ما رأيته الجمعة

الأحد 27 آذار 2011

بقلم وعدسة علي الحسني

الجمعة كنت شاهد على أسوأ يوم في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية بنظري. أجلس في عملي اليوم واتألم نفسيا وجسديا من الذي حصل، نفسيا لأنني رأيت اعتصام سلمي يفض بالقوة دون التفريق بين المسالمين والذين حضروا لكي يعتدو على المعتصمين سواء كانوا نساء أم أطفال أم كبار سن.
بينما كنت أغطي الأحداث لأنني مؤمن بحرية الرأي والتعبير، رأيت أمور لا تزال تؤثر بي حتى هذه اللحظة، رأيت شرطي بعيني يضرب بنت مما تسبب بسقوطها على الأرض مغشي عليها وحاولت قدر المستطاع أن اساعدها الا أن رجال الشرطة والبلطجية لاحقوني وضربوني بكل مكان يستطيعون أن يضربوني به.

ركضت وركضت وركضت الى أن وصلت إلى أحد الشوارع الفرعية وارتميت على الأرض أبكي كالأطفال من هول الأمور التي رأيتها، لم أكن اتوقع أن تصل الى حد الإعتداء على المتظاهرين المسالمين بهذه الطريقة، كنت خائف ومرتعب وجسمي كله ينتفض من البرد والتعب.

عندما بدأ الإعتداء كنت في وسط كل شيء وكنت أراقب السماء حرصا مني ألا أصاب والحمد الله لم يصبني من الحجارة الا حجر صغير ضرب رجلي ضربة خفيفة لم تؤذني كثيرا، كنت شاهدا على مواقف بطولية من المعتصمين الذين كان يمنعون الغاضبين من الرد برمي الحجارة وكانوا يساعدون المصابين وكانوا يمسكون بأي شيء قد يمنع البلطجية من ايذاء المتظاهرين.

هناك اعتقاد سائد بين كثير من الناس أن المظاهرات التي تخرج تطالب بإصلاحات سياسية هدفها إخلال أمن واستقرار الأردن الذي نحبه كلنا وأنا من ناحيتي أقسم بالله العظيم أن هذا الكلام خاطىء وعاري من الصحة، أنا أحب بلدي وأريد الأفضل والأحسن والصحيح لها وأحب الملك عبد الله وأنا مؤمن ايمان كامل بأن هذه المظاهرات تريد الأفضل للبلد وفقط لا غير والذي يقول أن الشباب والبنات الذين كانو في المظاهرة هم كلهم من الإخوان المسلمين أيضا هذا خاطئ لأنني رأيت بعيني شباب وبنات من كافة أطياف المجتمع الأردني متواجدين ولم يكن لأحد منهم أجندة غير الحرص على أمن الوطن وما هو الأفضل له.

لقد كتبت هذا الكلام كله لأنني لا اريد أن اكتم ما في نفسي أكثر من ذلك. وكل الذي استطيع أن اقوله انه سيأتي يوم وتتحسن الأمور وأتمنى من كل قلبي أن يأتي هذا اليوم قريبا.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية