في إطار برنامج الأمسيات الشعرية الذي تنظمه مؤسسة عبدالحميد شومان بالتعاون مع مؤسسة وتر للثقافة والإبداع، يستضيف منتدى شومان الثقافي الشاعر العربي الكبير حيدر محمود. يدير الأمسية الشاعر جريس سماوي.
لا يوجد كلمة تفي الشاعر العربي الكبير حيدر محمود حقه، ولا حتى كلمات، فهو بدأ بالقصيدة، وظل مع القصيدة، بل نازل شعراء على مدار عقود وظل البطل. لا يستطيع أحد أن يجاريه في سرعة البديهة، ولا في الخيال. هو ليس بساحر ولكنه ينطق سحراً. فإن سمعته، تدهشك الصورة التي يشكلها ببضع كلمات.
البعض يعتبره شاعر المناسبة، ونحن نعترف له بأنه شاعر الحقيقة، فكان بوسعه أن يمضي حياته على ريش النعام. ولكنه اختار المنازلة، حتى إنه سجن في حياته من أجل قصيدة.
تسلم مسؤوليات، وكان على قدر المسؤولية، بل إن حياته المهنية لا تخلو من مناصب رسمية عدة: من وزير، إلى سفير، إلى مدير، ولكنه كان يظل في كل مرة الشاعر. وما يدعو للتوقف أنه كلما تقدم حيدر محمود في العمر، أصبحت قصيدته أكثر عمقاً، وكلمته أكثر قدرة على إثارة البكاء الممزوج بالضحك.