خيار وفقوس

بقلم ياسمين الغرايبة

قبل اسابيع قليلة تخرجت من الجامعة وانضممت على حد قول احد اصدقائي الى طوابير العاطلين عن العمل.الجميع يعلم ان البحث عن وظيفة ليست بشئ سهل فهو بحد ذاته وظيفة دائمة. بس الواحد بعمل اللي عليه وبتوكل على الله وفي خضم البحث في الجرايد والوبسايتات والعديد العديد من الايميلات المرسلة تنتظر أن يرن تلفونك. وبيوم من الايام رن!

-الو مرحبا
-اهلا
-معك لارا من شركة ن.ع
-اهلا وسهلا
-ياسمين بس بدي اسألك احنا شركة كبيرة وبدي اعرف لاي دائرة أوجه (سي – في )تك. اي مجال يتفضلي؟

أجبت ببراءة الخريج، فما ما كان من لارا إلا أن قالت: “ممممم …. آه بصراحة (سي – في )تك كتير منيحة بس لهادا “البوزشن” نحنا بدنا شاب.”

انتهى الاتصال بقولها ان السي في (CV) ستبقى في قاعدة بيانات الشركة. تبادلنا الشكر وكبست cancel.

مرت خمس دقائق كاملة … كامله هه! قبل ان استوعب انني قد حرمت من فرصة لوظيفة أريدها و(على حد قول لارا) انني كفؤ لها فقط لأنني بنت. مرت خمس دقائق كاملة قبل ان اشعر ان هناك اشي غلط في هذه المكالمة. والاسوأ ان هذا الاتصال (الغلط) هو الذي نبهني انه في اشي غلط في الاعلانات “مطلوب موظف” و “مطلوب موظفة” التي أشبعت بها عيناي.

أو يمكن يكون الاشي الغلط في عقلي. يعني يمكن ان تكون هناك وظائف في طبيعة الحال يفضل ان يعمل بها شاب. أتفهم ذلك. ولكن من يقرر أن فتاة أو امرأة لن تستطيع القيام بتلك الاعمال؟ هل سبق وأن أعطيت الفرصة لفتيات أو سيدات للقيام بذلك؟ ألم تثبت المرأة الاردنية انها (أخت الرجال) وانها على قدر عال من المسؤوليه؟ ومن الرقيب أنه ليس هناك تمييز؟

سؤال ثاني (يوز) لي ضميري به. صحيح أنني مقتنعة تماما بالمساواة بس عنا الموضوع يدخل فيه (مليون سنجق عرض). يعني معلش ان تأخذ إحدانا وظيفة يفترض أنها صممت لشاب في حين لا نتردد في طلب شقة وسيارة وخدامه لمن يدق باب اهلنا؟ هل في ذلك مساواة؟

و لماذا الوم احمد أو حسين (أو مين ما أخذ تلك الوظيفة) ما المشكلة اكبر مني و منه، المشكلة أننا تعيش في منطقة فيها أعلى معدلات بطالة في العالم وليست بمفأجاة أن أغلب العاطلات عن العمل هن من النساء.

الخلاصة أنه في الأشهر الماضية جرى الحديث عن إصلاحات كثيرة في الاردن وعلت اصوات تريد ديمقراطية ودستورية ملكية وأشياء اخرى من العيار الثقيل، بينما في يوم كعيد المرأة تتحدد مطالبي في شيء واحد: أن لا أعامل كفقوسه، إما كلنا خيار او كلنا فقوس…غير هيك مافيش مجال ولا بيمشي الحال!

Lina:
Related Post