رصد: حبر
في خطاب الهوية، “بدلا من أن نتشاجر كأطفال مدارس نحاول بلا هدف قياس انتمائنا الى الأردن بالإنش الواحد وفقا لأصولنا و جذورنا الجغرافية،” يرى عمار أنه “من الحكمة تسليط الضوء على وجهة النظرالإسرائيلية من شرق نهرالأردن، و هم خصوم الهوية الأردنية، كمعيار لقياس المعنى الحقيقي لهويتنا.” فعلى الرغم من الاختلافات العرقية الكبيرة في المجتمع الاسرائيلي، إلاّ أن الدولة استطاعت توجيهه إلى الايديولوجيات اليمينية التي آمن بها الآباء المؤسسين للحركة الصهيونية. بعد رسم مقارنات بين المجتمعين، يرى عمار أن أي اصلاح في الأردن يجب أن يبدأ بمعالجة الهوية الوطنية، مرة واحدة و للأبد. “فعلى أولئك الذين يعارضون تنوع الهوية الوطنية الأردنية، وأولئك الذين لا يقبلوا الهوية الوطنية الأردنية كأساس، عليهم جميعا القبول بتنوعها و أساسيتها أو اختيار هوية أخرى تلبي طموحاتهم.”
ولّد خبر حكم محكمة أمن الدولة على عدي أبو عيسى بالسجن سنتين تحت جريمة “المس بكرامة الملك” ردود فعل قوية لدى الاردنيون على الانترنت، منها متفاجئ ومستاء سواء من الحكم نفسه أو من صدوره من محكمة عسكرية، ومنها مرحب بعدالة القضاء والقصاص. يقول عبدالله “لا أفهم أيّ كرامة تبقّت لملكٍ شعبُه يحرق نفسه من العوز والحاجة؟؟” ويضيف “كيف يحاكم من حرق صورة الملك ولا يحاكم من ذبح خيري وأطلق الرصاص على جلالٍ وقلع عين عماد؟” في نفس الموضوع يتساءل نسيم، كيف يمكن في دولة مثل الأردن تحمل على عاتقها المضي قدما بالاصلاح و تأسيس بيئة ديمقراطية، أن يظل “المس بكرامة الملك” جريمة يعاقب عليها القانون؟ ويقول “إن ضرب شاب ذي ال ١٨ عاما، و ارساله الى محكمة عسكرية لاطلاق حكم بسجنه سنتين، قد تسبب بضرر أكبر لكرامة الملك من الضرر الذي سببه الشاب بحرق صورته”. قد يكون هناك من يؤمن بأن التعامل مع القضية بهذا الشكل سيرسل رسالة للمحتجين بأنه لن يتم السكوت مهما كان على إهانة الملك. و لكن بالنسبة لنسيم، فقد ولى الزمن الذي كان فيه هذا النوع من العقوبات يشكل رادعا للمحتجين، و خصوصا بعد الصحوة العربية، فعلى العكس، قد يعطي تعامل الحكومة مع هذه القضية بهذا الشكل شرعية أخرى للاحتجاج و التظاهر.
بالنسبة لنادين، ما قام به عدي خلق فرصة لتضميد جراح البلد وذلك ببدء حوار مفتوح مع الشباب الساخطين والمستائين. فتقترح “على جلالة الملك أن يقوم بحوار مع عدي على الهواء مباشرة… فهناك الكثير من المحبطين من ذوي ال ١٨ عاما يستغيثون لتحسين علاقتهم مع وطنهم، مجتمعهم وذاتهم. و هذا حقهم. علينا مسؤولية جماعية للاستماع اليهم.” وترى أن التعليقات والتحليلات على خبر عدي تنذر بالخطر، حيث قد نكون قد فقدنا حسنا المشترك وفطرتنا السليمة وعاطفتنا من دون وعي.
تحلل مريم المشكلة في إحباط الشباب، “هي ليست الفقر، لأنه إذا كان الجميع في نفس الوضع، لا يوجد مشكلة. تستطيع الحكومة بأن تقول “يا جماعة كلنا نفس الشي، اللي بده يصير لازم يشتغل” ولكن المشكلة تكمن في غياب العدالة، بمعنى أخر أن يأخذ مواطن حق مواطن أخر. فيتم مكافأة المقصرين ومعاقبة المتميزين. وهذا في رأيها ما تزرع بذور الإحباط. تقول مريم هذا وهي تشارك القراء برسالة تلقتها في عملها من طالب جامعة لم يستطع التخرج بسبب 750 دينار.
ضاقت صبا ذرعا من التناقضات في سياسات الحكومة الأردنية وتصريحاتها التي ترى أنها تشعل فتيل الاحتقان الشعبي. فكيف تقر الحكومة الحريات الحزبية وفي الوقت نفسه تهدد الناشطين السياسيين المستقلين بالاعتقال والمحاكمات، وكيف ترفع اسعار الوقود في ظل ما يتفشى من جوع وبطالة؟ تُعلق أيضا على خطط الاحتفالات التي أطلقتها اللجنة الحكومية بمناسبة عيد جلالة الملك في جميع انحاء المملكة، “ففي وقت تشكي قلة الموارد من جهة، تبذخ في احتفالات لا طائل منها من جهة أخرى. إن كان لا بد من الاحتفال الذي لا أستطيع فهم دواعيه، يكفي الإعداد لاحتفال رسمي رمزي، ولتصرف الأموال المجيّرة للاحتفالات لمن يحتاجها حقّاً كالفقراء مثلاً”. بالنسبة لصبا، فإن هذه التناقضات هي ما أوصلت الشعب الى ما وصل اليه الآن، فقد “آن الوقت أن تصبح الدولة ونظامها مع الشعب وإلى الشعب، قلبا و قالبا”.
في الخطاب الديني، ينتقد فادي خطاب الدكتور أمجد قورشة في أحد حلقات سلسلة “احسبها صح”، حيث “يضخم بطريقته الكاريكاتورية النظرة الدونية للمرأة” على الرغم من انه قد يعطي الانطباع الأولي بأن لديه حجة منصفة. ففي الحلقة وجد فادي في خطاب الدكتور قورشة “تعريف ذكوري ضيق للشرف”، و انتقد “التقسيم الاخلاقي للمرأة حسب لباسها” وقياس انجازاتها بقدرتها على تأمين زوج المستقبل، وافتراض ان جميع علاقاتها مع الذكور ما قبل الزواج علاقات غير شريفة.
تهدف اصوات أردنية حرة إلى القاء الضوء على بعض مما يكتبه المدونون الأردنيون في فضاءات الإنترنت باللغتين العربية و الإنجليزية ليصل صدى أصواتهما إلى مسافات أبعد.