ليث أبو الراغب، ترجمة هلا أبو طالب
(نشر هذا التقرير بالإنجليزية في مجلّة Venture في 10 أيار)
كان حفل إطلاق أحد منتجات IBM في ميونيخ في عام 1994 هو المرة الأولى التي يرى فيها خلدون طبازة موقعًا على شبكة الإنترنت. «كدليل على قوة أجهزة الحاسوب المحمولة الجديدة، أرونا ما يسمى بالإنترنت، ولم أكن قد رأيت مثيلًا له قبل ذلك»، يقول طبازة. كانت تلك لحظة الوحي له، التي شكلت بداية لرحلة ستشهد إطلاق أول بوابة إلكترونية عربية إضافة إلى فرصة لفتح العديد من الوظائف لجيل كامل من الموهوبين الأردنيين البارعين في أمور التكنولوجيا.
قصة طبازة الرائعة مع فريقه بإنشاء موقع Arabia.com ووصولها لتعريف الملايين في جميع أنحاء منطقتنا بروائع الإنترنت بدأت فعليًا حوالي عقد من الزمن قبل رحلته إلى ألمانيا. بدأت في الفصول الدراسية وممرات المدرسة الثانوية التي ذهب إليها طبازة في عمان هو ومراهق آخر مهووس بالحاسوب يدعى أحمد حميض.
في ذلك الوقت، كانت الحواسيب الشخصية في بداية ظهورها في المنازل الأردنية، وتشارك الصديقان على حبهما وهوسهما المشترك بالسنكلير ZX سبيكتروم. «كنا نجمع مصروفنا معًا لشراء مجلة سنكلير يوزر» قال طبازة، في إشارة إلى ما نشرته بريطانيا لمدة طويلة من الزمن فيما يتعلق خصوصًا بجهاز الحاسوب الصغير ذو المفاتيح المطاطية الذي برز على الساحة في 1980. امتد حبهما للجهاز إلى تطويرهم لصفحة ZX سبيكتروم فانزاين (لمعجبي المجلة)، والتي كتبوها وصمموها باستخدام آلة كاتبة وآلة تصوير، قبل بيع نسخ منها لأصدقائهم. «كنا طلابًا مهووسون بأجهزة الحاسوب» قال حميض.
قادهم حماسهم للصحافة إلى الالتقاء بأسامة الشريف، وهو صحفي متمرس ومعلق سياسي كان قد أنشأ جريدة أسبوعية تصدر باللغة الإنجليزية تسمى «ذا ستار». كان سريعًا في ملاحظة إمكاناتهم وأعطائهم صفحة كاملة من الصحيفة لملئها بما يجدونه مثيرًا للاهتمام. «قدم لنا فرصة رائعة للبدء بالكتابة عن التكنولوجيا والإعلام، والموسيقى»، كما ذكر طبازة.
ثم التحق الصديقان بالجامعة الأردنية، حيث بدأ طبازة دراسة الطب في حين اختار حميض هندسة العمارة. ولكن هذا لم يعني نهاية اهتمامهم في مجال النشر والإعلام. تمكن طبازة من إقناع المحررين في صحيفة عربية موقرة وهي صحيفة الحياة بأن يكتب عن التطورات في تقنية المعلومات في الشرق الأوسط. وبطبيعة الحال، أثار هذا الأمر ملف طبازة الشخصي المتعلق بالتكنولوجيا في المنطقة وحول العالم. لدرجة أنه جذب انتباه ناشر مجلة «بايت» من مقره في نيويورك، وهي مجلة حاسوب كانت مؤثرة بشكل كبير خلال أوجها في الثمانينات.
عرض على طبازة أن ينتج طبعة باللغة العربية من مجلة «بايت»، ولكن فقط إذا وجد وسيلة لتمويل ذلك بنفسه. فلجأ طبازة إلى رمزي زيني، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة STS، ووافق على مساعدته في تمويل المشروع.
أول «بايت»
لم يشعر طبازة يومًا بأن وظيفة الطبيب تناسبه، كما قال. فحين سنحت الفرصة له بالسعي وراء شغفه الحقيقي، لم يتوانى عن ذلك. «في اليوم الذي لحق آخر يوم لي في كلية الطب، قمت برمي كل ما يتعلق بالطب خارج عقلي. كان ذلك أول يوم من مجلة بايت».
وبدعم من زيني، شكل طبازة شركة العربية للاتصالات والنشر (APC) في عام 1994. وإلى جانب «بايت» حصلت الشركة أيضًا على حقوق لإنتاج مجموعة من الطبعات المعربة الأخرى من مجلات ذات أسماء كبيرة مثل مجلة العلوم الشعبية «بوبيولر ساينس».
وضُمّ حميض إلى الشركة لمواهبه في التصميم ورسم العلامات التجارية. في حين تم استدعاء الشريف بمهاراته الصحفية المعتبره للإشراف على الإنتاج في عملية التحرير.
أثبتت شركة النشر وبكل المقاييس أنها شركة ناجحة وبقوة. حتى أنها حصلت على سبق صحفي تمثل في مقابلة نادرة مع بيل جيتس. ولكن بعد ذلك، ذهب طبازة إلى زيارته المصيرية لميونيخ، وأصبح على قناعة بأن عليه الوصول الى مسرح الإنترنت الناشئ والتواجد عليه. «لم أستطع التوقف عن التفكير في هذا الموضوع إلى درجة أنني كتبت البيان الصحفي لإطلاق Arabia.com وأنا في الطائرة في رحلة العودة إلى عمان».
تم تعيين حميض في إحدى وحدات الشركة تدعى مفاهيم وسائل الإعلام العربية، وأسندت إليها مهمة تطوير البوابة الإلكترونية الجديدة من حيث الترميز، والتصميم، والوصول إلى الهوية العامة للموقع. وعلى الرغم من أنها بدأت كمشروع جانبي صغير نسبيًا، كان لدى طبازة طموحات كبيرة للمشروع. «لقد أردنا امتلاك شبكة الإنترنت في كل بلد عربي، في جميع القطاعات».
وقد أطلقت البوابة الإلكترونية في البداية تحت اسم Arabia Online في مارس 1995 وأعيدت تسميتها لتصبح Arabia.com بعد وقت قليل. تناولت خليطًا من الأخبار، والرياضة، والدردشة، والسفر، وانضمت إلى عدة بلدان في أنحاء المنطقة. قد لا تبدو بالشيء الكبير الآن، ولكن من المهم أن نأخذ في الاعتبار كيف كانت البوابات الجديدة والإنترنت ونطاقها في ذلك الوقت. شركة ياهوو، على سبيل المثال، بدأت بالعمل والبث بضعة أشهر فقط بعد Arabia.com. «تذكر أن مشروع الإنترنت التجاري كما نعرفه اليوم كان ما يزال قيد الإنشاء والوجود» يقول حميض، مشيرًا إلى أن الإنترنت التجاري، وخدمات الإنترنت على نطاق واسع لم تصل الأردن حتى عام 1997. «لقد كان علينا طلب الخارج لنتمكن من استخدام الإنترنت وكان علينا دفع فواتير مكالمات هاتفية دولية لذلك».
تمامًا كما تفعل مجلة «بايت»، تلجأ Arabia.com إلى الإعلانات للبقاء على قيد الحياة. كان ذلك أصعب نظرًا لعدم الإلمام الكامل بهذه الوسيلة الجديدة التي لم تختبر من قبل وهي شبكة الإنترنت. «كان علينا أن أن نتحسس طريقنا عندما بدأنا العمل على التسويق والإعلان لأنه مفهوم جديد كليًا، وكان جديدا للمعلنين أيضًا»، كما أوضح شريف، الذي شغل منصب الناشر والمدير العام لـArabia.com. «كان علينا إقناع المعلنين أن بامكانهم الوصول إلى جيل جديد من المستهلكين العرب. وهذا لم يكن سهلًا. كان عدد (مستخدمي الإنترنت) قليلًا وتكنولوجيا جمع الزيارات، وضمان رؤية الناس للإعلانات كانت ما تزال في أيامها الأولى كمفهوم في الأعمال».
وافق حميض على كون تلك السنة «سنة الصفر» من ناحية الإعلان الرقمي. وقال «كان جنونًا. كنا نضع الإعلانات في المجلات الخاصة بنا ووسائل الإعلام الأخرى لنشرح للناس أساسًا ما هو الإنترنت». «كان علينا الإقناع نقطة بنقطة حول دور الإنترنت وكيف يمكن أن يكون مفيدًا للناس وعن السبب الذي يدفع شركة لبناء حضور أو تواجد لها على الإنترنت. مع ما يقرب الصفر من الانتشار على الإنترنت، كنا نحاول اقناع الشركات العربية، وليس فقط في الأردن، بل في جميع أنحاء المنطقة».
وحتى بوجود جزء صغير من عدد مستخدمي الإنترنت مقارنة بالعدد اليوم، قال طبازة بأن Arabia.com كان لديها وصول ضخم نسبيًا. بعد عامين من إطلاقها، كان عدد الداخلين الى الموقع أكثر من 80 في المئة من إجمالي مستخدمي الإنترنت (في الأردن). علاوة على ذلك، كان هناك أرباح دون الحاجة إلى أي تمويل إضافي.
ثم وفي صيف عام 1998، تلقى طبازة وفريقه بعض الأخبار السيئة: مجلة بايت، واحدة من مصادر الدخل الرئيسية، كانت في قيد البيع لناشر آخر. مما اضطر طبازة لأن يضع كل ما لديه في Arabia.com كمشروع مستقل. «لقد فقدنا مجلة «بايت» فجأة، مما جعلنا نأخذ قرار التحرك تمامًا إلى النشر الإلكتروني».
دون «بايت»، كان على طبازة إيجاد مصدر جديد للتمويل، وبسرعة. أدت فرصة لقاء مع اثنين من المندوبين السعوديين في مؤتمر التكنولوجيا في إيطاليا بالصدفة إلى تكليف تفاعلية تطبيق وقت الصلاة على الإنترنت. مما وفر ما يكفي من المال للحفاظ على Arabia.com على المدى القصير. ولكن الشركة احتاجت أكثر بكثير للنمو .
لحسن الحظ، فإن فورة الـ«دوت كوم» كانت قد دارت دورتها وأخذ الكثير من المستثمرين يستثمرون بمبالغ كبيرة خصوصًا المهتمون منهم بالتكنولوجيا عبر العالم، ومنهم الأمير الوليد بن طلال، المستثمر السعودي الملياردير. لاحظ الأمير Arabia.com التي كانت وقتها تجذب مئات آلاف المستخدمين شهريًا.
دعا الأمير طبازة وزيني لمقابلته في برج الرياض. «أخبرناه أننا سنمتلك الإنترنت في العالم العربي»، قال طبازة. لا بد أن الأمير اقتنع بمشروعهم، فقد اشترى 50% من Arabia.com مقابل 1.5 مليون دولار.
انطلقت الشركة انطلاقة كبيرة بفضل هذه الصفقة. حتى أرسل الأمير الوليد بن طلال فريقًا متفوقًا إلى مركز Arabia.com في عمان للمساعدة في جمع الأموال حتى تصل خانة الملايين، قبل أن تصبح الشركة عامة.
أخذت الشركة تنمو بسرعة وتضاعف عدد الطاقم أربع مرات وأصبح 75 فردًا. أصبح زيني المدير التنفيذي لـArabia.com وانضم إلى الفريق عدد من موظفي الشركات العملاقة مثل بيبسي وهيلتون. افتتح أيضًا مكتب جديد في برج الإمارات. ويتذكر طبازة كيف أن أحد المديرين قاد سيارة بورش صفراء اللون لتتناسب مع الفيلا الفاخرة المستأجرة في منطقة الجميرة.
نستطيع القول أن Arabia.com دخلت بحق في حمى «الدوت كوم»، وكما قال حميض «أصبحت قصة نموذجية لشركة في زمن الدوت كوم تنمو بسرعة شديدة بفضل المساهمات المادية الكبيرة». ويضيف حميض: «فجأة أصبح لدينا مساهمون من الخارج يديرون الشركة وارتفعت تكاليفها ارتفاعًا جمًا.» ترك حميض Arabia.com في هذه الفترة ليكون شركة التصميم الخاصة به «سينتاكس».
كان من السهل إدراك المشكلة بعد أن فات الأوان، كما قال الشريف. «أصبح العالم مهووسًا بالبوابات الإلكترونية في أواخر التسعينات… أصبح هناك مواقع إنترنت عامة تدر ملايين الدولارات. كنا نعتقد أن هذا الطريق ملك لنا… ونستطيع المضي قدمًا فيه».
انفجار الفقاعة
لسوء حظ Arabia.com، انفجرت فقاعة «الدوت كوم» عندما جمعت حوالي 25 مليون دولار فقط، ما كان أقل بكثير من المبلغ المتوقع حتى تستطيع أن تصبح شركة عامة. اقتنع طبازة بأن الوقت للاستفادة من الأموال السهلة كان في نهايته. وأضاف أن «خطة الدوت كوم السابقة لاستخدام الأموال، ثم جمع المزيد من الأموال، والذهاب للعموم لم تكن صالحة للتنفيذ بعد الآن».
ناشد طبازة مجلس Arabia.com والمساهمين لتغيير المسار واستخدام 90 في المئة من الأموال التي جمعت لشراء مقدمي خدمة الإنترنت (مقدمي خدمات الإنترنت) في جميع أنحاء المنطقة، في الوقت الذي كانت تمر بعملية مربحة. في حين رأى أن تبقى ال10ـ في المئة المتبقية للحفاظ على بقاء موقع Arabia.com وتشغيله.
في نهاية المطاف، تم رفض خطة طبازة لصالح المضي قدمًا في خطة الاكتتاب الأصلية. «كنت حزينًا للغاية. هناك الكثير من الدروس المستفادة. لقد استسلمت بسهولة، ولكن في ذلك الوقت لم يكن لدي القوة الكافية للقتال. كنت صغيرًا ولم يكن لدي الكثير من الخبرة». قرر طبازة في مايو 2001، وفي سن الـ33، أن يترك Arabia.com لتشغيل الصندوق الاستثماري والحاضن في القاهرة.
ثم بدأت الشركة بصرف الـ25 مليون دولار. لكنها تمكنت فقط من جمع 5 ملايين دولار، يليها مليون دولار. وقال الشريف، الذي تنحى عن Arabia.com في عام 2001، إن ما حدث كان واضحًا. «لقد ضيعنا فرصتنا في اكتتاب الشركة. لذلك وجدنا أنفسنا في مشكلة، غير قادرين على الحفاظ على ثقة المستثمرين، ومن ثم واجهنا العملية الحتمية في إعادة الهيكلة وإعادة الهيكلة من جديد، وإعادة الهيكلة مرة أخرى حتى لم يتبقى شيء لإعادة هيكلته».
طوت Arabia.com صفحتها الأخيرة في عام 2004. وبيعت ممتلكاتها للخارج، بما في ذلك اسم المجال الخاص بها الذي ذهب في نهاية المطاف الى شركة تكنولوجيا مصرية التي أعادت احياء الموقع حيث لا زال يعرض مجموعة مختارة من الرياضة، والسيارات، وقصص المشاهير.
صنع التاريخ
ولكن على الرغم من أن طبازة قد يكون قد ترك الشركة في ظل ظروف غير مثالية، إلا إنه ليس نادمًا كثيرًا. «عندما بدأنا Arabia.com، كانت ياهوو مدفونة داخل أجهزة جامعة ستانفورد»، «أعتقد أنني الشخص الذي جنى أقل قدر من المال من Arabia.com، ولكنني فخور للغاية لأنني غادرت قبل نفاذ المال (..) في السنوات التي قمت فيها بإدارة Arabia.com، حققنا أرباحًا».
تم تأمين إرث Arabia.com في سجلات تاريخ الإنترنت في المنطقة بكونها أول بوابة عربية. ولكن أهمية هذا الإرث تكمن ربما أكثر من ذلك في الأفراد الاستثنائيين الذين اجتمعوا حول المشروع منذ بدايته، الذين ذهب العديد منهم إلى مراكز قرار ونفوذ في الكثير من الصناعات الإبداعية في الأردن والعالم العربي. يقول الشريف: «لقد كانت لحظة تاريخية عندما اجتمعت كل هذه المواهب معا في بيئة واحدة».
شكل طبازة، حميض، والشريف جزءًا من قائمة طويلة من الأشخاص الذين يمكن أن نسدي لهم فضل إطلاق موقع Arabia.com ونجاحه، والذين يواصلون نجاحاتهم كلٌ في مجاله حتى الآن. ما زال رمزي زيني الرئيس التنفيذي للـSTS. ووليد الأصفر، الذي كان جزءًا لا يتجزأ من إنتاج مجلة «بايت»، هو الآن رئيس الاتصالات الداخلية في قطر تيليكوم. أما مجيد قاسم أحد مؤسسي Arabia.com، فهو الآن الرئيس التنفيذي لشركة d1g.com. كما عمل وائل عتيلي أيضًا في «بايت» في سن المراهقة قبل أن يؤسس إمبراطورية خرابيش. «كانت مركزًا للمبادرة والابتكار قبل أن تصبح هذه التعبيرات شعارات رنانة» قال حميض. «نحن بحاجة إلى الاحتفال بها لأنها تظهر أن الابتكار قد يوجد في الأردن في ذات الوقت الذي يظهر فيها عالميًا».
يرى الشريف بوضوح مدى أهمية Arabia.com. «أعتقد أن أهم شيء هو أننا خلقنا الجيل الأول من مهنيي الإنترنت في العالم العربي». ويضيف «كل هؤلاء الذين ارتبطت أسماؤهم بنا باتوا ناجحين جدًا في حياتهم المهنية، وهو ما كان نتيجة مباشرة لتجربتهم مع Arabia online».
بعد أن ترك طبازة Arabia.com، قضى ثماني سنوات في بناء شركات تكنولوجيا في المنطقة. ثم في عام 2009، أسس مجموعة iMENA للاستثمار والتشغيل في الأعمال التجارية عبر الإنترنت والهاتف المحمول.
يقول طبازة أن Arabia.com كانت سباقة في العديد من الطرق. لكنه لا يشعر بنفس الشعور اتجاه شركات iMENA في مثل منصة الإعلانات المبوبة على الإنترنت العربية، OpenSooq. «في ذلك الوقت كان لدينا منتج أكثر من رائع، ولكن لم يكن هناك سوق له على الإطلاق. ولكن الآن يوجد سوق ضخم ولكننا نفتقر الى المنتجات»، يقول لـVenture في مكتب iMENA في عمان. «والآن فأنا أتمم عملي. في iMENA، نحن نفعل ما يجب فعله».
فما هو سبب اقتناعه بنضوج شبكة الإنترنت في هذا الجزء من العالم؟ بدلًا من قائمة طويلة من الإحصاءات والأرقام لإثبات وجهة نظره، مثل أن تطبيق OpenSooq قد تم تحمليه أكثر من مليوني مرة منذ إطلاقه في أكتوبر 2013، رفع هاتفه الذكي، ليفتح تطبيق OpenSooq ويصل إلى قسم الإعلانات المتعلقة بالجمال في المملكة العربية السعودية (حيث يُطلب في بعض أفضلها أكثر من مليون دينار). «عندما تعرف أن شخصًا ما في آخر المملكة العربية السعودية يسحب هاتفه الذكي، ويأخذ صورة ويشارك في الإعلانات المبوبة، تعلم أن شبكة الإنترنت قد وصلت إلى لحظة حاسمة في العالم العربي»، يقول طبازة.
لقد مر عقدان من الزمن منذ إطلاق Arabia.com، وطبازة لا يزال متشبثًا بقوة بفكرة استمرارية الإنترنت وقدرتها على تغيير حياتنا للأفضل بلا حدود. هل من الممكن للأردن أن تشهد قصص نجاحات كقصة Arabia.com مرة أخرى؟ يمكننا فقط أن نأمل أن هناك مجموعة أخرى من الشباب الأردنيين الشغوفين يعملون على فكرة من شأنها أن تدفع قدرات الإنترنت إلى المستوى التالي.