ايه.. ما في أمل

الجمعة 12 تشرين الثاني 2010

تصوير ريم مناع - يوم الانتخابات في مادبا

بقلم محمد يوسف

طُلب مني قبل اسبوعين ان اكتب عن الانتخابات النيابية. و صدقا حاولت أن اكتب: عن القانون البدائي، عن “الشعب العنيد”، عن المهزلة الاعلامية و الجوقة المرافقة، وعن “فضّلنا بعضكم على بعض”..

هناك الكثير مما يمكن قوله. القانون رديء ومخز وضار بالصحة العامة. الانفجار العنفي في الأردن لا يقتصر على منطقة، و ليس منفصلا عن نتاج الحراك “السياسي” في العشرين عاما الماضية. المهازل الاعلانية تملأ شوارع عمان. الأكيد: ليس منفصلا عن الشعب العنيد، الشعب الذي أفرز مجالس سابقة، و يفرز قوانين تمر دون اعتراض و دون أدنى اهتمام.

الحكومة من ناحية “ايدها طويلة.. الله يسعدها و يبعدها”. تم اعتقال 18 شخص تجمعوا امام رئاسة الوزراء للاحتجاج على قانون الدوائر الوهمية 2.0، القانون الذي يبدو ناتجا عن فكرة الVLANs  (للعالمين بأمور الحاسوب). التدخل في سير العملية الانتخابية وحث الناس على المشاركة وختاما ببدعة تأخير امتحانات الجامعات “حتى يتسنى للطلاب التصويت”… انه فعلا: يا الهي و يا سلام!

لنتحدث عن مكونات المجتمع؟ ماذا عن الاعلام الرائع؟ كافة الموقع الالكترونية باستثناءات محدودة “استرزقت” من الانتخابات. سواء بنشر “أخبار علاقات عامة” دون الايضاح، وصولا الى ابتزاز مرشحين بمعلومات – صحيحة كانت ام خاطئة- مقابل الاعلان. طبعا لا ننسى “البيست اوف” انتخابات و التي يربحها احد المحررين الذي أسهب و أطنب في تحليل شعار لمرشح الغى اعلانه مع الموقع. وبرضه: لا يمّل.

و الشعب العنيد؟ شعب يركض زرافات و وحدانا مقابل 25 دينار. المشكلة هي ان الحكومات المتعاقبة “خصوصا حكومة 2007” حوّلت مجلس النواب الى مجلس بصّيمة كما وصفهم احد الكتّاب البارزين. و بالتالي صوت الناخب برأيي قيمة مضافة للنائب اكثر منها مشاركة في القرار للوطن. و بالنهاية يصبح منطقيا وبشكل ملفت مبدأ: “كيف فلان رح ينجح؟ مهو معهوش فلوس”. و بشكل أوضح: يصبح هناك جيل لا يفهم معنى الوطن و المواطنة. جيل يؤمن بأن صوت ابن عمان اهم من صوت ابن الكرك او ابن الرمثا. و بأن المغترب صوته “متل اللي بإجري”.

هذا الجيل “يبني” أردنه، كل على ما يهواه. و لا يمتنع عن المشاركة في مشاجرة تمتد على ثلاث جامعات في سبيل “العشيرة”. هناك مقولة تتردد، و ناقل الكفر مش كافر، بأن توزيع المقاعد يراعي الولاءات التاريخية والتقلبات المتوقعة في المنطقة. لا أفهم حتى حينه كيف لا يمس ذلك مبدأ الولاء للدولة. انه “مواطن أردني” أنا. بلد التصنيع قضية يجب ان لا تؤدي بأي شكل من الأشكال الي التمييز ضدَي. اصلا “ما خصني فيها!”.

الكبار أيضا يريدون أردننا على هواهم: “كل هوا و اسكت” مثلا هو اردن البعض. بدلا من أن نكون مجتمعا منفتحا على بعضه و نستمع لبعضنا البعض، نتصرف بطريقة كتائبية و ننعزل. انا مثلا أقاطع الانتخابات. و القضية اكبر من “تعملّي بلوك أو unfollow “, القضية تعني انك ترفض الآخر. هذه المشكلة مش محلية و تشمل غالبية شعب محور “الاعتدال”. لذلك ننتقل الى الخلاصة.

لا يوجد لدي أمل بتغيير و تحسن في المجرى السياسي محليا. و كل ما أدعو الله به هو ان لا تسوء الأوضاع. يعني شو المشكلة بشوية شفافية ع محاسبة ع نزاهة؟ وين المشكلة بس اعتبر انه محاولة سرقة مليار دينار من الخزينة تستحق عقوبة اشد من ثلاث سنوات في سجن 5 نجوم؟ كل ما نطلبه هو أن نتحدث مع الوطن، و ان يحمينا الله من شر الكتائبيين الجدد. و أن يكون لنا صوت ليس وهميا ولا مجزأ. مجلس نواب يمثل كافة الاردنيين ويضمن تساويهم في الحقوق و الواجبات. مجلس لا يحتوي على اعضاء في هيئات حقوق انسان يعارضون التجمع السلمي للمعارضة و يؤيدون الانتماء لها!

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية