أبرز ما نشرنا في 2022

حبر في 2022: أبرز ما نشرنا

تصميم محمد شحادة

حبر في 2022: أبرز ما نشرنا

الأربعاء 28 كانون الأول 2022

مع نهاية كل عام، ننظر إلى الوراء مستذكرين أبرز ما نشرناه  في حبر من تقارير ومقالات واكبت أحداث العام، ولا شك أن 2022 جاءت بالكثير منها. فقد شهدنا على المستوى العالمي حربًا غيّرت الكثير من الخرائط وأعادت ترتيب العديد من التحالفات، وكان لها تداعيات ما تزال ملموسة حتى اليوم في الكثير من أنحاء الكوكب. وفي الوقت نفسه، شهدت الأردن والمنطقة أحداثًا تابعناها بتغطيات ميدانية وتحليلات معمقة، فضلًا عن استمرارنا في البحث عن قصص تستحق أن تروى لما تنقله لنا عن تغيرات مجتمعية أو ظواهر صاعدة.

وقد تكون الجائحة عادت إلى الخلفية هذا العام، مع انتشار اللقاحات والتكيف مع المرض، وربما الملل والتجاهل، لكن الصحة ظلت موضوعًا حاضرًا يشغل الناس أكثر من ذي قبل، وهو ما تفاعلنا معه في حبر بأشكال مختلفة.

ولا شك أن الحدث الرياضي الأهم في العالم فرض نفسه لما يزيد عن شهر. إذ تناولنا خلال كأس العالم سير العديد من أبرز لاعبي كرة القدم، وذكرياتنا معهم، فضلًا عن التفاعل مع البطولة وخلفياتها وما تعنيه على صعد عدة.

إليكم أبرز التقارير والمقالات المنشورة في حبر خلال العام وفق أهم العناوين التي تناولناها.

أحداث محلية

تبقى متابعة تطورات الشأن المحلي ركيزة أساسية في عملنا. إذ تفاعلنا هذه السنة مع حوادث شغلت الرأي العام، كانهيار عمارة اللويبدة التي راح ضحيتها 14 شخصًا، وحادث تسرب الغاز في ميناء العقبة الذي أودى بحياة 13 شخصًا، فضلًا عن وفاة المعلمة ربى مستريحي التي فتحت مجددًا ملف ظروف عمل المعلمات في المدارس الخاصة.

من جهة أخرى، تابعنا أحداثًا على الساحة السياسية تعلقت بتقلص مساحات العمل السياسي، كالملاحقة المتكررة للناشط أنس الجمل، والاعتقالات على خلفية مظاهرات ذكرى 24 آذار. إضافة لتطورات لافتة في المشهد الحزبي، كتجميد عضوية زكي بني ارشيد من حزب جبهة العمل الإسلامي.

قصص وظواهر

بعيدًا عن الأخبار العاجلة، تتبعنا قصصًا مجتمعية لافتة تقول لنا الكثير عن شكل الحياة في الأردن من نواح مختلفة. إذ قادنا حصول الطالبة أسماء أبو العروق من قرية الزمالية على المركز الأول في امتحانات التوجيهي للفرع الزراعي إلى الانغماس في قصة مدرستها الفريدة، التي كانت أول مدرسة في الأغوار الشمالية تقدم تعليمًا زراعيًا للبنات. بينما دخلنا عالم العاملين في نبش النفايات عبر بوابة قصة «زهرة»، التي تعيش داخل المكب الذي تعمل فيه، ولاحقنا قصص عدد من الأردنيين الذين هاجروا إلى تركيا بحثًا عن فرص أفضل، لكن الأزمة الاقتصادية هناك باتت تدفعهم لإعادة النظر في خطوتهم.

على صعيد آخر، كانت عيوننا مفتوحة على التقاط ظواهر اقتصادية واجتماعية تستجد وتنتشر دون أن تلفت الانتباه في كثير من الأحيان. فقد انتشرت بسرعة كبيرة هذه السنة عدة سيارات كهربائية جديدة دفعتنا لمتابعة هذا السوق الصاعد، وأسباب توسعه السريع. وتوقفنا عند ظاهرة متزايدة في بيع بعض المتقاعدين لرواتبهم التقاعدية مقابل مبالغ مقطوعة، وما يعنيه ذلك حول الصعوبات المعيشية المتفاقمة. ومع استمرار العودة البطيئة -لكن المتزايدة- للمهنيين الأردنيين العاملين في الخليج، وخاصة المهندسين منهم، تعمقنا في سوق عمل المهندسين في الأردن والمشكلة التي تواجه خريجي الهندسة من حيث تناقص فرص العمل سواء داخل أو خارج الأردن. من جهة أخرى، تابعنا ظواهر تنم عن تغيرات في السلوك الاجتماعي، كنزوع عدد متزايد من النساء العازبات نحو تجميد البويضات من أجل الإبقاء على خيار الإنجاب متاحًا في المستقبل.

الصحة بعد الجائحة

قد لا يكون من الدقيق اعتبار الجائحة أمرًا من الماضي، إذ ظل الفيروس حاضرًا كشبح يمكن أن يعاود الظهور بأشكال مختلفة، كما استمرت العديد من تداعياته، والدروس التي كشفها، كالمشكلة العميقة في بنية القطاع الدوائي الهادف للربح. لكن حتى وإن تراجعت الجائحة في سلم اهتمام الكثيرين، فقد حافظت الصحة على مكانها المتقدم فيه، في ضوء ما علمتنا إياه كورونا.

كان التفكير في مرض السكري كجائحة من نوع خاص أحد هذه الدروس، نظرًا لكونه أحد أبرز العوامل التي ترفع خطورة فيروس كورونا على المصابين به. من هذا المدخل، تناولنا في ملف موسع السكري الذي يعد أحد أهم أبرز أسباب الوفاة عالميًا، ليس كمشكلة بيولوجية فقط، وإنما كأزمة صحية عامة شديدة التأثر بالظروف الاجتماعية والاقتصادية.

من جهة أخرى، تابعنا أزمات صحية ممتدة ومتفاقمة، مثل ارتفاع أسعار الدواء في الأردن الذي يشكو منه كل من يعاني من أمراض مزمنة، خاصة في ظل عدم شمولية نظم التأمين الصحي، والمشكلة التي يخلقها بيع أدوية جديدة بلا وصفات طبية كدواء أوزمبيك الجديد لمرضى السكري، وتردي الرعاية الصحية المقدمة لكبار السن في الأردن.

إضافة لذلك، نقلنا تجارب شخصية تروي لنا جانبًا من العيش مع أمراض معينة، مثل الديسك الذي يعيق المصابين به عن الكثير في حياتهم، ورَوينا قصة «بنان» الفريدة التي تعكس صعوبة تشخيص مرض نادر في الأردن، والتبعات النفسية الثقيلة للحياة مع مرض غير معترف به، كما عرضنا عبر قصة ترويها صاحبة التجربة لمعنى الخضوع لعملية قصّ المعدة، في مسعى لإنقاص الوزن، والأفكار والمشاعر التي تصاحبها، والصراع الذي عرفته المريضة قبل العملية وبعدها. وفي إطار التجارب أيضًا، تناولنا موضوع الرضاعة الطبيعية من بوابة انخفاض نسبتها في الأردن، لنبحث في أسباب هذا الانخفاض عبر فهم تجارب الأمهات والعوائق التي يواجهنها، والأعباء النفسية التي تلقى على كاهلهنّ نتيجة خيارهن سواء بالإرضاع أو عدمه.

أخيرًا، تناولنا موضوعًا قد لا يُرى عادة بوصفه مرتبطًا بالصحة، وهو النوم، من النظر في التغيرات التي حصلت على النوم في الحياة الحديثة، إلى تبعات تقلب النوم على صحتنا الجسدية، إلى تأثير تثبيت التوقيت الصيفي على ذلك، وآليات تفاعل أجسامنا مع الضوء بما يؤثر على النوم وحتى الصحة النفسية.

حرب أوكرانيا وتداعياتها

على صعيد دولي، احتلت الحرب في أوكرانيا وآثارها المزلزلة حيزًا وازنًا من التحليلات والآراء التي عرضناها في حبر. إذ تناولنا الحرب نفسها من حيث الخلفيات الدولية التي حكمت الطريق إليها، ومسيرة الحياة السياسية الأوكرانية منذ الاستقلال، إضافة إلى متابعة التطورات العسكرية الأبرز بعد أشهر على اندلاع الحرب، خاصة مع إعلان التعبئة الجزئية في روسيا ودخول الصراع مرحلة جديدة. كذلك، تناولنا ارتدادات الحرب من زوايا عديدة، سواء على مستوى النقاش الإعلامي حول «التضامن» مع أوكرانيا، أو التداعيات الاقتصادية على منطقتنا، أو الحرب بعيون دول بعينها، من الصين إلى تركيا إلى الكيان الصهيوني.

أبعد من مجريات الحرب نفسها، تابعنا الآثار بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي والتصدعات في النظام الدولي التي باتت تنبئ بولادة عالم مختلف. فقد كان للعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا أثر كبير في إعادة فتح النقاش حول الأدوات المالية التي تمثل سلاحًا في يد الولايات المتحدة والغرب، وحول هيمنة الدولار على التداولات المالية والاحتياطيات النقدية في العالم، فضلًا عن احتكار التكنولوجيا المتقدمة الذي تحاول الولايات المتحدة التمسك به. هذا بدوره وضع خيارات دول عديدة على الطاولة، سواء في أوروبا التي وجدت نفسها ممزّقة بين مصالحها المباشرة وعلاقتها بالولايات المتحدة، أو في إفريقيا التي باتت تنظر إلى مستقبلها ضمن تحالفات أخرى.

محيط عربي

عربيًا، تناولنا عددًا من الملفات التي سيطرت على النقاش السياسي في المنطقة هذه السنة. ففي فلسطين، غطينا عددًا من الأحداث البارزة، من العدوان الأخير على غزة، إلى استشهاد شيرين أبو عاقلة وإشكاليات النقاش الإعلامي الذي لحقه، إلى صعود موجة جديدة من المقاومة المسلحة في الضفة الغربية. كما نشرنا تحليلات معمقة تتطرق لتغيرات أوسع على مستوى الصراع، سواء على من حيث تآكل بنى الحماية الاجتماعية في فلسطين وعلاقته بالصمود الشعبي، أو من حيث إشكاليات تأطير القضية الفلسطينية وفق خطابات غربية، أو عبر استشراف المرحلة المقبلة التي يتوقع أن تتلو الرحيل المرتقب لرئيس السلطة الفلسطينية، أو التحالفات العربية الناشئة حول الكيان، وأزمته العميقة والمستمرة.

من جهة أخرى، أفردنا ملفًا خاصًا بالذكرى الستين لانتصار الثورة الجزائرية، تناولنا فيه جوانب من تاريخها وامتداداتها وتركة الاستعمار الفرنسي. كما تناولنا تطورات بارزة في عدد من البلدان العربية، من الأزمة الاقتصادية في مصر والهبوط الحاد في سعر الجنيه، إلى الأزمة السياسية في تونس مع صعود قيس سعيد إلى السلطة، إضافة لتتبّع أزمات القوى السياسية الأخرى في البلاد، سواء اليسارية أو الإسلامية منها. فضلًا عن مراجعة سيرة حراك الريف المعارض في المغرب، وجذوره الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية.

أخيرًا، ناقشنا في سلسلة مقالات بحثية تاريخ نهر اليرموك الذي بات «يفصل» بين الأردن وسوريا وفلسطين، والذي تداخلت في تاريخه المياه والجغرافيا والسكان والسياسة والحرب، وبشكل يروي الكثير عن تشكل المنطقة على مدى أكثر من مئة عام.

سير ثقافية

في حقل آخر، ظلت الثقافة والفنون تحتل مساحة خاصة في محتوى حبر، وكان من بين ما سلطنا الضوء عليه هذه السنة سلسلة من الشخصيات الفنية والثقافية الأردنية والعربية، التي تناولنا باستفاضة سيرها والإرث الفني أو الأدبي الذي تركته وراءها. ففي الذكرى العشرين لرحيله، استعرضنا مسيرة الأديب الأردني مؤنس الرزاز وتحوّلاته الفكرية والسياسية والأدبية. كما عرضنا جانبًا من إرث الراحل سماح إدريس عبر التركيز على أدب الناشئة الفريد الذي أنتجه. وعلى صعيد الموسيقى، تناولنا سيرة المغنية الأردنية ميسون الصناع، التي حملت الإذاعة والتلفزيون الأردنييْن صوتها إلى الكثيرين، والمغني الأردني إسماعيل خضر التي فاقت شهرة بعض أغانيه شهرته هو.  

أمّا في مجال الفن التشكيلي، فقد أضأنا على مسيرة الفنانة الأردنية منى السعودي التي رحلت عن عالمنا هذه السنة، والتي شقت طريقها في مجال النحت، الذي لم يكن يغري الكثير من الفنانين -وخاصة- الفنانات العرب، لتصبح إحدى رواده في المنطقة. كما تناولنا سيرة الفنان التشكيلي العراقي محمود صبري الذي أسس مدرسة فنية خرجت جيلًا من الفنانين العراقيين بعده، والفنانة اللبنانية الأمريكية الراحلة إيتيل عدنان التي وسمت مسيرتها بـ«تأخرات» عديدة صاغت فرادة إنتاجها.

كأس العالم

كان لا بد لنا من وقفة مع بطولة كأس العالم التي أخذتنا على مدى شهر في رحلة درامية مشوبة بالكثير من الفرح والكثير من الحزن. فقد انطلقنا من سؤال بديهي دار في خلد كل مهتم بالكأس، وهو «كيف سنشاهد كأس العالم؟» في ظل احتكارات البث التي تنغص على كثيرين متعة البطولة العالمية.

وفي سياق ما تثيره الكأس دومًا من ذكريات، عدنا لنستعرض سيرًا موجزة لمن يصنفون أفضل لاعبين في تاريخ كرة القدم، رغم ما يجلبه مثل هذا التصنيف دومًا من تحيزات لا يمكن أن تخلو الكرة منها. ومن بين هؤلاء، تناولنا بشكل أكثر تعمقًا مسيرة لاعبيْن تاريخييْن، هما زين الدين زيدان من بوابة أبرز عشر مباريات تروي قصته الرائعة، ودييغو أرماندو مارادونا عبر إرثه في المدينة التي كانت توأمه؛ نابولي.

كما انتهزنا فرصة المونديال لنسلط الضوء على ما تثيره الكرة من شعور بالانتماء، القومي والمناطقي، في محاولة لفهم هذا الشعور والتجربة التي تصاحبه لا من باب التحليل المتعالي، بل من أخذ هذا «النشاط الكوني» على محمل الجد، كما يستحق. وفي ذات الإطار، تناولنا القرار المحمل سياسيًا واجتماعيًا، المطروح أمام اللاعبين الجزائريين في فرنسا، والمتمثل في اختيار المنتخب الذي سيلعبون تحت رايته، والتاريخ الشائك لكرة القدم بين البلد المستعمِر والبلد المتحرر من الاستعمار.

أخيرًا، في سياق ما حدث في هذه النسخة من كأس العالم فعلًا وحاضرًا من إنجاز مغربي عربي إفريقي تاريخي، اخترنا تتبع سيرة وليد الركراكي، المدرب الذي صعد مع فريقه إلى القمة، ليكون أول فريق إفريقي وعربي في المربع الذهبي لكأس العالم، عبر العودة إلى الحي الذي نشأ فيه، واقتفاء طريقه إلى النجومية.

نابولي تتنفس دييغو مارادونا

 

جيمس بيرد، ترجمة دعاء علي

 

أفضل 22 لاعب كرة قدم في التاريخ

مارك وايت، ترجمة كريم محمد وصفاء الزرقان

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية