مدرسة السلط

قرن على ثانوية السلط: حكاية المدرسة في البدايات

تصميم محمد شحادة.

قرن على ثانوية السلط: حكاية المدرسة في البدايات

الأحد 29 كانون الثاني 2023

بين نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين كانت السلط قد استقرّت كأكبر تجمع سكّاني شرقيّ الأردن، وضمّ إضافةً إلى المسلمين مسيحيين من طوائف الروم الأرثوذكس واللاتين والبروتستانت والروم الكاثوليك. كما هاجرت إليها مجموعات من سكّان عكّا ونابلس والقدس والخليل والناصرة وسوريا ولبنان، إضافة إلى بعض الأتراك. وقصدها ساكنوها لأسباب عدة، منها تلك السياسية مثل بعض أهل نابلس، ومنهم الثائر قاسم الأحمد هاربًا من إبراهيم بن محمد علي باشا، أو اقتصاديّة مثل الشوام الذين رأوا فيها مكانًا ملائمًا للتجارة حيث تؤدي إلى أكثر من مدينة فلسطينية ولقربها من طريق الحجّ الشامي، أو لأسباب أمنيّة هروبًا من غزوات البدو للقرى المجاورة.[1]

مع بدايات القرن العشرين، وقعت العين على السلط لتكون عاصمةً لشرق الأردن؛ لهذا وعندما كان الأمير عبد الله الأوّل يُفاوض البريطانيين في لندن على استقلال الأردن، اختار نائبه الأمير شاكر بن زيد نقل دوائر الحكومة المركزية من عمّان إلى السلط، لأن عمّان كانت صغيرة حينها، وليس فيها منازل كافية لمكاتب الدوائر الحكوميّة وسكن الموظفين، ولم تستمر السلط عاصمةً إلّا لثلاثة أشهر، إذ فور عودته أرجع الأمير عبدالله عمّان عاصمةً.[2]

مدرسة السلط أوائل السبعينيات. المصدر: مركز التوثيق الملكي.

لم يكن غريبًا على المدينة إذن أن يوضع فيها -قبل قرن من الآن- حجر الأساس لأول مدرسة ثانوية في شرق الأردن، والتي ستظل لسنوات المدرسة الوحيدة التي تمنح شهادة الدراسة الثانوية الكاملة، فيأتي لها الطلّاب من مختلف المناطق ويدرّس فيها معلمون من بلاد الشام ومصر وحتّى الهند.

السلط كما تبدو من تل الجادور.

تنافس عثماني أوروبي

حتّى منتصف القرن التاسع عشر ظلّ التعليم شرقيّ الأردن يقتصر على الكتاتيب، والتحق به أبناء الشيوخ والوجهاء ليدرسوا القرآن والكتابة والقراءة. ومع استعادة الدولة العثمانية السُلطة على بلاد الشام من يد والي مصر محمد علي باشا -ومنها شرق الأردن- كان عليها أن تصلح أجهزة الدولة بما فيها التعليم، فأقرّت قانون إصلاح التعليم، وأصدرت نظام المعارف عام 1869، الذي نصّ على إلزاميّة التعليم، وفتح مدارس حكوميّة، والسماح -بعد إقرار نظام المِلل للطوائف المسيحية وإرساليّاتها بإنشاء المدارس وإدارتها.

بالعموم، أسّست الطوائف المسيحيّة المدارس الأولى في شرق الأردن، ومنها مدارس أنشأتها في السلط منذ منتصف القرن التاسع عشر؛ فافتتحت طائفة الروم الأرثوذوكس، على نفقة بطريركية الروم الأرثوذكس ومقرّها القدس، أول مدرسة في المدينة عام 1850، ثم أنشأ المطران صموئيل غوبات مدرسة الكتاب المقدس عام 1856، وبعدها أنشأ مجمّع المرسلين (جمعية خيرية مسيحية) المدرسة الإنجيلية عام 1867.[3] وبعد 24 عامًا على إنشاء أول مدرسة مسيحية، افتتحت أول مدرسةٍ حكوميّة عثمانية عام 1874.

دفع التنافس بين الطوائف والإرساليّات المسيحية في بناء المدارس الدولةَ العثمانية إلى افتتاح مدارس أكثر في ولاياتها الرئيسيّة تخوفًا من تغلغل الدول الأوروبية في مناطق نفوذها، فشهدت السلط تأسيس مدرستين حكوميتين جديدتين ليصير فيها ثلاث مدارس،[4] تقلصت لاحقًا إلى واحدةٍ يدرس فيها 38 طالبًا، وكانت تسمّى المدرسة الأنموذج.

أسباب تراجع عدد هذه المدارس ليست واضحة، لكن ثمة ترجيحات تقول إن الأهالي كانوا يفضّلون الكتاتيب لأن مدّة التعليم فيها قصيرة، وتقتصر على فصليْ الشتاء والربيع في تسعة أشهر، الأمر الذي يجعل الطلاب متاحين لمساعدة ذويهم في الزراعة والأعمال، فيما يمتدّ دوام المدارس الحكوميّة لـ294 يومًا في السنة.[5] أو ربّما بسبب تسرب الطلاب من المدرسة، خاصّة بعد أن أصبحت الدولة العثمانية تركز على التعليم باللغة التركية، وربمّا كذلك لسبب آخر يتعلّق بعدم رغبة الأهالي في الإفصاح عن أسماء أولادهم في هذه المدارس خوفًا من إحصائهم لتجنيدهم وإرسالهم إلى ساحات القتال لاحقًا.

مكتبة مدرسة السلط الثانوية.

المدرسة المتنقلة

رحلت الدولة العثمانيّة عن المنطقة بعد نشوب الحرب العالمية الأولى، وراحت معها مدرسة السلط، إذ أغلقت في عام 1918. لكن أعيد افتتاحها بعد عام واحد فقط في بيوت مستأجرة، إذ كان مبنى المدرسة قديمًا ويشكّل خطرًا على الطلّاب. وقد بدأت الدراسة في بيت الرهوان في حي الجدعة، ثم انتقلت إلى بيت الحاج عبدالله الداود، ثم إلى بيت رشيد باشا المدفعي وأخيرًا إلى بيت النابلسي.[6]

كان التعليم في المدرسة خلال هذه الفترة يصل إلى الصف السادس، وكان معظم الطلاب من مدينة السلط والقرى المجاورة لها. فيما اعتمدت المدرسة على بعض المناهج القديمة التي درسها الطلاب في مدارس الدولة العثمانية، بالإضافة إلى مناهج جديدة مثل مناهج «مدرسة النجاح الوطنية» في نابلس، ومناهج المدارس السورية التي كانت تعتمد على المناهج الفرنسيّة، كما يقول المؤرخ محمد خريسات لـ«حبر».

مجموعة كتب درسها طلاب المدرسة في سنواتها الأولى، موجودة في متحف الكتاب في السلط.

أدار المدرسة ودرّس فيها خلال سنواتها الأولى معلمون من بلاد الشام ومصر، وخاصةً أولئك المطاردين من الاستعمار الفرنسي في سوريا الذين لجأوا إلى الأردن، وسيكون لهذه الفئة من المعلمين تأثير سياسيّ على الطلبة.

في العام الدراسيّ 1922/1923، استحدث الصفّ السابع في المدرسة؛ وهو آنذاك بمثابة الصف الأول الثانوي اليوم، فجاء الطلبة من مناطق بعيدة عن السلط، وأُنشئ القسم الليلي لمبيت الطلبة في بيوت مستأجرة أيضًا. يعتقد خريسات أن إنشاء هذا القسم يعود إلى وجود مدراء للمدرسة درسوا في مدارس فيها سكنات داخلية في سوريا وفلسطين وإسطنبول، مثل رشيد المدفعي ومحمد أديب وهبة.

لكن ثمة إشارة أخرى في أرشيف المدرسة ربمّا تفسّر سبب إنشاء هذا القسم، ففي عام 1923 قرر مدير المدرسة أن يُحضر الطلاب إلى المدرسة ليلًا، ووفر لهم وسائل القراءة، وكلّف معلمين بمراقبتهم. جاء هذا القرار بعدما لاحظ المدير عدم قدرة الطلبة على متابعة دروسهم ليلًا في منازلهم وهم من أبناء السلط، لعدم توفر الضوء اللازم للمطالعة ليلًا، أو لضيق منازلهم، أو بسبب الأعمال التي يوكلون بها من عائلاتهم.[7]

لعاميْن ظلّت المدرسة تتنقل بين البيوت المستأجرة، ثم برزت فكرة إنشاء مبنى خاص للمدرسة، وتشكّلت لجان لهذه الغاية، مكوّنة من الحاكم الإداري ورئيس البلدية والأهالي وبعض الخوارنة، لاختيار موقع جديد وجمع التبرعات للبناء. اختارت اللجان قطعة أرض بمساحة 30 دونمًا تقع في أراضي مقام النبي جادور، وكرم مزيد المشيني وسعيد أبو جابر، وأحمد الحديدي، وحسّان خير، وأولاد رجا الحديدي.[8] ويقول خريسات إن اختيار اللجان لهذه المنطقة جاء لقربها من سوق المدينة.

تبرّع بعض أصحاب الأراضي لبناء المدرسة، وتبّرع الناس بالمال، وعمل بعضهم في بنائها، وفتح مساجين سجن السلط الطريق إليها، وجلب الناس أدوات البناء من خشب وحديد وإسمنت وبلاط من وادي شعيب بعد أن وصلته من حيفا. ثم وضع حجر الأساس في 18 حزيران 1923، وحضر الأمير عبدالله الافتتاح.[9]

مدخل المدرسة، ويظهر فيه اسمها وتاريخ تأسيسها.

استمر البناء لعامين ونصف، وخلال ذلك، تحديدًا في صيف عام 1924، أخلى مجلس المعارف القسم الليلي لتحويل مخصصاته وأثاثه إلى مدرسة صناعية تنوي الحكومة تأسيسها في عمّان، لأنّ فوائد القسم الليلي لا تساوي تأسيس مدرسة صناعية في عمّان، فعارض المواطنون القرار، ما اضطر الحكومة إلى إعادته.[10]
وقد استقبل المبنى الجديد الطلاب مع بداية العام الدراسي في أيلول 1925.

الكشافة في مدرسة السلط، عام 1926. المصدر: مركز التوثيق الملكي.

ظلّت المدرسة ابتدائيّة حتى عام 1922، تدرّس ستّة صفوف من الأول حتى السادس، وتحمل الاسم العثماني القديم؛ مدرسة الأنموذج أو مكتب الأنموذج. وخلال الأعوام 1922 وحتى 1925 استحدثت المدرسة صفًا أعلى في كل عام، حتّى استحدثت في العام الدراسي 1925/1926 الصف العاشر، أي ما كان يسمى الرابع الثانوي، وبهذا كانت مدرسة السلط أول مدرسة ثانوية في شرق الأردن، وحملت اسم مدرسة تجهيز السلط، وصارت تضم قسمين: التجهيز أي القسم الثانوي من السابع حتى العاشر، والأنموذج أيّ الابتدائي، بالإضافة إلى صفّ حضانة يسمى التحضيري.

في عام 1929، وبعد تزايد عدد الطلبة في المدرسة نتيجة استقطابها التلاميذ من جميع مناطق شرق الأردن بسبب عدم وجود مدرسة ثانوية كاملة غيرها، لم تعد المدرسة قادرة على الاستمرار في إسكان الطلبة، فألغي القسم الليلي واستأجر الطلّاب الوافدون بيوتًا في المدينة على حسابهم الخاص.[11]

المدرسة من الداخل، ويظهر فيه البلاط الذي ما زال موجودًا منذ تأسيسها.

خريجو المدرسة في الحياة العامّة

يُحدد أكثر من مصدر عقد الثلاثينيّات بالتاريخ الذي ابتدأ فيه توظيف أبناء المنطقة المتخرجين في المدارس الثانوية، بعد استقرار تخريج دفعات سنوية من طلّاب هذه المدارس،[12] وكانت مدرسة السلط واحدة منها، لكنها تفوّقت على المدارس الأخرى في الكرك وإربد وعمّان بأنها تدرّس المرحلة الثانوية الكاملة؛ أي حتّى الرابع الثانوي، فيما المدارس الأخرى تدرّس الثانوية المتوسطة حتى الثاني الثانوي.

لذا لجأت بعض الدوائر الحكوميّة لمدرسة السلط، وطلبت منها تقديم أسماء من يرغب في التعيين من تلاميذ المدرسة ممن أنهوا الصف الرابع الثانوي، وستظلّ مدرسة السلط المدرسة الوحيدة التي تدرّس المرحلة الثانوية الكاملة حتّى العام 1945 حين افتتح الصفّ الثالث الثانوي في مدارس عمّان وإربد.[13]

مدرسو وخريجو السنة الدراسيّة 1926 – 1927.

سياسيًا، أثّر المدرسون السوريّون الفارّون من الاستعمار الفرنسي، وكان الكثير منهم يحمل أفكارًا قوميّة، على أفكار الطلبة، وكان مدرسون آخرون منخرطين في تنظيمات الإخوان المسلمين وأنصار السلام التابع للحزب الشيوعي الأردني، بالإضافة إلى التحريريين، بحسب خريسات.

في كتابه «مدرسة السلط: سيرة ومسيرة» يتذكّر فهد العزب، وهو واحدٌ من طلبة المدرسة في نهاية الثلاثينيات وبداية الأربعينيّات، المظاهرات والإضرابات والاعتصامات التي لم تنقطع خلال سنوات دراسته دعمًا للشعب الفلسطيني ضد الاستعمار البريطاني والصهيونية، أو مناصرةً لسوريا ولبنان والعراق والمغرب العربي ضد المستعمر. وقد قاد طلبة المدرسة -بحسب العزب- المظاهرات سيرًا على الأقدام من السلط إلى عمان للتغلب على الحواجز الأمنية، وللمشاركة في تحريض طلاب المدارس الرئيسية في عمّان على الانضمام لهم للتظاهر في العاصمة.[14]

منظر عام للمدرسة من الخارج.

في عقد الخمسينيّات صارت المدرسة قاعدة وطنيّة ينطلق منها طلّابها للاحتجاج على المعاهدة البريطانية الأردنيّة ووجود البريطاني كلوب باشا على رأس الجيش. يقول العزب حول تأثير أجواء المدرسة عليه: «إن المناخ الوطني الذي عشنا فيه منذ طفولتنا وحتّى شبابنا في المدينة والمدرسة والعمل السياسي الذي مارسناه آنذاك كان الأساس لكل نشاط سياسي لاحق ولغاية اليوم».

هكذا، تعبّر حكاية مدرسة السلط في بداياتها عن إصرار الناس على كسر طبقية التعليم الذي ظلّ لسنوات طويلة مقتصرًا على أبناء الوجهاء والشيوخ المقتدرين في الكتاتيب. وقد ساعد في وجودها جوّ المنافسة الذي أوجده تسابق الطوائف والإرساليات المسيحيّة في بناء المدارس الأولى في المدينة. ثم صارت ثانويةً بمساهمة رجال بلاد الشام، وشكّلت آنذاك الخيار الوحيد لأهالي شرق الأردن ليكمل أولادهم أعلى مرحلة تعليمية متاحة في تلك الفترة، منهيةً بذلك اضطرار الطلبة للسفر إلى سوريا أو فلسطين أو تركيا لإكمال دراستهم.

صور لخريجي مدرسة السلط من فترات مختلفة.

  • الهوامش

    [1] المعلومات عن المدينة وأحيائها، وسكّانها، والهجرات إليها، تعتمد على كتاب جورج فريد طريف داود، السلط وجوارها (1864-1921)، سلسلة منشورات بنك الأعمال، عمّان، ط1، 1994، الذي اعتمد فيه المؤلف على مصادر أوليّة مثل سجّلات: المحاكم الشرعيّة، الكنائس، دائرة الأراضي والمساحة، الفيصليّة، والدستور العثماني، والسالنمات، وهي موجودة في صفحات: 237، 238، 239، 244، 248-270، 374

    [2] منيب الماضي وسليمان الموسى، تاريخ الأردن في القرن العشرين، (1900-1959)، ج1، ط 3، 2017، دار ورد للنشر والتوزيع، ص 252

    [3] ثم لحقتها مدرسة أنشأتها البطريركية اللاتينية في القدس عام 1871، ومدرسة أخرى تابعة للبروتستانت عام 1885، المصدر كتاب مدرسة السلط: سيرة ومسيرة، مجموعة مؤلفين، ج1، منشورات لجنة التراث في جامعة مؤتة، 1997، ص 67.

    [4] هند أبو الشعر، تاريخ شرقي الأردن في العهد العثماني (1516-1918)، منشورات اللجنة العليا لكتابة تاريخ الأردن، عمّان،2001، ص 563، 555، 558

    [5] جورج فريد طريف داود، السلط وجوارها (1864-1921)، سلسلة منشورات بنك الأعمال، عمّان، ط1، 1994، ص 370، 374

    [6] مدرسة السلط: سيرة ومسيرة،ج1، مجموعة مؤلفين، منشورات لجنة التراث في جامعة مؤتة، 1997، ص 78 و 79

    [7] كتاب رقم (283) تاريخ 15 مارس 1923 من كتاب مدرسة السلط: سيرة ومسيرة، ج1، مجموعة مؤلفين، منشورات لجنة التراث/جامعة مؤتة 1997 ص 309

    [8] مدرسة السلط: سيرة ومسيرة،ج1، مجموعة مؤلفين،، منشورات لجنة التراث في جامعة مؤتة، 1997، ص 79، 80

    [9] ثمة مصادر تفيد أن الافتتاح كان في أيّار من نفس العام، مثل كتاب السلط وجوارها لجورج طريف داود، لكن كتاب مدرسة السلط: سيرة ومسيرة(ص 80) اعتمد تاريخ 18 حزيران من العام نفسه بالاعتماد على كتاب حاكم السلط الإداري رقم 2/353 .8 بتاريخ 12 حزيران 1923

    [10] محمد عبد القادر خريسات، دراسات في تاريخ مدينة السلط(الصلط) وزارة الثقافة، ط1، 1997، ص 101

    [11] مدرسة السلط: سيرة ومسيرة، ج2، مجموعة مؤلفين، منشورات لجنة التراث/جامعة مؤتة 1997 ص 81، 103، 113.

    [12] منيب الماضي وسليمان الموسى، تاريخ الأردن في القرن العشرين، (1900-1959)، ج1، ط 3، 2017، دار ورد للنشر والتوزيع، ص 368.

    [13] مدرسة السلط: سيرة ومسيرة، ج1، مجموعة مؤلفين، منشورات لجنة التراث/جامعة مؤتة 1997 ص 306.

    [14] الدكتور فهد العزب، مدرسة السلط: سيرة ومسيرة، ج2، مجموعة مؤلفين، منشورات لجنة التراث/ جامعة مؤتة 1997، ص 68 و 69.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية