فيلم “ن وزيتون” للمخرجة امتياز دياب
في فيلم “ن وزيتون” تكشف المخرجة امتياز دياب وعد الإنسان الفلسطيني بأن يتذكر، وأن لا ينسى حبه لنفسه وأرضه، إلى الأبد .ويرصد فيلم “ن وزيتون” رحلات “مراد” في عرض الأفلام الفلسطينية القديمة التي صورت في نفس تلك الأرياف المنسية، وكانوا سكانها من ممثلي تلك الأفلام ولم يشهدوا أنفسهم فيها. يشاهدوا هذه الأفلام مع مراد (مانح الفرح)، لا أرباح مادية طائلة يسعى لحصدها هذا الشاب الذي يطوف القرى بسيارته، ويجمع الأهالي ليشاهدوا العروض في الساحات.
ويعرض الفيلم أمام الجمهور العام في العاصمة الأردنية عمّان، وذلك بعد عرض خيري خاص في اليوم السابق (تنظمه مؤسسة الحسين للسرطان ويخصص كامل ريعه لصندوق الخير الفلسطيني التابع له).
الكاميرا في “ن وزيتون” ليست مجرد آلة، إنها عين إنسانية عاشقة وطافحة بالحنان، تمزج – بصريا- بين الماء والتراب والأشجار والأحجار، وتستلهم – فكريا- حرف “النون”، باعتباره حرف “فلسطين” وحرف “الزيتون” وحرف “النسوة” في وطن تلد فيه الأمهات أبناءهن للزفاف في الجنازات كما في الأعراس.
الاحتلال في الفيلم هامش أو خلفية، لكنه كابوس مخيف يحلم الفلسطينيون بالخلاص منه ليمارسوا حقهم – كبقية البشر- في العيش والحب والفرح، دون خوف أو تأنيب ضمير أو خجل. لا حشد في “ن وزيتون” ولا تعبئة ولا صراخ ولا بطولة. لن تجد هنا فيلما كلاسيكيا عن الضحية والجلاد، ولا القمع والحرية. هنا نشيد حزين لشعب “يحاصر حصاره” بالحلم، ويتشبث بأقدامه في عمق الأرض بنفس الخبرة التي تعلمها من جذور أشجار الزيتون المقدسة.
وبعد العروض الأولى في القدس ورام الله قبل أشهر انطلق “ن وزيتون” في عروض في مناسبات ومهرجانات في بيروت وجنيف وبرلين وامستردام. الفيلم من إنتاج شركة الأرز وقناه الجزيرة الوثائقية، وحظي في نسخته النهائية على رعاية من بنك فلسطين، شركة فلسطين للتنمية والاستثمار(باديكو القابضة)، مجموعة الاتصالات الفلسطينية (بال جروب) وصندوق الاستثمار الفلسطيني.
