منذ كانون الأول عام 1987، كان مستشفى الشفاء في غزة ساحة حرب؛ في محيطه اشتبك الطلبة والشبان مع الجنود الإسرائيليين مطلع الانتفاضة الفلسطينية الأولى تُحيط بهم دعوات مآذن المساجد للنفير العام، وفي أقسامه الطبية، صارع الأطباء والممرضون لإنقاذ حياة المصابين الذين توافدوا على المستشفى بالمئات. حاول الاحتلال الإسرائيلي حينها منع الجرحى من الوصول للمستشفى لكن بعض المصابين أنفسهم خرجوا لمواجهته. «إمّا نحن أو هم»، قال شاب فلسطيني عشريني مُصاب يمسك بيده الأولى الضمادة على بطنه وبالأخرى حجر يرشق به الدبابات الإسرائيلية. منذ الانتفاضة، برز مستشفى الشفاء كأكبر وأهم مؤسسة صحية في القطاع وأصبح وجوده جزءًا من الذاكرة الجمعية المقاوِمة للغزيين.
بدأ مستشفى الشفاء كأكشاك للرعاية الصحية الأولية بناها الاستعمار البريطاني عام 1946، ثم أصبح تحت الإدارة المصرية بعد انسحاب الإنجليز لنحو 20 عامًا حتى النكسة. سيطر الاحتلال على المستشفى بعد حرب 1967 وكلف أطباءه بالإشراف على القطاع الطبي في غزة ومهندسيه المعماريين بإعادة بناء المستشفى. ظلت «إسرائيل» تدير الشفاء الذي كان يضم حينذاك 320 سريرًا حتى مجيء السلطة الفلسطينية بعد اتفاقية أوسلو عام 1994. توسع المستشفى عبر بناء مبانٍ جديدة وتطورت معدات أقسامه وازدادت قدرته الاستيعابية من الأسرّة حتى وصلت ما بين 500 إلى 700 سريرًا بعد تمويلات أجنبية عدة. بعد عام 2006، تولت حركة حماس إدارة قطاع غزة بما فيه مجمع الشفاء الطبي الحكومي، الذي تعود ملكية أرضه ومبانيه لوزارة الصحة الفلسطينية.
منذ أول حرب إسرائيلية على القطاع عام 2008 وصولًا إلى الحرب الحالية منذ تشرين الأول 2023، زعمت «إسرائيل» أن مقاتلي كتائب القسام يختبئون تحت مستشفى الشفاء تبريرًا للمجازر والحصار والقصف الذي لحق بالمنشآت الصحية. مطلع نيسان الجاري، انسحبت القوات الإسرائيلية من محيط وداخل المجمع الطبي بعد اقتحام وحصار دام قرابة أسبوعين، وخلفت وراءها مئات الشهداء ومستشفى مدمرًا وخارجًا عن الخدمة. دمّر الاحتلال جميع مرافق المجمع وتوقفت خدمات الرعاية الصحية فيه ولطّخ دخان القنابل جدرانه المهدمة باللونين الأبيض والأسود.
فلسطينيون يتجمعون خارج مستشفى الشفاء حيث جثمان الشيخ أحمد ياسين، بعد استهدافه في آذار 2004. تصوير محمود همس. أ ف ب.
الشفاء: العمود الفقري للمنظومة الصحية في غزة
يقع مجمع الشفاء الطبي في المنطقة الغربية الوسطى من مدينة غزة على مساحة 45 ألف متر مربع ويعتبر أكبر مؤسسة صحية طبية داخل فلسطين إذ يضم ثلاث مستشفيات تخصصية هي مستشفى الجراحة ومستشفى الباطنية ومستشفى النساء والتوليد، بالإضافة إلى قسم الطوارئ ووحدة العناية المركزة والأشعة وبنك الدم والتخطيط وغيرها. يقول رئيس قسم الحروق في مجمع الشفاء الطبي، الدكتور أحمد المخللاتي، إن خدمات مجمع الشفاء تمثل حوالي 45% من مجمل خدمات الرعاية الصحية المقدمة في القطاع والتي كان يقدمها قبل الحرب 35 مستشفى حكوميًا وخاصًا ودوليًا، ورغم أنّ مرافقه تغطي بشكل أساسي محافظة غزة، التي تضمّ 34% من عدد سكان القطاع، إلا أنه يقدم خدماته لكل سكان القطاع الذين يزيد عددهم عن مليوني شخص.
بحسب التقرير الاحصائي للمجمع الطبي خلال النصف الأول من عام 2023، زاد عدد المترددين على خدمات الطوارئ على 150 ألف شخص، ووصل معدل العمليات الجراحية التي تجرى في المجمّع شهريًا إلى 1300 عملية نصفها تقريبًا جراحات كبرى، ونفذت دائرة الأشعة 150 ألف خدمة تصوير طبي ما بين صور الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي والأشعة التداخلية وغيرها، واستقبلت دائرة المختبر وبنك الدم أكثر من 800 ألف فحص طبي، وشهد مستشفى النساء والتوليد 6780 حالة ولادة ما بين طبيعية وقيصرية. يضاف لهذه الأرقام مئات التحويلات التي حركتها أقسام المجمّع لبقية مستشفيات القطاع بما فيها مستشفيا ناصر وغزة الأوروبي، ثاني وثالث أكبر مستشفيين حكوميين في غزة بعد الشفاء.
يقول أخصائي جراحة الأوعية الدموية في الشفاء، الدكتور تيسير الطنة، إن حجم الخدمات الصحية التي كان الشفاء يقدمها ينعكس في عدد العاملين في مجمع الشفاء الطبي والذين يشكلون ربع عدد العاملين في جميع مستشفيات القطاع الحكومية، إذ يعمل في المجمع الطبي حوالي 2500 موظف، منهم ما يزيد على 720 طبيبًا، و1200 ممرضًا، و700 صيدلاني وموظف إداري. ومع ذلك، يضيف الطنة إن معدلات الإشغال وتنفيذ العمليات الجراحية في الشفاء لطالما تجاوزت حدودها العليا مقارنة بالقدرة التشغيلية والسريرية للمجمع، إذ أدى الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007 إلى نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية اللازمة.
من ذلك مثلًا منع الاحتلال منذ تشرين الأول 2021 إدخال 14 جهاز تصوير أشعة إلى غزة تستخدم في أقسام العناية المركزة والحضانات والعمليات والكسور، حيث كان عدد جميع أجهزة التصوير الطبي في القطاع ثلاثة إلى أربعة أجهزة يزيد عمرها على عشر سنوات. كما بلّغت مرافق الرعاية الصحية في العام نفسه عن نقص حاد في المستهلكات الطبية ومنتجات المختبر والأدوية الأساسية بما فيها العقاقير اللازمة للحفاظ على حياة ألف مريض دم وفشل كلوي. قبل شهر من الحرب على غزة، كان مدير عام مجمع الشفاء الطبي، محمد أبو سلمية، قد أكد أن مرضى الفشل الكلوي في القطاع أمام خطر حقيقي جراء نقص الدواء وفلاتر الغسيل والكانيولات وأنابيب نقل الدم.
مستشفى الشفاء كان يقود عملية تطوير القطاع الصحي الفلسطيني بأكمله إذ تمكنت كوادره بالتعاون مع عشرات الوفود الطبية الفلسطينية والعربية والأجنبية من تحقيق إنجازات طبية على مستوى القطاع
جعل الحصار عملية تطوير الشفاء مرهونة بموافقة الاحتلال الإسرائيلي على إدخال المعدات وعلى التبرعات الموسمية التي تقدمها الجهات المانحة، كما فاقم تراجع أعداد التحويلات الطبية للخارج في الضغط على خدمات الشفاء في ظل تفرّده بتقديم العمليات الجراحية المعقدة وخدمات الرعاية الصحية المتكاملة. يقول المخللاتي إن الشفاء هو المستشفى الوحيد الذي يغطي جميع تخصصات الجراحة والباطنية في القطاع، بخلاف بقية مستشفيات غزة التي تقدم في معظمها خدمات الرعاية الأولية، حيث تجرى فيه بشكل رئيسي معظم عمليات زراعة الكلى والقسطرة الدماغية وجراحات القلب المفتوح واستئصال الأورام المعقدة.
يضيف الطنّة إن مستشفى الشفاء كان يقود عملية تطوير القطاع الصحي الفلسطيني بأكمله إذ تمكنت كوادره بالتعاون مع عشرات الوفود الطبية الفلسطينية والعربية والأجنبية من تحقيق إنجازات طبية على مستوى القطاع مثل أول عملية زراعة مفصل في غزة وأول عملية تركيب دعامة معدنية لمريض سرطان واعتماد «الحقن التداخلي» كبرتوكول علاجي جديد. خلقت هذه الخبرات المتراكمة في الشفاء مساحة لتبادل الخبرات بين الكوادر المحلية والأطباء الوافدين، عدا عن تنظيم عشرات الورش والفرص التعليمية سنويًا أشهرها مؤتمر الجراحة السنوي وتدريبات إدارة الإصابات الجماعية. كما استعانت جامعات وباحثون عالميون بقواعد بيانات مجمع الشفاء وممارسات كوادره في التعامل مع مصابي القصف الإسرائيلي لكتابة الأوراق البحثية العلمية حول الممارسات الفضلى للخدمات الطبية في ظل الأزمات والكوارث.
كلّف إعمار مستشفى الشفاء وتطوير أقسامه وخدماته وكوادره عبر حوالي ثمانية عقود ملايين الدولارات، والتي رُصِدت لإصلاح الأضرار التي ألحقتها الحروب الإسرائيلية السابقة بمحيط المجمع أو زيادة القدرة الاستيعابية للمستشفى في ظل الاعتماد الواسع عليه أثناء الاستهدافات المتكررة للاحتلال. نفذ الشفاء خلال حربي 2012 و2014 مئات التدخلات الطبية المتخصصة لمصابي القصف مثل عمليات فتح البطن وتثبيت العظام والبتر والتنظير وفتح مجرى الهواء، وخلال عدوان عام 2021، تعامل المستشفى مع أكثر من نصف ضحايا القصف، إذ استقبل 123 شهيدًا وتردد عليه 655 مصابًا، 16 منهم رقدوا في قسم العناية المكثفة.
يعتبر مستشفى الشفاء وكوادره في الذاكرة الغزية بمثابة مؤسسة وطنية وشعبية، ولذلك تُحضر العائلات الدروع ولافتات الشكر والامتنان للمستشفى مع نجاح تنفيذ عمليات أبنائها، ويدير أبناء القطاع «جمعية دعم مجمع الشفاء الطبي» التي تجمع التبرعات لتشغيل غرف العمليات المعطّلة ويشاركون في تأبين الكوادر الطبية التي يستهدفها الاحتلال، وتتحدث إدارة المجمع عن الحاضنة الشعبية بوصفها «أهم ركائز تقديم الرعاية الصحية». نهاية عام 2022، أعلن أبو سلمية العمل على إعداد خطة تشغيلية طموحة للمجمع خلال عام 2023 لتعزيز الخدمة الصحية لمجمع الشفاء، لتشمل تأهيل العيادات الخارجية، وتطوير قسم الطوارئ والحوادث، وتجهيز وحدة الأشعة التداخلية. لكن معظم هذه المشاريع لم تستكمل أو دمرّت بالكامل بعد ستة أشهر من الحرب.
حرب على الشفاء
منذ اندلاع الحرب الجارية على غزة، استهدف الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء ضمن حملة تحريضية واسعة تزعم بأن حركة حماس تتخذ من المستشفى مركز قيادة لها. افتتح الاحتلال اليوم الثالث من الحرب بقصف جوي للمستشفى أدى لأضرار في قسم الحضانة لحديثي الولادة. تعرّض مدخل ومحيط وسيارات إسعاف مجمع الشفاء الطبي للقصف عبر غارات إسرائيلية متفرقة أسفرت عن استشهاد العشرات، معظمهم من المصابين والكوادر الطبية. بلغت نسبة الإشغال في المستشفى خلال الحرب 164% من قدرته الاستيعابية؛ كما نزح أكثر من 35 ألف شخص لممرات المستشفى وغرفه وساحاته.
في 12 تشرين الثاني الماضي، بدأ الاقتحام البري للمجمع بشكل كامل بعد أن أمر الاحتلال المرضى والنازحين بالإخلاء، وأجبر المئات منهم على المغادرة سيرًا على الأقدام وتحت تهديد القتل أو الاعتقال. تسبب الحصار بوفاة المرضى في قسم العناية المركزة واعتقال مدير المجمع محمد أبو سلمية وعددًا من الكوادر الطبية. وبعد قرابة 12 يومًا انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من المستشفى بعد تفجير مرافق مهمة فيه بينها مولدات الكهرباء ومضخات الأكسجين وأجهزة الأشعة. استأنف قسم الطوارئ في المستشفى عمله لاستقبال المصابين في ظل ما وصفته منظمة الصحة العالمية «بحمام الدم» والحاجة الماسة «لإعادة التأهيل»، حيث انخفضت القدرة الاستيعابية للمستشفى إلى 30 حالة غسيل كلى من أصل 470 مريض كلى كان يستقبلهم المستشفى يوميًا، و20 غرفة عمليات من أصل 45 غرفة كانت تعمل على مدار الساعة.
إن تعويض دمار المباني والأسرّة والمعدات الطبية يحتاج لملايين، لكن خسائر الكوادر البشرية والمعرفة التراكمية تظل التكلفة الأكبر التي تحتاج لعشرات السنين
أعاد الاحتلال الكرة أواسط آذار الماضي، ونفذ عملية تستهدف مجمع الشفاء بحجة «إحباط أنشطة إرهابية»، فاقتحم المجمع بالدبابات وأطلق النار على الجرحى والمرضى والنازحين. كشف انسحاب الجيش الإسرائيلي مطلع نيسان الجاري عن إعدام مصابين في أسرّتهم ودفن نازحين أحياءً. وقد انتشلت طواقم الدفاع المدني 300 جثة على الأقل في محيط المستشفى وداخله، عدا عن مئات الفلسطينيين ممن اعتقلوا أو احتجزوا للتحقيق، وآلاف آخرين أجبروا على النزوح.
استغرقت «إسرائيل» أقل من أسبوعين لتدمير مجمع الشفاء الطبي بالكامل وتعطيل الوجهة الأساسية للرعاية الصحية في غزة. يقول مروان أبو سعدة، القائم بأعمال مدير المجمع منذ كانون الثاني الماضي خلفًا لأبو سلمية بعد أسره، إن «المستشفى انتهى إلى الأبد»، إذ لا يمكن ترميمه بعد أن باتت المباني آيلة للسقوط ودمرت أقسامه بشكل كامل بما فيها مبنى الجراحات التخصصي والمختبر الرئيسي لوزارة الصحة الفلسطينية، فضلًا عن المعدات والأجهزة الطبية. وطالب أبو سعدة بإقامة مستشفى ميداني عاجل لخدمة مصابي الشمال حيث لا يعمل في شمال القطاع إلّا مستشفى كمال عدوان، وبشكل جزئي.
«لم يعد لدينا كوادر طبية»، يقول أبو سعدة، جراء اعتقال الاحتلال وتهجيره خلال الاقتحام الأخير عددًا من أطباء العظام والجراحة العامة والعناية المركزة والتخدير.[1] يقول عضو لجنة الطوارئ الصحية في غزة، معتصم صلاح، «كأن الحرب مع القطاع الصحي» في إشارة لقيام الجيش الإسرائيلي خلال الاقتحام الأخير بإعدام كل من مدير دائرة الصيدلة ومدير الهندسة والصيانة ومدير المختبر، فضلًا عن أطباء آخرين من المستشفى.[2]
اقرأ/ي أيضا:
بانهيار الشفاء، لا تخسر غزة أضخم مؤسسة طبية أغاثت الجرحى والمرضى في ظل العدوان المستمر فحسب، بل وكذلك صرحًا تعليميًا اعتاد تأهيل الكوادر الطبية المتخصصة. يعتبر الشفاء المستشفى التدريبي الوحيد لطلبة كليات الطب والتمريض في جامعتي الأزهر والإسلامية اللتين دمرتا خلال الحرب الحالية، والمنشأة الطبية الوحيدة التي تحظى باعتراف المجلس العربي للتخصصات الطبية، ما يجعلها مخوّلة بعقد الامتحانات السريرية والشفوية للطلبة الخريجين واختبار بورد الجراحة العامة. يقول الطنة إن تعويض دمار المباني والأسرّة والمعدات الطبية يحتاج لملايين، لكن خسائر الكوادر البشرية والمعرفة التراكمية تظل التكلفة الأكبر التي تحتاج لعشرات السنين، إذ قتلت «إسرائيل» منذ السابع من تشرين أول الماضي حتى 21 نيسان الجاري 490 من الكوادر الطبية في القطاع، من بينهم أطباء وممرضون وموظفون إداريون، بالإضافة إلى 770 مصابًا، كما اعتقلت 310 منهم، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
من ناحية أخرى، يقول المخللاتي إن عملية إعمار الشفاء وأي منشأة طبية في غزة من الصعب أن تكون بمعزل عن إصلاح البنية التحتية لغزة نفسها، لأن المستشفيات تحتاج إمدادات المياه والكهرباء والوقود المنهارة في القطاع، مضيفًا أن «الاحتلال أصر على تدمير المجمّع لانه يعرف أن إعادة بنائه مرهونة بتراخيصه وموافقاته عبر المعابر». بالنسبة للمخللاتي، فإن تدمير الشفاء هو استهداف مباشر للصمود في غزة ولرمزيته في نفوس الفلسطينيين ممن نزحوا للمستشفى كمركز إيواء وشكل حضوره ودوره جزءًا من ذكرياتهم منذ استقبال المواليد الجدد حتى توديع أحبّتهم.
برفقة خمسة أطباء يرتدون معاطفهم البيضاء قبالة واجهة مبنى الشفاء المدمرة وعلى أرضية رملية مسحت ملامح المنطقة والشوارع، ظهر أبو سعدة في فيديو بعد ساعات من انسحاب الجيش الإسرائيلي متحدثًا عن الدمار والأضرار التي لحقت بالمجمع الطبي مكررًا جملة «لا نعرف أين نداوي جرحانا»، ثم اختتم بيانه قائلًا «تألمت على فقدان المستشفى كما تألمت على فقدان بيتي (..) من لا يعرف الشفاء، لا يعرف غزة».
-
الهوامش
[1] اعتقل الاحتلال رئيس قسم العظام مراد القوقة، ودكتور العظام مؤنس محسن، وطبيبي الجراحة العامة عصام رضوان واياس البرش، وطبيبي العناية المركزة نهاد عابد وكمال كشكو، وأجلى رئيس أقسام العناية المركزة والتخدير جهاد الجعيدي للجنوب بشكل قسري.
[2] هم مدير دائرة الصيدلة زاهر النونو ومدير الهندسة والصيانة بهاء الكيلاني ومدير المختبر خليل صلاح، يضاف لهم الأطباء محمد النونو وأحمد المقادمة ووالدته الطبيبة يسرى المقادمة.