المكتبة المركزية (مكتبة البلد) مكان ثالث مهمل او ملهم

الأحد 03 نيسان 2011

بقلم ريما الصيفي، تصوير نجيب أكتوف

بالنسبة لي بدأ النقاش حول المكتبة عندما ظهرت لأول مرة العريضة الالكترونية على صفحة عمّان والتي تحذر العمّانيين من تحويل هذه المكتبة الى فندق بوتيك (Boutique Hotel).

يأتي هذا المشروع كما تقول الأمانة لسببين: الأول هو توسيع المكتبة أكثر مما هي عليه الآن، والثاني: اقامة فندق يقدم خدمات مميزة للسائحين وزوار عمان وتحديدا زائري منطقة وسط البلد.

وهنا بدأ التساؤل هل فعلا تحويل هذه المكتبة إلى فندق سيعيد الحياة إلى وسط البلد؟ هل الفوائد الناتجة عن التحويل تطغى على الخسائر؟ هل هذه العريضة فقط دعوى رومانسية للحفاظ على مكان طواه النسيان؟

أدركت اني لن أستطيع الحكم ربما لبعد المكان عن سكني وبعدي انا نفسي عن ارتياد المكتبات العامة ولاكتفائي بما توفره الانترنت ومكتبتي الخاصة من كتب انتقيتها بنفسي لي ولأولادي. فكانت هذه الزيارة ضرورية لتكوين رأي دون أحكام مسبقة فرضتها علي نشأتي وسكني. أصدقكم القول أنني توقعت ان تكون هذه المكتبة مهمّلة وعدد زوارها قليل .

المكتبة فعلا قديمة ومبناها يحتاج للتجديد فيعود تاريخها إلى العشرينات حيث كانت موقع بلدية عمّان بيد أن هناك جمالية لهذا البناء قد لا نجدها في أي مكان اخر.

حسب السيدة رند العلمي أمينة المكتبة فإن عدد الكتب الموجودة بين 150 -200 ألف يتم تجديدها كل فترة .لكن هناك نقص في الكتب الأكاديمية العلمية والتكنولوجية كما أن كتب الأدب والتاريخ هي الطاغية بطبيعة الحال. ويبلغ عدد المشتركين 29600 مشترك معظمهم طلبة جامعات خاصة وحكومية من عمّان و المحافظات.

تبلغ قيمة الاشتراك دينارين تدفع مرة واحدة لمدى الحياة للبالغين ودينار واحد تدفع لمرة واحدة للأطفال حتى 15 عاما.
يعمل في هذا المبنى حوالي 100 موظف في أقسام المكتبة ودائرة المكتبات : تصنيف، تزويد، مراجع، إعارة ومكتبة، كما يضم المبنى مكتبة كبيرة للأطفال ملحقة بقسم الدوريات ذي الطلة الخلابة على الساحة الهاشمية والمدرج الروماني.

وعند سؤال السيدة رند عن عدد رواد المكتبة قالت انه يتراوح بين العشرات يوميا و المئة – مئتين في عطلة نهاية الأسبوع. وقالت ان هناك رواد يأتون يوميا ويتم افتقادهم عند تغيبهم يوما.

إلا ان هناك فقط أربعة اجهزة حاسوب لاستخدام رواد المكتبة، اثنان يستخدمان كفهرس للمكتبة واثنان آخران فقط متصلان بالانترنت، والأجهزة الاخيرة مقدمة كمنحة من البنك الدولي وتفتقر إلى اماكن اصطفاف.

موقع المكتبة فعلا هو قلب عمّان
مصادر تقول ان المشروع الجديد الذي سيشمل الساحة الهاشمية ومنطقة المدرج الروماني ومنطقة القلعة سيعيد اهل عمّان لقلبها. أما بالنسبة للمكتبة فسيتم نقلها الى مكان مخصص لا يبعد اكثر من 100 متر عن موقعها لحالي وسيكون الموقع الجديد مصمما خصيصا لمكتبة وسط المدينة وسيتم تزويده بالبنية التحتية اللازمة للمكتبات وسيعيد لها مكانتها المرجوة وسيتم توفير مصفات للزوار. وسيبقى الدعم لها. كما ستعمل هذه المشاريع على توفير 600 فرصة عمل جديدة على اقل تقدير.

تحتاج المكتبة إلى التوسعة و التجديد. كما قد تستفيد المنطقة من فندق ومن هذه المشاريع فيها لتتجدد الحياة فيعود أهل عمّان من شرقها و غربها إلى قلبها مرة اخرى. كما أن المنطقة قد تزدهر وتوفر فرص عمل اكثر كما حصل في حلب .

لكن هل حققت المكتبة اهدافها المرجوة؟ أم هي حقا في طي النسيان لدى العديد من الأردنيين كما وسط البلد ؟هل مبنى المكتبة هو المكان الأمثل للفندق؟ هل سيكون المكان الجديد للمكتبة هو مكان لائق بها؟ هل ستكون هذه المشاريع جاذبا اكثر للمكتبة و وسط البلد؟ وهل هناك بديل اّخر؟

ما زالت هذه الأسئلة تطاردني وأنا أكتب هذه السطور… فالمكتبة قد تكون مكان مهمل للبعض مكان ثالث للبعض الاّخر و قد يكون مكان إلهام لاّخرين.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية