تصوير حسام دعنة
مع قرب انقضاء القسم الأقسى من الشتاء (أو ما يسميه كبارنا المربعانية)، يستعد الناس لإعادة مدافئهم إلى الزوايا البعيدة في بيوتهم، لتعود لوظيفتها السابقة في تكديس الغبار بعد أسابيع من استنزاف جيوبهم، وربما تهديد صحتهم.
فمع الارتفاعات المتكررة في أسعار المحروقات، التي تلتها ارتفاعات مشابهة في أسعار الكهرباء، لم يعد هناك مهرب اقتصادي لاتقاء شر الشتاء، إذ أصبحت خيارات التدفئة المختلفة مكلفة وإن بتفاوت. حتى الوسائل الأكثر تقليدية، كمدافئ الأنابيب (أو البواري) ومواقد الجمر (الكانون) لم تعد متوفرة بتلك السهولة، إذ ارتفعت كذلك أسعار الحطب والفحم إلى حدود غير مسبوقة.
هذه الظروف دفعت العديدين إلى استخدام مواد مختلفة للتدفئة قد يكون بعضها غير مألوف، بإشعالها في مدافئ البواري والمواقد، من الجفت الذي تخلفه أنوية الزيتون عند عصره، إلى الخرد الخشبية والنفايات الورقية أو حتى البلاستيكية.
لكن هذه الخيارات الاضطرارية، وحتى الوسائل المعتادة كمدافئ الكاز والغاز، كلّفت أصحابها أكثر من الأعباء المادية في بعض الأحيان. فعدم مراعاة شروط التهوية أو الحذر عند الإشعال تسبب في وفاة 22 شخصًا في الأردن العام الماضي، إما بالاختناق لتسرب الغاز أو نفاذ الأكسجين، أو بالحرق المباشر لامتداد ألسنة النار من المدافئ.
فريق حبر يأخذكم إلى داخل بيوت (وخيم) الأردنيين في عدة مناطق، ليريكم بالصور كيف يقضون شتاءهم، ووسائل التدفئة المتنوعة التي يستخدمونها لذلك.