًا إليها أقل من ثلاثة أعوام قضاها بعد خروجه في صفقة وفاء الأحرار.

في انتظار الصفقة الجديدة

أُعيد اعتقال نائل في يوم 18 حزيران 2014، بعد أسر ثلاثة مستوطنين في مدينة الخليل. وحُوّل إلى محاكم الاحتلال، بتهمة خرق شروط الإفراج، وذلك على خلفية إلقاء كلمة في جامعة بيرزيت، وفي حينها حكم عليه بالسجن لمدة 30 شهرًا، وبعد انتهاء محكوميته أعيد إليه حكمه السابق بالمؤبد. وخلال هذا الاعتقال، تمكن من إنهاء دراسته في البكالوريوس من جامعة القدس، ويتحضر الآن لدراسة الماجستير.

قابلتُ عائلة نائل، في عيد ميلاده الخامس والستين، وكان قد أكمل 43 عامًا في الأسر. وعن هذا يقول نائل: «أول يوم دخلت فيه السجن استقبلني الأسير صبري بواقنه، كان مضى على اعتقاله 11 عامًا. قلت له غاضبًا الله يلعن الثورة التي لم تتحرك طوال هذه السنوات، لم أتخيل أنني سأقضي 33 عامًا في السجن»،[13] ولم يجد نائل أي كلمة تعبر عن اعتقاله 43 عامًا إلّا «الصمت أبلغ».

عند بداية حديث الأسير المحرر وليد الهودلي عن نائل البرغوثي، قال «التقيت نائل في أول سجنتي في سجن الجنيد في نابلس في 1990 في قسم 7 غرقة 12 وكان صارله مسجون 12 سنة، وكان آخر واحد بودعه لمّا روحت من [سجن] هداريم في 2002 وكان صار له 24 سنة».

السنوات الطويلة تركت أثرها على نائل بالتأكيد، لكنها لم تغير من تصوراته السياسية تجاه الحياة. بعد ثلاثة أيام من تحرّره في صفقة وفاء الأحرار، قال في لقاء تلفزيوني إنه ورغم قضائه -حتى ذلك الوقت- 33 عامًا في الأسر، لم يكسر، وإنما: «نحن جنود عدنا لقواعدنا».

وتجمع زوجته وشقيقته ورفاقه في الأسرى على مقولةٍ واحدة «نائل دائمًا كان يفضل أن يخرج عزيزًا في صفقة تبادل أسرى وليس في إفراجات حسن النية»، أما شقيقته التي اختلطت دموعها بالدعاء فختمت حديثها: «إن شاء الله راح يطلع في صفقة وفاء الأحرار 2، وزي ما دخل السجن عزيز بطلع عزيز».

  • الهوامش

    [1] لتكرارها، وتسهيلًا للقراءة اخترنا أن تكون لفظة «أبو» مرفوعة حيثما وردت في المقال. [المحرر]

    [2] اعتقل عاصم البرغوثي لأول مرة في محاولة اختطاف مستوطن إسرائيلي وحكم بالسجن 11 عامًا على خلفية هذه القضية، فيما تتحدث العائلة عن أن تحرير عمّه من الأسر كان من بين الدوافع التي ساهمت في التوجه نحو محاولة اختطاف المستوطن.

    [3] بلال محمد شلش، هزيمة حزيران/ يونيو 1967 وإسهامها في إعادة بعث «القوى السياسية المقاومة» في الضفة الغربية، في: أحمد قاسم حسين (محررًا)، حرب حزيران/ يونيو 1967: مسارات الحزب وتداعياتها، (بيروت: المركزالعربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2020)، ص 223- 252.

    [4] عبوة متفجرة بدائية الصنع، تتكون من أنبوب حديدي يتم حشوه بمواد مُتفجرة أولية أو قابلة للاشتعال مع المسامير والبراغي.

    [5] نشطوا في تشكيل وتأسيس الكتيبة الطلابية التي تحولت إلى كتيبة الجرمق، كما شغلوا عضوية القطاع الغربي وعملوا فيه مع خليل الوزير، وهو الهيئة المسؤولة عن النشاط السياسي والعسكري في الأرض المحتلة، واستشهدوا في ليماسول بقبرص بعملية اغتيال في 14 شباط/ فبراير 1988.

    [6] تعرض المطعم لعملية تفجير في آذار/ مارس 1979، وعملية أخرى في 7 نيسان/ أبريل من العام نفسه.

    [7] صحيفة معاريف 30 كانون ثاني/ يناير 1978، ص 1 -2 [بالعبرية]، وبحسب المصدر العبري فإن الاشتباه الأولي كان أن مجموعةً من العمال هي من نفذت العملية أو خلية فدائية في المنطقة، وتركزت عمليات البحث في منطقة العملية، وتحديدًا في كفر عين والنبي صالح والقرى المحيطة، وبحسب المناقشات الأمنية الإسرائيلية فقد كانت الخيارات ما بعد العملية هي أن يرافق سائقي الحافلات جندي إسرائيلي أو أن يصبحوا عربًا (وهذا ما حصل لاحقًا)، وحول موقع العملية تحديدًا نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية خارطةً للمكان، يُنظر: صحيفة معاريف 3 شباط/ فبراير 1978، ص 19.

    [8] القتيل هو مردخاي ياكويل ويعمل في شركة باصات دان، سبق وأن خدم في جيش الاحتلال ضمن لواء المظليين، يُنظر: صحيفة معاريف، 3 شباط/ فبراير 1978، ص 28 [بالعبرية].

    [9] أعلن الاحتلال رسميًا عن اعتقال منفذي العملية بتاريخ 25 حزيران/ يونيو 1978، يُنظر: صحيفة معاريف 25 حزيران/ يونيو 1978، ص 11.

    [10] وليد الهودلي، فرحة، (رام الله: مركز بيت المقدس للأدب، 2020، ط2).

    [11] عبد الرحيم الشيخ، الزمن الموازي في فكر وليد دقة، المجلة العربية للعلوم الإنسانية (م. 39، ع. 155، صيف 2021)، ص 271- 308.

    [12] أسير فلسطيني من مدينة البيرة، لم يكن يحمل هوية فلسطينية، وقد أبعده الاحتلال بعد الإفراج عنه إلى الولايات المتحدة.

    [13] أبو علاء منصور (محمد يوسف)، المنسيون: بطولات وآلام (رام الله/ عمان: دار الرعاة للدراسات والنشر وجسور الثقافية للنشر وتوزيع، 2020) ص 86.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية