هل تستطيع الفحوصات السريعة الكشف عن أوميكرون؟

الإثنين 24 كانون الثاني 2022
الفحص السريع لكورونا
مجموعة من فحوصات الأجسام المضادة السريعة تظهر نتائج سلبية. تصوير إينا فاسبندر. أ ف ب.

نشر هذا المقال للمرة الأولى بالإنجليزية في مجلة ذا ساينتيست، بتاريخ 14 كانون الثاني 2022.

بعد سبعة أسابيع من إعلان منظمة الصحة العالمية أن أوميكرون هو أحد تحورات فيروس كورونا المثيرة للقلق، أدى هذا المتحور الجديد من الفيروس إلى طفرات هائلة في أعداد الحالات حول العالم. بمعدلات انتشاره الحالية، توقعت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء (11 كانون الثاني)، أن يصيب هذا المتحور أكثر من نصف سكان أوروبا وآسيا الوسطى خلال الأسابيع الستة إلى الثمانية المقبلة. ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. يمثل أوميكرون الآن أكثر من 95% من مئات آلاف الحالات الجديدة التي يتم الإبلاغ عنها يوميًا في الولايات المتحدة.

بينما يتسابق العلماء لفهم المتحور الجديد، وكيف يمكن للطفرات في جينومه أن تساهم في قابليته للانتقال وإصابة المرضى، ظهرت أسئلة بخصوص الفحوصات التي أصبحت تلعب دورًا حاسمًا في كشف العدوى.

تكتشف فحوصات الأجسام المضادة السريعة، التي تسمى أيضًا بفحوصات التدفق الجانبي، البروتينات الفيروسية من فيروس كورونا في المخاط من أنف الشخص أو حلقه. هذه الفحوصات السريعة وسهلة التنفيذ استخدمت على نطاق واسع، ليس فقط لمراقبة معدلات الإصابة على مستوى السكان، ولكن لمساعدة الأشخاص على اتخاذ قرارات بشأن ما إذا كانوا يريدون استخدام وسائل النقل العام، أو الذهاب إلى العمل، أو الاجتماع مع الأصدقاء والعائلة، أو إرسال طفل إلى المدرسة. وتقديرًا لقيمتها، التزمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشحن ما يصل إلى مليار عينة منزلية مجانية منها للأسر في جميع أنحاء البلاد، وأعلنت أن شركات التأمين الخاصة ستكون مطالبة بتعويض الأشخاص عن قيمة الفحوصات.

ومع ذلك، فقد دفعت التقارير في الأسبوعين الماضيين إلى نقاش بين العلماء وخبراء الصحة العامة حول ما إذا كانت الأشكال المتاحة حاليًا من هذه الفحوصات بنفس الفاعلية في التقاط إصابات أوميكرون كما كانت في كشف المتحورات السابقة، وبالتالي ما إذا كان ينبغي تعديل كيفية استخدامها أو تفسيرها.

ذكرت دراسة صغيرة أجراها باحثون في الولايات المتحدة هذا الشهر، على سبيل المثال، أن اثنين من فحوصات المستضدات السريعة المستخدمة على نطاق واسع «أبوت بيناكس ناو» (Abbott BinaxNOW) و«كويدل كويكفو» (Quidel QuickVue) بدت متأخرة لعدة أيام في اكتشاف حالات أوميكرون، مع استمرار ظهور نتائج العديد من فحوصات أشخاص مصابين سلبية، رغم تلقيهم نتائج إيجابية من فحوصات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) لعينات اللعاب، وهي الفحوصات الأكثر دقة ولكن الأبطأ، ونقَل بعض المشاركين الفيروس عن غير قصد إلى أشخاص آخرين بعد تلقيهم النتائج السلبية في فحوصات المستضدات السريعة. في ورقتهم البحثية التي نُشرت كدراسة أولية على موقع medRxiv في الخامس من كانون الثاني، والتي غُطيت على نطاق واسع في وسائل الإعلام، تكهن مؤلفو الدراسة بأن الفحوصات السريعة من المحتمل أن تكون أقل فعالية عند إجراء المسوح في أماكن العمل لأوميكرون مما كانت عليه بالنسبة للمتحورات الأخرى.

قارنت دراسة سابقة، نشرها باحثون في سويسرا كدراسة أولية، أداء سبعة فحوصات مستضدات أولية لكوفيد-19 على الفيروس المستزرع، بدلًا من العينات المقدمة من أشخاص. خلص مؤلفو تلك الورقة إلى أن التشخيص قد يكون بطبيعته أقل حساسية لأوميكرون. قامت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لاحقًا بتضمين الفكرة في أحد تحديثات أوميكرون الخاصة بها، مشيرة في أواخر كانون الأول إلى أن «البيانات المبكرة تشير إلى أن فحوصات المستضد تكتشف متحور أوميكرون، ولكنها ربما تكون أقل دقة».

مجموعات أخرى توصلت إلى استنتاجات مختلفة قليلًا. قررت إحدى الفرق التي نشرت النتائج كدراسة أولية على medRxiv يوم الإثنين (10 كانون الثاني) أنه في حين أن الفحوصات السريعة التي عاينوها كانت أقل دقة من فحوصات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) في الكشف عن أوميكرون، فقد نجحت في كشف إصابة 95% من الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الفيروس، وأكثر من ذلك عند أخذ الأشخاص الذين يعانون من الأعراض فقط في الحسبان.

تتوافق النتائج، المتعلقة تحديدًا بـ«أبوت بيناكس ناو» (Abbott BinaxNOW)، مع ما تم توثيقه عن فحوصات المتحورات الأخرى، وتشير إلى أنه «لا يبدو أن هناك أي عجز في الأداء مع أوميكرون»، كما أخبر المؤلف المشارك في الدراسة جوزيف ديريزي من جامعة كاليفورنيا، وسان فرانسيسكو، وتشان زوكربيرج بيوهب، صحيفة نيويورك تايمز.

أعلنت العديد من المنظمات الوطنية الآن عن خططها الخاصة للتحقيق. في يوم الأحد التاسع من كانون الثاني، على سبيل المثال، قال وزير الصحة الألماني الطبيب كارل لوترباخ لقناة البث المحلية ARD إن إحدى الوكالات الصحية الحكومية تجري تقييمًا لأداء الفحوصات المختلفة، وستوصي بتلك التي تكشف إصابات أوميكرون بدقة أكبر. وقال، وفقًا لرويترز، «لا نعرف بالضبط مدى نجاح هذه الفحوصات مع أوميكرون»، مشددًا على أن فحص كوفيد-19 لا يزال مهمًا.

وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، التي خلصت مبدئيًا إلى أن أجهزة التدفق الجانبي المستخدمة حاليًا من قبل الخدمة الصحية الوطنية تظهر دقة مماثلة لأوميكرون مقارنة بالمتحورات الأخرى، تُواصل أيضًا مراقبة أدائها.

في الوقت الحالي، من غير الواضح ما إذا كانت فحوصات المستضدات السريعة أقل فعالية حقًا في كشف حالات أوميكرون، أو ما الذي قد يتسبب في مثل هذا الاختلاف، كما يقول الباحثون الذين تحدثوا مع «ذا ساينتيست» (The Scientist). ولكن رغم أهمية الدراسة من منظور فهم أوميكرون بشكل أفضل، فمن المحتمل أن تكون أي اختلافات في الدقة صغيرة ولا تمثل سببًا لمخاوف الصحة العامة، بشرط أن يستمر الأشخاص في استخدام أجهزة الفحص بشكل معقول، كما يقول آل إدواردز، الذي يبحث ويطور الفحوصات السريرية والميكروبيولوجية في كلية الصيدلة بجامعة ريدنج.

يقول إدواردز: «إذا كنت تستخدمها مع العلم أنها ليست مثالية»، مثل أي فحص تشخيصي، «وبالتالي إذا كانت أقل إحكامًا أو أكثر إحكامًا، فهذه ليست مشكلة كبيرة».

لماذا قد يكون أداء الفحوصات أقل دقة لأوميكرون؟

رغم الطبيعة الأولية للبيانات، فقد قدم العلماء وخبراء الصحة العامة عددًا من الفرضيات لشرح السبب في أن بعض الفحوصات السريعة قد تبدو أقل جودة مع هذا المتحور.

أحد الاحتمالات التي أبرزتها إدارة الغذاء والدواء، هو أن الأجهزة أقل حساسية لهذا الشكل المحدد من كوفيد-19. يمكن أن يحدث هذا إذا كانت الأجسام المضادة الموجودة في الفحص السريع أسوأ في الارتباط بمولد ضد فيروسي معين في العينة، ربما بسبب تغيير في بنية هذا المستضد. أفادت شركة «أفاكا» (Avacta) في المملكة المتحدة مؤخرًا إلى أن هذه الحساسية المنخفضة هي السبب في إيقافها مؤقتًا لمبيعات فحص المستضد السريع الخاص بها، بعد أن أظهرت الفحوصات المعملية الداخلية أن الجهاز حدد حالات أوميكرون أقل من حالات العدوى بمتحورات أخرى في العينات السريرية التي كانت مستويات الفيروس فيها منخفضة، كما ذكرت رويترز هذا الأسبوع.

يقول إدواردز إنه رغم أن بعض الفحوصات قد تكون أقل حساسية لمتحورات معينة لهذا السبب، فمن غير المرجح أن تكون مشكلة عامة. يقول: «من المحتمل أن يتوقف منتج واحد عن العمل مع متحور واحد. لكن معظم المنتجات ستستخدم أجسامًا مضادة مختلفة لاكتشاف الفيروس، لذلك لن تتوقع أبدًا فشل جميع فحوصات التدفق الجانبي في نفس الوقت». لاحظ بعض الباحثين، وكذلك شركة صناعة الفحوصات أبوت، أنه بينما يحتوي أوميكرون على طفرات جينية مقارنة بأسلافه، فإن العديد من هذه الطفرات موجودة في ما يعرف باسم بروتين سبايك، وليس في بروتين القفيصة النووية (Nucleocapsid N) المستهدف في العديد من فحوصات المستضدات السريعة.

السبب المنفصل الذي يجعل الفحوصات تبدو أقل دقة لأوميكرون من المتحورات الأخرى هو أن كمية الفيروس التي تدخل في العينة أقل من المعتاد. في هذه الحالة، عدد عينات الأشخاص المصابين بأوميكرون، التي تحتوي على مستضد فيروسي كافٍ للوصول إلى حد اكتشاف جهاز الفحص للإصابة، يكون أقل.

يمكن أن يحدث هذا، على سبيل المثال، إذا كان أوميكرون يتكاثر في أجزاء مختلفة من الجسم من المتحورات السابقة، وبالتالي «ربما لا يأخذ الناس عينات في المكان المناسب ليكونوا قادرين على اكتشاف الفيروس»، كما تقول عالم المناعة جيجي كويك جرونفال، كبيرة الباحثين في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي وأستاذة مشاركة في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة. وفقًا لهذه الفرضية، قد يكون شخص ما «قادرًا على الحصول على المزيد من الفيروسات من اللعاب أو مسحة الحلق» أكثر من مسحة الأنف.

أحد الأسباب التي تجعل الفحوصات تبدو أقل دقة لأوميكرون من المتحورات الأخرى هو أن كمية الفيروس التي تدخل في العينة أقل من المعتاد.

دعمت دراستان هذه الفكرة. فسر بعض الباحثين الدراسة الأمريكية التي أجريت هذا الشهر، والتي قارنت فحوصات المستضدات السريعة وفحوصات اللعاب (PCR)، على أنها تشير إلى أن مسحة الحلق تلتقط المزيد من الحالات، على سبيل المثال. ووجدت دراسة أولية أخرى من باحثين في جنوب إفريقيا أن فحوصات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) كانت أفضل في اكتشاف الحالات الإيجابية في مسحات الحلق مقارنة بمسحات الأنف. لكن إدواردز يحذر من أن هذه الأنواع من المقارنات صعبة التنفيذ، وأنه ينتظر المزيد من البيانات قبل أن يستخلص استنتاجات حول ما إذا كان موقع المسح من المحتمل أن يساهم في اختلافات جوهرية في أداء الفحوصات لأوميكرون.

هناك احتمال آخر يتعلق بقدرة أوميكرون الواضحة على التكاثر بشكل أسرع، على الأقل في أنسجة معينة، من المتحورات السابقة، كما تلاحظ جرونفال، مما يعني أن النتيجة السلبية مفيدة لوقت أقل. بعبارة أخرى، «ينتقل الأشخاص من كونهم تحت الحد المطلوب للعدوى إلى كون نتيجة فحصهم إيجابية بسرعة أكبر بكثير من تحور دلتا». قد يفسر هذا بعض الدراسات التي تشير إلى «أن الناس كانوا ينقلون العدوى قبل أن تكون نتائج فحوصاتهم إيجابية».

ناقش العلماء الذين يدرسون بيولوجيا انتشار أوميكرون، بالإضافة إلى ما سبق، ما إذا كانت التقارير الخاصة بانخفاض فعالية الفحوصات يمكن أن تكون في الواقع مرتبطة بالاختلافات الأساسية في كيفية مقارنة العدوى بأوميكرون بالعدوى بالمتحورات السابقة من كورونا. يمكن أن يرتبط المتحور الذي يكون معديًا عند جرعات أقل، على سبيل المثال، بمعدل نتائج سلبية خاطئة أعلى لدى الأشخاص المصابين بالعدوى.

لا تزال الدراسات الجزيئية والفيروسية التي تبحث في انتقال أوميكرون في مراحلها المبكرة، ولكن عددًا من الدراسات الأولية المنشورة في الأسابيع القليلة الماضية تشير إلى أنه قد تكون هناك اختلافات ذات صلة في كيفية ومكان إصابة أوميكرون بالأنسجة البشرية. على سبيل المثال، اكتشف رافيندرا جوبتا، أستاذ علم الأحياء الدقيقة السريرية في جامعة كامبريدج، وزملاؤه أنه يبدو وأن أوميكرون ابتعد عن إصابة الخلايا المستهدفة في المتحورات السابقة من كورونا، أي تلك التي تحتوي على كل من بروتينات ACE2 وTMPRSS على أسطحها. وبينما لا يزال أوميكرون يحتاج إلى مستقبلات ACE2، أصبح الآن أفضل بكثير في الدخول إلى الخلايا التي تحتوي على القليل من TMPRSS2 أو التي لا تحتوي عليه إطلاقًا.

هذا التغيير، الذي أبلغ عنه الفريق في دراسة أولية قبل بضعة أسابيع، يمكن أن يفسر الملاحظات التي تشير إلى أن أوميكرون يميل إلى التواجد بكميات أكبر في الممرات الهوائية العلوية، مثل الأنف والحنجرة، وليس في أعماق الرئتين، وهي خطوة قد تجعل الفيروس أكثر قابلية للانتقال من خلال زيادة الكمية التي يطلقها الشخص عندما يتحدث أو يسعل، بحسب جوبتا. ويضيف أن بعض البيانات الأولية تشير أيضًا إلى أن أوميكرون قد زاد من تقارب الارتباط ببروتين ACE2 (رغم أن هذه النتيجة غير متسقة مع المجموعات البحثية)، وهو شيء يمكن أن يزيد قابلية العدوى، وقد يعني أن هناك حاجة إلى كمية أقل من الفيروس لإصابة شخص آخر.

درس عالم الفيروسات الجزيئية جو جروف، من مركز أبحاث الفيروسات بجامعة MRC، وزملاؤه أيضًا كيف تختلف عدوى أوميكرون عن المتحورات السابقة على المستوى الخلوي. لقد أبلغوا في دراسة أولية حديثة أن الاعتماد المنخفض على TMPRSS2 يبدو وأنه مرتبط بتبدلٍ في آلية دخول الخلية: إذ بينما استخدمت المتحورات السابقة من كورونا TMPRSS2 للانصهار مع غشاء الخلية وحقن محتوياتها، يفضل أوميكرون مسارًا خلويًا داخليًا مستقلًا عن TMPRSS2 حيث تبتلع الخلية الفيروس.

يتكهن جروف أن هذا التبدل، الذي أشير إليه ضمنًا من خلال عمل المجموعات الأخرى أيضًا، يمكن أن يجعل أوميكرون أكثر استقرارًا وبالتالي من المحتمل أن يكون أكثر قابلية للانتقال مقارنة بالمتحورات السابقة. بالنسبة للفيروسات بشكل عام، «يتطلب اندماج سطح الخلية عادةً أن يكون للفيروس محفز ما يؤدي إلى الاندماج بسهولة أكبر. هذا أمر جيد لدخول الخلية، ولكنه ليس جيدًا للاستقرار»، كما يقول، ولكن من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان هذا الاتجاه العام يؤثر على انتشار كوفيد-19.

عندما يتعلق الأمر بشرح الاختلافات المحتملة في فحوصات أوميكرون، لا يزال يتعين على الباحثين إثارة هذه الفرضيات وغيرها بعيدًا عن بعضها البعض، وعن العوامل المربكة التي تعقد مقارنات أوميكرون مع المتحورات السابقة، مثل حقيقة أنه بينما انتشرت المتحورات السابقة من خلال المجموعات السكانية المعرضة للإصابة إلى حد كبير، كان العديد من الأشخاص المصابين بأوميكرون متلقين للمطعوم و/ أو أصيبوا بمتحور سابق.

تقول جرونفال إن «الأفكار وفيرة والفرضيات المحتملة وفيرة، لكن الحقيقة هي أننا بحاجة إلى إجراء هذه الدراسات حتى نتأكد منها».

هل يجب على الناس تغيير سلوكهم؟

حتى بدون تفسير واضح لما يجري في فحص أوميكرون، استجابت بعض البلدان للدراسات الحديثة من خلال التوصية بتغييرات في طريقة استخدام فحوصات المستضدات السريعة.

على سبيل المثال، ناقش العديد من الباحثين في الولايات المتحدة دور أخذ مسحة من الأنف والحنجرة في تعزيز فرصة الفحص في التقاط ما يكفي من الفيروسات لاكتشافها. (كانت بعض البلدان، مثل المملكة المتحدة، قد وافقت بالفعل على أجهزة مصممة للعمل مع عينات الحلق والأنف).

«من المحتمل أن يتوقف منتج واحد عن العمل مع متحور واحد. لكن معظم المنتجات ستستخدم أجسامًا مضادة مختلفة لاكتشاف الفيروس، لذلك لن تتوقع أبدًا فشل جميع فحوصات التدفق الجانبي في نفس الوقت».

يقول الباحثون الذين تحدثوا إلى ذا ساينتست إن هناك نقصًا في الأدلة على أن هذه الممارسة مفيدة. تقول جرونفال: «أعتقد أن العناوين الرئيسية قد تجاوزت بالفعل ما نعرفه، فيما يتعلق بالحلق»، مضيفةً أن استخدام هذا النهج في الفحوصات المصممة للعمل فقط مع مسحات الأنف ليس طريقة معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. في حين أنه «سيكون من المدهش إذا لم ينجح [فحص مستضد سريع]» مع مسحة من الحلق والأنف، كما تقول، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لإظهار ما إذا كان هناك فرق في الأداء.

وقد نصحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية نفسها بعدم القيام بهذه الممارسة، قائلة في تغريدة [مطلع هذا الشهر] إن «فحوصات المستضدات المنزلية المتاحة اليوم مسموح بها فقط باستخدام مسحات الأنف. ليس لدينا أي بيانات حتى الآن تشير إلى أن مسحات الحلق هي طريقة دقيقة أو مناسبة للفحوصات في المنزل».

إدواردز، الذي تعاون مع باحثين آخرين في الجهود المبذولة لجعل الإرشادات الخاصة بالتشخيصات المنزلية واضحة قدر الإمكان، يردد هذه النقطة، مشيرًا إلى أنه من الصعب بالفعل ضمان اتباع الأشخاص للإرشادات الموجودة على هذه الأجهزة. يقول إن تغيير طبيعة الفحص أو تعليماته «يقوّض نوعًا ما فهم أي شخص لكيفية عمل الفحص»، مضيفًا أن العلماء غالبًا ما يكافحون لتقييم فعالية التشخيص في تقليل انتقال المرض «في البرية».

تفول جرونفال إن إحدى الطرق السهلة التي يمكن للأشخاص من خلالها تحسين استخدامهم للفحوصات المنزلية، لا سيما في سياق تقليل المخاطر في مناسبة اجتماعية أو تجمع، هي استخدام الأجهزة في أقرب وقت ممكن من الحدث الذي سيرتادونه. وتضيف أن هذه كانت دائمًا ممارسة جيدة، ولكن «إذا اتضح أن سبب عدم دقة الفحوصات هو أن [أوميكرون] يتكاثر بشكل أسرع [و] ينتقل الأشخاص فيه من نتيجة الفحص السلبية إلى الإيجابية بسرعة أكبر»، عندها يصبح بالغ الأهمية ألا يُستخدم الفحص أبكر مما يجب.

قبل كل شيء، يجب أن يتذكر الناس أنه لا يوجد فحص مثالي، كما يؤكد الباحثون الذين تحدثوا مع ذا ساينتست، النتيجة السلبية ليست ضمانًا أبدًا أن الشخص ليس مصابًا بكوفيد-19 أو أنه غير قادر على نقل العدوى للآخرين. تختلف حالات كوفيد-19 اختلافًا كبيرًا بين الأفراد، حيث ينتج الأشخاص وينشرون كميات مختلفة من الفيروسات في أوقات مختلفة بعد الإصابة، كما يقول إدواردز. رغم بعض الاقتراحات التي تشير إلى عكس ذلك، كما يجادل، فإن «فحوصات التدفق الجانبي ليست جيدة لكشف ما إذا كنت مُعديًا» على المستوى الفردي: «لا يوجد فحص، لا تفاعل البوليميريز المتسلسل PCR أو غيره، يمكن أن يثبت أنك لست معديًا».

تقول جرونفال إنها تنصح الناس «بالتفكير في الوقت الذي يُحتمل أن يتعرضوا فيه للفيروس، إذا كانوا يعانون من أعراض ولكن لم تكن نتيجة الفحص إيجابية بعد، فمن المحتمل أن يكونوا مصابين [و] يحتاجون إلى إعادة الفحص في غضون يومين». وتضيف أن الناس يجب أن يتذكروا أيضًا أن الفحص يجب أن يقترن باللقاح والتدابير الصحية الأخرى للمساعدة في منع انتشار كوفيد-19.

يوافق إدواردز على أن الفحص هو مجرد جزء واحد من المعركة ضد كوفيد-19، قائلًا إنه غير قلق بشأن التغييرات الصغيرة في أداء الفحص للمتحورات المختلفة. يقول: «الشيء الوحيد الذي يقلقني هو أن يكون الناس قادرين على الاعتقاد بأن [فحوصات المستضدات السريعة] مثالية عندما لا تكون كذلك، أو إذا اعتقد الناس أن الفحوصات ليست مثالية فلا يجب أن يبالوا بها. الطرفان المتطرفان ضاران للغاية، أحدهما هو قول: حسنًا، لقد أجريت الفحص، وأنا أعلم أن نتيجتي سلبية، ويمكنني أن أفعل ما أريد، والآخر هو قول: حسنًا، لن أبالي بهذه الاختبارات لأنها غير دقيقة».

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية