أوميكرون: العلماء يلاحقون متحور كورونا الجديد

الأحد 05 كانون الأول 2021
ممرضة جنوب إفريقية ترتدي معدات الوقاية الشخصية
ممرضة ترتدي معدات الوقاية الشخصية في جناح كوفيد-19 بمستشفى تمبيسا، جنوب إفريقيا، آذار 2021. تصوير جيليم سارتوريو.

نشر هذا التقرير في مجلة «نيتشر» في 2 كانون الأول 2021.

بالكاد مرّ أسبوع منذ أن نبه العلماء في بوتسوانا وجنوب إفريقيا العالم إلى نوعٍ جديد سريع الانتشار من فيروس سارس-كوف-2، بات يعرف الآن باسم متحور أوميكرون. يتسابق الباحثون في جميع أنحاء العالم لفهم التهديد الذي يمثله هذا المتحور، الذي بات مؤكدًا الآن في أكثر من 20 دولة، على العالم. ومع ذلك، قد يحتاج العلماء لأسابيع لرسم صورة أكثر اكتمالًا عن متحور أوميكرون، وفهم قابليته للانتقال وشدته، فضلًا عن قدرته على التهرب من اللقاحات والتسبب في العدوى لمرة ثانية.

تقول سينجوتي ساها، عالمة الأحياء الدقيقة الجزيئية ومديرة مؤسسة أبحاث صحة الطفل في دكّا، بنغلاديش: «أينما ذهبت، يقول الجميع: أخبرينا المزيد عن أوميكرون، ما زال هناك فهم ضئيل جدًا لما يحدث، وهذا يسري حتى على العلماء».

يجمع هذا التقرير ما يعرفه العلماء حتى الآن عن متغير أوميكرون.

ما مدى سرعة انتشار متحور أوميكرون؟

إن الصعود السريع لمتحور أوميكرون في جنوب إفريقيا هو أكثر ما يقلق الباحثين، لأنه يشير إلى أن هذا المتحور يمكن أن يؤدي إلى زيادات هائلة في حالات كوفيد-19 في أماكن أخرى من العالم. في الأول من كانون الأول سجلت جنوب إفريقيا 8,561 حالة كوفيد-19، بعد أن كانت سجلت 3,402 حالة في 26 تشرين الثاني، وعدة مئات يوميًا في منتصف تشرين الثاني، وقد شهدت مقاطعة جوتنج ارتفاعًا شديدًا.

يقيس علماء الأوبئة نمو الوباء باستخدام عدد التكاثر الأساسي (R)، الذي يعبّر عن متوسط ​​عدد الحالات الجديدة التي تنتشر عن طريق كل إصابة. في أواخر تشرين الثاني، قرر المعهد الوطني للأمراض المعدية بجنوب إفريقيا (NICD) في جوهانسبرغ أن قيمة عدد التكاثر الأساسي في مقاطعة جوتنج أعلى من 2. ولوحظ هذا المستوى من النمو في عدد الحالات لآخر مرة في الأيام الأولى للوباء، حسبما قال ريتشارد ليسيلز، طبيب الأمراض المعدية في جامعة كوازولو ناتال في ديربان بجنوب إفريقيا، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي.

كانت قيمة عدد التكاثر الأساسي للفيروس في مقاطعة جوتنج أقل بكثير من 1 في أيلول الماضي، عندما كان متحور دلتا هو المتحور السائد، وكانت الحالات تتراجع، مما يشير إلى أن متحور أوميكرون لديه القدرة على الانتشار بشكل أسرع، وإصابة عدد أكبر بكثير من الأشخاص من متحور دلتا، كما يقول توم وينسيليرس، عالم الأحياء التطوري في جامعة لوفان الكاثوليكية في بلجيكا. بناءً على الارتفاع في حالات كوفيد-19 وبيانات التسلسل، يقدر وينسيليرس أن متحور أوميكرون يمكن أن يصيب ثلاثة إلى ستة أضعاف عدد الأشخاص الذين يصيبهم متحور دلتا، خلال نفس الفترة الزمنية، ويضيف: «هذه ميزة كبيرة للفيروس، لكن ليس لنا».

قد يرجع تفشي أوميكرون في جنوب إفريقيا إلى قدرته على إصابة المتعافين من كوفيد-19، وأولئك الذين تلقوا اللقاح.

سيراقب الباحثون كيف ينتشر أوميكرون في أجزاء أخرى من جنوب إفريقيا وعلى مستوى العالم للحصول على قراءة أفضل حول قابليته للانتقال، كما يقول كريستيان ألتهاوس، عالم الأوبئة الحاسوبية في جامعة برن في سويسرا. قد تؤدي المراقبة المتزايدة في جنوب إفريقيا إلى المبالغة في تقدير الباحثين للانتشار السريع لمتحور أوميكرون. ولكن إذا تكرر هذا النمط في بلدان أخرى، فهذا دليل قوي جدًا على أن متحور أوميكرون لديه ميزة سرعة الانتقال، كما يضيف ألتهاوس. «إذا لم يحدث ذلك، على سبيل المثال، في البلدان الأوروبية، فهذا يعني أن الأمور أكثر تعقيدًا قليلًا وتعتمد بشدة على المشهد المناعي. لذلك علينا أن ننتظر».

ورغم الحاجة إلى اختبارات تسلسل الجينوم لتأكيد حالات أوميكرون، إلا أن بعض اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل PCR يمكن أن تلتقط السمة التي تميز هذا المتحور عن متحور دلتا. بناءً على هذا، هناك دلائل أولية على أن عدد حالات متحور أوميكرون في المملكة المتحدة في ازدياد، رغم أنها ما زالت قليلة. يضيف ألتهاوس: «هذا بالتأكيد ليس ما نريد رؤيته الآن، وهذا يشير إلى أن متحور أوميكرون يمكن أن يتمتع أيضًا بميزة سرعة الانتقال في المملكة المتحدة».

هل يمكن لمتحور أوميكرون التغلب على المناعة من اللقاحات أو العدوى؟

يشير الارتفاع السريع في حالات أوميكرون في جنوب إفريقيا إلى أن لديه بعض القدرة على التغلب على المناعة. لقد تم تلقيح حوالي ربع سكان جنوب إفريقيا بشكل كامل، ومن المحتمل أن يكون جزء كبير من السكان قد أصيبوا بفيروس سارس-كوف-2 في موجات سابقة، كما يقول وينسيليرس، بناءً على معدلات الوفيات المرتفعة منذ بداية الوباء.

في هذا السياق، قد يرجع تفشي متحور أوميكرون في جنوب إفريقيا -إلى حدٍ كبير- إلى قدرته على إصابة الأشخاص الذين تعافوا سابقًا من كوفيد-19 الذي سببته متحورات دلتا وغيرها، بالإضافة إلى أولئك الذين تلقوا اللقاح. وجد تقرير تمهيدي في بداية كانون الأول من باحثين في المعهد الوطني للأمراض المعدية (NICD) أن حالات العدوى لمرة ثانية في جنوب إفريقيا قد زادت مع انتشار متحور أوميكرون. يقول ألتهاوس: «لسوء الحظ، هذه هي البيئة المثالية لتتطوّر فيها المتحورات القادرة على الهروب المناعي».

يقول أريس كاتزوراكيس، خبير التطور الفيروسي في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، إن مدى انتشار المتحور في مكان آخر قد يعتمد على عوامل مثل التطعيم ومعدلات الإصابة السابقة. «إذا قمت بإدخال المتحور بين مجموعة سكانية عالية التلقيح تخلّت عن التدابير الوقائية الأخرى، فقد تكون له الأفضلية هناك».

يريد الباحثون قياس قدرة أوميكرون على التهرب من الاستجابات المناعية والحماية التي تقدمها. على سبيل المثال، يقوم فريق بقيادة بيني مور، عالمة الفيروسات في NICD وجامعة ويتواترسراند في جوهانسبرج، بإجراء دراسة مخبرية لقياس قدرة العدوى السابقة والتلقيح على تحييد أو منع متحور أوميكرون، لكبحه عن إصابة الخلايا. يقوم فريقها بصنع جسيمات «فيروس كاذب» -وهي نسخة مصممة هندسيًا من فيروس نقص المناعة البشرية الذي يستخدم البروتين الشائك لفيروس سارس-كوف-2 لإصابة الخلايا- لمحاكاة متحور أوميكرون الذي يحتوي ما يصل إلى 32 تحورًا في البروتين الشائك.

يجري فريق آخر في جنوب إفريقيا، بقيادة عالم الفيروسات أليكس سيغال، في المعهد الإفريقي لأبحاث الصحة في ديربان، اختبارات مماثلة على الأجسام المضادة المعادلة للفيروس، باستخدام جزيئات معدية من فيروس سارس-كوف-2. وكذلك فريق بقيادة باي يونج شي، عالم الفيروسات في الفرع الطبي من جامعة تكساس في جالفستون، والذي يتعاون مع شركة فايزر بيونتك لتحديد كيفية مقاومة لقاحها لمتحور أوميكرون. يقول: «لقد كنت قلقًا للغاية عندما رأيت مجموعة الطفرات في البروتين الشائك، علينا فقط انتظار النتائج».

تشير الدراسات السابقة على طفرات البروتين الشائك التي حدثت في متحور أوميكرون -لا سيما في المنطقة التي تتعرف على مستقبلات الخلايا البشرية- إلى أن المتحور سيقلل من فاعلية الأجسام المضادة المعادِلة. على سبيل المثال، في ورقة مجلة نيتشر الصادرة في أيلول 2021، قام فريق بالاشتراك مع بول بينياسز، عالم الفيروسات في جامعة روكفلر في نيويورك، بتصميم نسخة شديدة التحور من البروتين الشائك، في فيروس غير قادر على التسبب في كوفيد-19، تشابه هذه النسخة أوميكرون في العديد من تحوراته. أثبت هذا «البروتين الشائك متعدد الطفرات» أنه مقاوم تمامًا للأجسام المضادة المعادلة من معظم الأشخاص الذين خضعوا للاختبار، والذين تلقوا جرعتين من لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال -مثل لقاح فايزر- أو تعافوا من كوفيد-19. مع متحور أوميكرون، «نتوقع أن تكون هناك ضربة كبيرة»، يقول بينياسز.

كيف ستعمل اللقاحات ضد متحور أوميكرون؟

إذا كان متحور أوميكرون قادرًا على تفادي الأجسام المضادة المعادلة، فهذا لا يعني أن الاستجابات المناعية الناتجة عن اللقاحات والعدوى السابقة لن توفر أي حماية ضد المتحور الجديد. تشير دراسات المناعة إلى أن المستويات المنخفضة نسبيًا من الأجسام المضادة المعادلة قد تحمي الأشخاص من الإصابة بحالات شديدة من كوفيد-19، كما يقول مايلز دافنبورت، أخصائي المناعة في جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، أستراليا.

قد تتأثر أجزاء أخرى من الجهاز المناعي، وخاصة الخلايا التائية، بطفرات أوميكرون بشكل أقل من تأثيرها على استجابات الأجسام المضادة. يخطط الباحثون في جنوب إفريقيا لقياس نشاط الخلايا التائية وعامل مناعي آخر يسمى الخلايا القاتلة الطبيعية (Natural killer cell)‏، والتي قد تكون مهمة بشكل خاص للحماية من الحالات الشديدة من كوفيد-19، كما يقول شابير ماضي، أخصائي اللقاحات في جامعة ويتواترسراند.

الجرعات الثالثة ترفع مستويات الأجسام المضادة المعادلة، ومن المحتمل أن يوفر ذلك حمايةً ضدّ قدرة أوميكرون على التهرب من هذه الأجسام المضادة.

ماضي، الذي قاد تجارب لقاح كوفيد-19 في جنوب إفريقيا، هو أيضًا جزء من الجهود المبذولة لإجراء دراسات وبائية لفعالية اللقاحات ضد متحور أوميكرون. هناك تقارير عن حالات عدوى اخترقت جميع اللقاحات الثلاثة التي تم إعطاؤها في جنوب إفريقيا، وهي جونسون آند جونسون، فايزر بيونتيك وأكسفورد أسترازينيكا. لكن ماضي يقول إن الباحثين سيرغبون في تحديد مستوى الحماية التي توفرها اللقاحات، وكذلك الحماية التي توفرها العدوى السابقة ضد متحور أوميكرون.

يشتبه ماضي في أن النتائج ستذكرنا بكيفية أداء لقاح أسترازينيكا ضدّ متحور بيتا، وهو متحور كان قادرًا على تحقيق الهروب المناعي، وتم تحديده في جنوب إفريقيا في أواخر عام 2020. وجدت دراسة بقيادة ماضي أن اللقاح يوفر حماية قليلة ضد الحالات الطفيفة والمعتدلة من كوفيد-19، بينما أظهر تحليل واقعي في كندا حماية فاقت الـ80% من دخول المستشفى.

يقول ماضي إنه إذا تصرف متحور أوميكرون بالمثل، «فسنشهد ارتفاعًا في عدد الحالات، كما سنشهد الكثير من حالات عدوى التي تخترق اللقاح، والكثير من حالات العدوى مرة أخرى. ولكن سيكون هناك تفاوت بين معدل الحالات في المجتمع ومعدل الاستشفاء». وتشير التقارير المبكرة إلى أن معظم إصابات عدوى الاختراق بأوميكرون كانت خفيفة، كما يقول ماضي. «بالنسبة لي، هذه إشارة إيجابية».

هل ستعمل الجرعات المعززة الحالية على تحسين الحماية ضد متحور أوميكرون؟

دفع تهديد أوميكرون بعض البلدان الغنية، مثل المملكة المتحدة، إلى تسريع وتوسيع نطاق الجرعات المعززة من لقاح كوفيد-19. لكن لم تتضح بعد فعالية هذه الجرعات المعززة.

الجرعات الثالثة ترفع مستويات الأجسام المضادة المعادلة، ومن المحتمل أن يوفر ذلك حمايةً ضدّ قدرة أوميكرون على التهرب من هذه الأجسام المضادة، كما يقول بينياسز. لقد بيّنت دراسة فريقه للبروتين الشائك متعدد الطفرات أن الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد-19 قبل أشهر من تلقيهم اللقاحات كانت لديهم أجسام مضادة لا تزال قادرة على منع طفرات البروتين الشائك. بالنسبة إلى بينياسز، تشير هذه النتائج إلى أن الأشخاص الذين تعرضوا بشكل متكرر للبروتين الشائك لفيروس سارس-كوف-2، سواء كان ذلك من خلال العدوى أو الجرعة المعززة، «من المحتمل جدًا أن يكون لديهم نشاط معادِل ضدّ متحور أوميكرون».

هل يسبب أوميكرون مرضًا أكثر اعتدالًا أو شدة من المتغيرات السابقة؟

ربطت التقارير المبكرة متحور أوميكرون بمرض خفيف، مما زاد الآمال في أن هذا المتحور قد يكون أقل حدّةً من بعض أسلافه. لكن هذه التقارير -التي غالبًا ما تستند إلى حالات أو قصاصات شحيحة من البيانات- يمكن أن تكون مضللة، كما تحذر موجي تشيفيك، اختصاصية الأمراض المعدية في جامعة سانت أندروز بالمملكة المتحدة. تقول: «يحاول الجميع العثور على بعض البيانات التي يمكن أن توجهنا، لكن الأمر صعب للغاية في الوقت الحالي».

عند تقييم شدة المتحور، يتمثل أحد التحديات الرئيسية في كيفية التحكم في المتغيرات العديدة المربكة التي يمكن أن تؤثر على مسار المرض، لا سيما عندما يكون التفشي متمركزًا جغرافيًا في بقعة ما. على سبيل المثال، يمكن أن تعكس التقارير التي تشير إلى أن عدوى أوميكرون في جنوب إفريقيا عبارة عن عدوى خفيفة حقيقة أن البلاد بها عدد سكان صغير نسبيًا، وقد تعرض العديد منهم بالفعل لفيروس سارس-كوف-2.

تقول تشيفيك إنه خلال الأيام الأولى لتفشي متحور دلتا، كانت هناك تقارير تفيد بأن المتحور يسبب مرضًا أكثر خطورة لدى الأطفال مقارنة بالمتحورات الأخرى، هذه الفكرة تبددت بمجرد جمع المزيد من البيانات.

سيعمل الباحثون على جمع بيانات حول عدوى أوميكرون في البلدان الأخرى. هذا الانتشار الجغرافي، وحجم العينة الأكبر مع تراكم الحالات، سيعطي الباحثين فكرة أفضل عن مدى قابلية تعميم الاستنتاجات المبكرة حول ارتباط متحور أوميكرون بالحالات الخفيفة. في النهاية، سيرغب الباحثون في إجراء دراسات الحالات والشواهد، حيث يتاح للعلماء مطابقة المجموعتين اللتين ستجرى عليهما الدراسة، من حيث العوامل المهمة، مثل العمر وحالة التلقيح والحالة الصحية. كما يجب جمع البيانات من كلا المجموعتين بشكل متزامن، لأن عدد مرات دخول المستشفى يمكن أن يتأثر بسعة المستشفيات الإجمالية في المنطقة.

والأهم من ذلك، سيحتاج الباحثون إلى التحكم في مستوى الحرمان الاقتصادي. تقول تشيفيك إن متحورًا جديدًا سريع الانتشار قد يصل إلى الفئات الضعيفة بسرعة أكبر، وذلك بحكم طبيعة عملهم أو ظروف معيشتهم، وغالبًا ما تعاني هذه المجموعات من مرض أكثر حدة.

كل هذا سيستغرق وقتًا، «أعتقد أن سؤال الخطورة سيكون أحد الأجزاء الأخيرة التي سنتمكن من حلها، هذا ما حدث مع دلتا»، تقول تشيفيك.

أين انتشر متحور أوميكرون وكيف يتتبعه العلماء؟

حتى الآن، تم اكتشاف أوميكرون في أكثر من 20 دولة حول العالم، وهو رقم يتزايد باستمرار مع الجهود المبذولة لتتبع الزيادة المتغيرة في جميع أنحاء العالم.

لكن القدرة على إجراء اختبارات تسلسل الجينوم بسرعة للعينات التي أظهرت نتيجة إيجابية في اختبارات كوفيد-19 تتركز في البلدان الغنية، مما يعني أن البيانات المبكرة حول انتشار متحور أوميكرون ستكون مشوهة.

تستفيد جهود المراقبة في البرازيل وبعض البلدان الأخرى من نتيجة مميزة في اختبارات PCR معينة يمكن أن تسمح بتحديد حالات أوميكرون المحتملة، ليجرى لها اختبار تسلسل الجينوم، كما يقول عالم الفيروسات ريناتو سانتانا في جامعة ميناس جيرايس الفيدرالية في البرازيل. يبحث الاختبار عن أجزاء من ثلاثة جينات فيروسية، أحدها هو الجين الذي يشفر البروتين الشائك. تمنع الطفرات في جين أوميكرون الشائك من اكتشافه في الاختبار، مما يعني أن العينات التي تحتوي على المتحور ستظهر نتيجة إيجابية فقط لاثنين من الجينات الفيروسية الثلاث.

ومع ذلك، لا يستخدم الجميع هذا الاختبار، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل تحديد انتشار أوميكرون بالكامل. رغم بعض المبادئ التوجيهية التي تحث الدول على إجراء تسلسل الجينوم على 5% من عيناتها التي أثبتت نتائج إيجابية لفيروس سارس-كوف-2، إلا أن قلة من الدول تستطيع القيام بذلك، كما يقول عالم الفيروسات الحاسوبي أندرسون بريتو في معهد «All for Health» في ساو باولو بالبرازيل. كما أن حظر السفر الذي سنته بعض الدول ضدّ جنوب إفريقيا ودول إفريقية أخرى في أعقاب اكتشاف أوميكرون يمكن أن يثني الحكومات عن مشاركة بيانات المراقبة الخاصة بها. يقول: «إننا نعاقب أولئك الذين قاموا بعمل جيد».

في بنغلاديش، التي تجري تسلسل الجينوم على حوالي 0.2% من عينات كوفيد-19 الإيجابية، سيكون الباحثون حريصين على تكثيف المراقبة الجينية لرصد أوميكرون والمتحورات الناشئة الأخرى، كما تقول سينجوتي ساها، عالمة الأحياء الدقيقة الجزيئية ومديرة مؤسسة أبحاث صحة الطفل في دكا. لكن الموارد محدودة. كما أن بنغلاديش تتعافى من تفشٍ كبير لحمى الضنك. «في جنوب الكرة الأرضية، نشعر جميعًا بالقلق من فيروس كورونا، لكن دعونا لا ننسى الأمراض المتوطنة لدينا، هناك حد للأمراض التي يمكننا أن نتعامل معها»، تقول ساها.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية