رقابة على الرقابة

محافظ العاصمة يمنع عقد ندوة حوارية حول الانتخابات

الأحد 28 آب 2016
تصوير روان الجيوسي

قبل أقل من شهر على موعد الاقتراع، تتزايد النقاشات حول المشاركة الانتخابات النيابية المقبلة أو عدمها، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أم في الشارع. أحد هذه النقاشات كان من المفترض أن تحتضنه اليوم ندوة بعنوان «قراءة في المشهد الانتخابي»، لكن محافظ العاصمة خالد أبو زيد منع عقدها قبل ثلاث ساعات ونصف من موعدها مساء اليوم الأحد، بحسب منظمّة الندوة هبة عبيدات.

وقالت عبيدات، مؤسسة مبادرة «حوار للتغيير»، أنها أرسلت إخطارًا للمحافظة قبل أكثر من ٤٨ ساعة من موعد الندوة وفقًا لقانون الاجتماعات العامّة، تتضمن تفاصيل الجهة المنظمة والمتحدثين، وهم سمر الحاج حسن عضو مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، والمحامي والناشط عمر العطعوط، والمحامية والناشطة هالة عاهد، ومدير عام مركز هوية وتحالف نزاهة لمراقبة الانتخابات محمد الحسيني.

وكان من المفترض عقد الندوة في مقهى ساقية الدراويش في عمان، وتم الإعلان عنها عبر فيسبوك، قبل أن يتلقى مالك المقهى اتصالًا من محافظة العاصمة قبل موعد الندوة ببضعة ساعات لإبلاغه بمنع إقامتها «لأنه ما معهم تصريح»، حسبما أكّدت إدارة المقهى لحبر.

وحاولت حبر مرارًا الاتصال بمحافظ العاصمة خالد أبو زيد للتعليق على قرار المنع وتوضيح أسبابه، دون أن تحصل على رد.

هذه الندوة ليست أول فعالية تشرف عبيدات على تنظيمها، إذ سبق وأن أدارت ويسّرت مناظرات انتخابية ضمن عملها في مؤسسات إعلامية، وقدمت إشعارات بشأنها للمحافظة، دون أن تطالب بتصريح مماثل، حسب قولها.

قانون الاجتماعات العامّة لا يشترط الحصول على تصريح مسبق من المحافظ، إذ أنه بعد تعديل القانون عام ٢٠١١ تم استبدال شرط الحصول على موافقة خطية مسبقة بـ«تقديم إشعار للحاكم الإداري قبل ٤٨ ساعة من الاجتماع»، وهو ما قامت به عبيدات، حسبما قالت لحبر.

المحامي عمر العطعوط قال إن «الذي قام به المحافظ يلخص المشهد كاملًا والعقلية التي تدير العملية الانتخابية، ليس الهيئة المستقلة للانتخاب، بل العقلية الأمنية التي تخاف من الناس ومن فتح باب الحوار»، وذلك ضمن مداخلته في الندوة التي عقدت في بث مباشر من راديو البلد بعد منع عقدها في ساقية الدراويش.

المحامية هالة عاهد قالت إن منع الندوة ليس سابقة بل تكرر مع فعاليات أخرى في الفترة الماضية «لكنها غريبة أن تأتي في سياق الانتخابات وحراك انتخابي. هذا يدلل أن عملية الانتخاب لدينا عملية مجتزأة عن العملية الديمقراطية والحراك المدني في الشارع الأردني.»

سمر الحاج حسن، عضو مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، أكّدت على دور الهيئة بالتواصل مع المجتمع المدني والحوار حول الانتخابات لتشجيع المشاركة. «مؤشر لتعاون الهيئة إنها تضلها تشارك، إنه لحقناكم لهون»، قالت في مداخلتها أثناء الندوة في راديو البلد.

من جهته قال الدكتور خالد الكلالدة، رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب، لحبر أن الهيئة فوجئت بقرار المنع وأنه لا معلومات لديه حول أسبابه.

يذكر أن محافظ العاصمة خالد أبو زيد كان قد منع إقامة مناظرة حول عقوبة الإعدام العام الماضي بتنظيم من مبادرة «ديوانية» قبل ساعات من موعدها، على الرغم من قيام الجهة المنظمة بإشعار المحافظة خطيًا. كما منع المحافظ فعاليات عامّة أخرى بسبب عدم حصولها على تصريح.

مبادرة «حوار للتغيير» هي مبادرة شبابية تعمل بشكل تطوعي، فكرتها، بحسب عبيدات، «نا بحاجة للحوار حول الكثير من القضايا بعيدًا عن أي صيغة مؤسسية».

«يجب أن يكون هناك حوارات ليفهم الناس قانون الانتخاب ويدلوا بدلوهم به،» يقول محمد الحسيني، مدير عام مركز هوية وتحالف نزاهة لمراقبة الانتخابات، في مداخلته في الندوة الإذاعية. «ما هي الرسالة التي ترسلها الحكومة إلى الناس المهتمين بهذا الموضوع وإلى المراقبين؟»

* رقابة على الرقابة هي زاوية جديدة من حبر مخصصة لمتابعة التعديات على حرية التعبير.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية