ماذا لو كان زعيتر على غير تلك الحدود؟

الأربعاء 12 آذار 2014

بقلم عبدالله السلمان

قتل القاضي رائد زعيتر وبدم بارد. لم يكن متسللاً ولا قائدا لخلايا جهادية. كان قاضيا في محكمة أردنية، يتوخى العدل في إصدار أحكامه بناءً على ما بين يديه من أسباب ودلائل وبراهين.

لكن حكم الموت ممن هم دونه جاء بلا أسباب. قتل ابن الثامنة والثلاثين عاما بلا أية اعتبارات أو مبررات. وهل يحتاج الغاصب تبريرا لمهيضي الجناح. و كما قال دنقل فإن الذي اغتال رائد ليس ربا ليقتله بمشيئته، وليس أنبل منه ليقتله بسكينته، و ليس أمهر منه ليقتله باستدارته الماكرة، هو محض لص؛ سرق الارض والحياة منا والصمت يطلق ضحكته الساخرة.

يقول رئيس الوزراء أن دولة الكيان اعتذرت، وهل يكفي الاعتذار؟ ألم يعتذر الأردن عن الدقامسة ومع ذلك حوكم وما زال يقبع خلف القضبان!

أين الاغاني التي أشبعتنا ضربا وطقطقة عظام لمن يعتدي على الوطن؟

أين كرامة الاردن؟ أين الاغاني التي أشبعتنا ضربا وطقطقة عظام لمن يعتدي على الوطن؟ أليست كرامة الاردني من كرامة هذا الوطن؟

لو كان رائد قتل على حدود إحدى الدول العربية كسوريا أو مصر على سبيل المثال لكانت الحكومة سارعت بسحب السفراء ولكان وزير خارجيتنا أثار الموضوع في أروقة مجلس الأمن ولكنا قطعنا العلاقات السياسية والاقتصادية و لقام بعض الكتّاب والإعلاميين في الصحافة المقروءة والمسموعة بالتجييش على الوافدين. كل هذا وأكثر كان ليحصل ضد دولة عربية شقيقة، “و هل تتساوى يد سيفها كان لك…بيد سيفها أثكلك؟”

سحب السفير و قطع العلاقات وإلغاء المعاهدة هو طموح كل أردني غيور لا يقبل الاهانة، و لكن هل ستقوم الدولة بوضع حدود لهذه الإهانات؟

هل سيحاكم الجنود قتلة القاضي رائد زعيتر كما حاكمنا الدقامسة؟ وهل ستنتهي فترة محكوميتهم ويبقوا في الحبس كما فعلنا مع الدقامسة؟ أم ان الكرامة أصبحت اسما لمعركة وكلمة في أغانينا فقط!

يا صاحب الولاية هل “يصير دمنا بين عينيك ماء”؟

 

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية