بقلم علاء السلال
في يوم السبت الموافق 02/10/2010 ، استيقظنا على صوت العصافير المغردة في عمان، وانطلقنا متجهين إلى نادي السيارات الملكي،
وكعادة عمان في الصباح الباكر، الشوارع مفروشة بالهدوء ترحب بكل من يطؤها قبل ساعات الذروة.
وصلنا وبدأت فرق المتسابقين بالوفود إلى نقطة تجمعنا قبل بدء المسابقة، واكتمل العدد بوصول 48 متسابقاً، لم أكن ضمن المتسابقين، لكنني كنت ضمن فريق الدعم في سابع جار. دق جرس البداية في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً، كانت أعين المتسابقين كلية متجهة صوب أكياس من علب المشروبات الغازية الفارغة وأشياء أخرى تعتبر من المخلفات التي عادة ما نلقي بها في سلة المهملات،
وإذا بهذه المواد تكون هي التحدي الأول الذي ينتظر المتسابقين! فكان التحدي هو محاولة تدوير هذه المخلفات لإنتاح شيء مفيد.
بدأ المتسابقون بالتفكير ملياً، وشاهدناهم يطبقون بنات أفكارهم في خلق شيء جديد ومفيد من تلك المخلفات، وبعد الانتهاء تم إعلان الفريق الفائز من هذا التحدي وكانوا قد أنتجوا قاعدة مصباح جميلة.
من هناك كان على كل فريق التوجه إلى أول مكان لهم لبدء البحث عن الكنز المنشود، فاتجه كل فريق من الفريق الاثني عشر إلى مكان مختلف عن الآخر، كل فريق يصحبه دراجة “سكوتر” ومصور لتغطية الأحداث، عدا عن السيارات الأخرى الداعمة للمسابقة والتي كنت في إحداها. كنا على تواصل دائم ومستمر مع المتسابقين من خلال الأجهزة اللاسلكية”Xpress” ،حيث كل فريق كان بحوزته جهاز واحد للتواصل معنا.
فور وصول كل فريق، كان يتم تسليمهم مغلفاً يحوي أحجية عليهم حلها للوصول إلى المكان الآخر في منطقة أخرى مختلفة في عمان، وكان لزاماً على كل فريق استهدام المواصلات العامة أو طلب المساعدة من أصحاب السيارات الخاصة بعض الأحيان، أعحبتني عدة مواقف حيوية من أهالي عمان ومن سائقي السيارات الخاصة، فمن المواقف الطريفة التي حصلت أن إحدى الأمهات كانت متجهة بسيارتها إلى المدرسة لإعادة بنتها منها، لكنها غيرت وجهتها تماماً عندما شاهدت إحدى الفرق يبحثون عن سيارة تقلهم! فما كان منها إلا أن عرضت مساعدتها عليهم ووافقت على توصيلهم إلى هدفهم التالي حتى لو تأخرت عن ابنتها
رأيت الكثير من الإصرار والرغبة في مواصلة التحدي حتى الرمق الأخير في عيون المتسابقين.. فكانوا صغاراً وكباراً مصممين على الفوز.. كانوا متعاونين رغم اختلاف منابعهم، فكل فريق حوى متسابقاً من الشمال وآخر من الجنوب وثالث من الشرق ورابع من الغرب، عمان بكافة أطيافها تجانست في سابع جار لتظهر نسيجاً مجتمعياً جميلاً يا طالما تمنينا لو أننا فعلاً نعيشه واقعياً كل يوم.
انتهت المسابقة بفوز فريق مرج الحمام فهنيئاً لهم، وهنيئاً لنا على عماننا وشعبها الطيب.