عيد الفالنتين أصله عربي

بقلم ياسمين الغرايبة

Photo by Gideon Lichfield - Licensed under Creative Commons

أعلن في هذا اليوم احتدام المنافسة في ميادين الحب. فالفوز بالقلوب أضحى أصعب بقليل والحكي فيه لم يعد “ببلاش” ! والسبب أن هذه السنة أن هناك مَن حَمل أكبر وردة حمراء ومن فاز بجائزة أكبر قلب، وهناك من لم يثقل على حبيبته بالكلام بل سهر على مدى أيام و تحمل بردا ومطراً تحت شُرُفاتها طالباً الرضا وهناك مات من أجل من يحب.

و هناك مَن حين قال لحبيبته “يا عمري” لم يأبه بأن ينتهي عمره لأجلها، ولم يرتعد عند أول تهديد ولم يكن ليتراجع حتى تصبح له. و حين قال لها “للأبد”, لم يهرب و لم يتركها في ضيقتها وتركَ انتظار الفرج على أبواب السفارات الاجنبية ولم يعطها وعوداً كاذبة بالعودة ولم يُجبرها أن تنتظر سراباً.

لا أفقه في السياسة كثيراً و لا أفقه في الحب شيئاً. والواقع أنني و سائر من هم في عمري (أول العشرينات) قد ولدنا وفي فمنا “فلسطين حرة عربية” و قد كنا – للأسف لطول الصراع – قد قاربنا على الاعتياد على كلمة شهيد. ولم يكن لدينا مثال حي لثورة عربية كالثورتين اللتين عشناهما في الأيام الماضية وكنّا قد ظننا أن زمن الثورات تماما كزمن المعجزات … قد وَلّى.

حتى أعيدت صياغة التعاريف و عُلمنا درساً دون أن يُلتفت الينا وأُثبتَ لنا أن الساكت عن الحق شيطان اخرس (و المشكلة في من لا يخرس بل يفاخر بالغلط).إنني اليوم أعلم معنى الثورة وكيف أنها قد تأتي بأشكال مختلفة ككبسة (Attending) مثلاً. هذه الثورات جاءت لتثبت أننا شعوب محبه وأن العروبه حُلم ولكنها ليست بكذبة، فدوام الحال من المحال. وأن أزمة ثقتنا بأنفسنا كَعرب كانت قد أعمتنا عن حقيقة أن الديقراطية نصنعها نحن، والشجاعة من عنّا، والفالتين أصله عربي!

هذا العيد لا أحد منا خارج اللعبة .. كلنا بحاجة لمن يحبنا كما أحبَت تلك البلاد… لا ترضى بحب أقل من ذلك. ودير بالك أنَّ كلمة بحبك ليست بكلمة سهلة… فكر مرتين قبل أن تقولها لأي أحد… فكر مرتين قبل أن تقولها لوطنك… فكر فيما أنت مستعد لتقديمه…

كل عام وإنتو بخير !

Lina:
Related Post