روايتي لرحلة أمّي مع المرض

الأحد 13 نيسان 2025
تصميم محمد شحادة.

(عملت الزميلة رحمة حسين على إعداد هذا النص للنشر).

خمسة عشر عامًا مضت على آخر زيارة لأهلي إلى الولايات المتحدة، عندما حضر والداي للاحتفال بتخريج أخي الصغير من الجامعة. وقفتُ في صالة المستقبلين في المطار، لمحت أبي خارجًا على كرسي متحرك؛ وائل كنعان. أبي بقامته الشامخة وصوته الأجش يغوص بجسد نحيل في كرسي، تكاد ركبتاه تلمسان أكواع ذراعيه. مّد يده النحيلة ليسلم علي وقال بصوت خافت «كيفك بابا؟». نظرت إلى أمي الواقفة بجانبه وقد ارتسمت على وجهها بسمتها المشرقة، ترافقه وفي عيونها خوف وفي خطاها يظهر الوهن.

 كانت تلك بداية الحكاية؛ مرَضُ أبي بالسرطان، ثم إصابة أمي بآلزهايمر. 

على مدى أشهر قبل زيارتهم تلك كان أبي يعاني من ظهور ورمٍ كبير في المعدة، تسبب في تراجعٍ كبير في صحته وفقدان جزءٍ ملحوظ من وزنه. لطالما كان والدي رجلًا عمليًا قياديًا ونشيطًا. ولم نتوقع يومًا أن نراه بغير هيئته المعهودة؛ ما جعل من مرضه فاجعةً لنا جميعًا. 

خلال تلك الأشهر ساد بيت العائلة في عمّان شعورٌ بالقلق من المرض وخوف من المستقبل. لكن أبي كان يتعامل مع الأمور كعادته؛ بعمليّة. انشغل بزيارات الأطباء، تحدث مع الأصدقاء والعائلة عن المرض وعن قصص الإخفاقات الطبية التي عانى منها أصدقاؤه المرضى، وأجرى مكالمات حول العالم للحصول على استشارات إضافية. وفي غمرة هذا الصخب كلّه كانت أمّي تحتفظ بمشاعر القلق والخوف لنفسها. 

مثل العديدٍ من نساء جيلها؛ ورغم أنها عاشت حياة مليئة بالعمل والنشاط، اعتمدت أمي على أبي في كثير من الأمور الحياتية كما في الأمور المصيرية. ومع مرضه وجدت نفسها فجأة أمام احتمالات لم تَطرق بالها من قبل؛ احتمالية الفقد.

حاولَ والدي علاج مرضه في الأردن ثم في لبنان. بعد محاولات غير ناجحة لعلاج مرضه في الأردن ولبنان، لبى والدي رجائي بأن يأتي للولايات المتحدة لمراجعة طبيب مشهور في واشنطن. كان هذا الطبيب متخصصًا بإزالة الأورام بتقنية حديثة تعتمد استخدام المنظار المصحوب بتجميد مسار الدم بالأوعية بدل العملية الجراحية.

دخل والدي غرفة العمليات، وما هي إلّا نصف ساعة تقريبًا، حتى خرج على كرسي متحرك، وعلى وجهه علامات الارتياح، وتبعه الدكتور حاملًا معه الأخبار الطيبة بنجاح العملية. بعد يومين احتفلنا بالخبر الأهم والذي أكد لنا أن الورم كان حميدًا. وبذلك فعليًا ابتدأت زيارة الأهل إلى واشنطن؛ الاستمتاع بالطبيعة ونشاط المشي اليومي والزيارات المتعددة لوسط المدينة.

رغم توافر أسباب الراحة، إلا أنني كنت أنظر إلى أمي وأقرأ في عينيها مشاعر الحيرة والتساؤل. كانت مترددة في أغلب تصرفاتها. وبدل الاحتفاء بوجودها مع ابنتها وحفيداتها كانت تبدو خجولة، تستأذن قبل أي تصرف بسيط حتى بدت لي كأنها غريبة في بيت ابنتها.

تكرّرت المواقف التي أشعرتني باختلاف شخصية أمّي عما عهدتها. في أحد الأيّام وجدتها تطرق باب بيتي بشكل مستعجل. هنا خفت أن يكون قد حصل لوالدي شيء ما، لكن ما حصل هو أنها تشاجرت مع والدي في السوق، وقررت العودة وحدها، غير آبهة بنداءاته. كان ذلك التصرف غير معهود من والدتي الهادئة التي تسيطر عادة على انفعالاتها. مضى الموقف، لكنه استحوذ على تفكيري حتى بعد عودتهما لعمّان. 

في صيف 2011 عدت إلى عمان في إجازتي السنوية وكانت أمي على نفس تلك الحال، بل ربما كانت أكثر توترًا وعصبية، تتعامل مع أبسط الأشياء بحساسية واضطراب. أراها مثلًا تقف أمام الباب وهي تحاول فتحه بالمفتاح وتتمتم بغضب لعدم قدرتها على فتحه. تبحث عن شيء كانت قد أخفته ولا تجده. ورغم أننا كنا دومًا نتفكه حول كون أمّي سريعة النسيان إلّا أن الوضع كان يتفاقم. وشيئًا فشيئًا كان تعاملها مع أمور الحياة اليومية يصعب، ومعه شعورها بالعجز. 

كانت قد صارحتني شعورها بالخوف والكآبة. وطوال تلك الفترة تزايد شعورها بالهاجس الذي فكرنا به جميعًا. هاجس المرض الذي عانى منه والدها، والذي أصيب بمرض آلزهايمر وهو في الخمسين من عمره، مخلفاً الذعر لدى أمي من احتمالية إصابتها بنفس المرض.

زرنا طبيب أعصاب في عمّان، وكانت تلك المرة الأولى من مرات لاحقة، تجيب أمّي فيها على لائحة من الأسئلة الشفوية بما يعرف بتقييم الاختبار القصير للحالة الذهنية (Mini-Mental State Examination). 

في الاختبار يسألها الطبيب: «ما اسمك؟ ما اسم أبيك؟ ما هو تاريخ اليوم؟ في أي منطقة تسكنين؟ كم لديك من الأولاد وما هي أسماؤهم؟ هل لك أن تعيدي رسم الساعة بعقاربها؟». وكانت أمّي أثناء تلك الزيارات تبدو مشرقة تجامل الأطباء ولا تبدو عليها علامات الاضطراب متفائلة في أن تكون النتيجة إيجابية. وبالفعل شخّصت أمي بأنها تعاني من تراجع محدود في الإدراك الذهني وكانت الصور المغناطيسية للدماغ طبيعية. ومع ذلك وصف لها الطبيب لصقات علاجية تساهم في الحدّ من التراجع الذهني، وخلال الفترة ذاتها وصف لها الطبيب النفسي أدوية لمعالجة الاكتئاب.

مع مرور الوقت، بدأت ملامح الكآبة تتمكّن من أمي التي فقدت خلال أشهرٍ قليلة قرابة 15 كيلوغرامًا من وزنها. ودخلت في دوامة روتين مثّل لها مفرًّا وحيدًا، فكانت تسهر تشاهد الأفلام الراقصة، وتغرق في الروايات الرومانسية. وتشكو عند استيقاظها متأخرة من أوجاع في الرأس واخدرار في الرجلين. 

لطالما كانت العلاقة بين والديّ معقدة، فعلى عكس والدي الذي لعب دورا قياديًا، اتسمت والدتي برومانسية حالمة، وكانت امرأة مثقفة تحب الأدب والسياسة. ومع العلاجات بدأت صراعات محتدمة بينهما، فكانت والدتي تمثل دور المريضة أو «القاصرة» فيما لعب والدي دور «ولي أمرها»، ولأن الطبيب طلب أن نضع اللصقات في أماكن مختلفة من منطقة الظهر صار ذلك الروتين مصدر قلق وخلاف بين أمي وأبي، حتى قررنا بالنهاية أن نستغني عنها.

كانت أمّي امرأة عصامية. درّست اللغة العربية حتى تجاوزت الخمسين من عمرها. وفي لحظة ما شعرتْ في أن هنالك أمرًا لم تحققه ذاتها، كانت دائمة البحث عن دور تشعر فيه بفائدتها، فشاركت في النشاطات الاجتماعية وتطوعت في اتحاد المرأة وغيرها للإبقاء على هذه القيمة المعنوية. ولذا كان من القاسي عليها أن تشاهد مرضًا يسلب منها هويتها، ويتمكّن منها كما فعل مع والدها.  

عدت وبناتي للاستقرار في عمان كي أكون قريبة من والدتي. رأيتها تجتهد في ممارسة التمارين الذهنية وأي وسيلة تسهم في الحفاظ على إدراكها. كنت أجلس معها لأساعدها في لعب التمارين (مطابقة الأشكال، تركيب العبارات.. إلخ) لكن عصبيتها كانت تزداد بسبب عدم قدرتها السريعة على استيعاب الإرشادات. في كل مرة كنا نجلس معًا لتفكيك «الأسرار» كانت أمي تشعر بالارتباك أكثر وأكثر مع كل إخفاقه، مما نفّرها عن تلك النشاطات. حتى استخدامها للهاتف الخلوي أصبح أيضًا مصدرًا للقلق، فكانت تستنجد بي إن ظهرت على الشاشة رسالة لم تفهم معناها أو مصدرها.

لكنها مع ذلك بقيت منفتحة على أي اقتراح يمكن أن يخفف محنتها. اقتنعت يومًا بزيارة معالجة نفسية كانت قد رشّحتها لي صديقة، مؤكدةً بأن لديها الكفاءة في التعامل مع الاكتئاب عند كبار السن وكانت هي نفسها متقدمة في العمر. بعد الجلسة الأولى عدت مع أمي التي تحمل استبيانًا طويلًا طلبت منها الطبيبة تعبئته، تتحرّى عبره أعراضها والمواقف التي كانت تواجهها. لكن هذا الاستبيان نفسه تحوّل إلى مصدر للتوتر، ولذا قررنا التخلي عن فكرة الجلسات النفسية. 

واصلت أمي قراءة الكتب والجرائد وكانت تصر على اقتناء آخر الإصدارات من روايات وكتب سياسية وغيرها. وكانت تشارك في جلسات كتاب مع صديقاتها. بالتدريج؛ بدأت أمي بالشكوى من عدم قدرتها على تذّكر الفقرات التي تقرؤها، حتى إنها لم تعد تتمكن من الربط بين الأحداث والأفكار عبر السطور. ومع ذلك استمرّت بالمشاركة في الجلسات بإصرار من صديقاتها اللواتي كنّ يتناوبن على اصطحابها لتلك الجلسات.

في الفترة ما بين 2012 حتى 2016 تراجع تقييم قدرة أمي الإدراكية على مقياس MMSE من 27/30 إلى 18/30. وكانت في المراحل المتقدمة تتعرف بصعوبة على أسماء أولادها، إلّا أنها حتى آخر تقييم لها كانت تتعرف على اسمها وتجاوب بفخر «اسمي باسمة حمدي كنعان» وبالفعل فإن النداء الوحيد الذي تستجيب له كان مناداتها باسمها «باسمة».

فهم آلزهايمر: لحظة التقبل

لم يكن الوصول إلى أطباء الأعصاب المتخصصين في أمراض الخرف سهلًا، فمواعيدهم مزدحمة دومًا، ولذا كنا نضطر للانتظار طويلًا من أجل استشارات سريعة. كنت أعتمد على القراءة الحثيثة من أجل فهم مرض أمي وكيفية التعامل معه، إضافة إلى الانخراط بمجموعة دعم تجمع أعدادًا كبيرة ممن يعتنون بمرضى آلزهايمر. كانت هذه المجموعة سبيلنا للتعلم الذاتي من تجارب الآخرين في التعامل مع المرض.

في البداية لم أكن أعي حقيقة ما تمرّ به والدتي. كنت أتحارب مع نفسي ومعها، معتقدةً أن بإمكاني إقامة المنطق عليها من باب حرصي ورغبتي في التخفيف عنها. لكنني في لحظة ما؛ وعندما كنت أقف بجانب الباب أحاول تمالك أعصابي من احتجاجاتها حول موضوع ما، نظرت إليها فرأيت فيها ملامح المرأة المستجدية، وأدركت حينئذٍ فقط أن أمي التي تقف أمامي لم تعد أمي التي عرفتها منذ ولادتي. لم تعد الإنسانة المنطقية والمتّزنة التي كان الجميع يلجؤون إليها لحكمتها. 

كانت تلك اللحظة الفارقة في تحول علاقتي مع أمي؛ إنها لحظة التقبّل لكل سلوك وقول يبدر منها.  

لكن هذا التقبل لم يكن سهلًا على والدي؛ فكيف سيتمكّن من الاعتراف بفقدان باسمة شريكة حياته. ولذا كان يصّر على إعطاء الإرشادات بخصوص العديد من تفاصيل حياة أمي. وكان يقلق على سهرها، وعلى كثرة أكلها أو قلّته. 

حافظت أمي على طبيعتها الهادئة في كل مراحل مرضها على عكس الشائع بين مرضى آلزهايمر، إلا في اللحظات التي كان من حولها يُشعِرونها بحدود قدراتها أو إدراكها. فكانت تغضب مصّرة على ضرورة احترامها واحترام رغباتها واحتياجاتها وتؤكد قائلة «يمكن أنا أكون بنسى ومريضة بس أنا ما انجنيت!». كما كانت تسرّ لأي فكرة تبعث النشاط في قلبها، ولذا رحبت بالسفر في إجازة إلى تركيا، رغم إدراكها للصعوبات التي ستواجهها، إذ كانت في تلك الفترة تحتاج رعاية حتى في ارتداء ملابسها.

تزامن مرض أميّ في مراحله المتوسطة مع إصابة أبي بمرض السرطان الذي نهش جسده وآلمه. ورغم تقدم مرض السرطان على مرض آلزهايمر من ناحية دقّة التشخيص وتوفّر العلاج، الًا أن هذا لم يخفف من زيارات الأطباء وكثرة الفحوصات، عدا عن مرّات التعافي المؤقت المتبوعة بتدهور شديد وشعور بالإرهاق والإحباط. 

وبينما كان مرض والدي عجلة كبيرة تدور ويخضع من حولها للتجاوب مع متطلباتها، كان مرض أميّ سلحفاة تمشي بسكون، وإن فقدت طريقها تمضي بهدوء باحثة عمّا تفقده وهي لا تدرك ما هو.

في بدايات 2017 كان المرض يتقدم مع أمي وأبي، ومعه تحّولت العلاقة بينهما إلى تعاون وتعاطف. كانا يجلسان ساعات طويلة في الحديقة، ويختار أبي بقعة مشمسة لتجلس والدتي معه ليشاهدا الأزهار، أو تستلقي والدتي على الأريكة مستمتعة بأصوات العصافير. فيما حافظنا في البيت على عادة تناول غداء يوم الجمعة مجتمعين مع عائلة أخي. وانتقلت مسؤولية إعداد الوجبات لي وكنت أحرص دائمًا على أن تكون نكهة الطبخات قريبة من التي كانت أمي تعدها. وفي نهاية الوجبة كنت دائمًا أطرح عليهم السؤال نفسه: «كيف؟ زاكي الأكل، زي طبيخ ماما؟» وكان الجواب بالنفي معظم الأحيان.

مع مجيء صيف ذلك العام كان أبي قد فقد الكثير من وزنه وأصبحت حركته أصعب وبالتدريج فقد شهيته للأكل. ازدادت زياراتنا للمستشفيات ومعها كان أبي يستعد لتوديع الحياة. لربما كان ما دفعه إلى الاستسلام عدم قدرته على مشاهدة زوجته ورفيقة عمره تفقد شيئًا فشيئًا وجودها. وكان أن ذهبت أمي في اليوم الرابع من دخوله المستشفى لتودّعه الوداع الأخير ولست أدري حتى اليوم إذا كانت تدرك أن قبلتها له ستكون الأخيرة. 

جلست أمي تستقبل المعزين في بيتها ولربما لم تفهم سبب وجود هذا العدد الكبير من الناس من حولها. بدت عيناها وكأنهما تنظران في الفراغ. علامات سؤال ترتسم على وجهها. وكانت بعد الجلوس قليلا تستأذن وتعود إلى غرفتها.

في السنوات اللاحقة ازداد شعور أمي بالعزلة، أو ربما زاد شعوري ومن حولها بأنها كانت تدخل في عالم آخر خاص بها. ورغم أنها لم تعانِ كالعديد من مرضى آلزهايمر من الهلوسات، إلّا أنها كانت تزور الماضي البعيد والذي ارتبط بشكل خاص بطفولتها في نابلس، تسأل عن شنطة المدرسة وإن كانت قد أعدت لوازمها قبل الذهاب إلى النوم. وتذكر بالأخص والديها. 

حافظنا أنا وهي على روتين المشي في شوارع أم أذينة. كنا نقف لنتصور عند الأزهار التي تعجبها. كما بقيت أمي اجتماعية، تلتقي بصديقاتها ولم تفقد حبها للذهاب إلى قهوتها المفضلة لتستمتع بأكل البوظة. وكالعديد من المرضى كبار السن كانت تقضي وقتًا طويلًا مع الصور القديمة تكلم من فيها بعاطفة. أبناءها وزوجها وأخوانها، كل منهم كانت تناديه باسم الدلع الذي اختارته لهم. وبقيت تستمتع بالغناء والرقص بكل أنواعه. نجلس معها أنا وابنتي نرقص ونضحك. 

لكن مع الوقت بدأت أمي تفقد شخصها، فبدأت الكلمات تخونها، ولذا أحيانًا يكون تواصلنا طبيعيًا، وأحيانًا أخرى نخاطبها بشيء وتأخذنا إلى مكانٍ آخر، وفي مرحلة متقدمة لم تعد تقول كلمات مبعثرة وإنما تعبر عما تريد بأصوات وتعابير الوجه. ولم تعد قدماها قادرتين على حملها. وبعد أن كانت تلتفت إلى اسم «باسمة» وكانت الكلمة الوحيدة التي تتفاعل معها، لم تعد تلتفت إلى أي شيء. وفي أغلب الأحيان كانت تنظر في الفراغ، مختارة زاوية واحدة تركّز عليها دون أي التفات إلى ما حولها. 

تجلس أمي أمامي. أتحايل عليها كي تنظر إلى عيني. تجلس أمامي وليس بوسعي سوى أن أتساءل عما يدور في عقلها. «هل هي سعيدة؟ هل تدرك ما هي عليه وما يدور حولها؟ هل تعلم من أنا؟». كان آخر ما عبر عنه وجهها هو الشعور بالألم، وأحيانًا الضجر والتململ. 

لقد عشت أعوامًا طويلة بعيدة عن عائلتي بتشجيع دائم منهما من أجل الدراسة والعمل. ولكنني أذكر المرّة الأولى التي طلب مني والدي، عكس كلّ مرّة، أن أبقى مع والدتي. كان يخاف عليها بعد موته، وكان بقائي معهما الأفضل ربما لكلّ منّا. بقيتُ مع والدتي حتى ساعاتها الأخيرة. انسحبت أمي من الحياة قبل عدّة أشهر. رحلَتْ وكان غيابها التدريجي ورحيلها شاقًا ومؤلمًا، لكنها خلّفتْ من بعدها أسئلة كثيرة دون إجابة.

Comments are closed.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية