حصاد الدوار الرابع: في اليوم السابع، النقابيون يدفعون مجلسهم للمواصلة، ومحتجو المحافظات إلى عمّان

حصاد الدوار الرابع: في اليوم السابع، النقابيون يدفعون مجلسهم للمواصلة، ومحتجو المحافظات إلى عمّان

الخميس 07 حزيران 2018

رغم استقالة حكومة هاني الملقي وتكليف عمر الرزّاز بتشكيل حكومة جديدة، أعلن مجلس النقباء يوم الثلاثاء عن استمرار احتجاجاته التصعيدية ضد مشروع قانون الضريبة والخدمة المدنية بتأكيد الإضراب يوم الأربعاء. فدعت النقابات للإضراب من الساعة التاسعة صباحًا إلى الثانية عشر ظهرًا ومن ثم التوجه إلى وقفة احتجاجية في ساحة مجمع النقابات من الواحدة إلى الثانية بعد الظهر.

بدأ يوم الإضراب، وهو اليوم السابع منذ انطلاق الاحتجاجات، بمظاهر إضراب متواضعة في العاصمة عمان مقارنةً بالإضراب الأول، شاركت فيه كوادر طبية في مؤسسات حكومية مثل مستشفى الجامعة الأردنية ومستشفى الأمير حمزة  والبشير وبعض الشركات الخاصة.

في المحافظات، شاركت في الإضراب الكوادر الطبية في مستشفى الكرك الحكومي، وكوادر من مختلف المراكز الصحية والصيدليات في جرش والعاملين في مستشفى الإيمان في عجلون.

بدأ المئات بالتوجه نحو مقرّات مجمع النقابات في العاصمة والمحافظات مثل العقبة للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية استجابة لدعوة مجلس النقباء. وفي عمّان، ألقى رئيس مجلس النقباء، علي العبوس، كلمة قال فيها أن المجلس قرر تعليق إجراءاته التصعيدية وإعطاء الحكومة الجديدة فرصة حتى تتشكل «تقديرًا لإجراءات الملك باستقالة الحكومة والتوجيه بحوار وطني حول قانون ضريبة الدخل وتجاوبًا مع الضمانات». قاطعت الجماهير المحتشدة كلمة العبوس، رافضةً قرار المجلس مطلقة هتافات مثل «باعوها باعوها» وداعية لإكمال اعتصامهم على الدوار الرابع، وطالبوا العبوس بالنزول عن المنصة. وبعد أن فشل العبوس بمواصلة إلقاء كلمته وسط هتافات المشاركين الرافضة له، أعلن عن اجتماع طارئ للمجلس لتلبية مطالب المحتجين.

بينما كان مجلس النقباء مجتمعًا داخل المجمع، استمر المتظاهرون بالهتاف خارجًا، ووجّهوا هتافهم للملك عبد الله، قائلين «قلتلنا نضغط من تحت.. مين اللي بضغط من فوق؟». بعد أقل من ساعة، خرج أعضاء مجلس النقباء من اجتماع ليعلنوا استمرار احتجاجاتهم التصعيدية حتى تتحقق مطالب سحب مشروع قانون ضريبة الدخل ونظام الخدمة المدنية.

تصوير علي السعدي
تصوير علي السعدي
تصوير علي السعدي

الإفراج عن اثنين من معتقلي الرابع الأربعة

عصر اليوم ذاته، الأربعاء، وبعد ثلاثة أيام من التوقيف، أخلى محافظ العاصمة سبيل كل من عمرو الشروف ويوسف حماد لقاء كفالة ماليّة قدرها 100 ألف دينار ودفع 300 دينار رسوم. وقد وقع والدا الشروف وحماد على كفالة يتعهدان بها بأن «يلتزم [الموقوفون] السيرة الحسنة وعدم القيام بأعمال من شأنها تكدير صفو الطمأنينة العامة طيلة مدة سنة». ما يزال الاثنان الآخران، قصي الهنداوي وأحمد الرقب، تحت التوقيف الإداري لحيازتهم «أدوات حادة»، بحسب المحافظ، بينما يقول محاميهم أنها «سلسال ينتهي بتعليقة تشبه الخنجر» و«أرجيلة إلكترونية» تشبه بشكلها الأنبوب.  

المظاهرات الليلية

مساء الأربعاء، تجمّع العشرات، قادمين من محافظات مختلفة، لتناول الإفطار في مناطق حول الدوّار الرابع. وبعد الإفطار وصلاة المغرب، انطلقت مظاهرة من دوار الشميساني باتجاه الدوار الرابع، وازداد العدد تدريجيًا مع استمرار توافد المحتجين ليصل بضعة آلاف، إلا أن قوّات الأمن والدرك – كما في الليالي الستة الماضية – منعت وصولهم إلى الدوار.

تصوير علي السعدي
تصوير علي السعدي
تصوير علي السعدي

تنوّعت هتافات المتظاهرين، إذ نادوا بسحب مشروع قانون ضريبة الدخل المقترح، وهتفوا ضد الحكومة ومجلس النواب والسياسات الاقتصادية، قائلين: «طاق طاق طاقية، حكومة حرامية»، و«ناس بتلعب بالملايين، وناس بتشحد كيس طحين»، و«ملّينا الكرسي الهزّاز، لا الملقي ولا الرزّاز»، و«مطلبنا واضح وصريح، النهج بدّه تصليح».

وتوجّهت بعض الهتافات إلى الملك مباشرة، إذ هتف بعض المتظاهرين: «يا عبد الله يا ابن حسين، المركب غرق، إنت وين؟»، و«بطّلنا نحكي يعيش، حق الخبز ما معيش».

أحد المشاركين القادمين من الزرقاء قال لحبر إنه أتى للمطالبة بحياة كريمة وعدالة في توزيع مكتسبات البلد. «أنا دكتور وأنا مدير مدرسة (…) ومع ذلك لغاية الآن لا اشتريت لولادي للعيد ولا عزمت خواتي ولا قادر إني أحط بسيارتي بنزين (…) كل الضرايب اللي مندفعها (…) هذه كلها وين عمّالها بتروح؟».

محمد القرحان الجبور بني صخر، قال إنه أتى مع مجموعة من منطقة لواء الموقر ولواء الجيزة لمساندة الأردنيين المتظاهرين، قائلًا إن «رأي جلالة الملك إنه الشعب لمّا تحس إنه في ظلم، اطلع وعلي صوتك وطالب بحقك. احنا مشينا على توصية جلالة الملك. إحنا نطالب باجتثاث الفساد من المملكة الأردنية الهاشمية».

تصوير علي السعدي
تصوير علي السعدي
تصوير علي السعدي
تصوير علي السعدي
تصوير علي السعدي

ووقعت بعض الاحتكاكات بين المتظاهرين ورجال الأمن والدرك، خاصة مع التدافع ومحاولات المتظاهرين التقدم باتجاه الدوار. وأوقفت الأجهزة الأمنية عددًا من المتظاهرين، لكن لم يبلغ عن بقاء أي منهم موقوفًا حتى اللحظة.

وكانت وسائل إعلام نقلت خبر تعرّض دركي للطعن بسلاح أبيض في محيط الدوار الرابع ووصفت إصابته بأنها «بالغة»، فيما تداولت وسائل إعلام صورة لتقرير طبّي أولي قالت أنه لرجل الدرك المصاب يصف إصابته بالسطحية في اليد اليمنى.

وانتهت المظاهرة نحو الساعة الثانية فجرًا بشكل سلمي.

في إربد، تظاهر العشرات لليلة السابعة على التوالي أمام مجمع النقابات المهنية مطالبين بالتراجع عن قانون ضريبة الدخل وحل مجلسي النواب والأعيان وخفض الأسعار. أما في معان، فانطلقت مسيرة بالمركبات جابت شوارع المدينة احتجاجًا على نهج  السياسات الحكومية ورفضًا لمشروع قانون ضريبة الدخل ورفع الأسعار. وبحسب موقع خبّرني، فقد شهدت مدن العقبة والكرك والشوبك والسلط مظاهرات مشابهة، كما، وبحسب صفحة أردن الإخبارية، فقد خرجت مظاهرة في غور الصافي.

وكان رئيس الوزراء المكلّف عمر الرزاز قد كتب على صفحتيه على فيسبوك وتويتر مساء الأربعاء إنه يتعهد بالحوار مع مختلف الأطراف للوصول إلى «نظام ضريبي عادل ينصف الجميع ويتجاوز مفهوم الجباية، لتحقيق التنمية التي تنعكس آثارها على أبناء وبنات الوطن، لتكون العلاقة بين الحكومة والمواطن أساسها عقد اجتماعي واضح المعالم مبني على الحقوق والواجبات»، دون أن يوضح ما إذا كانت هناك نية بسحب مشروع القانون قبل إجراء هذا الحوار أم لا.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية