ماذا نعرف عن استخدام دواء أوزمبيك لإنقاص الوزن؟

الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2022
أوزمبيك
تصميم محمد شحادة.

ضمن السعي المستمر لإنقاص الوزن، يلجأ بعض المرضى ومقدمو الرعاية الصحية للاستفادة من فعالية بعض الأدوية أو آثارها الجانبية في التنحيف، مدفوعين بالحماس تجاهها باعتبارها طريقةً تتطلب جهدًا أقل مقارنةً مع ممارسة الرياضة أو الالتزام بالبرامج الغذائية وتحديد كميات وأنواع الأطعمة.

مؤخرًا، ولغايات التنحيف، انتشر استخدام دواءٍ يسمى أوزمبيك (Ozempic)، وهو أحد أدوية مرض السكري من النوع الثاني، وذلك بعدما أظهر فعالية في إنقاص وزن مستخدميه من مرضى السكري. تبيع الصيدليات دواء أوزمبيك دون وصفة طبية، ونتيجة الإقبال المتزايد عليه من أجل التنحيف لم يعد باستطاعة مرضى السكري إيجاده بسهولة، ما اضطرهم إلى البحث عن بدائل عنه أو إيجاد طرق أخرى للحصول عليه.

يجيب هذا التقرير عن أهم الأسئلة المتعلقة باستخدام دواء أوزمبيك، وكيفية عمله على إنقاص الوزن، وآثاره الجانبية، وموانع استخدامه، كما يعرض تجارب بعض المرضى مع هذا الدواء سواء استخدموه للتنحيف أو لعلاج السكري.

كيف يعمل دواء أوزمبيك على إنقاص الوزن؟

ضمن أدوية السكري العديدة التي تمتلك فعالية في إنقاص الوزن، هناك مجموعة من الأدوية يُطلق عليها اسم «ناهضات مستقبل الببتيد الشّبيه بالجلوكاجون-1» (GLP-1)، ولعل أكثرها شهرة وانتشارًا اليوم هو عقار أوزمبيك.

تُستخدم أدوية GLP-1 للسيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، إذ تعمل على التحكم في نسبة السكر في الدم، وقد تؤدي أيضًا إلى فقدان الوزن، علمًا بأنها ليست الفئة الوحيدة من أدوية السكري ذات الفعالية في إنقاص الوزن. تُؤخذ أدوية GLP-1 عمومًا عن طريق حقنة تُعطى يوميًا أو أسبوعيًا، وتحاكي في عملها هرمونًا يسمى الببتيد الشّبيه بالجلوكاجون-1. عندما ترتفع مستويات السكر في الدم بعد الأكل، تحفز هذه الأدوية الجسم على إنتاج المزيد من الأنسولين، والذي يساعد بدوره على خفض مستويات السكر.

أوضحت دراسات سريرية فعالية هذه الأدوية في إنقاص الوزن، فوجدت مثلًا أن استخدام عقار «ليراجلوتيد» (Liraglutide)، واسمه التجاري الشهير «ساكسيندا» (Saxenda)، يمكن أن يؤدي إلى فقدان حوالي 4.8 إلى 7.2 كغم من الوزن. كما وجدت دراسات أخرى أن المرضى الذين استخدموا عقار «سيماجلوتايد» (Semaglutide) وأحدثوا كذلك تغييرات صحية في طعامهم ونشاطهم البدني فقدوا حوالي 15.3 كجم، مقابل فقدان 2.6 كغم عند الذين لم يستخدموا الدواء.[1]

لكن، ليس محسومًا بعد كيف تؤدي عقاقير GLP-1 إلى فقدان الوزن، يعتقد أطباء أنها تساعد في كبح الجوع، وتعمل على إبطاء حركة الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، ونتيجة لذلك قد يشعر المريض بالشبع بشكل أسرع ولمدة أطول، فيتناول بالتالي كمية أقل من الطعام.

أكثر أدوية GLP-1 انتشارًا واستخدامًا في الأردن هو دواء «أوزمبيك» (Ozempic)، والمادة الفعالة فيه هي «سيماجلوتايد» (Semaglutide)‏. أنتج هذا الدواء للسيطرة على مرض السكري من النوع الثاني عبر خفض مستويات السكر في الدم ومستويات الهيموغلوبين (A1C)،[2] ووُجد لاحقًا أن له فعالية في علاج السمنة. يعمل أوزمبيك مثلما يعمل الهرمون بشكل طبيعي في الجسم ويتحكم في نسبة السكر في الدم ومستويات الأنسولين والهضم. يحفّز أوزمبيك إفراز الأنسولين من البنكرياس عند الحاجة إليه، ويقلل كمية السكر التي يفرزها الكبد، كما يبطئ خروج الطعام من المعدة للمساعدة في منع ارتفاع نسبة السكر في الدم.

لم يُعتمد أوزمبيك علاجًا للسمنة، وإنما علاج للسكري يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن، بينما اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لفقدان الوزن، إلى جانب الغذاء الصحي وممارسة الرياضة، دواءً آخر -له تركيبة أوزمبيك نفسها وهي سيماجلوتايد- ويحمل الاسم التجاري (Wegovy)، ويستخدم لمرضى السكري من النوع الثاني أو غير المصابين به.

توافر دواء أوزمبيك في الأردن

بحسب رشاد نصر، استشاري الغدد الصماء والسكري، فإن علاج السكري في الأردن يتبع القواعد الإرشادية الصادرة عن جمعية السكري الأميركية، ووفقًا لهذه القواعد فإن استخدام أدوية GLP-1 يكون للمرضى الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى مستوى السكر التراكمي المطلوب بعد خضوعهم للخط الأول من العلاج باستخدام الأدوية المنظمة للسكر[3] وتعديلات نمط الحياة، أو للمرضى المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، أو الذين يعانون من السمنة المصاحبة للسكري من النوع الثاني. «اللي صار بالأردن، لما نزل أوزمبيك، حسب القواعد الإرشادية أعطيناه لمرضى السكري ونزل وزنهم، راحوا غير مرضى السكري صاروا ياخذوه عشان ينزل وزنهم، وبالفعل نزل وزنهم، بس هذا سبّب انقطاع الدواء بالأردن». وهذه، بحسب نصر، ليست مشكلة مقتصرة على الأردن، إذ ارتفع الطلب على الدواء حول العالم من غير مرضى السكري، ما تسبب بانقطاعه.

تتفق الصيدلانية لمى* مع نصر، قائلةً إن الطلب العالي على الدواء وصرفه لغير مرضى السكري بدون وصفة طبية، وبدون إعطاء الأولوية لمرضى السكري، أدى إلى فقده من السوق: «أنا ما بعطيه إلا لمرضى السكري، أول ما يوصلني برن على مرضى السكري اللي عندي وبيجوا ياخدوه، للتنحيف ما ببيعه، بس بينباع عادي بأي صيدلية، ممكن يروحوا ويشتروه بدون وصفة أو فحوصات».

يقول محمد أبو عصب، عضو مجلس نقابة الصيادلة، إن الشركات الصانعة تصدّر للدول كميات مناسبة من الأدوية، بحسب معرفتها بإحصائيات المصابين بأمراض معينة في هذه الدول، وأن الكميات الواردة لن تلبّي الطلب عندما تُستخدم الأدوية لغير الاستطبابات التي صنعت لأجلها.

وبحسب مديرية الدواء في المؤسسة العامة للغذاء والدواء، فإن دواء أوزمبيك معتمد في الأردن لعلاج مرض السكري من النوع الثاني إلى جانب اتباع الحمية والتمارين، ويمكن استخدامه كعلاج وحيد أو إلى جانب علاجات أخرى، وهذا الاسم التجاري غير معتمد عندها لعلاج السمنة، وهو مسجل في المؤسسة بصفته دواء يصرف بموجب وصفة طبية فقط، وقد خاطبت المؤسسة نقابتي الأطباء والصيادلة للتعميم على منتسبيها بوصف وصرف الدواء بحسب الاستطباب المعتمد في المؤسسة وبما يضمن استمرار توفره في السوق للمرضى المعنيين.

ووفقًا لوزارة الصحة فإن 52% من مرضى السكري في الأردن يعانون من السمنة، وأن الأدوية التي GLP-1 ذات الفعالية في علاج السمنة متوفرة في القطاع الصحي الحكومي، وهي تصرف من قبل اللجان الطبية والاختصاصيين حسب الاستدعاءات الطبية. أما أوزمبيك تحديدًا فلا يتوفر حاليًا في المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة.

استخدام أوزمبيك لإنقاص الوزن وآثاره الجانبية وموانع استعماله

يساعد دواء أوزمبيك في إنقاص الوزن عبر إبطاء سرعة إفراغ المعدة، أي إبطاء سرعة انتقال الوجبات عبر الجهاز الهضمي، وهو ما قد يساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول، وبالتالي تقليل كمية الطعام التي يتناولها المريض. كما يساعد على منع ارتفاع نسبة السكر في الدم، فيقلّ شعور المريض بالجوع عندما لا تكون لديه تقلبات كبيرة في السيطرة على نسبة السكر في الدم. وقد يتسبب دواء أوزمبيك بشكل مؤقت في آثارٍ جانبية على الجهاز الهضمي، مثل الغثيان أو القيء، ما قد يقلل من الشهية، فتزيد بالتالي فعاليته في إنقاص الوزن.

عند استخدام أوزمبيك لإنقاص الوزن تزيد جرعة الدواء تدريجيًا، حيث تبدأ من حقن 0.25 مليجرام تحت الجلد مرة واحدة في الأسبوع لمدة أربعة أسابيع. وقد يزيد الطبيب الجرعة كل أربعة أسابيع، بحيث لا تزيد في أعلى مستوياتها عن 2.4 مليجرام في الأسبوع.

لكن، لا يستجيب جميع المرضى لفعالية أدوية GLP-1 في التنحيف. بحسب نصر فإن حوالي 20% من الحالات، أي مريضًا من كل خمسة، لا يستجيبون لتنزيل الوزن. مشيرًا إلى اختلاف تقييم الاستجابة بين المرضى، إذ يعتقد مرضى أنهم لم يستجيبوا للدواء لأنهم لم يصلوا إلى الوزن الذي يريدونه، لكن الاستجابة تُعتبر متحققة إذا ما فقد المريض أكثر من 5% من وزنه خلال فترة أربعة أشهر، وإذا لم تتحقق الاستجابة خلال هذه المدة فعادةً ما يميل الأطباء لإيقاف استخدامه. مضيفًا حالة أخرى لفشل الدواء وهي عندما يحقق المريض الاستجابة المطلوبة، لكنه يعود لاحقًا إلى تناول كميات أكبر من الطعام فيستعيد الوزن الذي فقده، وفي مثل هذه الحالات قد يلجأ الأطباء إلى وصف جرعة مداومة (Maintenance dose)؛ وهي جرعة منخفضة يأخذها المريض باستمرار بعد خسارة الوزن لئلا يستعيد ما فقده من وزن: «الخط الأول في علاج السمنة هو تغيير نمط الحياة، شو يعني؟ يعني مدى حياته المريض، مش ريجيم مدة أسبوع ومتحمس، مدى حياته ياكل أكل صحي سليم، وياخذ كفايته من الأكل مش زيادة، إذا المريض نزل وزنه الزايد ورجع على نمط صحي سليم، وأوقف الدواء، ممكن يظل وزنه كويس».

تبيع الصيدليات دواء أوزمبيك دون وصفة طبية، ونتيجة الإقبال المتزايد عليه من أجل التنحيف لم يعد باستطاعة مرضى السكري إيجاده بسهولة، ما اضطرهم إلى البحث عن بدائل عنه أو إيجاد طرق أخرى للحصول عليه.

وفي ذلك تتفق أخصائية التغذية أمل حداد، قائلة إن المرضى يستخدمون أدوية التنحيف هربًا إلى الطريق الأسرع والأسهل: «الدايت بده متابعة وتحدي والتزام وتشغل عقلك بالموضوع، الناس بتقولك خليني أجرب الحبة أو الإبرة هاي، خليني أشفط دهون، خليني أعمل عملية، بس بالأول والأخير كل الأشياء هاي يجمعها النظام الصحي مع الرياضة، وما بنجح ولا شيء من هاي الطرق بدون رياضة وبدون دايت».

يعتقد الصيدلاني سالم* أن الإقبال الكبير على أوزمبيك في الأردن، مقارنةً بأدوية التنحيف الأخرى، هو أن الدواء يؤخذ مرةً في الأسبوع، ما يقلل الآثار الجانبية التي يختبرها المريض: «واحد بقولك أنا يوم السبت بعطل، كل سبت باخذلي هالإبرة، شو فارق معاي؟ ولا كل يوم أغزّ حالي»، بالإضافة إلى أن سعره (96.35 دينار) أقل من مثيلاته من أدوية السكري المستخدمة في التنحيف (مثل ساكسيندا وسعره 243.18 دينار).

تشيع الآثار الجانبية لأوزمبيك على الجهاز الهضمي عند بدء العلاج، ولكنها تنخفض بمرور الوقت عند معظم المرضى. مع ذلك، قد يؤثر أوزمبيك على الشهية في بداية العلاج، وبحسب إحدى الدراسات فقد عانى 58% من المرضى الذين تلقوا جرعة أوزمبيك مقدارها 1 مليجرام من آثار جانبية معديّة معويّة خفيفة إلى معتدلة.

وكانت أكثر الآثار الجانبية شيوعًا الغثيان، والتقيؤ، والإسهال، وآلام المعدة، والإمساك.[4] «هاي الآثار الجانبية تتطلب المريض لما ياخذ الدواء يكون على اتصال بطبيب ويتابع معه، ممكن يقلّله الجرعة، يزيدله الجرعة، يؤخر الجرعة، الأمور مش ببساطة تروح ع الصيدلية وتشتري أوزمبيك وغزّ حالك وبنزل وزنك، يا ريت الأمور سهلة هيك»، يقول نصر.

لا يتسبب أوزمبيك بنقص السكر في الدم عن معدله القياسي (هبوط سكر الدم)، ومع ذلك يجب الحذر من هبوط السكر عند تناوله، خاصة لدى مرضى السكري الذين يتناولون أدوية أخرى تعمل على تخفيض نسبة السكر في الدم، مثل الأنسولين أو السلفونيل يوريا. كما يجب الانتباه من هبوط السكر في حال الامتناع عن الطعام أو ممارسة الرياضة أكثر من المعتاد، أو شرب الكحول (إذ قد يؤدي إلى انخفاض حاد في نسبة السكر في الدم). كما لا ينصح باستخدام هذا الدواء لمدة شهرين على الأقل قبل التخطيط للحمل.

ولا بدّ من مناقشة استخدام أي أدوية أخرى خلال استعمال عقار سيماجلوتايد مع الطبيب، وهذا ينطبق على الأدوية الموصوفة طبيًا، وتلك التي لا تتطلب وصفة طبية مثل الأسبرين وأدوية التحكم في الشهية والربو ونزلات البرد والسعال وحمى القش ومشاكل الجيوب الأنفية، بالإضافة إلى المكملات العشبية أو الفيتامينات.

قد يزيد عقار سيماجلوتايد من خطر الإصابة بأورام الغدة الدرقية، وبحسب نصر فإن من موانع استعماله وجود تاريخ عائلي أو شخصي من الإصابة بأورام الغدة الدرقية. كما لا يصرف الدواء لمرضى الفشل الكلوي، «الموانع هاي الدكتور بستفسر عنها قبل ليكتب الدواء، مش المريض يروح عالصيدلية ويسأل صاحبه وصاحبه يقله خذ هيك».

تجارب مرضى مع دواء أوزمبيك

على مدار ثلاث سنوات حاولت مريم* (36 عامًا) إنزال وزنها من 70 إلى 58 كغم، جربت خلالها ممارسة الرياضة واتباع حمية غذائية، لكن وزنها لم ينخفض. ثم استخدمت عقار أوزمبيك بناءً على نصيحة قريبتها التي تستخدمه علاجًا للسكري: «عندها سكري ونزل وزنها كثير، فوق الـ30 كيلو، حكتلي لا تستخدمي ساكسيندا، شوفي أوزمبيك، ساعتها رحت على طبيبة أخصائية غدد صماء وحكيتلها القصة».

عند استخدام ساكسيندا أصاب مريم تحسس في الجلد، فأوصت لها الطبيبة بأوزمبيك بديلًا عنه: «[أوزمبيك] أعراضه أخف بكثير وبسكّر الشهية أكثر، استخدمت ساكسيندا تقريبًا ثلاثة أسابيع وكانت الأعراض كثير صعبة لدرجة كنت بدي أقطعه، بس لما حولت على أوزمبيك كانت الأمور كثير أخف».

أثناء المتابعة الطبية لاستخدام أوزمبيك، طلبت الطبيبة من مريم فحوصاتٍ وصورَ سونار للغدة الدرقية والبنكرياس، وسألت عن التاريخ المرضي لها ولعائلتها، كما رفعت جرعة الدواء تدريحيًا: «بعد خمس شهور كمان صار عندي ألم شديد بالمعدة والأمعاء، صار عندي التهاب بسببه ورحت طبيب باطني وتعالجت».

أنزلت مريم وزنها بمعدل كيلوغرام واحد أسبوعيًا، وذلك لأنها لم تكن تتناول طعامًا صحيًا كما تقول، ثم وصلت إلى الوزن الذي تريده بعد ستة أشهر من استخدام الدواء: «الدوا هذا فعال، بالدايت العادي مكانش ينزل معي كيلو». بعد ذلك، صارت تأخذ جرعة مداومة (Maintenance dose) للحفاظ على وزنها، وهي تأخذها عندما تشعر بانفتاح شهيتها: «ممكن كل عشرة أيام، ممكن كل أسبوعين، بس طول ما شهيتي مسكرة ما باخذه». ورغم فعالية الدواء في حالتها إلا أنها تعتبره «مش إشي سهل» إذ لا بدّ أن يكون المريض واعيًا لأعراضه الجانبية وكيفية التعامل معها.

«اللي صار بالأردن، لما نزل أوزمبيك، حسب القواعد الإرشادية أعطيناه لمرضى السكري ونزل وزنهم، راحوا غير مرضى السكري صاروا ياخذوه عشان ينزل وزنهم، وبالفعل نزل وزنهم، بس هذا سبّب انقطاع الدواء بالأردن».

أما مروان شماس (63 عامًا) فهو منذ 18 عامًا مريض بالسكري من النوع الثاني، ويتناول عقار أوزمبيك منذ حوالي عام ونصف: «في 2015 عملت عملية قلب مفتوح والسكري كان إله الدور الأكبر بالموضوع، بعدها حاولت أضبط السكري، رحت على طبيب خاص وهو نصحني بالأوزمبيك، ومن وقتها نشكر الله أموري كثير ممتازة».

قبل أن يصف له الطبيب دواء أوزمبيك، إلى جانب دواءين آخرين لضبط السكري، طلب منه فحوصات الكلى والكبد والغلوكوز ومقاومة الأنسولين وجميع فحوصات الدم. وقد تدرّج معه في الجرعات من ربع مليجرام في الأسبوع، إلى نصف مليجرام بعد شهر، ثم مليجرام واحد، وما زال مستمرًا على هذه الجرعة، «الأمور حاليًا ممتازة واللعيان راح، والسكري ما بدي أقول رجع للوضع الطبيعي 100%، بس الوضع مقبول لمريض سكري، أنا كل يوم الصبح بقيس السكر ما بطلع أكثر من 110 أو 115 بأكثر الأحوال، وبدونه كان يوصل 170 أو 180».

بالإضافة إلى ذلك، خسر مروان 12 كيلو غرام من وزنه خلال فترة استخدام أوزمبيك: «بالبداية، لإنه كان في لعيان خفّت كمية الأكل وما بتكون النفس مفتوحة، مع إنه مريض السكري من النوع الثاني بحب ياكل كثير». اقتصرت الأعراض الجانبية التي اختبرها مروان على اللعيان، لكنها خفّت بمرور الوقت حتى اختفت. لا يجد مروان أوزمبيك حاليًا في الصيدليات، وصار يشتري دواء بديلًا وصفه له الطبيب.

منال (41 عامًا) هي الأخرى مريضة سكري من النوع الثاني، وتعاني من مشكلة مقاومة الأنسولين، وقد استخدمت دواء أوزمبيك لخمسة أشهر، بعد تجربة غير ناجحة في استخدام دواء ساكسيندا للتنحيف. وكانت قد جربت قبل اللجوء إلى الأدوية مختلف أنواع الحميات والصيام المتقطع والكيتو، ولم تحصل على أي نتيجة تذكر، إذ ظلّ الأيض لديها ضعيفًا بحسب ما أخبرتها الطبيبة.

أجرت منال، بناء على طلب طبيبتها، فحوصات أجسام مضادة والسكر التراكمي والغدة الدرقية، ثم وصفت لها أوزمبيك، وهي تستخدمه دواءً للتنحيف لا للسكري، فقد استمرت إلى جانبه باستخدام دواء آخر منظم للسكري (هو جلوكوفاج). وقد أنزلت وزنها خلال استخدام أوزمبيك من 69 كغم إلى 58 كغم: «تقريبًا في كل شهر خسرت كيلوغرامين، وهذا إشي ما كان يتحقق عندي وأنا عاملة ريجيم وماشية مع أخصائية تغذية».

لم تشعر منال بأعراض تُذكر عند استخدامها الدواء، إذ تقول إنها كانت تأخذ الجرعة يوم السبت وتبدأ بالإحساس بالشبع وانسداد الشهية يوم الإثنين، وبحلول الأربعاء تكون شهيتها قد انقطعت تمامًا. وقد أوقفت استعمال الدواء الآن بعدما وصلت إلى الوزن الذي تريده، فهي لا تعتمد عليه في السيطرة على السكري: «هسة الدور علي أنتبه شو بوكل وشو بشرب، لازم أنتبه للشهية وأتحكم فيها».

ونظرًا لزيادة الطلب على الدواء مؤخرًا، فقد واجهت منال صعوبة في الحصول عليه في الفترة الأخيرة من استخدامها له: «آخر فترة أوزمبيك اختفى من السوق، صار وجوده عبارة عن سوق سوداء، إذا بيعرفوك بأمنولك إياه، ما بيعرفوك ما بأمنولك إياه».

  • الهوامش

    * أسماء مستعارة بناءً على طلب أصحابها.

    [1] خلصت الدراسة إلى أن المشاركين الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة عند حصولهم على جرعة مقدارها 2.4 مليجرام من سيماجلوتايد، مرةً واحدة أسبوعيًا، بالإضافة إلى التغيرات في نمط الحياة، حققوا انخفاضًا في وزن الجسم مستمرًا وذي صلة سريريًا.

    [2] هو الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي.

    [3] مثل دواء ميتفورمين.

    [4] تم الإبلاغ عنها في أكثر من 5% من المرضى الذين عولجوا بأوزمبيك.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية